منشطات دموية لـزيادة لياقة اللاعبين!
[align=right]
عند القيام بالتمارين العضلية الشديدة تستعمل مجموعات عضلية عدة كما هو الحال في كثير من الرياضات، وبالتالي يتم استهلاك كمية كبيرة من الأ**جين، حيث يرتبط استهلاك الأ**جين الأقصى بصورة رئيسة بحجم إنتاج القلب الأعظم ومحتوى الدم الشرياني من الأ**جين.
ومع مرور الوقت في أثناء التمرين يصبح الأ**جين المحمول أقل، مما ينتج عنه نقص بمعدل استهلاك الأ**جين الأقصى. ولذلك فالسؤال المطروح: إذا ازدادت كمية الأ**جين في الدم الشرياني من خلال زيادة تركيز الهيموجلوبين (HB) ألا يمكن بهذا الأسلوب السماح بزيادة استهلاك الأ**جين الأقصى مما ينتج عنه زيادة الإمكانات الجسمانية واللياقة لدى الرياضيين والمواظبة على الأداء بشكل أفضل وزيادة كفاءة الرياضي؟
إن نقل الدم الدم يمكن أن يزيد كفاءة الرياضي ومستوى لياقته البدنية بوسيلة صناعية غير رياضية لا تقرها أهداف الرياضة. وهذا التصرف لم يكن معروفاً إلى وقت قريب. وربما جاءت أولى الملاحظات لهذه المخالفة منذ عام 1972، وقد تمت أبحاث حول هذا الموضوع بشكل منهجي وعلمي لبيان أخطار هذا التصرف الذي يعتبر تعاطياً للمنشطات وأطلق عليه مصطلح (Blood Doping).هذا الإجراء أو التصرف أصبح مداناً في الوسط الرياضي، وقد أدرج هذا المصطلح ضمن المنشطات واعتبر محظوراً اللجوء إليه اعتباراً منذ عام 1984م من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.
ولكن لا توجد طريقة أكيدة لاكتشافه حتى الآن. كما لا توجد وسيلة مطلقة أو واضحة تستطيع التأكد من هذا التصرف، والأبحاث في هذا المجال مازالت في مهدها، ولذلك فالمعلومات المتوفرة حول المنشطات الدموية محدودة.
* نقل الدم وتخزينه
يتم نقل الدم المنشط بطريقتين، الأولى من معط آخر للدم يحمل فصيلة الدم نفسها، ويتم النقل بعد التأكد من تطابق فصيلة الدم المعطاة مع فصيلة دم الرياضي. ومن أخطار هذه الطريقة نقل الأمراض.
أما الطريقة الثانية فهي أخذ الدم من الرياضي نفسه وتخزينه في بنك الدم لمدة 4 إلى 5 أسابيع ثم يعاد إعطاء هذا الدم إلى اللاعب لزيادة عدد الكريات الحمر لديه، كما أن الدم يمكن أن يحفظ بطريقة التجمد لمدة طويلة ويمكن إعادته بعد ذلك إلى نفس الرياضي.
* نقل الدم المتطابق (Homologous):
إن نقل دم متجانس لمعط آخر يمكن أن يتم كشفه بما ينتج عن ذلك من أخطار صحية أو طبية عند نقل الدم، كما يمكن اللجوء إلى تقنية الكشف المناعية لتقرير حدوث نقل الدم (Immunological techniques)، وهذه الطريقة المناعية طورت عام 1987 في فنلندا، ولكن لا يوجد حتى الآن طريقة معتمدة والمعلومات بهذا الاتجاه قليلة. وكذلك التقارير الصادرة عن مراكز الأبحاث بهذا الخصوص.
* نقل الدم العائد للرياضي نفسه (Autologous transfusions):
لا تتطلب إجراءات نقل الدم هذه القيام بتحليل الدم المنقول لأنه دمه المحفوظ أصلاً، ولكن هذه الطريقة أيضاً تسبب بعض التغييرات الفيزيولوجية الهامة.
إن استخدام نقل الدم منشطاً يسبب طبعاً زيادة متوقعة للكريات الحمر وكذلك للهيموجلوبين، وبعد نقل الدم يكون في الدورة الدموية نوعان من كريات الدم الحمراء: الأولى هي كريات الدم العادية الطبيعية، والثانية من الدم المنقول إلى اللاعب، ولكل منهما منحى حياة مختلفة. ونظرياً فإن هذين المنحيين يمكن اكتشافهما بتقنية خاصة. وفي الحقيقة أن تطبيق هذا الافتراض النظري يحتاج إلى استخدام مكونات مشعة، ولذلك فهذا النوع من التحليل غير مطبق للكشف عن ما يسمى بالمنشطات الدموية.
من الواضح أن تخزين الدم في الثلاجات يؤدي إلى نقصان متدرج في عدد الكرات الحمراء بسبب العمر الافتراضي للكريات الحمر. وهذا يعود إلى ت**ر الكريات الحمر بصورة تدريجية قبل إعادة حقنها. كما أن جزءاً منها سوف يتم ت**ره في فترة قصيرة بعد نقله بسبب هشاشة الكريات الحمر. إضافة إلى أن التغييرات الشكلية لغشاء خلايا الكرات الحمر المخزنة يمكن ملاحظته بالمجهر الإلكتروني، ومع ذلك فنحن لا نملك المقدرة لوضع علامات مميزة جديرة بالاهتمام تحدد استخدام نقل الدم منشطاً. والعلامات التي يسببها نقل الدم لا يمكن اعتبارها وسيلة إدانة، فمن المعروف أنه بعد نقل الدم بست ساعات تحدث زيادة في حجم المصل الدموي والبيليروبين، وكذلك الحديد، كما أن دورة إعادة تكوين الكريات الحمر تتطلب وسيطاً هو هرمون الإريتروبيوتين (Erythropoitin) الذي ينتج بصفة خاصة من الكليتين. وإن نقل الدم الذي ينتج عنه زيادة في الكريات الحمراء يسبب نقصاً في إفراز هرمون الإريتروبيوتين (EPO) ويؤثر في مستوى إفرازه، وهذه التغييرات الفيزيولوجية يمكن تعقبها في المصل فقط. وذلك باستخدام جهاز (Radioimmunoassay) وهو جهاز يقوم بالمسح الآلي لكشف التغييرات الفيزيولوجية بأسلوب التحليل المناعي لمعايرة الإريتروبيوتين (EPO) في مصل الدم.
حيث إن نقل الدم المحفوظ يسبب هبوطاً في مستوى الـ(EPO) يصل إلى حدود 60% في اليوم التالي لنقل الدم وهذا المستوى من الهبوط يستمر لمدة أربع أسابيع تقريباً.
* الكشف عن المنشطات الدموية
يجب الأخذ بعين الاعتبار أن اكتشاف أمر تعاطي المنشطات الدموية تتحكم فيه عدة عوامل يجب مراعاتها، كما أن تغيرات مماثلة في الدم لأسباب أخرى. فالرياضي الذي يتدرب بشكل جيد ربما نجد لديه ارتفاع حديد المصل (S.Fe) والبيليروبين دون تعاطي المنشطات الدموية، وهذا ما قد نجده في رياضة التزلج (Skier) حيث يحدث لدى بعض الرياضيين ارتفاع في حديد المصل والبيليروبين بحدود 10% منهم بسبب تسارع ت**ر الكريات الحمر لديهم. إضافة إلى أن هذه الظاهرة قد نجدها في بعض الأمراض، ولذلك فارتفاع نسبة الحديد والبيليروبين في المصل ليست دليلاً على اللجوء إلى المنشطات الدموية.
كما أن زيادة مستوى (HB) الهيموجلوبين فقط لا يمكن اعتبارها علامة أكيدة على اللجوء إلى المنشطات الدموية، في حين أن مستوى الإريتروبيوتين في المصل (S.EPO) المنخفض فقط ليس دليلاً على المنشطات الدموية. ولكن إجراء تحليلين ووجود نقص في مستوى (EPO) ملحوظ بينهما يشير إلى احتمال اللجوء إلى استعمال المنشطات الدموية.
ولذلك فإن تقرير وجود حالة إيجابية لاستعمال المنشطات الدموية يعتمد على مجموعة عوامل، وهذا يدعو إلى القول بأن إقرار وجود حالة إيجابية يعتمد على أخذ أكثر من عينة واحدة للدم للمقارنة بينهما من حيث زيادة الحديد والهيموجلوبين والبيليروبين ونقص الإريثروبيوتين، وإن الحصول على هذه النتائج يدل على إيجابية المنشطات الدموية.
والمقارنة التي أشرت إليها خاصة بإيجابية المنشطات الدموية التي تتم بنقل الدم. وعادة يتم أخذ العينة الأولى قبل الحدث الرياضي بمدة كافية والعينة الثانية بعد الحدث الرياضي.
في الختام نجد أن المعلومات التي يجب الحصول عليها تتطلب أخذ عينات للدم بدل البول، وهذا أمر ضروري لإثبات وجود إيجابية استخدام المنشط الدموي.
ويتم أخذ عينتين على الأقل بفارق أسبوعين علماً بأن استعمال نقل الدم منشطاً سوف يزيد من مقدرة الرياضي وكفاءته لمدة قصيرة من الوقت.
ويجب الإشارة إلى أنه في الوقت الحاضر لا يمكن اكتشاف أكثر من 50% من حالات تعاطي المنشطات الدموية التي تتم بنقل الدم المخزن.[/align]
|