ما أعظم ثواب الصبر
مــا أعظــم ثواب الصـبر
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا ومولانا محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين .
السلام عليكم ورحمة الله أسعد الله أوقاتكم إخواني الكرام واســـــمحوا لي بأن أطرح هذا الموضوع المتواضع راجياً من الله العلي القدير أن ينفعنا بما فيه .
..........
الصابرين هم أولياء الله من أنبياء ورسل وأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين, ومن أطاع الله بما أمر من إتباعهم واقتفاء أثرهم في طاعته كان معهم , الله يرزقنا طاعته . قال تعالى :. { وجعلنا منهم أْئِمةً يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون }. {وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كلٌٌّ من الصابرين }.{ قال يآ أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شآ الله من الصابرين }...{والذين صبروا ابتغآء وجه ربهم وأقاموا الصلواة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولآئِك لهم عقبى الدار }...{ أُولآئِك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنةِ السيئةَ ومما رزقناهم ينفقون }.
للصبر منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى وعند أوليائه عليهم السلام لمن وفقه الله لهذه النعمة الجليلة و المنزلة الرفيعة والتي تُقَرِب العبد من المعبود جلت قدرته .
قال تعالى { وما يلقاهآ إلا الذين صبروا وما يلقاهآ إلا ذو حظٍ عظيم }.
وعد الله عز وجل الصابرين خير الثواب لقوله تعالى :.{ الذين صبروا وعملوا الصالحات أُولآئِك لهم مغفرة وأجرٌ كبير }....{ و لنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } .
{ إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفآئِزون }....{أُولآئِك يجزون الغرفةَ بما صبروا ويلقون فيها تحيةً وسلاماً }....{الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون }. .. {وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً }.
قال سيدنا و مولانا جعفر سلام الله عليه اختصر الله لكم الدين في ثلاث آيات من وقف عندها وتأملها وتدبرها وجد فيها الخسران المبين والعياذ بالله لمن عصى وتكبر وكفر , أو الفوز العظيم لمن آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر, الله يجعلنا وإياكم من الفائزين برضوان الله تعالى والفوز بالجنة و النجاة من النار إنه سميع مجيب :. قال الله تعالى {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم . والعصر ﭒ إن الإنسان لفي خسر ﭗ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ﭡ }.
فانظروا إخواني الأعزاء وتدبروا الآيات الكريمة ومكان الصبر فيها فمن تدبرها فإنه يجب عليه أن يصبر على إيمانه لأن أهل الكفر والفسق والعصيان لن يتركوه وإيمانه حسداً من عند أنفسهم ، و كذلك أهل الأعمال الصالحة يصبروا ويثابروا عليها لأن أهل الطالحات لن يعجبهم ذلك فيكيدون لهم، وأهل الباطل لن يتركوا أهل الحق فيجب عليهم الصبر والتمسك و الثبات عليه حتى يظهره الله ويبطل الباطل وأهله إنه على ذلك قدير .
وعند تلاوتنا للذكر الحكيم نجد أن الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين أن يستعينوا بالصـــبر والصـَّلاة صلة العبد بربه قال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصَّلاة إن الله مع الصابرين }.
والمثابرة على الطهارة و الصلاة والصبر والاستعانة بالله تعالى من أعظم العبادات التي تنهى عن الفحشاء والمنكر لأن الله سبحانه وتعالى سيكون معهم فمن كان الله معهم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون بل يبشرهم الله تعالى بقوله :. { ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين}.
وقال تعالى :. { قال الذين يظنون أنهم مُّلاقوا الله كم من فئةٍ قليلة غلبت فئةً كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين }.
وقال تعالى :. {الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار }.
والصبر مطلوب مع جميع أعمال الخير التي تعود بالمنفعة على المؤمن وامتحان له لينال بذالك خير الدنيا والآخرة بإذن الواحد الأحد حيث قال تعالى : . { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا ويعلم الصابرين }.
يا حظ المؤمنين الصابرين لما أصابهم في سبيل الله بمحبة الله لهم الله يجعلنا وإياكم من عباده المؤمنين الصابرين الصادقين القانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار والمجاهدين في سبيل الله تعالى في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس يا رب يا كريم قال الله تعالى : . { وكأين من نبيٍ قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لمآ أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين } .
كما يجب على المؤمن الصالح الطائع لله ولرسوله أن يترفع عن التنازع كما أمر الله تعالى بقوله : .{ وأطيعوا الله ورسوله ، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين }.
ومن كرم الله تعالى ورحمة ومعرفته بمقدرة عباده وحاجتهم إليه أكرمهم بالتخفيف عنهم قال الله تعالى : . { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائةٌ صابرةٌ يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألفٌ يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين } .
وقد نهى الله عز وجل عن الاستعجال وأمر بالصبر ورغب فيه لما يعود على الصابر بالمنفعة
والمغفرة والأجر والثواب فقال تعالى : .{ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم والله غفورٌ رحيمٌ}. ولا يكون غفران إلا من ذنب .
فما كان الصبر في شيء إلا زانه فلنترك العجلة الاستعجال فجميع أمورنا ونستعين بالله ونتأنى
ونتثبت في أفعالنا وأقوالنا و جميع تصرفاتنا بما يعود علينا بالمنفعة والأجر والثواب والمغفرة
التي دائماً نرجوها من الله العلي القدير متوكلين عليه جعلنا الله وإياكم من المتوكلين على العزيز الجبار قال الله تعالى :. { الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون } ... { ثم كان من الذين أمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ﯩ أولآئِك أصحاب الميمنة ﯭ }.
جعلنا الله وإياكم من أصحاب الميمنة آمين أللًّهُمَّ آمين يا رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين وبارك وسلم ....
|