الملك أخشنوار ووزيره.
يحكى أن الملك فيروز بن يزدجرد سار مريدًا حرب الهياطلة فلما سمع ملكهم اخشنوار خافه خوفا شديدا وعلم أن لاقبل له بمواجهة الملك فيروز وجيشة فجمع أصحابه وأستشارهم فقال له بعض وزرائه : اقطع يداي ورجلاي وألقني على الطريق وعليك عهد الله بأن تحسن الى عيالي بعدي وأنا سأحتال على فيروز وأفدي ملكي ووطني .
ففعل اخشنوار به ذلك . ولما مر به الملك فيروز ساله عن حاله ومن الذي قطع يديه ورجليه ورمى به في الطريق فقال له الوزير : اني قلت لاخشنوار لا طاقة لك بفيروز فغضب مني وفعل بي هذا الذي تراه واني لسوف ادلك على طريق لم يسلكها ملك قبلك وهي اقرب لمباغتة اخشنوار وهزيمته . فاغتر فيروز بذلك وتبعه فسار به الوزير وبجنده حتى قطع بهم مفازة بعد مفازة حتى اذا علم انهم لا يقدرون على الخلاص اعلمهم حاله, فغضب الملك فيروز غضبا شديدا من الوزير المقطوع وعلم أن الملك أخشنوار قد أوقعه في الفخ بواسطة تضحية الوزير المخلص.
فقال وزراء فيروز لفيروز: حذرناك فلم تحذر فليس الا التقدم على كل حال فتقدموا امامهم فوصلوا الى عدوهم وهم هلكى عطشى وقد قتل العطش منهم كثيرًا.
فلما اشرفوا على تلك الحال صالحوا الملك اخشنوار على ان يخلي سبيلهم الى بلادهم على ان يحلف له الملك فيروز انه لا يغزو بلاده فاصطلحا وكتب فيروز كتابًا بالصلح وعاد ألى بلاده خائبا.
|