وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كعادتك أخي الكريم ..
تنثر لنا الأفكار النيّرة والنقاشات المفيدة كي نشغّل العقل وكي تستمر الحياة بالأخذ والعطاء
فجزاك الله الجنة على اجتهادك الدائم...
-----------------------------------------------
قال تعالى : فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) [النساء:3]
بالنسبة للموضوع المطروح وكوني أنثى ولديّ نفس المشاعر التي تكمن في كل إمرأه !!
من ناحية عامة فالغيرة موجودة لأن المرأة كتلة من الأحاسيس وعندما تمتلك شيئاً لا ترضى بأن يشاركها أحد غيرها وهذا شي طبيعي حتى في عهد رسولنا وبين زوجاته ولكن يختلف الآن بمدى الحكمة
فنساء الرسول عليه الصلاة والسلام حكيمات أنعم الله عليهن بأكبر نعمة وهي زواجهن من حبيبه المصطفى فعلّمهنّ القرآن وأحكامه وطبعاً كان لتعدد الزوجات عند الرسول حكمة وهي نشر الإسلام والكثير....
إن الإسلام عندما شرّع تعدد الزوجات شرّعه لغايات وأهداف سامية مرتبطة بالحفاظ على المجتمع و تحقيق قوة تماسكه
فكثيراً ما نقرأ في العصور الإسلامية الأولى إن أي زوجة عندما تترمل أو تطلّق وتنتهي عدتها يسارع الصحابة ليخطبوها لهم , وبذلك هم يحققون وحدة المجتمع وتماسكه وذلك بعدم ترك المرأة وحيدة
فهل يمكن لنا أن نعيد النظرة الإيجابية لتعدد الزوجات ونستخدم تعدد الزوجات من أجل الغايات السامية التي جاء بها الشرع !!
ولو فرضنا إن رجلاً ما في مجتمعنا تزوج مرة ثانية بالشروط التالية :
موافقة الزوجة الأولى
الزوجة الثانية مطلّقة أو أرملة
الرجل مقتدر مالياً وقادر أن يفتح منزلين بسهولة وييسر
الهدف من كل الزواج بالدرجة الأولى هو تحقيق الستر للزوجة الثانية المطلّقة أو الأرملة ..
وإذا نظرنا إلى عصرنا الآن فسوف نرى نماذج كثيرة في مشاكل تعدد الزوجات وذالك لعدم المساواة و عدم تطبيق ما شرّع الله في كتابه الحكيم لذلك تخاف الزوجة الأولى من هذه المشكلة الكبيرة وأغلب الزيجات الآن لا يكون فيها عدل أو إنها فقط تكون لدوافع معينة مثال :
1- فرض الآباء والأمهات على الرجل الزواج من الأقارب دون رغبة منه (تكون الضحية المرأة وبعد ذلك يتزوج أخرى وينسى الأولى إنتقاماً لأهله أو لأنه لم يرتاح نفسياً مع الأولى .حينها يبدأ الناس برمي الأولى بإنها مقصّرة ولأنها كذا وكذا وبعد فترة تسمع إن الطلاق منتشر والأسباب كثيرة)
2- تطبيق المثل الدارج ((الفلوس تعمي النفووس)) بمعنى إن كثرة المال لدى الرجال تولد فيهم حب التعدد ولكن ليس بتطبيق من الشريعة..
(( أعلم بإنني خرجت عن النص)) ولكن هذا ما أوضحه من أسباب لدافع الغيرة لدى المرأة
ولكن كرأي مني إذا كانت الزوجة الأولى حكيمة ومتدينه وإيمانها كبير بالله تعالى ((فسوف تراه من هذا الجانب إنه خيراً له فما المانع إذا كان زوجها يوفي يالشروط و الأحكام الشرعية وما المانع في أن يقلل من نسبة العنوسة بشرط تطبيق الحقوق لدى الجميع؟؟ وإن كانت صعبة عليها ولكن تستطيع أن تقتدي بأمهات المسلمين وتبقى هي والأخريات كالأخوات ويشتركن في تربية الأولاد والبيت ولها الأجر بإذن الله (( من وضعت الأمور لله تعالى وتحتسب الأجر فإنها تبقى في راحة لا مثيل لها))
أسأل الله العفو والعافية وأن يسامحني إن أخطأت في شي في الرد أو النقاش
|