من اشرس معارك رجال يام والمكارمه
هكذا التاريخ يخلد من كان يستحقه من أبطال المكارمه ورجال يام في الماضي كانت افعالهم عنوان الشهامة والرجولة والشجاعة.................
عام 1175 من الهجرة النبوية الشريفة رفعت خمارها تلك البنت وصيحاتها ارجفت لها الجبال عند وصولها نجران بعد مقتل والدها احمد بن حسين الشريف من قبل ابن عمها احمد ابن محمد بن حسين الشريف حاكم جازان والذي نكث العهد والميثاق الذي كان بينه وبين الداعي الاسماعيلي الفاطمي اسماعيل بن هبة الله المكرمي بخصوص الامان لعمه اخي ابيه والذي كان في وجه الداعي اضافة الى عرضه وماله عندما تم ابرام ذلك في الماضي وبحظور ثلاثين رجلا من كبار وعراف رجال يام ولكن الطمع في الدنيا والجاه والسلطان جعلته ينقض العهود والمواثيق السابقة..
في اليوم التالي لبس الداعي ثوبا اسود وذهب الى المسجد ليصلي بالناس يوم الجمعة وقد تناكروا رجال يام الوضع فيما بينهم لان الوضع مذهل وعندئذ طلع الداعي على المنبر وقال:
"إين رجال يام إين رجال يام ابن يصبا إين الذين يعيدون السيف الى نصابه إين أهل الوعود الصادقة"
التف الرجال وظهرت العزواي وصيحات يام المعروفة وعرفوا مافعله الناكث احمد بن محمد حسين الشريف في عمه الذي لم تنفعه الاموال والعطايا التي ارسلهافي تلك الفتره الي بعض كبار يام وعرافها امثال حسن ال مشبب من زور ال الحارث وعلي ابن غانم من الصقور ومهدي بن دويره من ال منصور عندما دار في باله ان يام قد تاتي من نجران لقتاله..!
اجتمع 600 فارس من رجال يام جنوب جبل ضحى وجبل ضحى جنوب حلا حله وغرب كتنه وشمال بئر عسكر شمال الشرى الاسفل وكان اجتماعهم بقيادة الداعي المغوار المشهور الحسن ابن هبة الله المكرمي قدس الله روحه وكان القائد الفارس بنيان بن مهذل من قبيلة الصقور كبير القوم معهم وكان وقتهم موافق للاشهر الفضيلة رجب وشعبان ورمضان,توجه المحمل الى جازان وعند وصولهم صبيا جائهم نذير ان الحاكم الادريسي دبر لهم مكيدة وهي قبيلة يقال لها الدغارير مجهزة بالسلاح بمختلف انواعه من مدافع وبنادق
ذهب رجل اسمه محمد بن مهيران الملقب بابو هرقل بعد مشورة الداعي لمعرفة مواقع تلك القبائل وكان تمركز قبيلة الدغارير بين جبلين ولم يكن له الا طريق واحد وفي بداية الطريق بين الجبلين يوجد قصبة وهي محرس مسلح لهؤلا القوم وكان عدد القوم تقريبا 1200 رجل بعد ذلك رجع ابن مهيران الى الداعي الحسن ابن هبة الله المكرمي واخبره بما شافه وراه بالعين.
قالها سيدنا الحسن وصدق عندما تم تذكير يام ان الرجل منهم باثنين وان 600 رجل منهم كاف للنصر على اولئك القوم ,كانت كلمة السر بين يام "فينون" لكي لا احد منهم يذبح او يقتل صاحبه عندما يتشابكون مع العدو ويبدا الحرب.
انتقل قلة من الرجال من يام معهم ابن مهيران الى الموقع الذي به القصبة وعند وصولهم وجدوا عند القصبة كلب كبير اسود وكان معهم طعم اطعموه للكلب وهو مسموم فمات وبعد ذلك اخذوا خشبة كبيرة وركزوها وطلعوا القصبة عنوة فوجدوا الحراس الستة الذين هم نائمون فقتلوهم وقطعوا رؤوسهم ثم عادوا من حيث اتو وعند وصولهم الى الموقع الذي هم متمركزين به عرضوا رؤوس السته الحرس امام الداعي ويام وكان رجعوهم قبل منتصف الليل وفي نفس الوقت قد تجهز الداعي ورجال يام مع القائد المغوار ابن مهذل لان الطريق الان اصبحت مسهلة وامنه وذهبوا جميعا من اجل الهجوم على الدغارير وجاء هجومهم على غفلة وكان وقته وتوقيته قبل الفجر في ليل مظلم وممطر وقد اشتبك الحابل بالنابل ودارة المعركة بين الطرفين وقتل من قتل واسر من اسر وكان النصر في نهاية المطاف حليفا لرجال يام وداعي ال البيت,
وبعد هذه المعركة الطاحنة والتي كان النصر حليف الابطال من رجال يام بدا الحاكم الشريف الادريسي يفاوض بينه وبين الداعي ورجال يام وعند وصول الوفد الى الداعي تفاوض الطرفين ولم يصلوا الى نتيجة بسبب شروط الداعي القاسية بل ان كلمة رئيس الوفد التابع للشريف في حق الفارس بنيان ابن مهذل سببا في انقطاع المحادثات وان الحرب لا بديل لها..
كان هناك بعض اناس سريين يتابعون سير الداعي ورجال يام وهالهم ماشهادوه من بعض الزوامل التي اقبل بها رجال يام على الداعي ومنها:
ياسيدي الصدق ذا يعـلا عليـه يبـقـى جـديـد مايـبـالـي
الذيب يعـرف مالـه وماعليـه مـاهـي تعلـمـه الرجـالـي
سـلامـي مــن الله مـقـدر ياسيدي ادريس خان العهد وادبر
نكث العهود ماهي من طبايع يام ان كان بـه ميضـان يظهـر
ولاهـذا بـاطـل ومـنـكــر ترى الغزاة مـن جحافـل يـام
وبعد تمعن وفد الشريف لهذه الزوامل ومايجري بين الداعي وقومه راى ان القوم يبكون عندما تشل هذا الزوامل وتنتهي ورجع وفد الشريف على وجه السرعه واخبره بمايدوربينهم ومالاحظه فقال الشريف:هؤلا يقال لهم رجال يام المتباكية وليس لنا من شرهم مناص ,كان طلب ابن مهذل من رجال يام ان ياتوه برئيس الوفد حيا يرزق ويكون فرسه هدية لمن ياتي به وفي نفس الوقت تم محاصره الشريف وجيشه من جميع الجهات ولم تنفع الحصون والقصور الشريف من واجهة رجال يام الابطال وكان النصر المظفر لصالح رجال يام وغنموا غنائم واسلحة كثيرة ولم يهتكوا عرضا ولم يقتلوا احدا من كبار السن ولم يعتدوا على النساء ولا على الاطفال ولا على احدا وهي من عادات رجال يام وهمدان الاصيلة
وبعد ذلك رضى حاكم جازان احمد ابن محمد الشريف بجميع الشروط المملاه عليه من الداعي الاسماعيلي الفاطمي سيدنا الحسن ابن هبه الله المكرمي وقد نال رجل من المحامض هدية ابن مهذل بعد ان كبل رئيس وفد التفاوض وقيده حيا لينال عقاب بنيان ابن مهذل الصقور..
اظهرت بنت الشريف البيضاء في جميع البيادر للداعي ولرجال يام لانصافها بالثار لابيها ولارجاع كرامتها وحقوقها التي سلبت منها ومن ابيها لتنتهي احداث معركة خالدة في تاريخ الشهامة والنصر والعزة للشجعان من رجال يام الاوفياء
يقول الشاعر في هذا الزمان :
ويا أصوات يعربَ لا تنوحي فـوالله بحقـكِ مـا جنينـا
فلو في العرش من يام صبيا لما نُحْتِ من الـذل المُهينـا
منقول عن الكاتب / جاك سبارو
|