سالم اليامي
افيدونا نقف مع اسرائيل مثلما يقول الوليد ام لا!!!
منذ أن كنت طفلا صغيرا أذهب الى المدرسة ومعي ريال واحد *لا أحمله في جيبي إلا مرة واحدة كل عام عندما نتبرع بذلك الريال لمساعدة الشعب الفلسطيني المحتلة أرضه من قبل إسرائيل , ونحن نتربى على أن اسرائيل عدوة *للأمة.. بسبب إحتلالها أرض ذلك الشعب التي لم تتحرر على مدى تلك العقود الطويلة وحتى هذه اللحظة .. ولأنهم يهود .
*ولايزال الفلسطينيون كل يوم *يفقدون المزيد من الأرض والمعتقلين والشهداء … !
صحيح أن هناك علامات إستفهام كثيرة حول الفلسطينيين الذين يذهبون منذ الثمانينات ليجاهدوا في بلدان غير بلدهم المحتل .. ويستغرب كل صاحب عقل إن كان هؤلاء الذين يأتون من فلسطين المحتلة وهم على بعد خطوات من اسرائيل التي تحتل أرضهم : فلسطينيين حقا .. ليتركوا الجهاد في فلسطين ويكونوا على استعداد للجهاد في تايوان .. أو تايلند … أو كوسوفو .. وكأن الأقصى في كابول ! *
*وأتخيل ذلك الزمن الطفولي الفقير في المال والغني بالقيم العربية الأصيلة الذي يعلمنا فيه معلمونا الفلسطينيون والسوريون والمصريون *أناشيد عربية تطربنا بقوة وترسخ فينا الإنتماء الى العروبة وحب النضال الشريف مثل :
عربي عربي .. في كفاحي عربي .. في نضالي عربي .
واناشيد مثل : يامرحب بالمعارك .. بمعارك التحرير .. والشعب اللي يشارك يقرر المصير .
و كذلك : في سبيل المجد والأوطان نحيا ونبيد .. كلنا ذو همة شماء جبار عنيد …. لاتطيق السادة الأحرار أطواق ال**** .. الخ !
ولم نسمع مرة من معلمينا العرب : كلمة طائفية ضد الإخوة العرب المسيحيين الذين لا أعرف كيف سيكون وجه الوطن العربي بدونهم .. وبدون *إبداع أدباء عرب عظماء مسيحيين مثل جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وايليا ابو ماضي , الذين تفتخر الأمة العربية في إبداعهم العالمي المترجم الى كل لغات العالم .
ولم نسمع عبارات مذهبية تتحدث عن سنة وشيعة وأشعري وصوفي وزيدي ودرزي ..الخ !
وكبرنا وكبرت فلسطين في قلوبنا .. وأحلامنا ترتسم في افق الدعوات أن تتحرر فلسطين لنذهب هناك ونرقص مع الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين *أغنية الحرية على مسارح مدينة القدس *العتيقة وقد تحررت من الاحتلال الذي كان يسمى تلك العقود الطويلة ( العدو الصهيوني ) !
لكن تصريح الوليد بن طلال قبل أيام عندما قال أن العرب والسنة سوف يقفون مع اسرائيل إذا قامت بضرب ايران والشيعة .. جعلني أفحص ذاكرتي وأقرص أذني وقد خشيت أنني مررت بمرحلة من الغيبوبة التي أبعدتني عن واقعي .. فتم تحرير فلسطين سلما أو حربا وعادت العلاقات مع اسرائيل سمنا على عسل .. في الوقت الذي ربما قد جن جنون الفرس وأنا في غيبوبتي وعادو من إسلامهم *إلى مجوسيتهم وصفويتهم .. ليحتلوا القدس كتبادل أدوار مع الإسرائيليين *!
وقمت أنادي على الصحابي الجليل سلمان الفارسي مهندس الخندق سلام الله عليه *.. لأخبره بما فعل الفرس فينا !
وأريد أن أطبق القول المأثور : أنصر أخاك ظالما أو مظلوما .. ولأن الوليد بن طلال يمثل *أخا في الوطن وفي العروبة والإسلام .. وسليل أسرة نجلها ونحترمها كأسرة حاكمة لبلدنا الذي توحد تحت إرادة مؤسسها العظيم .
فإنني انتظرت الأيام الماضية وكلي أمل أن أقرأ من مثقفي المملكة الذين لايبخلون علينا برأي يهم السيخ في الهند أو يناصر *الثوار من أجل الحرية في سوريا *, وخاصة أولئك المثقفين الليبراليين الذين يتحولون فجأة إلى مجاهدين في “قاعدة القلم ” وتتحول أقلامهم إلى أحزمة ناسفة تتفجر صديدا في ساحات الفكر الذي يخجل أن ينتمي إليه من يدعي الفكر والثقافة و يختزن عفنا في عقله يتقمص عبره حب الوطن إستجداء لمال أو عطية وهو يجبن أن يدافع عن وطن في ساحات الدفاع الحقيقية …
لأن الأوطان لا يدافع عنها إلا الأحرار الذين لا تتنجس عقولهم بفكر تقيده الانتمآت لغير الحرية .
وال**** .. وحدهم : يرهنون حياتهم ومستقبل أجيالهم لنعرة جاهلية عنصرية لا تبني وطنا بقدر ما تبني نفقا مظلما لا شمعة مضيئة في أخره المسدود !
*وكذلك أنتظرنا ردا من رجال الدين السعوديين الذين لا تنام للواحد منهم *عين حتى تتجلي أمامه صورة للحق *.. أن نقرأ رأيهم فيما قاله الوليد بن طلال كي نركب سفينتهم من مبدأ : أنصر أخاك ظالما أو مظلوما … فإذا كانوا يوافقون الأمير الوليد رأيه أن نكون مع اسرائيل في ضربها لإيران فسأكون معهم حتى لو كنت غير مقتنع بذلك .. وإن كانوا يرون عكس ذلك فسوف أكون معهم ..
أيضا لم أقرأ ردا رسميا على تصريح الوليد كي أتخذ الموقف الإيجابي بناء على قناعة الأغلبية في بلدي كيلا يتهمني أحد بالتخاذل *علما أن الاختلاف في الرأي لا يعني خيانة أو تخاذلا .. بل أنه قد يكون في بعض الأحيان منقذا من خطأ فادح تم إرتكابه نتيجة ضعف لشعور عاطفي منكسر .. وكثيرا ما تدفع الشعوب القطعانية في رأيها ثمنا غاليا نتيجة المجاملة أو الخوف من الإفصاح عن رأيها الذي تؤمن به مما قد يورط صاحب القرار السياسي في إتخاذ القرار الخطأ . لكن *صمت الأغلبية في بلدي مثلما يبدو لي ولغيري من المتابعين *يدل على الرضا !
لذلك أردت معرفة رأي الأغلبية بشكل أكثر شفافية ووضوحا *كي أعلن الموقف الذي يرضي مجتمع الأغلبية وأفصح لأولادي الذين يلحون علي لمعرفة الحقيقة .
فإذا إتضح أن ماقاله الوليد بن طلال حقيقة *يمثل رأي الأغلبية : فسأعلن من غد حبي لإسرائيل .. وتاييدي لها في كل المحافل .. ولتذهب فلسطين وإيران ولبنان .. إلى الجحيم ….ولن أدعو لعربي أو أعجمي أن ينتصر عليها !
المهم .. أن أعرف الحقيقة التي لايزال *الجميع في بلدي يخفونها حول رأيهم فيما ذكره الوليد بن طلال .. !
لكن ما يخيفني هو أنني في حرب تموز 2006 م , حينما ضربت اسرائيل معاقل حزب الله في لبنان .. وأفتى أحد شيوخ الدين الأفاضل في بلدنا بعدم الدعاء لحزب الله في حربه مع إسرائيل .. *لم أتقيد بتلك الفتوى وحسب بل ذهبت إلى ماهو أبعد من ذلك وطلبت الله أن ينصر إسرائيل على حزب الله *وكنت على ثقة أن إسرائيل ستنتصر على حزب الله مادام انها تنتصر على مدى ستين عام على كل الجيوش العربية .. فإذا بالإسرائيليين للأسف يخيبون ظني على شاشات التلفزيونات العالمية التي نقلت الحرب مباشرة على الهواء .. وإذا بجنودهم يهربون كالخرفان أمام مقاتلي حزب الله الملاعين *.. وشعرت بخلل في إيماني حينما لم يستجب الله لدعواتي .
و ما أتمناه هذه المرة .. أن لايفتي أحد بالدعاء على إيران .. كيلا يتكرر الحدث فيحدث العكس !
وأذكر أننا دعونا الله أن ينصر صدام ضد أمريكا *في حربه الأخيرة .. وأقسم بالله أنني كنت ابكي على العراق وأنني كنت أصدق أن صدام بطل *لا يشق له غبار .. وفجأة هرب وترك المعركة وأندس في حفرة *.. وكان الغبار الوحيد الذي لا يشق لصدام .. هو ماتركه في تلك الحفرة *… لكنه إستدرك جبنه .. وعاد يزأر كالأسد في قفص الإتهام .. وصدقه الأميون ووصفوه بالبطل مثلما رأوه خرافة في وجه القمر !
غريبة هذه الأمة : *يهزمها الطغاة في كل المعارك .. ويرفعون صورهم كرمز للهزائم !
وها نحن ندعو على بشار الأسد منذ ثلاث سنوات ولم يتزحزح من كرسيه .
لكننا لم ندعو على *زين العابدين بن علي ولا حسني مبارك ولا علي عبدالله صالح .. فسقطوا *!
وهذا يجعلنا ندعو الى إعادة *فحص صدق إيماننا أيضا .. لأن دعواتنا لا يستجاب لها .. ولا ينتصر لنا موقف إلا إذا كانت أمريكا تحارب معنا !!
بالنسبة إلي : اذا إتضح أن الأغلبية تؤيد ماقاله الوليد بن طلال في الوقوف مع إسرائيل ضد إيران .. فسأبدأ من غد الدعاء أن ينصر الله إسرائيل *ضد إيران وغيرها من أعداء .. وإذا توقفت عن الدعاء لإسرائيل ضد إيران فذلك لايعني أنني أناصر إيران بقدر ما أخاف أن ينقلب دعائي ضد رغبتي مثلما حدث مع حزب الله *.. فتنتصر إيران *وتخسر إسرائيل المعركة !
أنا رجل .. صريح .. واكره الغموض .. لذلك أحب أن تكون الأمور واضحة كي أعلن موقفي مع بلدي .. وأكره أيضا أن أعلن موقفي عن طريق “الصمت ” مثلما يفعل *أغلب المثقفين السعوديين .
أفيدونا الله يعطيكم ألف عافية .. نقف مع من ؟!
*والصادق مع وطنه ودولته : هو من يقول رأيه بشجاعة .. وقد يكون في رأي مخالف للتيار الموافق .. ما يجلب المصلحة .. لأن الصدق منجاة !
ولأن المثقف المنافق : لا ينصر حقا .. ولا وطنا !!
منقول من صحيفة ابداع نيوز
بقلم سالم اليامي