في عودةٍ متأنيةٍ للزمن الماضي، أجد نفسي أعيش في بقعةٍ من الأرض كانت في نظري من أطهرِ بقاعِ الكون، رغم انحصار مساحتها الضيقة بمجموعة من الجُدر إلا أنها اختصرت جمال كل هذا العالم في قلبها المعطاء.
هناك كنت ألتقي بهنّ محاولةًًً إبقاء علاقاتي كما يعرفها الجميع، علاقات طيّبة لا تشوبها شوائب الكراهية والحقد، ولا تلغيها مسافات المكان وعوارض الزمان.
كنا 37 جسدًا يجتمعنّ في روحٍ واحدةٍ شهيقها المحبة، وزفيرها العطاء. منذ خمس سنوات تمامًا كنا كذلك، أما اليوم فلم يتبقى من هذا العدد سوى روحين فقط روحها وروحي.
أما الــ 35 المتبقية فقد أصبحت كالرماد تذروه الرياح ربما في عقلي وقلبي فقط إلا أنها لم تعد ذلك الجسد الواحد بل أصبحت أجسادًا متفرقة مجوّفة من المشاعر إلا من رحم ربي.
دافعي الوحيد لكتابة هذه الكلمات هي بعض تساؤلات ربما يطرحها قلب أحدكم يومًا ولا يجد لها إجاباتٍ شافيةٍ يتخطى بها أمواجًا من الحقد بدأت تعلو شيئا فشيئا حتى كادت تغطي ما تبقى من القلوب المحبة.
لماذا أصبحت قلوبنا مغلقةٌ حتى عن الأقربين؟
ولماذا نستهلك المعاني السيئة في الوجود ونتناسى المعاني الإيجابية؟!!
لماذا، لماذا، لماذا............إلخ
وليعلم الجميع بأني لا أحتاج لإجابةٍ على أسئلتي فإجاباتنا السلبية آلت إلى النفاذ..!!