تختلف المقاييس التي يعتمد عليها الناس في تقييمهم للأشخاص ، ومدى إستحقاقهم للتقدير والإحترام ، فمنهم من تتفاوت قيمة الناس لديه حسب نَسَبِهم ، وعراقة قبائلهم ، فأجدرهم بالإحترام ، والتقدير أعلاهم نسباً ، وأعرقهم قبيله ، ومنهم من يعتبر الغنى والثراء وحجم الأرصده والممتلكات هي المقياس الحقيقي لقدر الإنسان وعلو منزلته ، ومنهم من ينظر إلى زاوية المنصب والجاه ، والإرتقاء في سلم الوظائف والدرجات ، وبعضهم يرى أن الشهادات العلميه التي حصل عليها الشخص هي التي تحدد قيمته ، وتفرض إحترامه .
إن جميع هذه المقاييس لا تتعدى كونها مقاييس ماديه بحته ضيقة الأفق ، فالإنسان الذي يفاضل بين الأشخاص على هذه الأسس ، إنما ينظر إلى الحياة بمنظار ضيق جداً ، فالشخص العريق النسب لا قيمة لنسبه مع إنحطاط في أخلاقه وقيمه الدينيه والإجتماعيه !!
وقد أخبرنا الله تعالى أن مصير كل هذه الإعتبارات والمقاييس إلى التلاشي يوم القيامه ، فمصير النسب : { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } ، ومصير الغنى : { وما يغني عنه ماله إذا تردى } ، ومصير الجاه والمنزله : { هلك عني سلطانيه} .
وقد أرشدنا القرآن الكريم في قوله تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ، فالمرء يقاس بمقدار صلاحه واستقامته على منهج الله ، وقيمة الإنسان في المجتمع إنما هي بمقدار نفعه لمجتمعه ، وخدمته لأمته ، واستغلال ما آتاه الله من نعم وما مكنه فيه في نشر الخير ومساعدة المحتاج وإعانة الضعيف ، وسره على مصالح الأمه ومعرفته بحقوق الآخرين ، فيجب علينا أن نحترم الناس على هذا المقياس ، ونزنهم بهذا الميزان العادل .
........
أسمح لي أخي الفاضل قلب نابض بتلك الإضافه
فموضوعك يستحق القراءه والتوقف عنده للتأمل وأخذ الفائدة منه ..
يعطيك ألف عافيه وتقبل مروري ...