مراقبون: طقوس وعادات رمضان الاستهلاكية تضاعف معدل إنفاق الأسر السعودية

مراقبون: طقوس وعادات رمضان الاستهلاكية تضاعف معدل إنفاق الأسر السعودية

منافذ البيع تسجل مبيعات بنحو 100 بالمائة في الأسواق المحلية

مراقبون: طقوس وعادات رمضان الاستهلاكية تضاعف معدل إنفاق الأسر السعودية

علي البراهيم – الدمام

الأسواق تشهد تزاحما كبيرا قبل رمضان

تشهد الأسواق السعودية في مثل هذه الأيام من كل عام حركة تسويقية نشطة تتزامن مع حلول شهر رمضان الفضيل الذي تخصص له الأسر ميزانية خاصة حيث يتضاعف معدل الانفاق مع زيادة عدد أفراد الأسرة ويدافع السعوديون على منافذ بيع المواد الغذائية تأهبا لملء موائدهم الرمضانية طوال الشهر الكريم حيث تشهد الأسواق تزاحما يتكرر في مثل هذا التوقيت من كل عام ويدخل العديد من المواطنين والمقيمين في صراع اقتصادي لتنظيم ميزانياتهم، التي تتعرض لحصار محكم من ثلاث جهات، هي نفقات الإجازات والسفر، وشهر رمضان المبارك بالإضافة إلى احتياجات العودة للمدارس ويخشى هؤلاء المستهلكون من أن يكون هذا الموسم هو الأصعب اقتصادياً مقارنة بالمواسم السابقة، مساحة للمستهلكين للتنفس، وهي المساحة التي لن تتوافر هذا العام.
وعلى الرغم من أن شهر رمضان المبارك، يفترض فيه أن يقوم المستهلكون بتقليل حجم النفقات والاستهلاك، إلا أن حجم النفقات على السلع والمواد الغذائية خصوصاً يتزايد بشكل ملحوظ خلال الشهر الفضيل، وهو الأمر الذي يؤثر في ميزانيات الأسر من دون احتساب أي عوامل أخرى تؤثر في الميزانيات حيث تنفق الأسر التي يصل عدد أفرادها 4 أفراد في المتوسط ميزانية تتراوح مابين 1500_ 2000 ريال للمائدة الرمضانية حيث يتصاعد معدل الانفاق تدريجيا مع ازدياد عدد أفراد الأسرة.
ومع بداية العد التنازلي تتجدد مخاوف المستهلكين من احتمالات ارتفاع أسعار بعض السلع والمنتجات الغذائية التي يكثر الطلب مثل الفواكه المجففة والمكسرات والحلويات. ويتعين على أغلب المستهلكين الذين استنزفت الإجازات الصيفية جيوبهم، أن يوفروا كذلك احتياجات وأدوات المدارس لأبنائهم، وذلك أيضاً خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما يضاعف الحمل والأعباء عليهم .
ويؤكد العديد من المستهلكين أنهم تعلموا من درس العام الماضي، من خلال الاستعداد وتنظيم الميزانية مبكراً، ووضع عيد الفطر في الحسبان ضمن ميزانياتهم، للمرور من هذا الموسم الصيفي بسلام .
وقدر مراقبون متوسط حجم إنفاق الأسرة في رمضان بضعف الإنفاق في بقية أشهر السنة, ليرتفع من 4000 ريال إلى 8000 ريال, في وقت ترتفع فيه نسبة مبيعات منافذ البيع بنحو 100 بالمائة.
وأضافوا ليس سلوك الاستهلاك السبب الوحيد في إرهاق ميزانية الأسر في هذا الشهر فهناك أيضا الأسعار التي تشهد ارتفاعات كبيرة تصل نسبتها إلى 60 بالمائة لاسيما أسعار اللحوم والخضروات.
وقال ياسين عبدالرحمن مدير مبيعات بأحد منافذ البيع: إن منافذ بيع المواد الغذائية خلال موسم الشهر الكريم تشهد حركة بيع نشطة تمتد لساعات متأخرة من الليل جراء حرص الأسر على تنويع موائدها بالمواد الغذائية, مما يساهم في رفع حجم الإنفاق إلى الضعف, وربما أكثر لدى بعض الأسر.
وأضاف إن سلوك المستهلكين تجاه شراء المواد الغذائية والرمضانية ما يزال يتسم بشراء كميات كبيرة والتهافت على تلك السلع لاسيما في الأيام الأخيرة من هذا الشهر إلى اليوم الخامس من الشهر الكريم.
وأشار إلى أن منافذ البيع لا تشجع على الإسراف وتكديس المواد الغذائية وهي حريصة على توفير كل الأصناف الرمضانية وبأسعار مناسبة حتى آخر يوم في شهر رمضان.
الترويج بدهاء
واضاف خالد سعد (مستهلك) إن إنفاق أسرته خلال شهر رمضان يرتفع إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالأيام العادية مشيرا إلى أن منافذ البيع تشجع على ثقافة الاستهلاك من خلال ما تقدمه من عروض ترويجية وجعلها نمطا عاما في المجتمع.
وطالب بأن تعمل وزارة التجارة على نشر الوعي بين الناس فيما يتعلق بالإسراف في رمضان والحرص على توفير السلع الاستهلاكية في جميع المنافذ بأسعار مقبولة مشيرا إلى أن الأسعار خلال رمضان ترتفع تدريجيا كما أن بعض السلع الاستهلاكية تنفذ من السوق بسرعة.
بينما قالت أم عبدالله (مستهلكة): إن معظم الأسر في شهر رمضان تمارس سلوكا استهلاكيا غير منطقي يتمثل في شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية الخاصة بشهر رمضان وهذا السلوك يرهق ميزانية الأسرة مشيرة إلى أنها لا تشتري احتياجات شهر رمضان دفعة واحدة أو بكميات كبيرة وإنما على دفعات خلال أيام رمضان وبكميات قليلة, فضلا عن أنها تكتفي بأربعة أصناف من الأكل كل يوم فقط حتى لا ترهق ميزانية الأسرة.
وأضافت: لاشك أن منافذ البيع تلعب دورا في تعزيز النزعة الاستهلاكية بين المستهلكين من خلال ما تقدمه من عروض جاذبة تدفع الناس إلى الإقبال على الشراء بشكل كبير, ولهذا يجب أن يكون المستهلك واعيا لهذه النقطة وأن يشتري حاجاته بشكل متزن.

::منتديات بالحارث سيف نجران ::