اجتمع في جبل رعوم في منطقة نجران جنوب المملكة، جمال المكان بروعته وارتفاعه ورمزية الزمان لتاريخ عريق ودلالات قديمة في منطقة نجران, تاركة حيّزاً وجدانياً في قلوب أهالي نجران تجاهها, ووقفات في ذاكرة المكان والإنسان إذا ما ذكرتها الألسن, أو كتبتها الكتب, أو رأتها العين.
وعلى الرغم من وجود عدة جبال في المنطقة، إلا أن ''رعوم'' هو الأبرز في كل هذه المرتفعات لما له من موقع جغرافي مميز يجعل الصاعد على قمته يرى نجران بأكملها والخضرة تحفها من جانبيها على ضفاف وادي نجران المعروف, كما أن جبل رعوم يعد الأشهر بين جبال المنطقة لما له في وجدان السكان من مكانة تاريخية تتضح في روايات كبار السن لأبنائهم وأحفادهم, وتظهر في قصائد الشعراء عندما يتغنون في نجران، حيث يذكرون جبل رعوم كمعلم يدل على شموخ المكان وأنفته.
يقع جبل رعوم في جنوب وادي نجران مقابلاً لجبل أبوهمدان الأكبر في المنطقة، حيث يحاذي مجرى وادي نجران ويرتفع عن سطحه بألف متر تقريباً, حيث قمته التي تحتوي على قلعة رعوم أو كما يسميها أهالي نجران قشلة رعوم.
وقلعة رعوم تتربع في رأس الجبل, مسوّرة بقطع متراصة من الصخور الصلدة, ومزينة بمثلثات ''شراريف'' بارزة ومنفردة عن بعضها, وتحتوي القلعة من داخل السور على خمس غرف مبنية من الحجر والطين, ومسقوفة من خشب السدر والنخل والأثل, وتقع أسفل المبنى ثلاث برك من الصخر يندلق فيها ماء المطر والماء المنحدر من صخور قمة الجبل, ليشكل خزانات شرب متفرقة, تُؤمن المياه لأكبر زمن ممكن.
ويعد الزوار والسياح في نجران قلعة رعوم إحدى محطاتهم المهمة داخل المنطقة, حيث يعتبر جنباً إلى جنب مع معالم الأخدود وآبار حمى وسد نجران.
وقامت الهيئة العامة للسياحة والآثار في نجران بترميم القلعة, وعبّدت الطريق من أسفل الجبل حتى قمته بسلالم صخرية تناسب الموقع والفكر السياحي الجمالي الذي يستمد صياغته من روح المكان وهيأته.
وتقام في الجبل مناسبات موسمية وفعاليات سياحية ترفيهية خصوصا في الصيف، إلى جانب الرحلات الاستكشافية الجماعية صعوداً بالأقدام حتى قمته الشاهقة.