أبحث عن اسم أستعيره لأقتحم أريج المدينة
أبحث عن تحديد مكان أفضل
يجتذب.. ويستقبل.. ويجالس الأسئلة
ما الذي سنؤول إليه إن لم نجد ذلك المكان
ولماذا لا يأتي ما هو أفضل من سوء النية
وهل علينا أن ندعو إلى انتظاره
ونحكي دون توقف بمعايير إنجازه حتى وإن لم يصل
* * *
لا شيء أكثر حقيقة من فراغ الأمكنة
ولا شيء من الممكن أن نتداول الحديث عنه
ونمعن في أن يظل هو البطل
أكثر من البحث عما لا يأتي
وإفساح المجال أمام أوهامه
حتى وإن ازدادت ملامح الحيرة وتكشفت
* * *
يجف السؤال قبل أن تجف بذور البحث
وتحل عقدة كل ما هو مشابه
قبل أن تصل إلى التعبير المناسب
الذي هو وحده يمتلك براءة الوجود
للتحرير من فراغ الروح، وغياب الزمن
* * *
ترغم نفسك على التوافق
هل لأنك لا تمتلك الحق في الاختيار؟
هل لأنك أعفيت نفسك من التجربة؟
هل لأنك كالغريب لا تجرؤ على المرور
من دائرة من لهم الحق في الاختيار؟
هل لأنك لا تمتلك الشجاعة الشخصية
لتهرب من تسلل الغروب المبكر إلى داخلك؟
هل لأن إحساسك باحتراق العمر
يجعلك تواكب انطلاق موكب الأخذ بما هو متاح
* * *
لست مسافراً في أعصاب ما أنت به
بل مستقر على ضفافه
تغسلك زواياه الضيقة
وتغطيك بأهداب الحياة الغائبة
التي لم تكن الأفضل ذات يوم
ولم تكن الجسر المعلق الذي سيوصلك بالزمن البعيد
* * *
أجدت لعبة الانتظار
وأدمنت رسم وجهها ببشاشة
وتشردت في شوارع خيوط الأمل الوهمية
لم تنسحب من المكان رغم قسوة بعض اللحظات
ولم تتجاوب مع اتساع مسافات الدعوة
إلى المغادرة عندما حاصرتك
تلك الغابات التي تخلو من أشجارها
ولم تتألم عندما تلامست مع حاضر
تغلفت ملامحه بالوهم والفراغ
ولم تنهار عندما امتزج الإحباط
مع انحسار الضوء.. مع صفحات
فارغة لا يمكن حجب بياضها
* * *
لا تزال تجيد وتتقن لعبة الانتظار
وتتبلور.. وتغزل ملامحها
حتى وإن اتسعت مسافاتها
وستظل باحثاً عن أريج المدينة الغائبة
بأطراف.. وعلى ضفاف استحضار لحظات سوف تأتي.
حفظ طباعة استماع تكبيير 1 2 3 4 5 قيّم هذا الموضوع
مما اعجبنى