بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل الدخول في تفاصيل " التسوس ":
فإن الأذن تتكون من ثلاثة أجزاء :
الأذن الخارجيه وتشمل صيوان الأذن وقناة السمع .
الأذن الوسطى وتشمل طبلة الأذن وعظيمات السمع .
الأذن الداخليه وتشمل القوقعه والقنوات الهلاليه .
تسوس الأذن Mastoiditis
يحدث عندما تذوب العظام الصدغيه المتواجده خلف الأذن الوسطى . توجد له عدة أسباب.
سنشرح عن أخطر الأنواع و يطلق عليه مصطلح هو الكراتوما Cholesteatoma
الكراتوما عباره عن إلتهاب مزمن وخطير يصيب الأذن الوسطى .
تتكون الكراتوما من خلايا جلديه تنمو في غير مكانها الطبيعي . تبدأ الكراتوما بالظهور ككيس صغير من طبلة الأذن)
في الأذن الوسطى لعدة أسباب ويقوم هذا الكيس الصغير بتكوين خلايا داخله تنمو وتكبر مع الزمن
( بطريقه تشبه الورم ) .
كما ذكر سابقاً تبدأ الكراتوما من الأذن الوسطى وتنتشر إلى باقي أجزاء الأذن
وبالذات إلى العظام الصدغيه خلف الأذن .
تتميز الكراتوما بما يلي :
1- تتميز الكراتوما إنها بطيئة النمو
على مدى سنوات طويله وقد تعطي المضاعفات بعد سنوات طويله من المرض 5 – 20 سنه .
2- تتميز طبيعة الكراتوما بقدرتها على إذابة الأنسجه والعظام المحيطه بها عن
طريق إنزيمات معينه مما يسبب العديد من المضاعفات في الأذن والمناطق المحيطه بها .
3- تعتبر مرض غير معدي وعاده تبدأ منذ الصغر و في بعض الحالات تصيب كلتا الأذنين.
4- تعتبر كتله إلتهابيه مليئه بالجراثيم ولا تصلها المضادات الحيويه ولا تستجيب لها .
الأسباب :
يعتبر السبب الرئيسي هو خلل في قناة أستاكيوس .
قناة استاكيوس عباره عن قناة تربط بين الأنف و الأذن الوسطى وتقوم بموازنة الضغط الجوي بين خارج وداخل الأذن .
في حالة إنغلاق القناة فإن هذا يسبب ضغط سلبي في الأذن الوسطى ، بالتالي فإن جزءاً من
طبلة الأذن سينسحب للداخل بشكل كيس مع بقاء إنسداد القناة فإن الكيس يتحوصل ويكبر مُشّكِلاً كتله تسمى الكراتوما .
عندما يفقد الجسم السيطره على هذه الكتله وتبقى تنموعلى مدى سنوات طويله .
الأعراض :
1- صديد مزمن : يتميز هذا الصديد بإنه قيحي ويميل إلى الصفار وذو رائحه كريهه بسبب
الإلتهاب المترافق ونوعية الجراثيم .
عاده لا يستجيب هذا الإلتهاب للمضادات الحيويه مهما كانت قوتها .
2- نقص في السمع : بسبب حجم الكراتوما فإنها في بعض الأحيان تملأ الأذن الوسطى مسببه نقصاً
في السمع .
أيضاً مع تطور المرض فإن الكراتوما تقوم بنخر لعظيمات السمع ، كذلك مع الزمن
فإن الكراتوما تقوم بنخر الأذن الداخليه مسببه نقص سمعي من النوع العصبي مما يزيد
من حدة نقص السمع .
3- دوران ودوخان بشكل خفيف لكن قد يزيد في حالة إصابة الأذن الداخليه .
بالفحص الطبي في العياده عاده يلاحظ عند المريض وجود ثقب في طبلة الأذن
وتكون قناة الأذن مليئه بالصديد والقيح وغيره من الإفرازات .
بعد تنظيف القناة في العياده تظهر الكراتوما واضحه في الأذن الوسطى في أغلب الحالات .
4- لا يتم إكتشاف الكراتوما إلا بعد حدوث المضاعفات في بعض الحالات حيث تظهر المضاعفات قبل تشخيص الإلتهاب .
5- تكون نسبة إنتشار الإلتهاب عند الصغار أكثر من الكبار بسبب هشاشة العظام الصدغيه عند الصغار
أما عند الكبار فإن تصلب العظام الصدغيه يقلل من إنتشار الإلتهاب .
المضاعفات :
تتميز الكراتوما إنها تنمو ببطء شديد حيث إنها تبدأ في الأذن الوسطى ثم تنتشر
إلى العظام الصدغيه خلف الأذن .
تتميز طبيعة الكراتوما بقدرتها على إذابة الأنسجه والعظام المحيطه بها عن طريق إنزيمات
معينه مما يسبب العديد من المضاعفات على المدى البعيد :
1- ثقب مزمن في الأذن .
2- نقص في السمع : للأسباب السابق ذكرها .
3- إنتقال الإلتهاب إلى وجه العنق وتجمع الصديد داخل أغشية العنق والوجه .
4-تكون إنتفاخ و خراج خلف الأذن بسبب مما يستدعي عدم تأخير العمليه .
5- دوخان ودوار بسبب إصابة القنوات الهلاليه المسؤوله عن التوازن في الأذن الداخليه .
6- إلتهاب الدهليز : يؤدي إلى أعراض شديده تتمثل في دوران شديد بالإضافة إلى طنين شديد ونقص
سمعي بالإضافه إلى استفراغ وغثيان .
7- شلل العصب الوجهي السابع : حيث أن العصب الوجهي يمر من خلال الأذن الوسطى .
من المضاعفات التي تستوجب التدخل الجراحي الفوري خلال أقل من 24 ساعه وفي حالة التأخر
فإن الشلل يصبح دائم .
8- إلتهاب السحايا الدماغي : حيث إن الغشاء الدماغي ملاصق للعظام الصدغيه .عندما
تذوب تلك العظام بسبب النخر المزمن فإن الغشاء الدماغي يصبح عرضه لإنتقال الجراثيم
من الكراتوما الملتهبه .
في تلك الحاله يجب أدخال المريض للعلاج المكثف من هذا الإلتهاب الخطير .
9- تجمع قيح وصديد إلتهابي على الغشاء الدماغي : وضع خطير يستوجب التدخل الفوري .
العلاج :
العلاج الوحيد لهذه الحالات هو :
التدخل الجراحي فقط : تنظيف العظام الصدغيه Mastoidectomy .
لايوجد أي دور للعلاج التحفظي .تتم العمليه بدقه وباستعمال المجهر الجراحي في الأذن
تحت البنج العام حيث يتم تنظيف كامل الأذن الوسطى والعظام الصدغيه بنفس الوقت . يتم
أيضاً توسيع قناة الأذن ووضع رقعه مكان الطبه وكذلك في بعض الحالات يتم تصليح
عظيمات السمع بنفس الوقت .
هذه العمليه تعطي نسبة نجاح عاليه جداً وبحاجه إلى مهاره وخبره جراحيه عاليه وليست للهواة .
يفضل دائماً إجراء العمليه في أوقات مبكره قبل استفحال المرض وظهور المضاعفات .
منقول ..