الرئيسية التسجيل مكتبي  
.

   
 
العودة   ::منتديات بالحارث سيف نجران ::. > قبيلة بالحارث بن كعب (جــمـرة الـعــرب) > قبيلة بالحارث
 
   
إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
 
   

   
 
  #1  
قديم 12-22-2009, 02:03 AM
الحارثي
Guest
 
المشاركات: n/a
افتراضي من مأثر يزيد ابن عبد المدان

[align=center]يزيد ابن عبد المدان هو وابن جفنة
قدم يزيد(1) بن عبد المدان وعمرو بن معد يكرب(2) ومكشوح المرادي(3) على ابن جفنة(4) زوارا، وعنده وجوه قيس: ملاعب الأسنة، ويزيد بن عمرو(5) ودريد بن الصمة(6) فقال ابن جفنة ليزيد بن عبدالمدان: ماذا كان يقول الديان(7) إذا أصبح؟ فقال: كان يقول: آمنت بالذي رفع هذه –يعني السماء-ووضع هذه –يعني الأرض-وشق هذه –يعني أصابعه- ثم يخر ساجداً، فإذا رفع رأسه قال:
إن تغفر اللهم تغفر جما
وأي عبد لك ما ألما
فقال ابن جفنة: إن هذا لذو دين، ثم مال على القيسيين، وقال: ألا تحدثونني عن هذه الرياح: الجنوب، والشمال، والدبور، والصبا، والنكباء، لم سميت بهذه الأسماء، فإنه قد أعياني علمها؟ فقال القوم: هذه أسماء وجدنا العرب عليها لا نعلم غير هذا، فضحك يزيد، ثم قال لابن جفنة: يا خير الفتيان، ما كنت أحسب أن هذا يسقط علمه عن هؤلاء، وهم أهل الوبر! إن العرب تضرب أبياتها في القبلة مطلع الشمس لتدفئهم في الشتاء، وتزول عنهم في الصيف، فما هب من الرياح عن يمين البيت فهي الجنوب، وما هب عن شماله فهي الشمال وما هب من أمامه فهي الصبا، وما هب من خلفه فهي الدبور، وما استدار من الرياح بين هذه الجهات فهي النكباء.
فقال ابن جفنة: إن هذا للعلم يا بن عبد المدان!
وأقبل ابن جفنة على القيسيين يسألهم عن النعمان بن المنذر، فعابوه وصغروه، فنظر ابن جفنة إلى يزيد وقال له: ما تقول يا بن عبد المدان؟
فقال: يا خير الفتيان، ليس صغيرا من منعك العراق، وشركك في الشام، وقيل له: أبيت اللعن! وقيل لك: يا خير الفتيان! وألفى أباه ملكا كما ألفيت أباك ملكا، فلا يسرك من يغرك، فإن هؤلاء لو سألهم عنك النعمان لقالوا فيك مثل ما قالوا فيه، وأيم اللهّ! ما فيهم رجل إلا ونعمة النعمان عنده عظيمة.
فغضب عامر بن مالك وقال: يا بن الديان، أما والله لنحتلبن بها دماً! فضحك يزيد وقال: ما لهم والله جرأة بني الحارث، ولا فتك مراد، ولا بأس زبيد، ولا مغار طيء، وما هم ونحن – يا خير الفتيان – بسواء، ما قتلنا أسيراً قط، ولا اشتهينا حرة قط، ولا بكينا قتيلاً نبئ به، وإن هؤلاء ليعجزون عن ثأرهم حتى يقتل السمي بالسمي والجار بالجار.. ثم قال:
تمالى على النعمان قوم إليهم
موارده في ملكه ومصادره
على غير ذنب كان منه إليهم
سوى أنه جادت عليهم مواطره
فباعدهم من كل شر يخافه
وقربهم من كل خير يبادره
فظنوا – وأعراض المنون كثيرة –
بأن الذي قالوا من الأمر ضائره
فلم ينقصوه بالذي قيل شعرة
ولا فللت أنيابه واظافره
وللحارث الجفني أعلم بالذي
يبوء به النعمان إن خف طائره
فيا حار كم فيهم لنعمان نعمة
من الفضل والمن الذي أنا ذاكره
ذنوباً عفا عنها ، ومالاً أفاده ،
وعظماً كسيراً قومته جوابره
ولو سال عنك العائبين ابن منذر
لقالوا له القول الذي لا يحاذره
فلما سمع ابن جفنة هذا القول عظم يزيد في عينه، وأجلسه معه على سريره، وسقاه بيده، وأعطاه عطية لم يعطها أحداً ممن وفد عليه قط، ولما قرب يزيد ركائبه ليرتحل سمع صوتاً إلى جانبه وإذا هو برجل يقول:
أما من شفيع من الزائرين
يحب الثنا زنده ثاقب
يريد ابن جفنة إكرامه
وقد يمسح الضبرة الحالب
فينقذني من أظافيره
وإلا فإني غداً ذاهب
فقد قلت يوماً على كربة
وفي الشرب في يثرب غالب:
ألا ليت غسان في ملكها
كلخم، وقد يخطئ الشارب
وما في ابن جفنة من سبة
وقد خف حملاً بها الغارب
كأني قريب من الأبعدين
وفي الحلق مني شجى ناشب
فقال يزيد: علي بالرجل، فؤتي به، فقال: ما خطبك! أنت تقول هذا الشعر! قال: بل قاله رجل من جذام جفاه ابن جفنة، وكانت له عند النعمان منزلة، فشرب، فقال له على شرابه شيئاً أنكره عليه ابن جفنة ، فحبسه، وهو مخرجه غداً فقاتله. فقال يزيد: أنا أغيثك، فقال له: ومن أنت حتى أعرفك؟ فقال: أنا يزيد بن عبدالمدان، فقال: أنت لها وأبيك! قال: أجل، فقد كفيتك أمره فلا يسمعنك أحد تنشد هذا الشعر.
وغدا يزيد على ابن جفنة ليودعه، فقال له: حياك الله يا بن الديان، حاجتك! قال: تلحق قضاعة (10) بالشام، وتؤثر من أتاك من وفود مذحج، وتهب الجذامي الذي لا شفيع له إلا كرمك. قال: قد فعلت، أما أني حبسته لأهبه لسيد ناحيتك وكنت ذلك السيد، ووهبه له، فاحتمله يزيد معه (11).

الشرح:
1- كان يزيد سيد مذحج شاعرا من أشراف اليمن وشجعانها، وفد على بني جفنة – أمراء بادية الشام، وعاد إلى اليمن فأقام بنجران إلى أن كان يوم الكلاب الثاني فقتل فيه نحو سنة 8 ق.م.
2- عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبدالله الزبيدي: فارس اليمن. شاعر ارتد عن الإسلام، ثم عاد إلى الإسلام. الإصابة ت: 5972، وطبقات ابن سعد 5/383، ومعاهد التنصيص 2/240، والشعر والشعراء 143. ملاعب الأسنة: عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري، (ت: 510هـ/631). أدرك الإسلام ولم يثبت إسلامه. الإصابة ت: 4417، والمحبر 472، والروض الأنف 2/174.
3- مكشوح المرادي: هبيرة بن هلال، رئيس يماني من الشجعان عاش في الجاهلية. المحبر 252، وفي الأعلام 8/77.
4- كان بنو جفنة يقيمون بالشام ملوكا عليه وعلى ما يليه من بادية العرب ولكنهم كانوا عمالا لملوك الروم، وظلوا حتى انقاد آخر ملوكهم جبلة بن الأيهم إلى الإسلام في عهد عمر بن الخطاب.
5- يزيد بن عمرو الغساني أحد ملوك غسان ت (15ق.هـ/608م) معجم ما استعجم.
6- دريد بن الصمة (ت: 8هـ/630م) مات على الجاهلية في حنين. من الشعراء. الأغاني 10/3، والمحبر 298.
7- الديان: جد يزيد.
8 – خف: طار
9 – الضبرة: الضرع
.
[/align]
رد مع اقتباس
 
   

   
 
  #2  
قديم 12-23-2009, 08:01 AM
سيف قطعان سيف قطعان غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 3,422
افتراضي

جزاك الله خير اخوي الحارثي على هذا المأثره المختصره
رد مع اقتباس
 
   

   
 
  #3  
قديم 12-23-2009, 05:31 PM
بالحارث العزيزة بالحارث العزيزة غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 6,856
افتراضي

[align=center]أبدعت أخوي[overline] الحارثي[/overline] على المأثرة

المجيدة والعظيمة والروحانية ليزيد ابن عبد المدان

ونتطلع إلى جديدك
[/align]
رد مع اقتباس
 
   

   
 
  #4  
قديم 12-29-2009, 01:22 PM
المسافر المسافر غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 515
افتراضي

أشكرك أخي الحارثي على الموضوع المتميز
رد مع اقتباس
 
   

   
 
  #5  
قديم 12-30-2009, 03:24 PM
سيف نجران سيف نجران غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 388
افتراضي

اخوي الحارثي
بيض الله وجهك على نقشك لمثل هذه المواضيع بهذا الصرح الشامخ

دمت ودام تميزك
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد


أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd diamond