مقال اعجبني عن سياقة المرأة للسيارة:لا سواقة حريم .. ولا رجال!

[الهبس]

واليكم مقال آخر من الجنس الناعم تحت عنوان:
«سيارة بدون سائق» لتحتفل المعذبات

أسماء المحمد -عكاظ
مثلما سقطت علينا فكرة «الحكومة الإلكترونية» من السماء لتنهي معاناة مزمنة مع منع دخول المرأة مباني (بعض) وزاراتنا و(بعض) مرافق الدولة، وقطعت الطريق على من ينفي ويقصي ويبعد هذا الكائن الفاتن المثير المغري (الأنثى) وختمت مرحلة التمييز ضد المرأة بأعذار واهية وأصبح الناس من منازلهم يستطيعون إنجاز الكثير من المعاملات، يأتينا كسعوديات اختراع «سيارة بدون سائق» مثل قطرة ندى تتبدد في حر الهجير القائظ اللاهب.
لن يفهم مشاعر المرأة (المجبورة) بدون رحمة على تحمل السائق سوى المرأة نفسها وأرجوكم مقولة «نقدر المعاناة» هي مجرد مجاملة رقيقة توجه لنا من الرجال المتعاطفين لأن من يده في النار يختلف وضعه عن «المتطرطشين بالماء البارد»!
«من وجهة نظر السعوديات، المعذبات طبعا» سالم المسرحي سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه وباختراعه سيارة تسير دون سائق، وفق نظام رقمي وتحكم عن بعد لتوجيه السيارة ومشاهدة الطريق عبر كمبيوتر من المنزل، سينقل المعذبات في الأرض من الإجبار بدون رحمة على وجود رجل غريب في مساحة ضيقة إكراها واحتياجا إلى عالم الخيارات، ستطمئن الأمهات على الأبناء، وربما لن يتحقق الحلم باختفاء «السائق الأجنبي» قريبا لكن على الأقل هناك ضوء في آخر النفق والتطلع إليه أفضل من لعن الظلام الدامس. بتاريخ 2 أكتوبر 2004 نشرت لي قراءة في صحيفة الشرق الأوسط تتناول خسائرنا الفادحة من وجود السائق بالأرقام بعنوان «سواق المدام يكلف السعوديين 192 مليون دولار سنويا.. ويفضح أسرار بيوتهم» ودعت من خلاله د.عائشة المانع إلى إعادة النظر في وجود السائق الأجنبي لما يخلفه من تداعيات سلبية في المنازل السعودية وسط كثافة حركة التنقل للنساء والمعاناة اليومية مع دخول المرأة سوق العمل.
تصل الكلفة التي يتكبدها المجتمع السعودي مقابل اعتراض بعض فئاته على قيادة المرأة للسيارة، وعدم توفير نقل عام، 720 مليون ريال سنوياً (192 مليون دولار) والاقتصاد الوطني يخسر 360 مليون ريال شهرياً، أي 4.3 مليار ريال (1.1 مليار دولار) هذا في عام 2004، كيف ستكون الخسائر بالأرقام مطلع 2010!
قدرت د. المانع، وقدر آخرون تكلفة خسائرنا الاقتصادية والاجتماعية، وقتلنا هذا الموضوع نقدا وتناولا، رفضا وقبولا.. والمهم لا أتصور أنني السعودية المعذبة الوحيدة التي ستحتفل أيما احتفال بهذا الاختراع العجيب، خصوصيتنا السعودية أوصلتنا إلى هذا الاختراع الملهم والذي يعد أهم مخرج من مأزقنا نحن المحاصرات والمضيق علينا في إدارة ذمتنا المالية التي كفلها لنا الدين!
لنحتفل لأن هناك من شعر بنا وبمأساتنا وخسائرنا الفادحة، ومقولة اشتدي أزمة تنفرجي تومض بالأمل وأن نهاية معقولة لطول معاناة تسدل الستار على أعجوبة من عجائبنا المزمنة وربما نتحول بعدها لساحات التقاضي لنستعيد ما تكبدناه من خسائر فادحة. السؤال من سيدعم هذا الاختراع، وهل نتقبل الفكرة ويتم دعمها أم ترفض لنعود إلى نقطة البداية!