أمي .. أبي .. رجاءاً لا تهينوني

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ندق ناقوس الخطر هذا الصباح لموضوع يهدد شخصيات وحياة فلذات أكبادنا النفسيه ،إنه

الضرب ...البعض يضرب أطفاله للتنفيس عن ضغوط مشاكله الحياتيه ،البعض الآخر يضرب لسبب

بسيط وهو أنه تربى على الضرب !! ،آخرون مقتنعون إن الضرب هو أفضل وسيله تربويه !! سنناقش

إن شاء الله هذا الموضوع الهام ونبدأ :

بقصةٍ قصيره شخصياً تأثرت جداً عند قراءتها .. يرويها شاب مدمر من ضرب والده له... نقلتها لكم ..

وادعوا الجميع إلى قراءتها وإبداء رأيه حول هذا الموضوع :

كان صوته عالياً وكلماته تخترق أذنيّ كالطلقات وهو يقول:

" أذهب إلى مكتبك وانتبه جيداً لعملك .. لسنا هنا فى روضةٍ للأطفال ..

لن أسمح لك بالمزيد من الأخطاء .. هل تفهم ؟

" أنتهت جلسة التعذيب اليوميه من قبل مديري فى العمل وانسحبت إلى مكتبي وابتلعت إهانتى مع كوب الشاي ..

فقد أعتدت الإهانه منذ زمن بعيد .. أصبحت جزء لا يتجزأ من تكويني ..

حتى إنه يُخيّل إليّ إننى لن أشعر بالإرتياح إذا ما تعامل معي أحد الأشخاص باحترام ..

كنت سأترقب اللحظه التي سيهيننى فيها .. بالطبع فقد أعتدت الإهانه !! ..

منذ متى؟ .. لا أذكر .. لا بل أذكر ..

منذ كنت في السادسة من عمري ..

نعم .. وماذا كان السبب لإهانة طفل فى السادسة من عمره؟ ..

طبعاً كان سبباً قوياً .. استحققت عليه الإهانه للمرة الأولى في حياتي ..

كنت قد أنتهيت من أداء واجباتى المدرسيه .. وذهبت مسرعاً بكراستي لأريها لوالدي وأنا فخور بما صنعت ..

نظر لها وجه والدي العبوس .. فلم أكن أره يبتسم قط .. ولم أدرى لمَ؟ ..

نظر طويلاً قبل أن يوجه سهام نظرات عينيه لي ويقول بصوت هادر:

" أيها الغبي .. لا تعرف أن تحسب 5 + 6 ".. نظرت إليه برعب وأنا أقول .. "


لا يا أبي لقد حسبتها .. إنها .." ولم أكمل ..

فقد هوت كفه على وجهي بلا رحمه في صفعه قويه أسقطت جسدي الصغير أرضاً فى عنف ..

كانت أول صفعه في حياتي نزلت ليست على وجهي فقط ..

بل على كرامتي .. وآدميتي ..

لم أفهم أي جرم أرتكبته .. لم أستطع أن أبكي ..

تجمدت الدموع في عيني قبل أن يلقى والدي بكراستي في وجهي ..

أخذتها بيد مرتعشه وانسحبت إلى حجرتي .. نظرت في الكراسه ..

الكلمات تتراقص أمام عيني فالدموع تملأها .. مسحت دموعي ونظرت ... آه .. 5+6 = 10 ..

نعم لقد عرفت .. لقد نسيت رقم .. إن 5+6 =11 ..

لقد أسقطت ذاكرتي رقماً ولم أنتبه .. أسقطته وسقطت معه كرامتي إلى الأبد ..

فقد علمت منذ ذلك اليوم أنني لن أعود أبداً كما كنت .. لن أنسى مطلقاً هذه الصفعه ..

ولكنها لم تكن الأخيره .. فقد كانت اللغه الوحيده التى يعرفها والدي هي الصفعات ..

وتوالت الصفعات ..

صفعه .. لقد أضعت قلمك ..

وصفعه .. لقد سقطت على الأرض ومزقت ملابسك .. يالها من جريمه !!! ..

وصفعه.. لقد حصلت على درجه ضعيفه في الإمتحان ..

وصفعه .. أتشاهد التلفاز بدلاً من أن تذاكر ....

وصفعه .. أي كليه سيدخلك هذا المجموع؟ ..

وصفعه .. لقد تأخرت خارج البيت .. إنك لن تكون رجلاً أبداً ..

تتوالى الصفعات .. كل صفعه تمحو جزء من شخصيتي .. تمسحني .. تنفيني إلى عالم الظلال .. أصبحت

شبح إنسان .. قضت على أحلامي وطموحاتي .. سنواتي تدور حولي .. تلفني ..

أتخرج من الجامعه .. أعمل فى وظيفه .. تدور بي الحياة .. أتممت الخامسة والثلاثون ..

بدأ الشعر الأبيض يغزو رأسي ببطء .. أصبحت رجلاً .. شكلاً ربما ..

ولكني ما زلت طفل الست سنوات .. مازلت أخشى الصفعات ..

مازالت عينى أبي تجمدني خوفاً .. كل يوم أقول لنفسي كيف أخطأت في حساب 5+6 ..

آه لو كنت حسبتها .. ربما كان حالي تغير .. ربما لم أتجرع كل هذه الإهانات ..

أعود لبيتي .. أبي جالساً منحني الظهر .. متغضن الوجه .. آثار الزمن محفوره بوجهه ..

ولكن عيناه .. كانت كما هي لا تتغير .. سهام تصيب ولا تخطىء أبداً .. وأمي .. مسكينه أمي مغلوبه على أمرها ..

لم يسعها أن ترحمني من صفعات أبي .. ليس بها القوه لذلك .. قالت لي يوماً .." يا ولدي لقد كبرت .. يجب أن تتزوج" ..

فأجاب أبي بالصوت الهادر .. " يتزوج !!! أبنك هذا يتزوج .. إنه لن يكون رجلاً أبداً .. من يرضى بهذا زوجاً ؟؟ "..

أنسحبت إلى حجرتي .. تكورت في فراشي وأنا أرتجف .. نعم يا أبي معك حق .. فلن أكون رجلاً أبداً ..

فقد قتلت رجولتي بيديك منذ زمن بعيد ..

وانسابت دموعي وأنا أقول لنفسي .. ليتني حسبتها .. 5+6= 11 .. 5+6= 11...

ليتنا نفكر قليلاً قبل قتل أبنائنا بإهانتنا [/align]