الخادمات الآسيويات.. قنابل موقوتة في المنازل

[بالحارث العزيزة]

الخادمات الآسيويات.. قنابل موقوتة في المنازل

فهد الحشام ، سلطان العتيبي – الخبر

الحادث الفردي الذي تعرضت له الخادمة الاندونسية مؤخرًا في المدينة المنورة استغلته وسائل الإعلام الآسيوية أسوأ استغلال حيث صورت الحملات الإعلامية المنظمة الأمر على أنه «ظاهرة جماعية» وليس حادثًا فرديًا يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم ، والأخطر من ذلك أن الحملات راحت تعد قائمة بالأسباب الواهية والتي من خلالها طالبت حكوماتها بوضع شروط وقيود لتصدير العمالة إلى المملكة وتجاهلت وسائل الإعلام الجرائم البشعة التي ترتكبها عمالتها للأسر السعودية والتي تنوعت بين القتل والسحر والسرقة، وإزاء تهديدات تلك الدول وشروطها الغريبة ومايحدث على أرض الواقع من الخادمات طالب عدد كبير من المواطنين بإيقاف الاستقدام من إندونيسيا والفلبين حتى تعيد تلك الدول النظر في تعاملها مع المواطنين السعوديين الراغبين في الاستقدام والكف عن إضافة الشروط في كل مرة ورفع الأسعار واختلاق المشاكل بشكل مستمر.
«اليوم» بدورها فتحت المجال لتلقي اتصالات المواطنين خلال الأيام الماضية حول المشاكل التي يواجهونها مع الخادمات والحلول التي يقترحونها .
تكاليف الاستقدام
في البداية أشار مازن اسماعيل إلى أن اندونيسيا قامت بزيادة تكاليف الاستقدام 200 دولار على الخادمات مستغلة في ذلك محدودية الخيارات الموجودة أمام المواطن السعودي للاستقدام من بلدان أخرى تكون منافسة لها في ظل عدم وجود بدائل، وأضاف اسماعيل بقوله بالنسبة لما تقوم به الفلبين من تعقيدات تضيفها بشكل مستمر فيجب وقف الاستقدام منها لإجبارها على تعديل شروطها غير المقبولة، وفيما يخص ضعف الإقبال من قبل الأسر السعودية على الاستقدام من دول مثل أثيوبيا وفيتنام نوه إلى أن ذلك يعود إلى عدم وجود تسويق كاف لتلك الدول مما يجعلها غير معروفة لدى الأسر السعودية.
مبالغ ضخمة
وانتقدت أم محمد ماتقوم به السلطات الاندونيسية من رفع للرواتب وتكاليف الاستقدام حيث ترى من وجهة نظرها أن الخادمات الاندونيسيات لاتستحق تلك المبالغ الضخمة، واستنكرت تقبل الجهات المعنية في المملكة للشروط والتعقيدات التي تضعها السلطات الاندونيسية على الراغبين في الاستقدام من هناك، وأضافت أم محمد قائلة: نحن نتحمل سوء المعاملة من قبل الخادمات للأطفال والسرقات التي تحدث بسببهن من المنازل وحالات الهروب الكثيرة فضلًا عن اختلاق المشاكل في المنزل بشكل دائم، وطالبت أم محمد بضرورة وقف الاستقدام من اندونيسيا مشيرة إلى ضرورة ايجاد الجهات المعنية حلولا تضمن حقوق الأسرة مما قد تتعرض له من الخادمات، وأشارت إلى أنها اتجهت إلى استقدام خادمة من كينيا ولديها تعامل مع خادمات من سريلانكا وهن أفضل بكثير من الخادمات الاندونيسيات .
بديل مدرب
وأرجعت نورة سعد عدم إقبال الأسر السعودية للاستقدام من دول بديلة إلى عدم وجود خطوات جريئة من غرف الأعمال لفتح فروع استقدام في دول أخرى بشرط أن تكون العمالة التي تنوي إحضارها للمملكة مدربة، وذلك لفك احتكار الخادمات المنحصر في 4 دول فقط، وعن رأيها عن إمكانية الاستقدام من النيبال وفيتنام وأثيوبيا أشارت إلى أن ذلك يعتمد على مدى تقبل تلك الأسر لتلك الجنسيات ومدى مهارة العاملة، موضحة أن الإصرار على الاستقدام من اندونيسيا قد يعطيهم الفرصة لفرض شروط وبالتالي الإضرار بنا .
وقال عبدالرحمن جاسم إن مكاتب الاستقدام هي التي تسببت في انحصار الاستقدام على اندونيسيا والفلبين رغم افتتاح الاستقدام من دول أخرى، وعندما يتجه المواطن لطلب خادمة من فيتنام مثلًا يتفاجأ برد المكتب حيث
إنهم لايستقدمون خادمات من فيتنام أو أثيوبيا بحجة أن الطلب ضعيف على تلك الدول وهو بالتالي ما يجبر الأسر السعودية على الاستمرار في تحمل المعاناة مع الأندونيسيين والفلبينيين.
تحريض الخادمات
واتفق نمر الشبرمي على إيقاف الاستقدام من أندونيسيا والفلبين والبحث عن بدائل أو إلزام مكاتب الاستقدام بتمديد فترة التجربة حيث مكاتب السمسرة تقوم بتحريض الخادمات على الهرب وإحداث بلبلة في المنزل أو التهديد بإلحاق الضرر بنفسها وذلك من أجل المغادرة بعد 3 أشهر وهي الفترة المخصصة للتجربة، منوهًا إلى أن ذلك يعني ضياع أموالنا التي دفعناها من أجل الاستقدام وهي تصل إلى 8000 ريال، وأضاف الشبرمي أنه لابد من إلزام الخادمة بدفع تكاليف مغادرتها و جزء من تكلفة استقدامها إذا طلبت المغادرة فور انتهاء فترة التجربة حتى لا تضيع أموالنا، فالمواطن يطالب من الجهات المعنية إيجاد ضمان يلزم الخادمة بالعمل وحفظ حقوق المستقدم .
شروط غير مقبولة
ووصفت أم فهد الشروط التي تفرضها كل من اندونيسيا والفلبين بأنها غير مقبولة خاصة أننا نستقدم فئة محدودة التعلم، وأضافت أنه إذا كانت الدولتان تزعمان أنهما تحميان عمالتها فمن يحمي المواطن الذي قامت خادمته الاندونيسية بوضع السم لطفله مشاري البوشل الذي توفي قبل فترة بالدمام؟، وطالبت بضرورة أن تقوم الجهات المعنية بالمملكة بفرض شروط مثلما تقوم تلك الدول بفرض شروط علينا ، وحول رأيها من الاستقدام من دول مثل فيتنام وأثيوبيا قالت إنها ضد الاستقدام من تلك الدول لأن الخادمات بها غريبات عن المجتمع السعودي إضافة إلى أن هذا الإجراء سيساهم في انتشار حالات الهروب من المنزل ، وطالبت بضرورة إيجاد شركة تقوم بتأجير الخادمات على الأسر لمن ترغب وذلك بشكل نظامي.
شر لابد منه
من جهتها ترى أم شاهين أن الخادمة «شر لا بد منه» معتبرة أن الظروف الاجتماعية والأعباء الحياتية هي التي دفعت الأسر إلى جلب الخدم للعمل في المنازل والاعتماد عليهن في جميع الأمور.
وقالت إنها لم توفق كثيرًا مع الخادمات التي تجلبهن فإحداهن هربت من الأسبوع الأول، وأخرى ضبطت مع رجل غريب في علاقة محرمة ، والثالثة كانت تقوم بضرب الأطفال، وأضافت: « بعض الخادمات بارعات في نقل ما يدور في المنزل إلى خادمات الجيران وبالتالي يصل إلى كل أهل الحي، وأكدت أم شاهين أنها أصبحت لا تأمن الخادمات ولا تثق بهن رغم أنها تحسن معاملتهن وتراعي أحوالهن إلا أن تجاربها جعلت منها نموذجًا لا يمكن تكراره.
ضعيفات نفس
ووصف داحم العتيبي الخادمات بأنهن ضعيفات نفس لأنهن يطمعن بالأموال ويسعين للوصول إليها بشتى الطرق سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة ، وقد يلجأن للعنف عندما لا يجدن معاملة حسنة في المنزل أو قد يؤدي شدة الضغط عليهن من قبل أفراد الأسرة لزرع الحقد داخلهن مما يجعلهن يلجأن للانتقام من أحد أفراد الأسرة أو ارتكاب الجرائم والسحر، وحول رأيه في حل تلك المشكلة طالب العتيبي بضرورة ايجاد بند في العقد ينص على الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة والخادمة وتحديد ساعات العمل وذلك حتى تشعر الخادمة بالارتياح ويكون لديها تقبل للعمل .
من يحمي المواطن؟
وتساءل عبدالله الجمعان .. من الذي يحمي المواطن إذا هربت الخادمة ويعوضه عن خسائره التي دفعها والمشاكل التي تلحق به وفي النهاية يكتشف أن الخادمة بعد هربها منه تعمل لدى أسر بنظام الساعات وهو الرائج هذه الأيام كونه سوقا كبيرا لهن مما يجعلها تسرح وتمرح متنقلة بين المنازل بكل أريحية، وانتقد الجمعان ماتقوم به مكاتب الاستقدام واصفًا دورها بأنها تسعى لحماية الخادمة أكثر من المواطن نفسه والذي يعد هو المتضرر الأكثر دائمًا.
وقال علي حسين أنه تفاجأ بتأخر خادمته التي طلبها من اندونيسيا أكثر من اللازم حيث توجه إلى مراجعة مكتب الاستقدام والذي بدوره وضع اللوم على المكاتب في اندونيسيا خاصة بعد حادثة الاعتداء التي تعرضت لها خادمة المدينة مما أثر سلبًا على جلب العمالة للمملكة .
وتمنى أبو عبدالعزيز أن يكون هناك تعميم على مراكز الشرطة في المملكة بأنه في حالة وجود أي بلاغ على خادمة لا بد من القيام بعمل محضر وترفع نسخة منه لسفارة بلدها لأن 60 بالمائة من المشاكل تقريبًا تكون الخادمة هي المسئولة عنها.
نقلت الأمراض
وتطرق سلطان القريشي إلى قصته مع خادمته حيث يعمل في سلك التعليم وزوجته طالبة ولديهم طفلة تبلغ ثلاثة أشهر حيث تفاجأ بأن الخادمة التي استقدمها لا تهتم بالنظافة ونقلت أمراضا للطفلة وأمها، ومراعاة لظروف الخادمة الاجتماعية والشخصية قام بتحويل رواتب ثلاثة أشهر مقدمًا رغم أنها لاتزال تخضع لفترة التجربة، وبعد الشهر الرابع طلبت العودة إلى بلادها ، وعندما توجه لمكتب الاستقدام كانت فترة التجربة قد انتهت مما دعاه إلى اللجوء للتعامل مع الخادمات اللاتي يتم تأجيرهن بالساعات، وطالب القريشي بضرورة تمديد فترة التجربة إلى 6 أشهر كحد أقصى حتى يستطيع خلال هذه الفترة اكتشاف جدية الخادمة إن كانت ترغب بالعمل أو لا حيث أصبحت الثلاثة أشهر غير كافية في ظل وجود اتفاقيات بين الخادمات وسماسرة لتهريبهن بعد انتهاء هذه الفترة.
تدخن السجائر
وذكر أحمد السبيعي حكايته مع خادمته الاندونيسية التي لم يستمر عملها لديه أكثر من أسبوعين حتى اكتشف أنها تقوم بتدخين السجائر وتعمل على جمع شعر أفراد الأسرة مما دعاه إلى تسليمها إلى هيئة العيون بالأحساء والتي لم تتخذ إجراء معها ، واضطر بعدها أن يقوم بتسفيرها على حسابه دون تحويلها للشرطة بعد أن يأس من تصرفاتها التي لاتطاق ، وقال السبيعي إنه لايعلم من يلجأ إليه في تلك الحالات في ظل مشاكل وجرائم الخادمات التي لا تتوقف ، بينما تستغل حكومات تلك الدول أي مشكلة قد تتعرض لها خادمة في فرض شروط وإملاءات جديدة على السعوديين .
استبدال لجنة الاستقدام
وطالب عامر السعيد باستبدال لجنة الاستقدام الحالية بلجنة أخرى يكون اهتمامها هو المواطن السعودي في المقام الأول لأن هذه اللجنة قدمت تنازلات كبيرة للجهات الاندونيسية والفلبينية على وجه الخصوص مما حول الاستقدام إلى أمر صعب نتج عنه العديد من المشاكل، وأضاف السعيد أن لجنة الاستقدام لا تهتم بما تعانيه مكاتب الاستقدام هنا من مشاكل تواجهها في هذه البلاد، كما أنه ليس لديها موقف حازم مما يطرح في الصحف من مشاكل الخادمات واستفزاز الدول للسعوديين من خلال الشروط التي توضع كان آخرها ما تقوم به الفلبين ومن خلال تلقي طلبات الاستقدام في أحد فنادق الخبر وطريقة إذلالهم للمواطنين ووضع الشروط المزاجية وتعطيلهم لساعات طويلة ومماطلتهم في التعاون الإيجابي مع المواطنين. وأضاف عدنان بو خمسين أن مشاكل العمالة الاندونيسية في الفترة الأخيرة أصبحت لا تعد ولا تحصى إلا أنها لم تأخذ اهتمامًا إعلاميًا رغم بشاعة تلك الجرائم وذلك مقابل ما قامت به السلطات الاندونيسية من ضجة كبيرة بعد حادثة الاعتداء على خادمة المدينة وهي حادثة فردية، مقابل مئات الحوادث التي يكون بطلها الخادمات الاندونيسيات والفلبينيات وقد تصل إلى القتل والسحر .