معركة وادي كرش
يسعدني أن أورد هنا ما أعرفه عن "معركة كرش"
أولا اسم المعركة منسوب الى موقعها ، وهو وادي فحل يصب في أعلى وادي تربة
وينحدر من جبال سيحان الواقعة بين حد المالكي والزهراني .. وهو وادي مشهور بالماء
الجاري على طول العام والسدر، وينزلونه بدو غامد وبني الحارث.. أما الأن فقد اصبح مزارع
لبني مالك .. وبالاخص أبناء الشاعر الكبير حوقان وبعض المحامده من بني مالك.
والمعركة هي "صباح" على قبيلة غامد قاده مريسي الشباعي ومعه فرسان من بني الحارث
وخصوصا الشبعة والعضاوين ، وذلك لكي يثأر من غامد لقتهم أبن عمة " وسيود"..
وقد قُتل وسيود ومريسي مسجون في قبو الشريف في مكة،، حيث دارت معركة بين
وسيود ومن معه من بني الحارث من جهه وقبيلة غامد من جهه، وقتل وسيود ولم يؤخذ بثارة،
فقالت ام وسيود " نوره" هذه القصيدة :
ياراكب المضياح مسرى ومسـراح
نبى الشحم فـوق عابـي عكاهـا
تسرح من الباضه قبل فجر الأصباح
وبعد العصر باطراف مكه مساهـا
ياواصلين مريسي أين القمر طـاح
ماعادبه قمراً يجـي فـي سناهـا
أوسيـود اللـي للمناعيـر ذبـاح
خلـوه يـم "المركبـه" لاسقاهـا
ماعنده الا واحـدٍ محزمـه طـاح
عمست عليه ابصاره اللـي بغاهـا
واهل الركاب العفر واهل التمـداح
مثل الوباره خشخت فـي حصاهـا
"والمركبة" الواردة في القصيدة هي أسم موضع ، حيث كان يتجاور فيها
أهل وسيود وأفراد من قبيلة غامد حيث قُتل وسيود.. وبعد قتل وسيود تفرق الجمعان، فنزل
الغمد وادي كرش، ورحلوا "الشبعة" الى الحارثية، ونزلوا على مقربة من جبل
"عن" المشهور في أطراف الحارثية من جهة حد البقوم..
وصلت القصيدة الى مريسي وهو سجين ، وعرف أن أبن عمه قد قتل، وهو يعرف
الاخصام حق المعرفه، وبعد خروجه من القبو، أرسل مراسيل الى الشبعة والعضاوين
وبعض بنيوس ، القاطنين في سدارة قيا ،، وعند حظورهم أخبرهم بنيته في غزوا غامد والثار
"لوسيود" قالوا له الحظور أن معظم بنيوس شدادين وعضاوين وشبعه وجيياشه وايضا
الشلاوى، محيلين وهم نازلين من "عن" وشرق الى أطراف نجد،، ويجب أن يبعث في طلبهم
وينتظرهم،ولكنه رفض وقال سوف أغزوا بالموجودين قبل أن تعلم قبائل غامد بخروجي من
السجن ويهربون أو يطلبون مدد ، وكذلك طلب خمسين فارس مدد من "الثبته" لكي
يتدخلون لو دارت الدواير على غزاة بني الحارث..والثبته حلفاء له وعواني لبني الحارث.
المهم توجه بمن معه الى أن نزل بجيشه في وادي "عرده" ثم خطب في الجيش ، وقال "للثبته"
سوف نهاجم القوم بعد صلاة الفجر غدا.. وأنتم لاتتدخلون الا عند هزيمة ربعنا لاقدر الله ، وأن
أنتصرنا فلكم من الكسب والغنائم مثل مالنا..رحلو من عردة بين الظهر والعصر وتوجهوا جنوب متسلقين سفوح جبال بني مالك الواقعة شرق الجبل الابيض الى أن أطلوا على وادي "كرش" من ناحية الشمال الغربي.. ووادي كرش هذا له فرعين، الاول أسمه "عين سودة" ويهد من الشمال الغربي" وينتهي في جبال سيحان لقبائل بني مالك، والاخر يهد من الجنوب الغربي، وينتهي في "ريع السنة" المطل على قرى برحرح لقبائل زهران.
المهم أعتلو الجبل في الليل تحت جنح الظلام ، وقال للجيش أنتم تعرفون المكان حق المعرفه
ولا تهاجمون الا عندما تسمعون صوتي مناديا لصلاة الفجر، وطلب منهم تجنب بيت أحدى العجائز الغامديات ،وهي جارته وصديقة والدته سابقا.. وصف لهم البيت بدقة لكي لا يغلطون فيه..
أذن مريسي للفجر وأستعد الجيش ، وكان البعض من بدو غامد قد صحي من نومه للصلاة
والقهوة كعادت البدوا،
سمعت العجوز صوت المؤذن ، فصاحت في اهلها : هذا صوت مريسي أهربوا أو أستعدوا،،
ضحك منها القوم وقالوا مريسي في قبو الشريف ، وهولاء أكيد بدوا جالبين حلالهم لخميس برحرح.. ولم ياخذون كلامها على محمل الجد،،
فداهمهم مريسي وجيشه بغته وأثخنوا في القتل ، والثبته في مكانهم يتفرجون ومستعدين للتدخل،،
وقيل ان مريسي لم يبقي على أحد من الذين تواجدوا من غامد في المكان وقيل أنه قتل خمسين فارس في وسيود،، وقيل انه في أخرالمعركة، دخل بيت العجوز جارته، وطلب منها "الرحى" لأن من يطحن والحرب تطحن يقسم الغنائم،،وكان هدفه أن يعطي النصيب الاكبر للثبته وهذا ماحصل..
القصة أخذتها مشافها من والدي رحمه الله ،، وبعض كبار بنيوس الراحيلن،، منهم الشيخ محماس أبن عيضة أبن مريسي الشباعي حفيد مريسي، وبعض كبار ذوي شديد من العضاوين
ووقفت في ذات المكان راعيا للغنم وبدويا مولعا بالاماكن والقصص.. وأعرف تفاصيل الموقع
بدقه.. أما تفاصيل القصة ، فقد يختلف معي البعض فيها ، وقد يتفق معي البعض،،
ولكن القصص يعتريها دائما شئ من الزيادة والنقصان.. والله أعلم
وسامحوني على القصور
منقووووووووووووووووووول
|