مسلسل الأخطاء الطبية
لم تعد الأخطاء الطبية، التي يذهب ضحيتها رجال ونساء وأطفال وشيوخ، مجرد حوادث عابرة بل تحولت إلى ما يشبه الظاهرة التي لا تخلو منطقة من مناطق المملكة من سقوط ضحايا لها، تاركين وراءهم آباء وأمهات مكلومين ونساء يعانين الترمل وأبناء وبنات يتجرعن مرارة اليتم.
وباتت تلك الأخطاء تشكل قلقا لكثير ممن تجبرهم أمراضهم على إجراء عمليات لا يتخوفون من عدم نجاحها بالقدر الذي يتخوفون من الأخطاء الطبية التي قد تقع على يد الطبيب الذي يجري العملية أو أخصائي التخدير أو الطاقم الطبي المشارك في العملية، ولم يعد نجاح العملية وحده هو ما تنتظره أسرة من يخضع للعملية بل سلامته من أي خطأ طبي قد يودي بحياته عاجلا على نحو يبدو معه أن احتمال المرض أكثر مخاطرة من الخضوع لعملية تشكل الأخطاء المحتملة خلالها الخطر الأكبر على حياة المريض.
وإذا كان للأخطاء الطبية تاريخ قديم لا تتفرد به مستشفياتنا فإن من الملاحظ ارتفاع وتيرة وقوع هذه الأخطاء في الآونة الأخيرة على نحو شكلت معه خبرا يكاد يكون يوميا للصحف وأجهزة الإعلام ومقالات الكتاب.
وإذا كان مرد بعض تلك الأخطاء ناجما عن عدم كفاءة الأطباء والمختصين الذين يجرون العمليات فإن النسبة الأكبر من تلك الأخطاء إنما ينجم عن الإهمال وعدم اتباع التعليمات التي ينبغي اتباعها والأخذ بالاحتياطات الواجب الأخذ بها.
وعلى الرغم من التحقيقات التي تتم في هذا الصدد إلا أن طول الإجراءات وعدم وجود عقوبات رادعة وعدم التشهير بأسماء من أدى إهمالهم إلى إزهاق أرواح بريئة أدى إلى استمرار مسلسل الأخطاء الطبية وهو الأمر الذي يفرض على الجهات المعنية مزيدا من التعامل الجاد مع هذه الظاهرة.
من عكاظ
|