الْقَاعِدَة الْذَّهَبِيَّة الَّتِي أَوَد مِن الْقَارِئ الْكَرِيْم دَائِمَا تَذْكُرُهَا.. ( لَا أَحَد يَسْتَطِيْع أَن يُؤْذِيَك دُوْن رِضَاك).. ؟؟
نَعَم! نَحْن الَّذِين نُعْطِي لِلْآَخِرِين الْفُرْصَه لْإِيذَائِنا،
عِنَدَمّا نُمْنَح لِكَلَامِهِم قَيِّمَه وَلتَعْلْيقَاتِهُم أَهَمِّيَّه..
عِنْدَمَا نُعَيِّد كَلَامَهُم فِي رُؤُوْسِنَا وَنَصِل إِلَى مَرْحَلِة تَصْدِيْق مَا يَقُوْلُوْن فَنَكُوْن قَد أَعْطَيْنَاهُم الْمَسَاحَة كُلَّهَا لْإِيذَائِنا.
..............
يَجِب أَن نَبْدَأ فِي عَمَلِيَّة تَطَوّير أَنْفُسَنَا وَتَنْمِيَتِهَا كَيِفْ.. ؟!
تَطَوّير الْشَّخْصِيَّه وَتَمَيُّزِهَا أَمَر لَا يَأْتِي هَكَذَا عَفْوِيّا.. بَل يَحْتَاج إِلَى الْجَهْد وَبَذَل الْوَقْت، لَكِن الثَّمَرَه أَكِيْدَه وَرَائِعَه.
هُنَاك أُمُوْر كَثِيْرَه يَجِب أَن نَبْدَأ بِهَا وَمِنْهَا : _
_فَهِمْنَا لِأَنْفُسِنَا وَنِقَاط قُوَّتِنَا وَمَا نُحَسِّنُه مِن أُمُوْر ثُم الْتَّأْكِيد عَلَيْهَا وَتَطْوِيْرِهَا أَكْثَر.. ~
_وَمِن ذَلِك أَيْضا تَطَوّير عَلَاقَاتِنَا بِالْآَخَرِيْن وَطَرِيْقَة تَوَاصُلُنَا مَعَهُم..
نُراقب طَرِيْقَة حَدِيْثَنَا مَعَهُم.. طَرِيْقَة اهْتِمَامِنَا بِهِم وَاسْتِمَاعِنا لَهُم..
كُل هَذِه الْأُمُور هِي الَّتِي تُشَكِّل الْصُّوَرَه الْذِّهْنِيَّه لَدَى الْآَخِرِين.
هَذِه الْمَهَارَات لَا تَتَطَوَّر بَيْن يَوْم وَلَيْلَه، بَل تحْتَاج إِلَى وَقْت وَمُثَابَرَه وَلَكِنَّهَا أَسَاسِيّه وَمُهِمَّه..~
..............
_لَا يَجِب أَن يَغِيْب عَنَّا أَهَمِّيَّة تَطَوّير الْجَانِب الْثَّقَافِي لَنَا.. مَن يَعْرِف أَكْثَر يَبْدُو بِشَكْل مُخْتَلِف وَيَحْتَرِمُه الْنَّاس دُوْن تَرَدُّد..
هَذَا أَيْضا لَا يَأْتِي بَيْن يَوْم وَلَيْلَه، بَل يَحْتَاج إِلَى الْمُثَابَرَه وَالْضَغْط عَلَى الْنَّفْس لَو لَم نَكُن مِمَّن يُحِب الْقِرَاءَة.
فَّلْنُتَابِع هَذَا الْمَوْقِع وَلْنَقْرَأ وَنُتَابِع غَيْرِه مِن الْمَوَاقِع. نُتابع أَحْدَاث الْمُجْتَمَع مِن حَوْلِنَا وَالتَغِيْرَات فِيْه.. نُراقب الْمُمَيَّزَيْن مِن الْنَّاس
وَنَسْتَمِع لأَحَادِيثِهُم فِي الْتِّلْفَاز أَو غَيْرِه وَلْنَدْفَع بِأَنْفُسِنَا كُل يَوْم إِلَى الْأَمَام خُطْوَه صَغِيْرَه..~
.................
_تَطَوّير الْعَلَاقَه مَع الْلَّه عَز وَجَل وَتَغَذِيَّتِهَا بِالْدُّعَاء وَالْعِبَادَه وَالْذِّكْر وَقِرَاءَة الْقُرْآَن وَحِفْظِه
يَجْعَلَنَا مُمَيِّزِين حَتَّى لَو كَانَت فِي الْسِّر دُوْن أَن يُعْرَف بِهَا الْنَّاس..
هَذِه وَصِفَه سِحْرِيَّه أَكِيْدَه وَلَيْس كَلَامَا لِلْخَطَابَه! ..~
....................
_إِنَّنِي أُعَوِّل كَثِيْراً عَلَى حَدِيْث الْشَّخْص عَن نَّفْسِه خِلَال الْيَوْم وَفِي كُل حِيْن..
ذَلِك أَنَّنَا نَتَحَّدَث مَع أَنْفُسِنَا طَوَال الْوَقْت (إِذَا لَم نَكُن نَتَحَدَّث مَع الْآَخَرِيْن)..
الْحَدِيْث مَع الْنَّفْس لَه أَثَر كَبِيْر فِي بَرْمَجَة الْعَقْل الْبَاطِن وَتَشْكِيل سَلُوكْيَاتِنا وَرَأَيْنَا بِأَنْفُسِنَا. فَلْنُراقِب كَيْف نُحَدِّث أَنْفُسَنَا طَوَال الْيَوْم.
سَنَجِد أَن مُعْظَم هَذَا الْحَدِيْث هُو حَدِيْث سَلْبِي (لِمَاذَا لَا يَهْتَم بِي أَحَد؟ أَنَا ضَعِيْف مِسْكِيْن مَنْبُوْذ غَيْر مُمَيِّز..) وَهَكَذَا حَدِيْث طَوِيْل لَا يَنْتَهِي..
لَكِنَّه يُؤَدِّي إِلَى نَتِيْجَه وَاحِدَه.. الْشُّعُوْر بِالْإِحَبَاط وَالْأَلَم وَضِعْف الثِّقَه بِالْنَّفْس.
عِنَدَمّا نَبْدَأ بِتَغْيِيْر حَدِيْثَنَا مَع أَنْفُسِنَا وَنَسْتَذْكِر إِنْجَازَاتِنا الْصَّغِيْرَه وَنَحْمَد الْلَّه عَلَى نِعَمِه الْمُخْتَلِفَة..
حِيْنَهَا سنلمِس الْفَرْق فِي حُبِّنَا لِأَنْفُسِنَا وَحُب الْنَّاس لَهَا.
..................
قُلْتُ قَبْل قَلِيْل (لِنَتَذَكَّر إِنْجَازَاتِنا)! إِذَن لَابَد أَن يَكُوْن لَدَيْنَا إِنْجَازَات.. لَا أَقْصِد هُنَا إِنْجَازَات خَارِقَه عَظِيْمَه..
لَا بَل إِنْجَازَات صَغِيْرَه نسَجَلَهَا كُل يَوْم وَتَقُوْد بِنَا إِلَى إِنْجَازَات كَبِيْرَه.. نَقُوْم كُل يَوْم بِشَيْء لَا يَقُوْم بِه عَامَّة الْنَّاس..
كَصَلَاة فِي الْلَّيْل، أَو قِرَاءَة كِتَاب، أَو صَدَقَه أَو اهْتِمَام بِمَوْضُوْع،
أَو اتِّصَال بِصَدِيْقَ قَدِيْمَ أَو غَيَّر ذَلِك كَثِيْر. نَقُوْم كُل يَوْم بِشَيْء مُمَيَّز وَسَنَجِد فَرَقَا" هَائِلَا" فِي حَيَاتِنَا..~
.................
_عِنْدَمَا نُحِب أَنْفُسَنَا فَسَوْف نَهْتَم بِهَا بِشَكْل كَامِل..
لَا شَك أَن كُل وَاحِد مِنَّا مُمَيَّز فِي مَجَال مَا.. فِي أَمْر مَا.. لِنَبْحَث عَن الْتَّمَيُّز الَّذِي فِيْنَا.. أَو لْنَصْنَعَه..
مِن الْمَطْلُوْب أَن نُطَوِّر شَخْصِيّتُنَا فِي كُل الْمَجَالَات.. لَكِن لَابُد أَن لَدَيْنَا شَيْئاً خَاصَّا لَيْس مَوْجُوْدَاً لَدَى الْآَخِرِين..
هَذَا يَتَطَلَّب الْبَحْث وَالْمُرَاقَبَه وَتَطْوِير هَذَا الْتَمَيُّز.
فَبَعْض الْنَّاس مُمَيِّز فِي بِنَاء الْعَلَّاقَات وَآَخِر فِي التَّعَاطُف وَآَخِر فِي الْمَشُوْرَه وَآَخِر فِي الْمُسَاهَمَه
فِي أَمْر مَا أَو خِدْمَة الْآَخَرِيْن فِي شَيْء مَا وَهَكَذَا..~
...............
خِتَامَا:..~
مَدْح الْنَّاس نَتِيْجَه لِتُمَيِّز يَجِب أَن نَجْتَهِد فِي بِنَائِه..
وَصَّدَّقُوْنِي لَو نَفَّذْنَا مَا قُلْت لَمّا احْتَجْنَا لِمَدَحَهُم وَسَنَرَى كُل الْإِعْجَاب فِي عُيُوْنِهِم..
وَهَذَا هُو الْإِعْجَاب الَّذِي يَبْقَى ..~
بقلم ..د. يَاسِر بَكَّار..~
منقول .. ’|