بقلم / فاطمة آل تيسان
قد لا نزيد عما قيل وكتب عن سوء التنظيم وفوضى الحجوزات في مطاراتنا، لكن نفيض في نقل معاناتنا التي تجاوزت مالدى الغير باعتبار أن مطاراتهم قد تكون أفضل في تقديم الخدمة ومستوى النظافة لمن تجاوزه الزمن وهو يرقب تحليق طائرة وهبوط أخرى ليقفز من مكانه لحظة سماعه لأحدهم وقد امتهن الإعلان عن خيبات الأمل وتأجيل رحلة لم يحدد وقت إقلاعها أصلا. لتجوب بنظرك ردهات المطار وقد تكدس فيها البشر ما بين سمين ونحيف وطفل وامرأة تجر عكازا وبين خطوة وأخرى وصرخات ألم ودعوات بالفرج الذي لا يأتي.
مواعيد استشفاء أو مهمة طارئة هي ما قد تجبرك على قصد مكاتب الخطوط السعودية لتحجز على إحدى رحلاتها لتسافر إلى مقصدك بوقت كاف تلافيا لما قد يعترضك من مشكلات، ومع كل ما تبذله من جهد إلا أنك لا تسلم من مزاجية موظف وإهمال آخر، وفي أغلب الأحيان يصفعك الخبر في لحظة الصفر أن حجزك ألغي دون أسباب مقنعة.
لا يلامس حجم المعاناة إلا من خاض غمارها ودخل في قوائم الانتظار عند بوابات المغادرة أو على سلم الهبوط يتحسس الخطى قافلا طريق الرجعة، فالطائرة تعلن العصيان وتربض في مكانها احتجاجا على إهمال صيانتها ورحمت أن تضحي بهذه الجموع التي لا حول لها ولا قوة سوى الاستكانة للأوامر والتوجه لتناول المرطبات في البوفيه الخاص بالمطار، ولكن مع الحذر أن تجاوز الطلب كأس الشاي أو العصير، هكذا التعليمات تراعي المحافظة على الصحة وتحارب الإسراف في المأكل والمشرب !!!
أكثر من رحلة يتم تأجيلها في اليوم وأكثر من طائرة يكتشف عطلها قبل الإقلاع، وكأن مواعيد النحس ملازمة إذا برأنا ساحة المشرفين على صيانة الطائرات وأبعدنا التأثيرات الجوية. إذا لابد من دراسة الوضع خصوصا أن الرحلات المغادرة أو القادمة إلى مطار نجران تواجه هذه الإشكاليات على مدار الساعة، ولم تفلح توسلات المسافرين أو احتجاجاتهم في تحسين الوضع أو حتى تبريره.
ما قد يضاعف المأساة أن صالات المسافرين وتحديدا ما خصص للنساء باتت تمثل خطورة على الصحة في ظل تزايد الأعداد وضيق المساحة وانعدام النظافة داخل مرافقها، وكيف لك بأكوام المناديل الورقية ومخلفات الأكل وحتى رائحة المكان التي تفوح من الأرضية وسجاد الصلاة المحشور في زاوية مخنوقة وقد افترشته بعضهن لعدم وجود مقاعد تتسع لهن.
سمعنا كثيرا عن تحرك لحل المشكلة ولكن نراها تتضاعف وخاصة هذه الأيام مع زحمة الصيف والإجازة، وأغلب المواطنين مجبرون على السفر عن طريق الجو بحكم أن السفر بالسارة في هذه الأجواء مرهق ومحفوف بالمخاطر إما لمداهمة العواصف الرملية أو لارتفاع درجات الحرارة بالمعدلات التي تلهب الطرقات سعيرا..
قد يبرر البعض ما يحصل إلى موسم حلول الإجازة الصيفية وكثرة المسافرين، لكن في مطار نجران الوضع سائد على مدار العام وسيناريو أعطال الطائرات يثير الرعب في النفوس، لكن لا خيار سوى المغامرة وانتظار الانفراج الذي يعلق البعض مجيئه بحلول الكارثة، لاسمح الله.. وهذا الأمر يتداوله الناس فيما بينهم بتوجس.
|