ضغوط عالمية على اليابان لتوسيع منطقة الحظر حول محطة فوكوشيما النووية
طوكيو : رويترز
تزايدت الضغوط على اليابان اليوم الخميس لتوسيع المنطقة التي أخليت من السكان حول المحطة النووية المتضررة التي ضربها الزلزال بينما قال مسؤولون إن الإشعاع ربما يتسرب بشكل مستمر إلى مياه البحر حيث زاد التلوث الان أكثر من أربعة الاف مرة عن الحد القانوني.
وفي أول بيانات رسمية عن تأثير الزلزال المدمر وأمواج المد العاتية "تسونامي" التي أحدثها وكانت وراء الأزمة النووية تراجعت الصناعة اليابانية الى مستوى قياسي في مارس اذار بعد أن أغلقت المصانع وتعطلت الإمدادات العالمية.
وقد تصل تكلفة الضرر الذي لحق باليابان ثالث أكبر اقتصاد في العالم بسبب الزلزال والتسونامي فقط إلى أكثر من 300 مليار دولار مما يجعل الكارثة ثالث أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في العالم.
وذكر تقرير صادر عن بنك للاستثمار في وول ستريت ان مطالبات التعويض التي لها علاقة بالازمة النووية قد تصل الى أكثر من 130 مليار دولار. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ووكالة السلامة النووية اليابانية ان الحكومة يجب أن تبحث توسيع منطقة اجلاء السكان حول محطة فوكوشيما النووية المتضررة وهي منطقة يصل قطرها الان الى 20 كيلومترا بعد رصد مستويات عالية من الاشعاع على بعد ضعف هذه المسافة عن المنشأة.
ووبخ سياسيون من المعارضة رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان لتمسكه بمساحة الاجلاء الراهنة بعد قرابة ثلاثة أسابيع على الكارثة التي أسفرت عن أسوأ أزمة نووية في العالم منذ كارثة تشرنوبل عام 1986 .
وأجلت السلطات أكثر من 70 ألف شخص من المنطقة المحيطة بالمحطة النووية وشجعت 136 ألفا اخرين يعيشون في منطقة قطرها عشرة كيلومترات بعد نطاق المنطقة المحظورة على الرحيل أو البقاء في منازلهم.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الإشعاع في قرية ايتاتي الواقعة على بعد 40 كيلومترا من محطة فوكوشيما دايتشي النووية فاق الحد الذي يستوجب إجلاء السكان. وقال دينيس فلوري وهو نائب للمدير العام للوكالة نصحنا "اليابان" بتقييم الوضع بحرص وأشاروا الى أنه يخضع بالفعل للتقييم.
لكن يوكيو ايدانو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني لم يشر إلى توجه الحكومة اليابانية إلى توسيع منطقة الإجلاء. وقال في تصريح ردا على سؤال حول ما رصدته وكالة الطاقة الذرية في ايتاتي ليس لدينا في الوقت الراهن سبب للاعتقاد أنه سيكون للإشعاع أثر على صحة الناس.
وذكرت وكالة السلامة النووية اليابانية أن المستويات العالية للإشعاع في مياه البحر بالقرب من المجمع النووي قد تعني أن الإشعاع يتسرب بشكل مستمر. وسئل هايدهيكو نيشياما نائب مدير عام الوكالة اليابانية في مؤتمر صحفي هل هناك تلوث اشعاعي مستمر لمياه البحر فأجاب قائلا "ذلك احتمال." وأضافى أن الفنيين لا يعرفون مصدر التسرب.وزادت مستويات اليود المشع التي رصدت في مياه بالقرب من المجمع 4385 مرة عن الحد القانوني في أعلى مستوى مسجل لها منذ بداية الأزمة.
وفي دعم دبلوماسي لليابان يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طوكيو اليوم ويجري محادثات مع رئيس وزراء اليابان. وتنامت مجددا المخاوف من الازمة خارج اليابان بعدما رصدت سنغافورة مستويات إشعاع أعلى تسع مرات عن الحد في كرنب "ملفوف" مستورد من اليابان بينما تم رصد كمية "ضئيلة" من اليود المشع في عينات ألبان على الساحل الغربي للولايات المتحدة.
وأعلنت الحكومة اليابانية أن تكلفة الإضرار التي سببها الزلزال والتسونامي قد تفوق 300 مليار دولار. وكان تكلفة أضرار زلزال كوبي عام 1995 قد بلغت مئة مليار دولار بينما وصلت تكلفة أضرار الإعصار كاترينا عام 2005 إلى 81 مليار دولار.
وقال محلل في بنك اوف امريكا ميريل لينش في تقرير ان شركة طوكيو الكتريك باور اليابانية للكهرباء "تيبكو" التي تشغل المحطة النووية قد تواجه مطالب تعويض تصل الى 11 تريليون ين "133 مليار دولار" أي قرابة أربعة أمثال قيمة أسهم الشركة اذا ما امتدت الأزمة النووية وهي الاسوأ في اليابان لعامين.
وذكر تحقيق أجرته رويترز أن اليابان وتيبكو قللا مرارا من المخاطر في المحطات النووية وتجاهلا تحذيرات من بينها دراسة حول التسونامي أعدت عام 2007 .
وأعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان اليوم أنه يجب تفكيك محطة فوكوشيما النووية في شمال شرق اليابان التي تضررت من جراء الزلزال والتسونامي، وذلك في لقاء مع رئيس الحزب الشيوعي الياباني كازوو شيي كما افادت وكالة كيودو للانباء.واوضحت الوكالة ان شيي نقل الخبر خلال مؤتمر صحافي اثر لقائه مع رئيس الوزراء. وكانت مجموعة طوكيو الكتريك باور "تبكو" المشغل والمالك لمحطة فوكوشيما دايشي انه لا بد من تفكيك المفاعلات الاربعة الاولى بعد الانتهاء من عمليات التبريد الصعب الجارية حاليا والتي يمكن ان تستغرق اشهرا.
وتعرضت هذه المفاعلات لاضرار جسيمة اثر الزلزال والتسونامي الذي تلاه في 11 اذار/مارس. الا ان رئيس المجموعة الفخري تسونهيسا كاتسوماتا المح الاربعاء الى امكان الابقاء على المفاعلين 5 و6 اللذين لم يتضررا بالكارثة. وبنيت الاقسام الاولى من المحطة قبل اربعين عاما على ساحل الهادئ على بعد 250 كلم من العاصمة البالغ عدد سكانها 35 مليون نسمة.
وارتفعت حصيلة قتلى الزلزال العنيف الذي ضرب شمال شرق اليابان يوم 11 مارس الجاري، وما أعقبه من موجات مد عاتية (تسونامي) إلى 11417 شخصا حتى صباح اليوم. نقلت هيئة الاذاعة والتليفزيون اليابانية(إن.إتش.كيه) عن هيئة الشرطة الوطنية قولها إن 16273آخرين صنفوا في عداد المفقودين مما يرفع حصيلة القتلى أو المفقودين إلى حوالي 28 ألف شخص.
وتأكد العدد الاكبر من حيث القتلى، وهو 6959 ، في مقاطعة مياجي، بالاضافة الى 3349 بمقاطعة إيواتي و1049 في فوكوشيما. وقد تم تحديد هوية 9032 من بين القتلى المؤكدين، وجرى إعادة 8720 من الجثث إلى ذويهاو تقول الشرطة إن عدد الضحايا مرشح للزيادة.
لم يتمكن المسئولون من تقييم حجم المفقودين في بعض البلديات التي دمرتها تسونامي، كما توقفت عمليات البحث داخل المنطقة الخاصة على مسافة 20 كيلومترا حول محطة فوكوشيما دايتشي النووية.
أمريكا ترسل 140 خبيرا عسكريا للمساعدة في السيطرة على الاشعاع إلى اليابان
ذكر تقرير إخباري اليوم أن الجيش الامريكي سيرسل فريقا من 140 عضوا للمساعدة في جهود السيطرة على الاشعاع في اليابان. ونقلت وكالة "كيودو" اليابانية للانباء عن قائد قوات الدفاع الذاتي اليابانية الجنرال ريوشي أوريكي القول إن الفريق سيساعد في التعامل مع الازمة الحالية في محطة فوكوشيما دايتشي النووية شمال شرق اليابان.
وأضاف الجنرال أن الفريق المتخصص سيتجه إلى اليابان "قريبا". تسعى السلطات اليابانية وشركة "طوكيو الكتريك باور" القائمة على تشغيل المحطة النووية الى احتواء الازمة التي نجمة عن تضررها من الزلزال المدمر ا الذي ضرب اليابان يوم 11 مارس الجاري، وما أعقبته من موجات مد عاتية (تسونامي). انقطع التيار الكهربائي بالمحطة، وتعطلت نظم التبريد ما أدى إلى نشوب حرائق وحدوث انفجارات وتسرب إشعاعي.
|