سيف نجران
06-21-2009, 08:56 PM
هل يجوز الضحك في رمضان؟
وأوردت "الوطن" أيضاً، يوم السبت، أو الأحد، أو الاثنين، أو الثلاثاء، أو الأربعاء، أو الخميس، أو الجمعة، من الأسبوع الماضي، خبراً بعنوان: "كاهنٌ إيطالي يطلق مسابقة الجمال الأولى بين الراهبات"! واضحكوا ما طاب لكم، فلم تصدر حتى الآن حسب "علمكم"، فتوى تحرِّم الضحك في نهار رمضان، على اعتبار أن الإفراط فيه قد يؤدي إلى انسكاب الدموع، وتسربها إلى فمك المفتوح قهقهةً، دون قصدٍ! والحمد لله على قولة "نحن"!
ولكنك حينما تتأمل تاريخ الكنيسة، الكهنوتـي العجيب، ستنظر إليها مع هذا الخبر نظرة الإشفاق والرثاء و..لحظة أمسح دموعي..ارحموا عزيز قومٍ ذل! فبعد أن كانت هي الكل في الكل، كالبصل في كل طبخة، من الحروب الصليبية، إلى محاكم التفتيش، إلى صكوك الغفران، تردت الكهنوتية - تشبثاً بالبقاء، كيفما كان - إلى دغدغة غرائز النسق، الذي جردها من سلطاتها الإلهية - بزعم الكُهَّان - بدءاً من الزميل/ "توما الإكويني"، الذي فعل ذلك بقصد إثبات أنه هو وزملاؤه لا يصدرون إلا عن وحيٍ من "الرب"، فلا بد أن يكون صالحاً لكل زمانٍ ومكانٍ، وزمكانٍ، ومكزانٍ، وبالتالي فلا تعارض بينهم وبين "العقل" - اسم الله علينا - ومايفرزه من علوم! ثم دأبت المجالس الكنسية - من وراء خشمها - على تغيير "وحيها" بما يتماشى مع المستجدات الدنيوية، التي اضطرت الأحبار والرهبان ـ تشبثاً بأكبر قدرٍ من الصلاحيات ـ إلى الاعتراف بأنهم بشرٌ وليسوا آلهةً ولا أشباه آلهة! هنا انتهز الزميل/ "مارتن لوثر" الفرصة، وانشق بما عُرف بالكنيسة "البروتستانتية"، التي أقامها على مبدأ بديهي واضح: بماأنكم بشرٌ مثلنا فما الذي يميزكم عنا عند الله تعالى؟ ليس من حق أحد أن يحول بين العبد وربه!
وهو المبدأ الذي جاء به نبيُّنا - فداه مافي السموات والأرض - ففضح تدليس أهل الكتاب، وكتمهم المعرفة، وإيمانهم ببعض الكتاب وكفرهم ببعض، وأرسى قواعد التعامل مع الله تعالى على أساس المسؤولية الفردية، فلا تزرُ وازرةٌ وزر أخرى، وليس بينك وبينه وسيطٌ، ولا شفيعٌ، و"استفتِ قلبَكَ، وإن أفتاك الناس وأفتوك"؛ كما يقول الحديث الصحيح المروي بعشر طرق!
ومن قهقهةٍ..عفواً: جهةٍ أخرى فإن هذا الخبر، يؤكد أن النسق الذكوري - الذي لا ينظر للمرأة إلا كونها"شيئاً" مكملاً لمتعة "الذكر" ونزواته، وباسم "الدين" هذه المرة - ليس قاصراً على دول العالم الثالث، بل إنه يبلغ أشده في العالم الأول، ومسابقات ملكات الجمال "الجسدي" خير دليل، ولا فرق بيننا وبينهم: إلا أن لديهم قانوناً صارماً يحمي من ترفض أن تكون كما يريد "الذكر"، أما لدينا فأعرافٌ باليةٌ، تسحق من تفكر في الخروج على "ما يريد الذكر" بالذات، سحقاً مبرماً لا هوادة فيه! والحمد لله أن الضحك لا ينقض الصوم!
محمد السحيمي
وأوردت "الوطن" أيضاً، يوم السبت، أو الأحد، أو الاثنين، أو الثلاثاء، أو الأربعاء، أو الخميس، أو الجمعة، من الأسبوع الماضي، خبراً بعنوان: "كاهنٌ إيطالي يطلق مسابقة الجمال الأولى بين الراهبات"! واضحكوا ما طاب لكم، فلم تصدر حتى الآن حسب "علمكم"، فتوى تحرِّم الضحك في نهار رمضان، على اعتبار أن الإفراط فيه قد يؤدي إلى انسكاب الدموع، وتسربها إلى فمك المفتوح قهقهةً، دون قصدٍ! والحمد لله على قولة "نحن"!
ولكنك حينما تتأمل تاريخ الكنيسة، الكهنوتـي العجيب، ستنظر إليها مع هذا الخبر نظرة الإشفاق والرثاء و..لحظة أمسح دموعي..ارحموا عزيز قومٍ ذل! فبعد أن كانت هي الكل في الكل، كالبصل في كل طبخة، من الحروب الصليبية، إلى محاكم التفتيش، إلى صكوك الغفران، تردت الكهنوتية - تشبثاً بالبقاء، كيفما كان - إلى دغدغة غرائز النسق، الذي جردها من سلطاتها الإلهية - بزعم الكُهَّان - بدءاً من الزميل/ "توما الإكويني"، الذي فعل ذلك بقصد إثبات أنه هو وزملاؤه لا يصدرون إلا عن وحيٍ من "الرب"، فلا بد أن يكون صالحاً لكل زمانٍ ومكانٍ، وزمكانٍ، ومكزانٍ، وبالتالي فلا تعارض بينهم وبين "العقل" - اسم الله علينا - ومايفرزه من علوم! ثم دأبت المجالس الكنسية - من وراء خشمها - على تغيير "وحيها" بما يتماشى مع المستجدات الدنيوية، التي اضطرت الأحبار والرهبان ـ تشبثاً بأكبر قدرٍ من الصلاحيات ـ إلى الاعتراف بأنهم بشرٌ وليسوا آلهةً ولا أشباه آلهة! هنا انتهز الزميل/ "مارتن لوثر" الفرصة، وانشق بما عُرف بالكنيسة "البروتستانتية"، التي أقامها على مبدأ بديهي واضح: بماأنكم بشرٌ مثلنا فما الذي يميزكم عنا عند الله تعالى؟ ليس من حق أحد أن يحول بين العبد وربه!
وهو المبدأ الذي جاء به نبيُّنا - فداه مافي السموات والأرض - ففضح تدليس أهل الكتاب، وكتمهم المعرفة، وإيمانهم ببعض الكتاب وكفرهم ببعض، وأرسى قواعد التعامل مع الله تعالى على أساس المسؤولية الفردية، فلا تزرُ وازرةٌ وزر أخرى، وليس بينك وبينه وسيطٌ، ولا شفيعٌ، و"استفتِ قلبَكَ، وإن أفتاك الناس وأفتوك"؛ كما يقول الحديث الصحيح المروي بعشر طرق!
ومن قهقهةٍ..عفواً: جهةٍ أخرى فإن هذا الخبر، يؤكد أن النسق الذكوري - الذي لا ينظر للمرأة إلا كونها"شيئاً" مكملاً لمتعة "الذكر" ونزواته، وباسم "الدين" هذه المرة - ليس قاصراً على دول العالم الثالث، بل إنه يبلغ أشده في العالم الأول، ومسابقات ملكات الجمال "الجسدي" خير دليل، ولا فرق بيننا وبينهم: إلا أن لديهم قانوناً صارماً يحمي من ترفض أن تكون كما يريد "الذكر"، أما لدينا فأعرافٌ باليةٌ، تسحق من تفكر في الخروج على "ما يريد الذكر" بالذات، سحقاً مبرماً لا هوادة فيه! والحمد لله أن الضحك لا ينقض الصوم!
محمد السحيمي