المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاوره بين اليل والنهار


بن هادي
06-23-2010, 03:35 PM
محاورة بين الليل والنهار




أَحْمَدُ اللهَ مَا ادْلَـهَـمَّ الْمَسَاءُ **وَبَدا الصُّبْحُ فَاسْتَنَارَ الْفَضَـاءُ
وَصَلاَةً بِعَـدِّ مَـا لاَحَ بَـرْقٌ **فِي دُجَى اللَّيْلِ وَاعْتَلَتْ جَوْزَاءُ
تَغْشَ طَـهَ وَآلَـهُ ثُـمَّ صَحْبًا **مَـا تَغَنَّتْ وَغَـرَّدَتْ وَرْقَـاءُ
ثَمَّتَ اقْرَأْ مُنَـاظَرَاتٍ أُجِيدَتْ **بِـقَـرِيـضٍ يُـحِـبُّهُ النُّبَلاَءُ
بَـيْـنَ لَيْـلٍ مُدَرَّعٍ بِسَوَادٍ **وَنَـهَـارٍ يَــزِيـنُـهُ لأْلآءُ
مُسْتَعِينًا بِمَـالِكِ الْخَلْقِ طُـرًّا **وَإِلَيْكُمْ مَا يَعْـشَـقُ الأُدَبَـاءُ

اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ
أَشْـرَقَ الْفَجْـرُ يَالَهُ مِنْ ضِيَاءٍ **بَـاسِمَ الوَجْـهِ يَعْتَرِيـهِ حَيَاءُ
وَأَتَـى اللَّيْلُ فِي لِبَـاسٍ عَجِيْبٍ **يَتَمَطَّـى كَـأَنَّـهُ الـدَّهْـمَاءُ
ثُـمَّ حَيَّا إِخْوَانَـهُ بِــاحْتِرَامٍ **وَوَقَـارٍ فَـهَـابَـه الْجُلَسَاءُ




وَتَمَـارَى مَـعَ النَّهَارِ قَـلِيلاً **فَـاسْتَمَـرَّا وَزَادَتِ الضَّوضَاءُ
الْفَجْر

فَانْبَرَى الْفَجْرُ كَالشِّهَابِ وَنَادَى **أَيُّـهَـا الغُمْـرُ طَبْعُكَ الخُيَـلاَءُ
كَيْفَ تَسْطِيْعُ أَنْ تُفَاخِـرَ نُورًا **وَضِيَـاءً وَأُمُّـكَ الـطَّخْيَـاءُ









أَنَا يَا شُـؤْمُ مَعْدِنِـيْ قُرَشِـيٌّ **وَقُـرَيشٌ جمِيْعَـهُمْ فُـضَـلاءُ
اللَّيْل

فَارْتَمَـى اللَّيْلُ آنَـذَاكَ بِتِيْهٍ **بَعْدَ صَبْرٍ وَ طَمَّـتِ الظَّلْمَآءُ
ثُمَّ نَـادَى وَقَالَ يَاصُبْحُ أَقْصِرْ **فَلَعَمْرِى مَا أَنْـتَ إِلاَّ وَبَـاءُ
أَنْتَ يَـافَجْرُ أَحْمَقٌ مُتَـعَالٍ **لَيْسَ لِلْحُمْقِ فِي الْبَرَايَا دَوَاءُ
أَنَـا عَبْدٌ وَأَنْتَ مِـثْلِيْ عُبَيْدٌ **أَتَجَاهَلْتَ أَمْ أَتَاكَ الْـغَـبَاءُ
تَدَّعِى الفَخْرَ بِالضِّيَاءِ وَ تَنْسَى **سُورَةَ اللَّيْلِ هَكَـذَا الْجُهَلاَءُ
تَدَّعِي الْيَوْمَ نِسْبَةً فِي قُرَيْشٍ **فَتَـفَـطَّنْ مَا قَالَتِ الشُّعَرَاءُ
وَالدَّعَاوَى مَالَمْ تُقِيمُوا عَلَيهَا **بَيِّـنَـاتٍ أَبْنَـاؤُهَاأَدْعِيَـاءُ
ثُـمَّ لَوصَحَّ مَا هُنَاكَ افْتِخَارٌ **إِنَّمَا ذَا تَـقُولُهُ السُّفَـهَـاءُ
شَرْعُنَا الْحَقُّ جَاءَنَا بِالتَّسَاوِي **غَـيْـرَفَضْلٍ يَنَالُهُ الأَتْـقِيَاءُ
فَأَبُو الْجَهْلِ أَصْلُهُ مِنْ قُرَيْشٍ **أَفْجَـرُ الْخَلْقِ مَا هُنَاكَ خَفَاءُ
وَبِلاَلٌ سَـمَـا بِدِيْنٍ وَفَضْلٍ ** وَبِعِـزٍ وَ مَا بِـهِ كِبْـرِيَـاءُ
أَأَدِيمُ الْبِلاَلِ عَيْبٌ وَنَـقْـصٌ **أَمْ فِـخَارٌ وَ سُؤْدَدٌ وَعَـلاَءُ









كَانَ فَذًّا وَكَانَ بَـرًّا تَقِـيًّا **يَـرْزُقُ اللهُ فَضْلَهُ مَنْ يَشَـاءُ
الْفَجْر

بَـزَغَ الْفَجْرُ عِنْدَ ذَاكَ بِشَرٍّ **وَلَهِيبٍ وَهَاجَتِ الـرَّمْضَاءُ
وَتَلاَ بَعْـضَ سُورَةِ النَّصْرِ فَألاَّ **وَتَبـازَى كَأَنَّـهُ الْعَنْقَـاءُ
ثُمَّ أَرْسَى وَخَاطَبَ اللَّيْلَ جَهْرًا **يَا أَخَا اللُّؤْمِ مَـا يُفِيدُ الرِّيَاءُ
نِلْتَ عِرْضِي وَلَقَّنُوكَ مَقَـالاً **صَحَّ بَعْضٌ وَبَعْضُ ذَاكَ افَتِرَاءُ
أَجَهُوْلاً وَجَـدْتَنِـي وَغَبِيًّـا **فَتَعَـالَيْتَ أَمْ هِـيَ الْبَغْضَاءُ
أَتَرَانِي مَـعَ الْحَمَاقَـةِ قِرْنـا **أَيُّهَا اللَّيْلُ أَمْ هِـيَ الشَّحْنَاءُ
أَسَفِيهًـا لَـقَيْتَنِي جَـاهِـلِيًا **فَتَطَاوَلْتَ أَمْ دَهَـاكَ الْعَمَاءُ
أَيُّهَـا اللَّيْلُ زَادَكَ اللهُ ضُـرًّا **وَبَـلاَءً وَزَالَـتِ النَّعْـمَاءُ
أَنَـا فَجْرٌ لِكُـلِّ عَيْشٍ هَنِيٍّ **أَنَـا نُورٌ يُحِبُّنِـي السُّعَدَاءُ
أَنَـاحَقًّـا مُكَلَّلٌ تَـاجَ عِـزٍّ **وَبِفَضْلِـي تُزَيَّـنُ الأَجْوَاءُ
إِنَّمَـا أَنْتَ ظَـالِـمٌ ذُوشَقَاءٍ **وَلِـهَـذَا تُحِبُّـكَ الأَشْقِيَاءُ
هَا هُوَ الْغَرْبُ فِي فُجُورٍ وَلَهْوٍ **وَغُـرُورٍ تَـحُفُّـهُ الأَهْوَاءُ
أَنْتَ فِيهِمْ نَشَرْتَ عِلْمَكَ دَهْرًا **ثُمَّ جَاءَتْ فِي إثْرِهِ الْفَحْشَاءُ
وَانْظُرِ الشَّرْقَ مُشْرِقًا بِسَنَـاءٍ **وَصَفَاءٍ وَمَـا بِـذَاكَ مِرَاءُ
فِيهِ عِـزٌّ مُـرَصَّعٌ بِجَـلاَلٍ **وَقُلُوبٌ تَـقِـيَّـةٌ وَسَنَـاءُ









غَيْرَ بَعْضٍ تَزَنْدَقُوْا ثُمَّ ضَلُّـوا **وَأَضَلُّـوا فَهُـمْ لَنَا أَعْـدَاءُ
اللَّيْل

صَرَخَ اللَّيْلُ فِي النَّهَارِ بِصَوْتٍ ** أَيِّ صَوْتٍ فَرَنَّتِ الأَصْـدَاءُ
أَيُّهَا الْفَجْرُ مَـا اشْتَفَيْتَ غَلِيلاً **بِانْتِقَاصِي وَلاَانْتَهَى الإِطْـرَاءُ
أَتَـرَانِي كَمَـا تَظُنُّ جَبَانـًا **وَتَخَـيَّـلْتَ أَنَّـنِي بَـكَّاءُ
خَابَ وَاللهِ مَـا تَظُنُّ وَلَكِـنْ **أَنَا لَيْثٌ وَفِي الْحُرُوبِ مَضَاءُ
فَـأَنَا الآنَ وَاقِـفٌ بِحُسَـامٍ **وَقَـنَـاةٍ يَقِلُّهَـا الْعُظَمَاءُ
قُلْتَ فِي الْغَرْبِ أَنَّ فِيهِ فُجُورًا **وَغُـرُورًا وَأَنَّ ذَاكَ شَـقَاءُ
ثُمَّ تَنْسَى بِأَنَّ فِي الشَّرْقِ ظُلْمًا **أَيَّ ظُـلْمٍ وَعَـمَّ فِيهِ الْبَلاَءُ
أَيُّهَا الْفَجْرُ كَمْ رَأَيْنَا زُقَـاقـًا **يَلْتَقِي فِيهِ بِـالرِّجَالِ النِّسَاءُ
ثُمَّ عَيْنَايَ آنَسَتْ فِيهِ فِسْقـًا **مِنْ شَبَابٍ غَزَتْهُـمُ الأَدْوَاءُ
إِنَّ هَذَا فِـيْ دِيْنِنَـا لَحَـرَامُ **أَيْـنَ أَهْلُ الْفَلاَحِ وَالْعُلَمَآءُ
أَنْقِذُوا الدِّيْنَ مِنْ شَبَابِ دَمَارٍ **وَفَسَادٍ فَـأَنْـتُمُ الصُّلَحَآءُ









أَيُّهَا الْفَجْرُ هَلْ وَعَيْتَ مَقَالِي **أَحَـقِيْقٌ مُحَقَّقٌ أَمْ هَـبَـاءُ
الْفَجْر

نَطَقَ الْفَجْرُ بَـعْدَ صَمْتٍ طَوِيلٍ **وَهُدُوءٍ كَـأَنَّـهُ إِغْـمَـاءُ
أَيُّهَـا اللَّيْلُ إِنَّ قَـوْلَكَ هَـذَا **لَهُوَ الْحَـقُّ وَالطَّرِيـقُ السَّواءُ
أَنَا يَـالَيْلُ فِي جِـهَـادٍ عَظِيمٍ **وَحَـيَـاتِي جَمِيعُهَا تَـعْسَاءُ
وَإِذَا كُنْتَ أَيُّهَا اللَّيْلُ حَـقًّـا **تَسْمَعُ النُّصْحَ مَـاهُنَاكَ ازْدِرَاءُ









فَنَجَـاةً أُخَـيَّ مِـنْ شَرِّ وَقْتٍ **قَلَّ فِيهِ الـدُّعَـاةُ وَالنُّصَحَاءُ
اللَّيْل

أَشْفَـقَ اللَّيْلُ عِنْدَ ذَاكَ وَنَادَى **أَيُّهَـا الْفَجْرُ مَـا يُفِيدُ الْخَفَاءُ
قُمْ بِنَا الآنَ نَنْشُرُ الْعِلْمَ دَوْمًـا ** بِنَشَاطٍ فَـلاَ يُفِيْـدُ الْجَفَـاءُ
الْفَجْر
ضَحِكَ الْفَجْرُ وَاطْمَأَنَّ بِهَذَا **وَصَفَى الْوُدُّ بَيْنَهُمْ وَالإِخَـاءُ
وَسَمَاحًا لِمَاجَرَى مِنْ شِقَاقٍ **وَنِزَاعٍ وَإِنْ بَـدَتْ أَخْطَـاءُ
ثُمَّ صَلُّوا عَلَى الرَّسُولِ وَآلٍ **وَصِحَابٍ مَا اسْتَوْطَنَ الْغُرَبَاءُ


__________________

.
.
.

نجمة
06-30-2010, 07:21 AM
صــح الله لســانك وعلا شانك ياذيــبان

لاتحرمنا مــشاركاتـك الجمـيله