بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يتعجب الكثير من العنوان فكيف يكون واجب العزاء ( فرصة سعيدة ) !!!
سأذكر ماحدث لي قبل عدة ليال ثم أعلّق على ذلك :
ذهبت لتقديم واجب العزاء في إمرأة من معارفي _ أسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته _
فجلست وبجانبي أثنين من أقاربها فجلس واحد منهم يذّكر الآخر : بإن هذه حال الدنيا والحمدلله على قضاءه وقدره ولله ما أخذ وله ما أعطى ,,,
أنا كنت أتأمل وجوههم ومايدور بينهم ,,, وكنت أتأمل في عيون قريبها <<< لأول مرة أتأمل كهذا التأمل في عيون تملأها الدمووووووع الحزينة .
مجرد النظر لهذين العينين ومابداخلها من دموع يجعلك تبادله الشعور وتحس بعمق الحزن الذي يعيشه .
فقال هذا الرجل وعيناه قد أغرورقت بالدمووووع : ( أنا ماضيّق صدري غير اللي يجون يعزون ثم يقلبون مجلس العزاء إلى مناسبة سعيدة ويستغلون الفرصة في الحديث عن التجارة ووين أيامك يابوفلان هذي والله الساعة المباركة اللي جمعتنا !!! )
يقول وهو يتحدث هذا الرجل : ( أنا وأنا أسمع حديثهم أصابتني ( القشعريرة ) كيف يكون موت فلانة ساعة مباركة ومناسبة سعيدة !!! ) . انتهى .
أقول نعم وللأسف في وقتنا الحالي تحول العزاء إلى مناسبة وفرصة سانحة للإجتماعات وتبادل الحديث في دنيا فانية وهم قبل دقائق قد دفنوا ميتهم ,,,
أحبتي أتعجب أين ذهب العقل قبل أن يذهب الحياء ...؟!!!
هل وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة !!!
والله إني سمعت كلام رجل بأذني وكنا بجانب القبر والجموع تشارك في الدفن وأهل الميت في حال يرثى لها وهو يقول لرجل آخر :
( كيف حالك يابوفلان ؟ وين الدنيا بك ؟ هذي والله الساعة اللي كلها بركة التي شفتها فيك ؟ خلنا نتعشى الليلة جميع ترانا مبطين عنك ؟ ) !!!
نعم هذا الكلام سمعته داخل المقبرة بل بجانب القبر ,,,
لم ينتظر خروجهم من المقبرة ثم يقوله ما قاله في المقبرة .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
ياجماعة بالله قولوا كيف نتعامل مع هذه الفئة ...؟!!!
اللهم أحسن خاتمتنا واجعل آخر كلامنا من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .
موضوووع شدّني فنقلته لكم للفائده وتبادل الآراء .. دموع الورد