نشأت في إثيوبيا امبراطورية قديمة تضرب أصولها في أعماق التاريخ وكانت لها علاقات تجارية ودبلوماسية واسعة مع مصر الفرعونية، وتقول الأساطير الإثيوبية إن إحدى ملكات إثيوبيا وتدعى ماكيدا تعرفت على النبي الملك سليمان بعد علاقات تجارية بين المملكتين لنقل الذهب الأحمر الذي استخدم لبناء الهيكل، ثم تزوجت الملكة من سليمان وأنجبت مالينك، وهي قصة تنطبق على بلقيس ملكة سبأ، وربما كانت الحبشة جزءا من مملكتها، وربما تعود جذور اليهودية في إثيوبيا إلى تلك الفترة، وإلى هؤلاء اليهود ينتسب الفلاشا يهود الحبشة، وأما تسمية الحبشة فقد أطلقها العرب على بلاد إثيوبيا نسبة إلى قبائل الحبشة العربية التي هاجرت إلى هناك، ومن المعلوم أن الممالك العربية اليمنية كانت على صلة بإثيوبيا والقرن والساحل الأفريقي منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد.
ودخلت المسيحية إلى إثيوبيا على يد راهب سوري يدعى فرومونتيوس، وانتشر المذهبان المسيحيان الأريوسي والنسطوري في إثيوبيا ثم هيمنت المسيحية القبطية، وكان كالب ملك إثيوبيا عام 530 يهوديا وقد أرسل جيشا بقيادة إبراهام لنجدة ملك حمير اليهودي، ولكن إبراهام كان مسيحيا وتمرد على ملكه وأقام مملكة مسيحية في نجران وبنى كنيسة هناك وأراد أن يهدم الكعبة ليحج الناس إلى كنيسة نجران.
وأما وسط أفريقيا وجنوبها فقد كانت الغابات الكثيفة حاجزا مغلقا تمنع من اكتشافه واستيطانه، ولكن الآثار المكتشفة تدل على قيام دول وتجمعات حضارية وزراعية ومستوطنات للرعي والصيد، وأن الناس هناك كانوا يستخرجون الحديد والنحاس ويصهرونهما ويصنعون منهما أدوات وآلات مختلفة، وكانت قبائل السوتو تملك وتدير مناجم للذهب والنحاس في مكان المناجم الحالية التي مازالت قائمة في وسط وجنوب أفريقيا، ونشأت في أحوض الأنهار مثل نهر الكونغو ونهر النيجر دول ومستوطنات زراعية وتجارية.