بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأب .. المال لا يغني عن حنانك
.. مما قرأت ..
يخرج الأب باكراً إلى العمل فلا يرى أبناءه، ويعود في المساء متأخراً فيجد أطفاله قد رقدوا، فلا يراهم ولا يرونه، وقد يحدث هذا كثيراً بحيث لا يرى أبناءه إلا في أيام العطل، ودائماً ما تكون أيام العطل فرصةٌ أخرى للعمل ولجلب المال إلى الأطفال لتأمين حاجاتهم وتدليلهم بسبب ما يظنه هو أن تربية الطفل بصوره لائقه تحتاج إلى المال الوفير، وتلبية الرغبات الكثيره.
إنّ هذه الطريقه خاطئه جداً، وهذا التفكير ليس فيه أي أثر إيجابي، بل هو ما يجعل الفجوه كبيره بين الأولاد وآبائهم.
الأب يقول إنّه لابدّ من العمل، لأنّ الظروف قاسيه، وارتفاع الأسعار يجعله مضطراً إلى العمل صباحاً ومساءً.
الأب ليس ممولاً للعائله فقط، يدخل مساءً إلى منزله، ويعطي مصروفاً لأطفاله وزوجته ، ثمّ يمضي وقد أنتهت مهمته.
إنّ علماء التربيه يحذرون من هذا النمط من العيش الذي ينجب لنا في هذه الحاله أيتاماً لكن مع وجود آبائهم على قيد الحياة.
أين يجد الطفل اليد الحانيه التي تربت على كتفه وتقول له: أحسنت على هذه الدرجه ؟، أين يجد الطفل القلب الذي يقول له أحبك، تعال إلى جنبي، أرني درجاتك، ماذا حصل لك في المدرسه هذا اليوم، ما هي الأسئله التي طرحت عليك في درس الإجتماع، أو في العلوم أو...؟
عندما يغيب الأب تصبح مسؤولية تربية الأطفال في عنق الأُم التي هي بدورها مشغوله في التنظيف، أو الطبخ، أو التسوق، أو غير ذلك، وقد تكون موظفه تعمل خارج المنزل، وهذه هي الطامة الكبرى لجيلنا الجديد،
إذ لا يجد الطفل حضناً يؤويه، ولا يداً تحميه، فهو يعيش على الغذاء المسخن، أو الأطعمه السريعه.
ومهما تفاعلت الأُم مع دورها فإن دور الأب يبقى شاغراً لأنّه ضروري وهام في حياة أبنائه.
إنّ وجود الأب قريباً من طفله موجهاً ومربياً ومحباً ضروري لينشأ الأطفال أسوياء بعيداً عن العقد وإشكاليات النمو المتعدده. والأُم لا تغني عن دور الأب، والطفل في العاده يستشعر غياب الأب ويفتقد وجوده. ومن هنا فإن دور الأب التربوي أساسي وجوهري، وأنّ الكثير من المشاكل التي يتعرض لها الأطفال هي بسبب غياب الأب وعدم رعايته لأطفاله، ولكن للأسف أنّ الكثير من هؤلاء الآباء يتصورون أن واجباتهم نحو أبنائهم تنحصر في رعايتهم مادياً، مع أنّ الأطفال في حاجةٍ ماسه إلى آبائهم نفسياً وإجتماعياً، أكثر من حاجتهم الماديه إليهم، وإذا كان هذا النمط سيستمر من الآباء مع أبنائهم فما الفرق بين الطفل اليتيم وهذا الطفل صاحب الأب المشغول دائماً، هل هو توفير لقمة العيش , فهذه اللقمه يمكن أن تتوفر للطفل اليتيم أيضاً ؟.
أيها الآباء أعطوا فرصه لأبنائكم للتحدث معكم...
كونوا معهم قبل أن يفرّوا من أيديكم، ويصبحوا أبناء الشوارع، لأن الذي يحتضنهم الآن هو الشارع الذي يعطيهم ما يشتهون من صنوف اللذات القاتله، بل المميتة أحياناً..
أجعلوا في برنامجكم شيئاً أسمه المنزل، الطفل، الزوجه، الحنان، التربيه...
فكروا ملياً بهذه البراعم الغضة التي تحتاج إلى التسويه والتقويم قبل فوات الأوان، وقبل أن تستعصي فتصبح كالشجرة اليابسة التي لا يفيد معها التعديل.