أبلغ قراداً لقد حكَّمتمُ رجلاً
لا يعرفُ النّصف بل قد جاوز النّصفا
كان أمرأً ثائراً والحقُ يغلبُه
فجانب السّهل سهل الحقَّ واعتسفا
وذاكمُ أن ذُلّ الجار حالفكُم
وأنّ أنفكم لا يعرف الأنفا
إن المحكَّمَ ما لمْ يرْتقِب حسباً
أو يرهب السَّيف أو حدَّ القنا جنفا
من لاذ بالسيف لاقى قرضه عجبا
موتاً على عجلٍ أو عاش مُنتصفا
بيعوا الحياة بها إذ سام طالبُها
إمَّا رواحاً وإما ميتةٍ أنفا
ليس امرؤٌ خالداً والموتُ يطلبهُ
هاتيك أجسادُ عادٍ أصبحتْ جيفا
أبلغْ لديك أبا كعب مغَلْغَلة
أنَّ الذي بيننا قد مات أو دنفِا
كانت أمورٌ فجابت عن حُلومكم
ثَوْبَ العزيمة حتّى أنجاب وانكشفا
إني لأعلمُ ظهْر الضَّعن أعدِله
عنِّي وأعْلمُ أنِّي آكُلُ الكتفا
,
,
,
المصير الأخير وادي المسك للعاصي
إذا جرى المسكُ يندى في مفارقهم
راحوا كأنهم مرضى من الكرم
يشبّهون ملوكاً من تجلّتهم
وطولِ أنضية الأعناق والأُمم
قصيدة رجل من بني عبس كتاب الجاحظ