دموع الورد;
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم واستاذي الفاضل ولد بير جابر .. حضورك يرتسم بروح التميز
منك تعلمنا عذوبة الكلمة وقوة الطرح وعظمة المضمون وكم نشتاق لمعانقة
حروفك وكم نفتخر بحوارك الراقي
شكراً على هذا الاطراء اللطيف اختي العزيزة دموع الورد
عدت لأسألك من جديد أخي ولد بير جابر وبتمنى أن يكون مروري خفيف ومقبول !!
عدتي والعود احمد.... ومرورك دائماً هادف وبناء ومميز
نبدأ بالأسئله ..
1- "متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم "
حكمة تحوي بطياتها كل الاحتمالات فهي حكمة بنمط التسآل لم تحدد ما النتائج وكانها تطرح موضوع شائك للنقاش والغرض الوصول الى نتيجة وهي هل الذي يمشي خلفك ويهدم كل لبنة بناء تضعها قادر على ثني عزمك؟؟؟ وتقف حيث هدم واضعاً يدك على خدك وتستنتج النتيجة من اولها وتقول ما فائدة ان ابني بنيان يأتي بعدي من يهدمه؟؟ وتسلم بالامر وتتوقف عن البناء ام ان لك موقف غير ذلك ؟؟؟؟
نبي الله نوح عليه السلام امره الله سبحانه ان يشرع في بناء السفينة وعزم على اتمام بنائها بالرغم لما كان يناله من الاستهزاء ممن يمر به ويحسبها بحسابها الوقتي ويقول كيف لسفينة ان تمخر عباب بحر وهي في البر ولا وجود للبحر ورغم ما يتلقاه نبي الله نوح من المفردات التي تدعو الى الهدم الا ان كل ذلك لم يثني ارادته لانه لا يحسبها بحسابها الوقتي بل بالنتيجة النهائية وهي الهدف الذي بنيت من اجله وان الصحراء سوف تتحول بارادة الله الى بحر منهمر من السماء ولا نجاة من الغرق فيه الا بهذه السفينة باذن الله وانها هي الامل والهدف من بناء السفينة..
.واما من استهزأ به عليه السلام كانو ينظرون اليها بوقتها ولم يكن هناك لهم هدف ,فصاحب الهدف يدفعه هدفه الى ان يتزود بالعزيمة ولا يبالي بامر يثنيه عن هدفه.
هنا العبرة ...فاذا اردت تشيد بناء فان هدفك هو اكماله والتغلب على الصعوبات التي تحول بينيك وبين تحقيقه ...والبناء لا يبنى الا لهدف ...والهدم قد يكون من جهل او من انعدام هدف فما يمنعني ان اكمل بنائي ولو كان يلاحقني من يهدم ما ابني فلو هدم لبنة اضع لبنتين لعلني اسبقه ولان لدي هدف ومن يهدم لا يملك الهدف فقد يمل ويتعب اذا راى تصميمي للوصول الى الهدف وان كان جاهلاً فقد يتعلم يوم وينظم الي في البناء ويقلع عن الهدم ....فالنتيجة انني وان رايت من يهدم فلن اقلع عن البناء.
2- المفكرين والكتاب والشعراء والادباء , اصحاب الاحاسيس المرهفة الذين يميلون
لمخاطبة الوجدان والغوص وسط اعماق الذات , يحاكون الواقع ويناجون النفس ,
يحاولون الهروب من الواقع المفروض هل عجزوا هؤلا المبدعين التأقلم مع الواقع بكل
تجلياته ,ام ذلك صرخة انتفاضة تعلن عن رفضهم للواقع المعايش الذي يعج بالمتناقضات
والصور المشوهة ؟؟" وهل خيال الكاتب الممزوج مع الواقع شي عقلاني؟؟
لو لدى احدنا حديقة من ورود وصار يرعاها ويعتني بها يسقيها و يهتم بها ولا يستمتع بجمالها ولا يلتفت اليها ولا يتأملها فهذا منقطع الى الواقعية و مفتقد للوجدانية والاحساس بالجمال فهذه الواقعية المجردة التي انعدم فيها روح التمتع بجمال الورود ...ولو ان آخر لديه نفس الحديقة ومن تيهانه وتعمقه بالخيال يضيع وقته في الهروب من الواقع والانقطاع الى الخيال المرسل ولم يجد وقت لكي يفيق من خياله ويعتني بوروده فلم يهتم بها ولم يراعيها ويسقيها فسوف تذبل وصاحبنا مازال في خياله الى ان تموت وتنتهي وهذا هو الخيال المطلق ....فكما نعلم لا شيء مطلق بل كل الاشياء نسبية وان الاجمل في كل شيء هو التوازن فلا خيال مرسل فحسب ولا واقعية جرداء منعدمه للامور الوجدانية ولا يطغى احدهما على الآخر
3- في القرن الحالي ازداد الإهتمام في الوطن العربي بالفن والرياضة, يقال إن الإهتمام
المبالغ فيه سبب رئيسي لتهميش العقول وتسطيح المفاهيم , وبذلك خلق جيل
هامشي واتكالي ذو تفكير محدود , ماهي السبل لانتشال هذا الجيل من هذا المستنقع ,
ومن نحاسب الحكومات أم المجتمع والبيئة على وجود هذة الحالة؟
وكيف نخلق روح الإبداع والإبتكار في نفوس الشباب ؟؟
يوجد تمرة وتوجد جمرة ويوجد بحر وبه سفر وفيه غرق ويوجد ورد ويوجد شوك ويوجد رمضاء ويوجدظل ويوجد اهداف وتنعدم اهداف وتوجد اسرة ومدرسة ومجتمع واعلام
والمطلوب هو التوعية السليمة واعداد النشىء
الله سبحانه وتعالى وهو خالق البشر وادرى باحوالهم قال تعالى (ان هديناه النجدين) الطريقين متاحة لكن الوعي هو ما يتم بنائه لكي يكون صاحب الوعي ادرى بأي السبل اصلح لبيسلكه
4- أحياناً نأخذ عن شخصاً ما تطبّع أولي أو فكرة عامة . قد تكون سلباً أو إيجاباً ..
ثم بعد تقربنا منه نجده مختلفاً عن ما ظننا فيه . فهل حدث لك هذا ؟
سواء بالمنتدى أو فى الحياة عامة .
يحدث هذا كل يوم في المنتدى وفي الحياة العامة ان تحكم على الشخص من اول تصور مثل اجنبي يقول
(the impressiom is the first impression) التصور هو التصور الاول
فالانسان يختلف عن بقية المخلوقات ان لديه قرأءة الانطباع وتحليله والانطباع الاولي يعني لاول مرة ترى الفرد هو الحكم الاولي على الفرد ولا يزال بسهولة الا بعد عدة انطباعات وتغيرات وقد لا يمحى بسهولة الى ان يزداد المتابع تكثيف المتابعة ومراجعة ما توقعه سابقاً ومقارنته بما رآه حديثاً ثم تصل الى درجة الحيرة اهو هكذا ام هكذا وتبقى الصورة القديمة العالقة والثابته وما يستجد يقارن بها الى ان تستقر الحالة على وجهة لانه مع الزمن ومرور الوقت المتصنع لا يبقى تصنعه وما يبقى مع الوقت الا الصورة الحقيقية لانها هي التي تثبت وتكون هي التصور الآخير قد يكون مطابق للتصور الاول او يخالفه تماماً
س1: هل أنت مع إبداء الرأي بكل حرية أو ضده ؟
نعم انا مع ابداء الرأي بكل حرية لكن لغة الحوار يجب ان تكون حسب المستمع والموقف يعني تقديم الرأي في الطبق المناسب ...ولا يجب ان نقول كل ما نعتقده بوتيرة واحدة في جميع الاحوال ولكن المؤمن برأي معين لا يضيره ان يشرح وجهته بالطريقة المناسبة بالوقت المناسب
وقال ارسطو:
ليست الشجاعة في ان تقول كل ما تعتقد, لكن الشجاعة في ان تعتقد كل ما تقول
ويقصد بالشجاعة هنا الشجاعة الادبية متى تقول ومتى لا تقول وكيف تقول عندما تعبر عن رأيك الشخصي
س2: مالذي تفعله إذا وجدت آراء مخالفه لتفكيرك ؟
اول خطوة ان اراجع ما لدي لعلى ما طرح وان كان مخالفاً لرأيي ان يكون هو الصواب
ثم استمع او اراجع ماقيل ولو بدأ لاول وهلة انه مخالف لرأيي فقد يكون في لغة الطرح من الغموض ما جعلني اعتقد خطأ بان الرأي المطروح مخالف لرأيي وهو في الواقع مشابه وان لم يتطابق فنكون متفقين ولكن لغة الطرح جعلت الموقف اشبه باننا مختلفين وفي المضمون نكون متفقين لذا الاستيضاح يصفي الصورة لتظهر بجلاء
وان وجدت ان الرأي المطروح هو اقرب الى الحقيقة من رأيي فانني املك الشجاعة الادبية في ان اعترف بان تصوري لم يكن هو الصواب ويكفي انني تعلمت مفهوم جديد واصوب من رايي ومع اعترافي احس بانني مدان بالشكر لصاحب الرأي الذي صحح لي مفهومي
وان رأيت ان ما لدي في اعتقادي انه الاصوب ادافع عن رايي ليس لانه رأيي بل لانني اعتقد بانه الاصوب دون تعصب لرأيي بل اثبت ما لدي بالحجج في نقاش هاديء لغرض الوصول الى الحقيقة حتى بعد ما اقدم ما لدي من الحجج لعلى المقابل يقدم حجج افضل مما لدي فاراجع نفسي واذا لم اقتنع فلا اخدع نفسي ولا المقابل واقبل بشيء لا اعتقده لمجرد المجالمة ولا اخاصم لمجرد التعصب لرايي بل انهي النقاش بقول مع احترامي لرأي من يقابلني وان كنت لا اتفق معه لانه هذه رؤيته من زاويته وكما ارغب ان يحترم رايي الشخص فانني احترام الاراء الشخصية الاخرى بشرط لا احد يفرض رايه على احد ولكل نظرته
س3: ما هي الصراحة بالنسبة لك ؟
الصراحة هي مثل مطهر الجروح يشفي الجرح ولكن له حرقة وقد يكون مؤلم او مر في بعض الاحيان لكنه افضل من ان لا يشفى الجرح لان الجرح الملوث له عواقب اكبر من الم تطهيره..لذا فالوقاية خير من العلاج علينا ان نتجنب الجروح ما استطعنا لكي لا نضطر لتجرع عملية تطهير الجروح ولا نضع انفسنا في مواقف نشتكي بعدها من الم ومرارة الحقيقة
س4 : ما رأيك في الحقد الصامت وما هو تفسيرك له ؟
الحقد بكل انواعه ممقوت اما الغبطة فهي دافع لتقديم الافضل كأن ارى عمل او انجاز جيد فلا مانع ان اتعلم كيف انجز ذلك العمل لكي اتمكن من انجازه ولا احسد صاحب ذلك الانجاز بل ان استطعت ان اعمل مثله حمدت الله على انني قمت بانجازتعلمته من آخر وان لم استطع فلا احسد غيري بل اؤمن بان الناس قدرات ومواهب والله يهب من يشاء بما يشاء
ام الحقد الصامت فهو اسوى انوع الاحقاد وهو مرض داخلي ونقص في الثقة بالنفس فان صاحبه ياكل في نفسه كما تأكل النار في الحطب ولا يشعر به احد اي انه وبال على نفسه دون ان يعلم به احد واثره يكون على صاحبه فقط واعاذنا الله من الحسد ووقانا شر الحاسدين
س5 : هل ترى من عيوب واضحه يرتكبها المشرفون في المنتدى أو المراقبون ؟
لا يخلوا من العيوب الا معصوم وليس فينا ولا بيننا من هو معصوم كلنا بنا عيوب الاخطاء والحمد لله اننا دائماً نتناقش فيما بيننا ونراجع انفسنا لتقديم الافضل والكمال لله وحده
فمن الافضل للمشرف او الاداري ان يضع نصب عينه ان الاشراف والادارة ليست تشريف بل اكثر منها تكليف وانه ليس بالاحسن من البقية او الاميز فيهم فقد يكون هناك عضو التميز ملازمه من جميع الجوانب وقد يكون هناك مشرف ينقصه الكثير ويجب على القيادي بصفة عامة ان يكون قدوة ويكون عون وليس فرعون (سيد القوم خادمهم) فمن يخدم غيره هو من يقدم لغيره .....وخير الناس انفعهم للناس
مع شكري وتقديري لك ولأجوبتك الراقيه ..
تقبل مروري المتواضع .. أختك دموع الورد
ولك مني اجمل التحايا ومقدر لاسئلتك الهادفة والمتميزة