بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
حمد طالبٌ ، نشأ في عائله غنيه
وتعلّم في أفضل المدارس
كان كابتن لفريق السباحة في الجامعة ،
وبدأ الإستعداد ليمثل بلده في فريق السباحة للألعاب الأولمبيه القادمه ، الكل كان يُثني عليه لكنه لم يكن يهتم بصلاته و أوراده اليوميه
كان له صديق في الجامعة ملتزم ومتدين لا يتحرك خطوه إلا ويقول :
" يا الله توكلت عليك "
وكان دائماً يطلب منه الذهاب للمسجد لكنه لم يهتم و يُفضّل الذهاب إلى مسبح الجامعه ليتدرب أكثر على السباحة ..
حاول صديقه أن يُعلّمه أهمية الصلاة و الأوراد لكنه لم يقتنع
في ليلةٍ ،
ذهب حمد إلى مسبح الجامعة كالعاده ليُمضي بعض الوقت في التدريب على القفز
كان القمر ساطعاً بنوره من خلال الشبابيك الكبيرة للمسبح ، والسكون يخيم على المكان
أحس بالراحة لعدم وجود أي شخص في المسبح ،
فلم يهتم في إشعال الأنوار
حيث نور القمر يتخلل مسبح الجامعه من خلال النوافذ
صعد على السلم الأعلى في المسبح ،
وتقدم إلى حافة منصة القفز ،
ورفع يديه إستعداداً للقفز
مع شهيق !
ومن دون شعور !
قال : " يا الله "
إستغرب من نفسه و كأن الكلمه خرجت من دون إرادته
أخذ يتذكر ما كان يقول له صديقه عند كُل أمر
" توكلت عليك يا رب "
لم تأخذ كلماته إلا لحظات قليله ،
شعر بفرح عجيب يملأ كيانه
ووقف مرةً أخرى على حافة المنصه مستعداً للقفز ، وتذكر كلمات صديقه الذي يكررها عند بداية كل أمر
" بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم "
قبل القفز بثواني . . .
و إذ بباب المسبح يُفتح !
و مسئول الصيانة يدخل ،
ويُشعل الأنوار في المسبح
نظر حمد إلى أسفل
ماذا رأى ؟!
المسبح فارغ من الماء !!!!
إذ كان المسئول قد أفرغه لإصلاح شق في داخله
لم يقف بين حمد والموت إلا لحظات قليله
نزل من المنصه ليسجد لربه وهو يبكي
ليس على نجاته
إنما على الوقت الذي مر به لم يذكر فيه أسم الله
كم من مرةٍ
يحف بنا الخطر والموت ،
لكن رحمة الله تعطينا فرصةٌ أخرى ؟
إن الله يكلمنا من خلال هذه الأمور جميعها ،
منتظراً منّا أن ننتبه قبل فوات الأوان
بادروا قبل أن تغادروا
لا يؤخر الله أمراً .. إلا لخير
ولايحرمك أمراً .. إلا لخير ،
ولا يبكيك اليوم .. إلا لخير ،
ولا ينزل عليك بلاء .. إلا لخير ،
لذا لا تتضجر .. فكل الأمور خير ..
فالحمدلله الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير
يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك
منقول