الرئيسية التسجيل مكتبي  
للاقتراحات والملاحظات نرجو ارسال رساله واتس اب او رساله قصيره على الرقم 0509505020 الاعلانات الهامه للمنتدى

اعلانات المنتدي

   
.
.:: إعلانات الموقع ::.

قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18

   
 
العودة   ::منتديات بالحارث سيف نجران :: > المنتديات الأدبية > منتدى الشعر
التسجيل مشاركات اليوم البحث
 
   
منتدى الشعر شعـر . . . خواطر . . . عذب الكلام

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
   
   
 
قديم 03-30-2012, 04:29 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
موقوف

إحصائية العضو






 

أشجع غير متواجد حالياً

 


المنتدى : منتدى الشعر
Talking تولَّتْ دولة ُ النُّصبِ

قلْ للمليكِ ابنِ الملوكِ الصِّيدِ
قوْلاً يَسُدُّ عليه عَرْضَ البيدِ
لِهفي عليكَ أما ترِقُّ على العُلى
أم بينَ جناحتيكَ قلبُ حديد
ما حقُّ كفكَ أن تمدَّ لمبضعٍ
من بعد زعزعة ِ القنا الاملود
ما كان ذاك جزاؤها بمجالِهَا
بينَ النَّدى والطعنة ِ الاخدود
لو نابَ عنها فصدُ شيءٍ غيرها
لوقيتُ معصمها بحبل وريدي
فارْدُدْ إليك نجيعَها المُهْراق إنْ
كان النجيعُ يُرَدُّ بعدَ جُمود
أو فاسقنيهِ فإنّني أولى به
من أن يراقَ على ثرى ً وصعيد
ولئِنْ جرى من فضَّة ٍ في عسجدٍ
فبغيرِعلم الفاصدِ الرَّعديد
فصدتكَ كفّاهُ وما درتا ولو
يَدْري غَداة َ المشهد المشهود
أجرى مباضعهُ على عاداتها
فجَرَتْ على نهجٍ من التّسديد
واعْتاقَهُ عن مَلكِها الجزَعُ الذي
يعتاقُ بطشة َ قرنكَ المرّيد
قد قلتُ لآسي حنانك عائداً
فلقَد قَرَعْتَ صَفاة كلِّ ودود
أوَ ما اتَّقَيْتَ الله في العضْوِ الذي
يَفديه أجمعُ مُهجة ِ الصِّنديد؟
أوما خشيتَ من الصّوارمِ حوله
تهتزُّ من حنقٍ عليكَ شديد
أوَلم تُهلْ من ساعِد الأسَدِ الذي
فيهِ خضابٌ من دماءِ أسود
و لما اجترأتَ على مجسَّة كفِّه
إلاَّ وأنتَ من الكُماة الصيِّد
وعلامَ تفْصِدُ منَ جرى َ من كفِّه
في الجود مثلُ البحرِ عامَ مُدود؟
فبحسبه ممّا أرادوا بذلَهُ
في المجدِ نفسُ المتعَب المجهود
قالوا دواءٍ نبتغي فأجبتهمْ
ليسَ السَّقامُ لمثِلهِ بعَقِيد
لمَ لا يداوي نفسه من جودهِ
مَن كان يمكنُه دواءُ الجود؟
ما داؤهُ شيءٌ سوى السرفِ الذي
يمضي وما الإسرافُ بالمحمودِ
عشقَ السَّماحَ وذاكَ سيماه وما
يخفى دليلُ متيَّمٍ معمود
إنَّ السقيمَ زمانُهُ لا جسمُهُ
إذ لا يجئُ لمثله بنديد
قعدَ الزّمانُ عن المكارم والعلى
إنَّ الزّمان السَّوءَ غيرُ رشيد
حسبي مدى الآمال يحيى إنّه
أمْنُ المَرُوعِ وعصْمة ُ المنجود
لقد اغتدى َ والمجد فوق سريره
والغيثُ تحت رِواقِهِ الممدود
أوحَشتنَا في صدرِ يوْمٍ واحِدٍ
وفّيتَ حقَّ النقض والتوكيد
و أقلُّ منهُ ما يضرّمُ لوعتي
و يحول بين الصَّبرِ والمجلود
لمَ لا وقد ألبستني النِّعمَ التي
لم تبقِ لي في النَّاسِ غير حسود
حمَّلتني ما لا أنوءُ بحملهِ
إلاّ بعونِ اللَّه والتَّأييد
لولا حياتُكَ ما اغتبطتُ بعيشة ٍ
و لو أنَّني عمِّرتُ عمرَ لبيد
اهدى السلامُ لك السلامَ وإنّما
عيشُ الودودِ سلامة ُ المودود
أوَما ترى الأعمارَ لو قسمت على
قدرِ الكرامِ لفزتَ بالتَّخليدِ؟
أنتَ الذي ما دام حيّاً لم يكُنْ
في الملكِ من أمتٍ ولا تأويد
ما للسهامِ ولا الحمامِ ولا لما
تمضيه في العزماتِ من مردود
ولقد كفيتَ فكنتَ سيفاً ليس
بالنـابي ورُكنْاً ليسَ بالمهدود
و إذا نظرتَ إلى الأسنَّة ِ نظرة ً
ألقَتْ إليكَ الحْربُ بالإقليد
وإذا ثنَيْتَ إلى الخلافة اصبعاً
وفَّيتَ حقَّ النَّقد والتوكيد
و إذا تصفَّحتَ الأمورَ تدبُّراً
خيِّتَ في التَّوفيق والتَّسديد
و إذا تشاءُ بلغتَ بالتَّقريبِ ما
لا يبْلُغُ الحكماءُ بالتبعيد
وقبضتَ أرواحَ العِدى وبسَطْتَها
ما بينَ تليينٍ تولَّتْ دولة النُّصبِ  إلى تشديد تولَّتْ دولة النُّصبِ
و لقد بعدتَ عن الصِّفاتِ وكنهها
و لقد قربتَ فكنتَ غيرَ بعيد
فكأنّكَ المقدارُ يعرفُه الورى
من غيرِ تكييفٍ ولا تحديد
كلُّ الشهادة ممكنٌ تكذيبُها
إلاّ ببأسِكَ والعُلى والجُود
كلُّ الرجاءِ ضلالة ٌ ما لم يكن
في اللَّهِ أو في رأيكَ المحمود
لا حكمة ٌ مأثورة ٌ ما لم تكنْ
في الوحي أو في مدحك المسرود
لم يَدَّخرْ عنك المديحَ الجَزْلَ مَن
وفّاكَ غايتهُ من المجهود
ولما مدحْتُكَ كي أزيدك سودداً
هل في كمالك موضعٌ لمزيد
ما لي وذلك والزّيادة عندهم
في الحدِّ نقصانٌ من المحدود
أثني عليك شهادة ٌ لك بالعلى
كشهادتي للّه بالتّوحيد

,
,
,
فتقتُ لكمْ ريحُ الجلادِ بعنبرِ
وأمدكمْ فلقُ الصّباحِ المسفرِ
وجَنَيْتُمُ ثَمَرَ الوقائِعِ يانَعاً
بالنصر من وَرَق الحديدِ الأخضَر
وضربتُمُ هامَ الكُماة ِ ورُعْتُمُ
بيضَ الخدودِ بكلِّ ليثٍ مخدرِ
أبني العوالي السّمهرية ِ
والسيوفِ المشرفية ِ والعديدِ الأكثرِ
منْ منكمُ الملكُ المطاعُ كأنهُ
تحتَ السَّوابعُ تبّعٌ في حمير
كلُّ الملوكِ من السروجِ سواقِطٌ
إلا المُمَلَّكَ فوق ظهرِ الأشقر
القائدَ الخيلِ العتاقِ شواذباً
خُزراً إلى لَحْظِ السِّنان الأخزر
شُعْثَ النَّواصي حَشرة ً آذانُها
قُبَّ الأياطِلِ ظامِياتِ الأنْسُر
تنبو سنابكهنَّ عنْ عفرِ الثرى
فيطأنَ في خدِّ العزيزِ الأصعر
جيشٌ تَقَدَّمهُ اللُّيوث وفوقها
كالغيلِ منْ قصبِ الوشيجِ الأسمر
وكأنّما سَلَبَ القَشاعِمِ رِيشَها
مما يَشُقُّ من العَجاج الأكدر
وكأنما اشتملتْ قناهُ ببارقٍ
متألقٍ أو عارضٍ مثعنجرِ
تمتَدّ ألسِنَة ُ الصَّواعقِ فوقَهُ
عن ظُلَّتَيْ مُزْنٍ عليه كنَهْور
ويقودهُ الليثُ الغضنفرُ معلماً
من كلِّ شَثْنِ اللِّبْدَتينِ غضنفَر
نَحَرَ القَبولَ من الدَّبورِ وسار في
جَمْعِ الهِرَقْل وعزمة ِ الاسكندر
في فِتية ٍ صَدَأُ عبيرُهم
وخَلوقُهم عَلَقُ النجيعِ الأحمر
لا يأكلُ السَّرحانُ شلو طعينهم
مما عليهِ منَ القنا المتكسِّر
أحلافُنَا مكأنَّنا منْ نِسْبَة ٍ
في عبقريِّ البِيدِ جِنّة ُ عَبْقَر
يَغشَونَ بالبِيدِ القِفارِ وإنّمَا
تلدُ السّبنتى في اليبابِ المقفر
قد جاوروا أجَمَ الضّواري حولهم
فإذا همُ زأروا بها لم تَزْأرِ
ومَشَوْا على قِطَعِ النفوسِ كأنّما تولَّتْ دولة النُّصبِ
تمشي سنابكُ خيلهم في مَرمَر تولَّتْ دولة النُّصبِ
قوْمٌ يبِيتُ على الحَشايا غيرُهُمْ
ومبيتهمْ فوقَ الجيادِ الضّمرِ
وتظَلُّ تسبَحُ في الدماء قِبابُهُمْ
فكأنهنَّ سفائنٌ في أبحر
فحِياضُهم من كلِّ مهجة ِ خالعٍ
وخيامُهم من كلِّ لِبدَة قَسْوَر
من كلِّ أهرتَ كالحٍ ذي لِبْدة ٍ
أو كلَّ أبيضَ واصحٍ ذي مغفرِ
حيٌ منَ الأعرابِ إلاّ أنهمْ
يردونَ ماءَ الأمنِ غير مكدَّر
راحوا إلى أُمِّ الرِّئالِ عشية ٍ
وغَدَوْا إلى ظبْي الكثيبِ تولَّتْ دولة النُّصبِ  الأعفر تولَّتْ دولة النُّصبِ
طَردوا الأوابِدَ في الفدافِد طَردَهم
للأعْوَجِيَّة تولَّتْ دولة النُّصبِ  في مجالِ العِثْيَرْ تولَّتْ دولة النُّصبِ
رَكِبوا إليها يومَ لَهْوِ قنيصهمْ
في زيّهمْ يومَ الخميس المصحر
إنّا لتجمعُنا وهذا الحيَّ من
بكرٌ أذمَّة ُ سالفٍ لمْ تخفر

ولداتنا فكأننا من عنصر

اللابسينَ من الجلادِ الهبوَ ما
أغناهُمُ عن لأمَة ٍ وسَنَوَّر
لي منهمُ سيفٌ إذا جردتهُ
يوماً ضربتُ بهِ رقابَ الأعصر
وفتكتُ بالزَّمَنِ المُدجَّجِ فتْكَة َ
البَرّاضِ يومَ هجائن ابنِ المُنذر
صَعْبٌ إذا نُوَبُ الزمان استصعبتْ
متنمّرٌ للحادثِ المتنمّر
فإذا عفا لمْ تلقَ غيرَ مملَّكٍ
وإذا سطا لمْ تلقَ غيرَ معفَّر
وكفاكَ من حُبِّ السماحَة ِ أنّهَا
منهُ بموضعِ مقلة ٍ من محجرِ
فغمامهُ من رحمة ٍ وعراصهُ
من جنَّة ٍ ويمينهُ من كوثرُ

,
,
,

تقولُ بنو العباسُ هلْ فتحتْ مصرُ
فقلْ لبني العباسُ قدْ قضيَّ الأمرُ!
وقد جاوَزَ الاسكندريّة َ جوهَرٌ
تُطالعُه البُشرى َويقْدُمُه النَّصْر
وقدْ أوفدتْ مصرٌ إليهِ وفودها
وزِيدَ إلى المعقود من جِسرِها جسر
فما جاءَ هذا اليومُ إلاّ وقد غدتْ
وأيديكمُ منها ومن غيرها صفر
فلا ثكثروا ذكرَ الزَّمانِ الذي خلا
فذلكَ عصرٌ قدْ تقضّى وذا عصر
أفي الجيش كنتم تمترونَ رويدكمْ!
فهذا القنا العرّاصُ والجحفلُ المجر
وقدْ أشرفتْ خيلُ الإله طوالعاً
على الدين والدنيا كما طَلَعَ الفجر
وذا ابن نبيِّ الله يطلُبُ وِتْرَهُ
و كان حرٍ أن لا يضيعَ له وتر
ذروا الوردَ في ماء الفراتِ لخيلهِ
فلا الضَّحلُ منه تمنعون ولا الغمر
أفي الشمس شكُّ أنها الشمسُ بعدما
تجلَّتْ عياناً ليس من دونها سترِ
وما هي إلاّ آية ٌ بعْد آيَة ٍ
ونُذْرٌ لكم أن كان يغنيكم النُّذر
فكونوا حصيداً خامدينَ أو ارعووا
إلى مَلِكٍ في كفِّه الموتُ والنشر
أطيعوا إماماً للأئمَّة فاضلاً
كما كانتِ الأعمالُ يفضلها البرُّ
ردوا ساقياً لا تنزفونَ حياضهُ
جَموماً كما لا تَنزِفُ الأبحُرَ الذَّرُّ
فإن تتبعوه فهو مولاكمُ الّذي
له برسولِ الله دونكمُ الفخر
و إلاّ فبعداً للبعيدِ فبينهُ
وبينكُمُ ما لا يُقرِّبُهُ الدّهر
افي ابن أبي السِّبطينِِ أم في طليقم
تنزَّلتِ الآياتُ والسُّورُ الغرُّ
بني نتلة ٍ ما أورثَ اللهُ نتلة ً
و ما نسلتْ هل يستوي العبدُ والحرُّ
و أنّى بهذا وهي أعدتْ برقِّها
أباكم فإياكم ودعوى ً هي الكُفر
ذروا الناسَ ردُّوهم إلى من يسوسهم
فما لكُم في الأمرِ عُرْفُ ولا نُكْرُ
أسرتمْ قروماً بالعراق أعزَّة ً
فقد فكَّ من أعناقهم ذلك الأسر
و قد بزَّكم أيامكم عصبُ الهدى
وأنصارُ دينُ الله والبِيضُ والسُّمر
ومُقْتَبَلٌ أيامُه متهلِّلٌ إليه
الشبابُ الغَضُّ والزمنُ النَّضر
أدارَ كما شاءَ الوَرَى وتحيَّزَتْ
على السّبعة ِ الأفلاكِ أنمله العشر
أتدرونَ من أزكى البريَّة ِ منصباً
و أفضلها إنْ عدِّدَ البدو والخضر
تعالوا إلى حكّام كلِّ قبيلة ٍ ففي
الأرض أقيالٌ وأندية ُ زهر
و لا تعدلوا بالصيدِ من آلِ هاشمٍ
ولا تتْرُكوا فِهْراً وما جمعَتْ فِهْر
فجيئوا بمن ضَمَّتْ لُؤيُّ بن غالبٍ
وجيئوا بمن أدتْ كِنانَة ُ والنَّضْر
ولا تَذَروُا عليا مَعَدٍّ وغيرِهَا
ليُعْرَفَ منكم مَن له الحقُّ والأمر
ومن عجبٍ أنَّ اللسانَ جرى لهمْ
بذكرٍ على حين انقضَوا وانقضى الذكر
فبادروا وعفّى اللهُ آثارَ ملكهمْ
فلا خبرٌ يلقاكَ عنهمْ ولا خبر
الأ تلكم الأرضُ العريضة ُ أصبحتْ
وما لبني العبّاس في عرضها فتر
فقد دالتِ الدنيا لآل محمّدٍ
و قد جرَّرتْ أذيالها الدولة ُ البكر
ورَدَّ حقوقَ الطالبيّينَ مَن زكَتْ
صنائعُهُ في آلهِ وزكا الذُّخر
معزُّ الهدى والدين والرحمِ التي
به اتَّصَلتْ أسبابُها ولهُ الشُّكْر
منِ انتشاهمُ في كلِّ شرقٍ ومغربٍ
فبدّلَ أمناً ذلك الخوفُ والذُّعرُ
فكُلُّ إمَاميٍّ يجيءُ كأنّمَا
على يدهِ الشِّعرى وفي وجهه البدر
و لمّا تولَّتْ دولة ُ النُّصبِ عنهمُ
تولّى العمى والجهلُ واللّؤمُ والغدرُ
حقوقٌ أتتْ من دونها أعصرٌ خلتْ
فما ردَّها دَهرٌ عليهم ولا عصر
فجرَّدَ ذو التّاج المقاديرَ دونها
كما جُرِّدتْ بِيضٌ مضاربُها حُمرُ
فأنقذها من برثنِ الدّهرِ بعدما
تواكلها القرسُ المنيَّبُ والهصرْ
فأجْرَى على ما أنْزَلَ الله قَسْمَها
فلم يُتَخَرَّمْ منهُ قُلّ ولا كُثْر
فدونكموها أهلَ بيتِ محمّدٍ
صفتْ بمعزّ الدين جمّاتها الكدر
فقد صارتِ الدنيا إليكم مصيرَها
و صار له الحمدُ المضاعفُ والشكر
إمامٌ رأيتُ الدِّينَ مرتبطاً بهِ
فطاعتهُ فوزٌ وعصيانهُ خسر
أرى مدحَهُ كالمدح لله إنّهُ
قنوتٌ وتسبيحٌ يحطُّ به الوزر
هو الوارثُ الدُّنيا ومن خُلقتْ لهُ
من الناس حتى يلتقي القطرُ والقطر
و ما جهلَ المنصورُ في المهدِ فضلهُ
وقد لاحتِ الأعلامُ والسِّمَهُ البَهر
رأى أن سيُسْمَى مالكَ الأرض كلها
فلمّا رآهُ قال ذا الصَّمَدُ الوَتْر
و ما ذاكَ أخذاً بالفراسة وحدها
و لا أنه فيها إلى الظنِّ مضطرُّ
و لكنَّ موجوداً من الأثر الذي
تلقّاهُ من حبرٍ ضنينٍ به حبر
وكنزاً من العلم الرُّبوبيِّ إنّهُ
هو العلمُ حقّاً لا القِيافة ُ والزَّجْر
فبَشِّرْ به البيتَ المحرَّمَ عاجِلاً
إذا أوجفَ التطوافُ بالناس والنَّفر
وها فكأنْ قد زارَهُ وتَجانَفَتْ
به عن قصور المُلك طَيبة ُ والُّسرُّ
هل البيتُ بيتُ اللّهِ إلاّ حريمهُ
و هل لغريبِ الدار عن دارهِ صبر
منازلُهُ الأولى اللَّواتي يشُقْنَهُ
فليس له عنهُنَّ معْدى ً ولا قصْر
وحيثُ تلَقّى جدُّهُ القدسِ وانتحَتْ
له كلماتُ اللّهِ والسرُّ والجهرُ
فإن يَتَمَنَّ البيتُ تلك فقد دَنَتْ
مواقيتُها والعُسُر من بعدهِ اليُسر
وإن حَنَّ من شوْقٍ إليكَ فإنّهُ
لَيوجَدُ من رَيّاكَ في جوِّه نَشْر
ألستَ ابنَ بانيهِ فلو جئتهُ انجلتْ
غواشيه وابيضَّتْ مناسكُه الغُبْر
حبيبٌ إلى بطحاءِ مكّة َ موسِمٌ
تحيّي معدّاً فيه مكّة ُ والحجر
هناك تُضيءُ الأرضُ نوراً وتلتقي
دُنُوّاً فلا يَستبعِدِ السَّفَرَ السَّفرْ
وتدري فُروضَ الحجِّ من نافِلاتِهِ
و يمتازُ عندَ الأمَّة ِ الخيرُ والشرُّ
شهِدتُ لقد أعززتَ ذا الدينَ عزَّة ً
خَشِيتُ لها أن يَستبِدّ به الكِبْر
فأمضيتَ عزماً ليس يعصيك بعده
من الناس إلاّ جاهلٌ بك مغترُّ
أُهنّيكَ بالفتْحِ الذي أنا ناظِرٌ
إليهِ بعينٍ ليسَ يغمضها الكفر
فلم تبقَ إلاّ البردُ تترى وما نأى
عليكَ مدى ً أقصى مواعيدءُ شهر
وما ضَرَّ مصراً حينَ ألقَتْ قِيادَهَا
إليكَ أمَدَّ النّيلُ أم غالَهُ جَزْر؟
وقد حُبِّرَتْ فيها لك الخُطَبُ التي
بدائعُها نَظْمٌ وألفاظُها نَثْر
فلم يهرقْ فيها لذي ذمَّة ٍ ذمٌ
حرامٌ ولم يحملْ على مسلمٍ إصر
غدا جوهرٌ فيها غمامة َ رحمَة ٍ
يَقي جانبَيها كلَّ حادثة ٍ تَعْرُو
كأنّي به قد سارَ في الناس سيرة ً
تودُّ لها بغدادُ لو أنّها مصر
وتحسُدُهَا فيه المشارقُ أنّهُ
سواءٌ إذا ما حلَّ في الأرض والقَطر
ومن أين تَعْدوهُ سياسة ُ مثلِها
وقد قُلِّصَتْ في الحربِ عن ساقِهِ الإزر
وثقِّفَ ثثقيفَ الرُّدينيِّ قبلها
وما الطِّرْفُ إلاّ أن يُهذِّبَهُ الضُّمر
وليسَ الذي يأتي بأوَّل ما كفى
فشُدَّ به مُلْكٌ وسُدَّ به ثَغر
فما بمداه دون مجدٍ تخلُّفٌ
و لا بخطاه دونَ صالحة ٍ بهر
سننتَ له فيهم من العدلِ سنَّة ً
هي الآية ُ المجلى ببرهانها السّحر
على ما خلا من سِنَّة ِ الوحي إذْ خلا
فأذيالُها تضفو عليهم وتنجَرُّ
وأوصيتَهُ فيهم برِفقكَ مُرْدَفاً
بجودكَ معقوداً به عهدُك البَرُّ
وصاة ً كما أوصى بها الله رُسْلَهُ
وليس بإذنٍ أنت مسمعها وقر
و ثنّيتها بالكتبِ من كلِّ مدرجٍ
كأنَّ جميعَ الخيرِ في طيهِ سطرْ
يقولُ رجالٌ شاهَدوا يوم حكمِهِ
بذا تعمرُ الدنيا ولو أنَّها قفر
بذا لا ضياعٌ حللَّوا حرماتها
وأقطاعَها فاستُصفيَ السَّهْلُ والوعرْ
فحسبكمُ يا أهلَ مصرٍ بعدلهِ
دليلاً على العدل الذي عنه يَفترُّ
فذاك بيانٌ واضحٌ عن خليفة ٍ
كثير سواهُ عند معروفه نَزْر
رضينا لكم يا أهلَ مصرٍ بدولة ٍ
أطاعَ لنا في ظلِّها الأمْنُ والوَفْر
لكُمْ أُسْوة ٌ فينا قديماً فلم يكنْ
بأحوالنا عنكم خفاءٌ ولا ستر
وهل نحنُ إلاّ مَعشَرٌ من عُفاتِهِ
لنا الصافناتُ الجُردُ والعَكَرُ الدَّثْر
فكيفَ مواليهِ الّذينَ كأنّهمْ
سماءٌ على العافينَ أمطارها تّبر
لبسنا بهِ أيّامَ دهرٍ كأنّما
بها وسنٌ أو مالَ ميلاً بها السّكر
فيا مالِكاً هَديُ الملائكِ هَديُهُ
ولكنَّ نجرَ الأنبياء له نجر
ويا رازقاً من كفِّهِ نَشَأ الحَيَا
وإلاّ فمِنْ أسرارِها نَبَعَ البحر
ألا إنّما الأيامُ أيامُكَ التي
لك الشَّطرُ من نعمائها ولنا الشَّطر
لك المجدُ منها يا لك الخيرُ والعلى
وتَبقى لنا منها الحَلوبة ُ والدَّرُّ
لقد جُدْتَ حتى ليس للمالِ طالِبٌ
وأنفقْتَ حتى ما لُمنْفِسَة ٍ قَدْر
فليسَ لمن لا يرتقي النّجمَ همّة ٌ تولَّتْ دولة النُّصبِ
وليس لمن لا يستفيدُ الغِنى عُذر تولَّتْ دولة النُّصبِ
وددتُ لجيلٍ قد تقدّمَ عصرهم
لو استأخروا في حلبة العمرِ أو كروا
ولو شَهِدوا الأيام والعيشُ بعدهم
حدائقُ الآمالُ مونقة ٌ خضر
فلو سَمِعَ التثويبَ مَن كان رِمَّة ً
رُفاتاً ولبى ّ الصوتَ مَن ضَمَّه قَبر
لناديتُ من قد ماتَ : حيَّ بدولة ٍ تولَّتْ دولة النُّصبِ
تقامُ لها الموتى ويرتجعُ العمر تولَّتْ دولة النُّصبِ




ابن هاني الاندلسي


,








رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

   
 
مواقع النشر (المفضلة)
 
   

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زامل رجال يام لأمير دولة قطر في عزوة الشاعر ابن الذيب سيف ميسان شعبيات 10 07-26-2013 10:27 PM
التعليم العالي: إعادة النظر في مكافأة المبتعثين في 36 دولة AbersabeelN منتدى المغتربين والمغتربات 0 03-08-2012 04:37 PM
الأمثال الشعبيه في دولة الامارات الفارس مثل ومعنى وحكم 2 05-21-2010 11:54 PM
علم(نجمة) دولة إسرائيل موجود في أجهزتنا جميعاً الوااافي منتدى الكمبيوتر والإنترنت 2 11-18-2009 03:36 PM
زين السعودية" توفر التجوال الدولي في 102 دولة الوااافي المنتدى الاخباري والسياسي والاقتصادي 1 09-06-2009 07:33 PM


   
 
 
 
   


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



مواقع صديقه


الساعة الآن 01:39 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات
حقوق الطبع محفوظه لمنتديات بالحارث سيف نجران