هذا حوار بين الخليفه عمر بن الخطاب وعمرو بن معد يكرب الزبيدي
فقال عمر بن الخطاب : أخبرني عن قومك مذحج (ودع طيئا) قال : سلني عن أيهم شئت ،قال : أخبرني عن علة بن جلد ، قال : هم فرسان أغراضنا ، وشُفاة أمراضنا ، وهم أعتقنا ، وأنجبنا ، وأسرعنا طلبا ، وأقلنا هربا ، وهم أهل السلاح والرماح ،
قال عمر : فما أبقيت لسعد العشيره ؟ قال : هم أعظمنا خميسا ، وأسخانا نفوسا ، وخيرنا رئيسا ،
قال : فما أبقيت لمراد ؟ قال : هم أوسعنا دارا ، وخيرنا جارا ، وأبعدنا آثارا ، وهم الأتقياء البرره ، والساعون الفخره ،
قال : فأخبرني عن زّبِيد ، قال : أنا عليهم ضنين ، ولو سألت الناس عنهم لقالوا هم الرأس والناس الأذناب ،
قال : فأخبرني عن طئ ، قال خصوا بالجود ، وهم جمرة العرب ،
قال : فما تقول في عبس ؟ قال : حجم عظيم ، وزبن أثير ،
قال : فأخبرني عن حِمْيَر ، قال : رَعَوا العفو ، وشربوا الصَّفوَ ،
قال : فأخبرني عن كِنْدَةَ ، قال : ساسوا العباد ، وتمكنوا في البلاد ،
قال : فأخبرني عن هَمْدَان ، قال : أبناء الليل ، وأهل النيل ، يمنعون الجار ، ويوفون الذمار ،
قال : فأخبرني عن الأزد ، قال : هم أقدمنا ميلادا ، وأوسعنا بلادا ،
قال : فأخبرني عن الحارث بن كعب ، قال : هم الحسكة المسكة ، تلقى المنايا على أطراف رماحهم ، وفي قول آخر (( هم أقتلنا للطاغيه و أوهبنا للغاليه ))
قال : فأخبرني عن لخم ، قال : آخرنا مُلكاً ، وأولنا هلكا ،
قال : فأخبرني عن جُذَام ، قال : أولئك كالعجوز الغبراء ، وهم أهل مقال وفعال ،
قال : فأخبرني عن غسان ، قال : أرباب في الجاهلية نجوم في الإسلام ،
قال : فأخبرني عن الأوس والخزرج ، قال : هم أعزنا داراً ، وأمنعنا ذماراً ، وقد كفانا الله مدحهم إذ يقول : ((والذين تبوَّؤوا
الدار والإيمان ــ الآية ))
مروج الذهب للمسعودي المتوفي سنة 346 هجرية
الجزء الثاني ص 333/مطبعة السعادة بمصر الطبعة الرابعة 1964
والله اعلم ,,,
تحيـــــــــــــــــــاتي ,,