الرئيسية التسجيل مكتبي  
للاقتراحات والملاحظات نرجو ارسال رساله واتس اب او رساله قصيره على الرقم 0509505020 الاعلانات الهامه للمنتدى

اعلانات المنتدي

   
.
.:: إعلانات الموقع ::.

قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18

   
 
العودة   ::منتديات بالحارث سيف نجران :: > الأقــســـام الــعـــامــة > تـــاريــخ وأنســــــاب
 
   
تـــاريــخ وأنســــــاب تاريخ وانساب ملوك ورؤساء وامراء وقبائل

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
   
   
 
قديم 08-03-2010, 06:05 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كاتب نشيط

إحصائية العضو






 

حسين بن غرزه غير متواجد حالياً

 


المنتدى : تـــاريــخ وأنســــــاب
افتراضي ماقيل عن سيدنا على بن ابي طال عليه السلام

نشأة علي رضي الله عنه
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عم رسول الله، وزوج ابنته فاطمة رضي الله عنها، ووالد سبطيه الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، له في الإسلام السابقة العظيمة، والمآثر الجليلة، فهو أول من أسلم من الصبيان، ونام في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة.

ماقيل سيدنا عليه السلام

علي بن أبي طالب في ميزان الإسلام
لا يعبر عن جليل قدره، وعظم مكانته إلا ما ورد عن رسول اللهمن أحاديث منها:

عن جابر رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول اللهإلى نخيل امرأة من الأنصار، فقال: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فطلع أبو بكر، فبشرناه، ثم قال: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فطلع عمر، فبشرناه، ثم قال: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وجعل ينظر من النخل، ويقول: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيًّا. فطلع عليّ، وفي رواية أخرى: فدخل عليّ، فهنأناه



وقد شهد له رسول الله، بأنه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فعن سهل بن سعدأن رسول اللهقال يوم خيبر: لأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلاً يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول اللهكلهم يرجون أن يعطاها، فقال: أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ.

فأتي به، فبصق رسول اللهفي عينيه، ودعا له فبرئ، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال عليّ: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِي اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْر النَّعَمِ



بل جعل النبيمحبة سيدنا عليٍّ من علامات الإيمان، وبغضه من علامات النفاق، فقد قال عليّ رضي الله عنه: والذي فلق الجبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إليّ: لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق.



وقد أعلى رسول اللهمكانته، وقربه منه، حتى قال له لما استخلفه على المدينة في غزوة تبوك: أَلاَ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلاَّ أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيُّ بَعْدِي.



وجعلإيذاء عليٍّ إيذاءً له شخصيًا، فعن عمرو بن شاس الأسلمي، وكان من أصحاب الحديبية، قال: خرجت مع عليٍّ إلى اليمن، فجفاني في سفري ذلك حتى وجدت في نفسي عليه، فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك صلى الله عليه وسلم، فدخلت المسجد ذات غدوة، ورسول اللهفي ناس من أصحابه، فلما رآني أمدّني عينيه -يقول: حدّد إليَّ النظر- حتى إذا جلست قال: يَا عَمْرُو، وَاللَّه لَقَدْ آذَيْتَنِي. قلت: أعوذ بالله أن أوذيك يا رسول الله. قال: بَلَى مَن آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي.



ولم تكن المكانة لعليّ عند رسول اللهغريبة، فإن السبب منزلته عند الله عز وجل، فعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "إِنَّ اللَّه أَمَرَنيِ بِحُبِّ أَرَبَعَةٍ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ". قيل: يا رسول الله، سمهم لنا. قال: "عَلِيٌّ مِنْهُمْ- يقول ذلك ثلاثًا- وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَسَلْمَانُ، أَمَرَنِي بِحُبِّهِمْ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ".



ومن هنا صار عليّ حبيب الله، وحبيب رسول الله، لذا فقد آخى رسول اللهبين نفسه وعليٍّ، فيروي سعيد بن المسيب أن رسول اللهآخى بين أصحابه فبقي رسول الله، وأبو بكر، وعمر، وعليّ، فآخى بين أبي بكر وعمر، وقال لعليٍّ: "أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ".



أقوال الصحابة والتابعين
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا حدثنا ثقة عن عليّ بفُتيا، لا نعدوها.



- أخرج ابن عساكر عن ابن عباس أيضًا قوله: ما نزل في أحدٍ من كتاب الله تعالى ما نزل في عليٍّ.



- وعن أبي ذرقال: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلوات، والبغض لعليٍّ بن أبي طالب.



- ولما جاء خبر قتل عليٍّ إلى معاوية أخذ يبكي، فقالت امرأته: ما يبكيك وقد قاتلته؟ فقال: ويحك، إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والعلم والفقه.



- وطلب معاويةفي خلافته من ضرار الصدائي أن يصف عليًا، فقال له: أعفني يا أمير المؤمنين. قال: لتصنفه.

-

قال: أما إذا كان لا بد من وصفه، فقد كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، ويستوحش من الدنيا زهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، وكان فينا كأحدنا، يحبنا إذا سألناه، ونحن والله لا نكاد نكلمه إلا هيبة، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، لا ييأس الضعيف من عدله، وأشهد أني قد رأيته في بعض مواقفه يقول: يا دنيا غُرّي غيري، إليّ تعرضت أم إليّ تشوفت؟! هيهات هيهات، قد باينتك ثلاثًا لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك قليل، آه من قلة الزاد وبعد السفر، ووحشة الطريق. فبكى معاويةوقال: رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك.



- وسئل الحسن البصري عن علي بن أبي طالبفقال: كان عليّ والله سهمًا صائبًا من مرامي الله على عدوه، ورباني هذه الأمة، وذا فضلها، وذا سابقتها، وذا قرابتها من رسول الله، لم يكن بالنومة (الخامل) عن أمر الله، ولا بالملومة في دين الله، ولا بالسروقة لمال الله، أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة.



- وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: ما كان أحد بعد رسول اللهأعلم من عليٍّ بن أبي طالب.



- وقال مسروق: انتهى علم أصحاب النبيإلى هؤلاء النفر عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي الدرداء، وأبي موسى الأشعري.



- وقال عبد الله بن عياش: كان لعليٍّ ما شئت من ضرسٍ قاطع في العلم، وكان له البسطة، في العشيرة، والقدم في الإسلام، والعهد برسول الله، والفقه في السنة، والنجدة في الحرب، والجود في المال.



مما نزل في علي من القرآن
جاء في صحيح البخاري عن علي بن أبي طالبأنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة.



وقال قيس بن عباد: وفيهم أنزلت: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج:19]. قال: هم الذين تبارزوا يوم بدر: حمزة وعليّ و****ة أو أبو ****ة بن الحارث، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة.



زواج علي من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان عليّ يريد الزواج من السيدة فاطمة بنت رسول الله، ولكن ضيق ذات اليد منعه أن يخطبها، ويتزوجها، حتى خُطبت السيدة فاطمة إلى رسول الله، هنا نترك المجال لعلي بن أبي طالب ليروي بنفسه قائلاً: خُطبت فاطمة إلى رسول الله، فقالت مولاة لي: هل علمت أن فاطمة قد خُطبت إلى رسول الله؟ قلت: لا. قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله فيزوجك؟ فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول اللهزوجك. قال: فوالله ما زالت ترجّيني حتى دخلت على رسول الله.



دخل عليّعلى رسول اللهيريد أن يخطب فاطمة، فقعد بين يديه، لكنه لم يستطع الكلام لهيبته، فقال: مَا جَاءَ بِكَ؟ أَلَكَ حَاجَةٌ؟ فسكت. فقال عليه الصلاة والسلام: لَعَلَّكَ جِئْتَ تَخْطِبُ فَاطِمَةَ. فقال: نعم. قال: وَهَلْ عِنْدَكَ مَنْ شَيْءٍ تَسْتَحِلُّهَا بِهِ؟ فقال: لا والله يا رسول الله. فقال: مَا فَعَلْتَ بِالدِّرْعِ الَّتِي سَلَّحْتكَهَا؟ فقال: عندي، والذي نفس عليٍّ بيده إنها لحطيمة ما ثمنها أربعمائة درهم. قال: قَدْ زَوَّجْتُكَ فَابْعَثْ بِهَا. فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله.



أما عن أثاث العرس، فقد كان يليق بزوجين من آل بيت النبوة، لا تعرف الدنيا لقلبهما طريقًا، فعن عليٍّ قال: جهز رسول اللهفاطمة في خميلة (وهي قطيفة بيضاء من الصوف) ووسادة أدم حشوها ليف.



وفي ليلة العرس قال رسول اللهلعليٍّ: لاَ تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَلْقَانِي. فدعا رسول الله بماء فتوضأ منه، ثم أفرغه على عليٍّ وقال: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِمَا، وَبَارِكْ عَلَيْهِمَا، وَبَارِكْ لَهُمَا فِي نَسْلِهِمَا.







رد مع اقتباس
 
   
   
 
قديم 08-03-2010, 06:07 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
كاتب نشيط

إحصائية العضو






 

حسين بن غرزه غير متواجد حالياً

 


كاتب الموضوع : حسين بن غرزه المنتدى : تـــاريــخ وأنســــــاب
افتراضي

موقف الغلاة من علي والناقمين عليه


موقع قصة الإسلام

بعد أحداث الفتنة الكبرى انقسم بعض الناس بين أنصار لسيدنا عليوهم الشيعة، وناقمين عليه وهم الخوارج.


إذ نجد الشيعة، والذين بدءوا أصلاً كحزب سياسي، لا فرقة دينية، نجدهم يذهبون إلى أن التشيع عقيدة دينية، ويستندون في ذلك على أحاديث أكثرها كذب مختلق، وبعضها صحيح كحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، ولكنهم يؤوِّلونها تأويلاً باطلاً مناسبًا لمعتقداتهم، ومنهم نشأت العديد من فرق الغلاة، والذين ذهب بعضهم إلى تأليه سيدنا علي مثل السبئية أتباع عبد الله ابن سبأ اليهودي مشعل الفتنة.


ومن غلاة الشيعة الذين أفسدوا في الإسلام الإسماعيلية، وهم من الشيعة الإمامية الذين يؤمنون بوجود اثني عشر إمامًا، ابتداء بعليٍّحتى يصلوا إلى اثني عشر إمامًا، كما يبالغون في شتم الصحابة وسبّهم، ويقولون بوجود التحريف في القرآن الكريم، ويحرفونه بوضع اسم سيدنا عليٍّ أو كلمة الإمام في بعض الآيات.


إلا أن هناك طائفة معتدلة من الشيعة الإمامية، هم الزيدية أتباع زيد بن علي زين العابدين بن الحسن بن علي، وهؤلاء يقولون بصحة خلافة أبي بكر وعمر، من باب جواز المفضول مع وجود الفاضل.


وعلى عكس الفرق السابقة فقد عرف التاريخ الإسلامي فرقًا كفّرت سيدنا عليًا، واستباحت دماء المخالفين من المسلمين، مع عفوهم عن غير المسلمين، وهم الخوارج الذين انقسموا إلى عدد من الفرق أشهرها وأبقاها الإباضية الذين ما زالوا في (عُمان) حتى اليوم، وهم من معتدلي الخوارج إذ لا يلعنون عليًا، ولكن ينكرون قبوله للتحكيم، ويعتبرون بيعته باطلة.


أما عقيدة أهل السنة والجماعة، فهي أنّ عليّ بن أبي طالبأحد الصحابة الكرام وأحد العشرة المفضلين بالجنة، وأنهم (أي أهل السنة والجماعة) يحبون آل بيت النبيبلا إفراط ولا تفريط، يعلمون أنهقال: أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي.


يقول ابن تيمية: وإن من أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت النبيويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله.


وقال ابن كثير: ولا ننكر الوصاية بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم، واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة، من أشرف بيت وجد على وجه الأرض.. ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة، فكانوا من أهل الحق، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعليّ وأهل بيته وذريته رضي الله عنهم أجمعين.


قضاؤه
عن أنسعن النبيأنه قال: "أَقْضَى أُمَّتِي عَلِيٌّ".


ولا غرو أن صار علي بن أبي طالب أعظم قاضٍ في الأمة الإسلامية، يبحث عن العدل، ويجتهد فيهديه الله إليه، وينير بصيرته، فيخرج الحكم العادل من شفتيه عليه نور الحق وبهاؤه، وقد كان ذلك بشارة من رسول الله، فقد قال عليّ: بعثني رسول اللهإلى اليمن قاضيًا، وأنا حديث السن، فقلت: يا رسول الله، تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث، ولا علم لي بالقضاء. قال: "إِنَّ اللَّهَ سَيَهْدِي لِسَانَكَ، وَيُثَبِّتُ قَلْبَكَ". قال: فما شككت في قضاء بين اثنين. وفي رواية: "إِنَّ اللَّهَ يُثَبِّتُ لِسَانَكَ، وَيَهْدِي قَلْبَكَ". قال: ثم وضع يده على فمه.


ومن ساعتها والقصص تتواتر عن عدل عليٍّ، ونفاذ بصيرته في حكمه وقضائه، ومن أمثلة ذلك ما روى حنش عن عليٍّقال: بعثني رسول اللهإلى اليمن، فانتهينا إلى قوم قد بنوا زُبية (حفرة) للأسد، فبينما هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل، فتعلق بآخر، ثم تعلق رجل بآخر، حتى صاروا فيها أربعة، فجرحهم الأسد، فانتدب له رجل بحربة فقتله، وماتوا من جراحتهم كلهم، فقام أولياء الأول إلى أولياء الآخر، فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم عليّ على تفيئة ذلك (إثر ذلك) فقال: تريدون أن تقاتلوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حيّ، إني أقضي بينكم قضاءً إن رضيتم فهو القضاء، وإلا حجز بعضكم عن بعض، حتى تأتوا النبي، فيكون هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلا حق له، اجمعوا من قبائل الذين حضروا البئر ربع الدية، وثلث الدية، وللثالث نصف الدية، فأبوا أن يرضوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عند مقام إبراهيم، فقصوا عليه القصة، فقال: أَنَا أَقْضِي بَيْنَكُمْ. واحتبي، فقال رجل من القوم: إن عليًا قضى بينا، فقصوا عليه، فأجازه رسول الله.



فهذه القصة تبرز حكمة سيدنا عليٍّ وذكاؤه، ومن لطيف ما يروى في ذات المعنى: جلس اثنان يتغديان، ومع أحدهما خمسة أرغفة، والآخر ثلاثة أرغفة، وجلس إليهما ثالث، واستأذنهما في أن يصيب من طعامهما، فأذنا له، فأكلوا على السواء، ثمّ ألقى إليهما ثمانية دراهم، وقال: هذا عوض ما أكلت من طعامكما، فتنازعا في قسمتها فقال صاحب الخمسة: لي خمسة ولك ثلاثة، قال صاحب الثلاثة: بل نقسمها على السواء.


فترافعا إلى عليّفقال لصاحب الثلاثة: أقبل من صاحبك ما عرض عليك، فأبى، وقال: ما أريد إلا مرَّ الحقّ، فقال عليّ: لك مر الحق درهم واحد، وله سبعة، قال: وكيف ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: لأن الثمانية أربعة وعشرون ثلثًا، لصاحب الخمسة خمسة عشر ولك تسعًا، وقد استويتم في الأكل، فأكلت ثمانية، وبقي لك واحد، وأكل صاحبك ثمانية، وبقى له سبعة، وأكل الثالث ثمانية، سبعة لصاحبك وواحد لك. فقال: رضيت الآن.


ولم يكن عليّ في قضائه يجامل ويحابي، ولا يميز عربيًا على أعجميًا، فقد أتته امرأتان تسألانه، عربية ومولاة لها، فأمر لكل واحدة منهما بمكيال من طعام، وأربعين درهمًا، فأخذت المولاة الذي أُعْطيت وذهبت، وقالت العربية: يا أمير المؤمنين تعطيني مثل الذي أعطيت هذه وأنا عربية وهي مولاة؟ فقال لها عليّ: إني نظرت في كتاب الله عز وجل، فلم أر فيه فضلاً لولد إسماعيل على ولد إسحاق عليهما الصلاة والسلام.


بل لم يكن يجامل محبيه وأنصاره، فقد جاء جعد بن هبيرة إلى عليٍّ رضي الله عنهما، فقال: يا أمير المؤمنين، يأتيك رجلان أنت أحب إلى أحدهما من نفسه، أو قال: من أهله وماله، والآخر لو يستطيع أن يذبحك لذبحك، فتقضي لهذا على هذا؟


فلهزه (ضربه على صدره) عليّ رضي الله عنه، وقال: إن هذا شيء لو كان لي فعلت، ولكن إنما ذا شيء لله.


ولم يكن غضبه يدفعه لمخالفة السنة في القضاء، بل كان همّه إلزام الناس بها وهدايتهم إليها فقد بلغ عمر بن الخطاب أنّ امرأة من قريش تزوجها رجل من ثقيف في عدتها، فأرسل إليهما، ففرق بينهما وعاقبهما، وقال: لا تنكحها أبدًا.



وجعل صداقها في بيت المال، وفشا ذلك في الناس، فبلغ عليًا، فقال: يرحم الله أمير المؤمنين، ما بال الصداق وبيت المال، إنما جهلا فينبغي للإمام أن يردهما إلى السنة. قيل: فما تقول أنت فيهما؟ فقال: لها الصداق بما استحل من فرجها، ويفرق بينهما، ولا جلد عليهما، وتكمل عدتها من الأول، ثم تعتد من الثاني عدةً كاملةً ثلاثة أقراء، ثم يخطبها إن شاء. فبلغ ذلك عمر، فخطب الناس فقال: أيها الناس رُدُّوا الجهالات إلى السنة.


رضي الله عن عليٍّ الناصح الأمين، الذي ينير السبيل بكلماته، ويقطع الشك باليقين، ويصدق النصح للمسلمين عامتهم وخاصتهم، فقد استشار سيدنا عمر رضي الله عنه أصحابه في البساط الذي غنمه المسلمون يوم المدائن، وهو بساط كسرى، وكانوا يعدونه للشتاء إذا ذهبت الرياحين، فكانوا إذا أرادوا الشرب شربوا عليه فكأنهم في رياض، بساط مساحته ستون ذراعًا في ستين، أرض مفروشة بالذهب، وموشي بالفصوص، وفيه رسوم ثمار بالجواهر، وورقها بالحرير، وفيه رسوم للماء الجاري بالذهب، وكانت العرب تسمية القطف، قال عمر: أشيروا علي فيما أصنع في هذه القطيفة- أعني البساط-؟ فقالوا: رأيك أعلى. فقال علي: لم يدخل عليك جهل ولا تقبل شكا، وإنه ليس لك من الدنيا إلا ما أعطيت فأمضيت، ولبست فأبليت، وأكلت فأفنيت.


وهذا من جوامع الكلم في الزهد، فقال عمر: فوالله لقد صدقني يا أبا الحسن. فقطعه، فقسمه بين

الناس، فأصاب عليًا قطعة منه، فباعها بعشرين ألفًا، وما هي بأجود تلك القطع







رد مع اقتباس
 
   
   
 
قديم 08-03-2010, 06:08 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
كاتب نشيط

إحصائية العضو






 

حسين بن غرزه غير متواجد حالياً

 


كاتب الموضوع : حسين بن غرزه المنتدى : تـــاريــخ وأنســــــاب
افتراضي

من حكم وأقوال الإمام علي

كان الإمام عليينطق بالحكمة، حكيمًا موجزًا، يهتدي إلى الصواب إن تشعبت الطرق بغيره من الناس، ويفهم الأمور على وجهها، ويضعها في نصابها، فقد استشار عمرالناس، فسألهم من أي يوم نكتب؟ فقال علي: من يوم هاجر رسول الله، وترك أرض الشرك.



وقد كان ذلك الاختيار إلهامًا من الله، لأن الهجرة من أعظم المناسبات الإسلامية، فهي حد فاصل بين العهدين: المكي بكل ما حوى من تعذيب وإيذاء، واستضعاف، والعهد المدني الذي يصور الحرية والتمكين، والوضع الجديد الذي يعيشه المسلمون آمنين فهو تاريخ يستحق أن يسجل كبداية عصر جديد.



كما تألقت الحكمة في شكل كلمات على لسان أمير المؤمنين عليٍّ، فمن ذلك قوله:



ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدةٍ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل.



وقد ترك لنا أمير المؤمنين جملة نافعة من كلامه في الزهد والرقائق مما يستحسن الوقوف عندها لأخذ العبرة واستلهام العظة، فيروي مهاجر العامري أن عليًاقال: إنما أخشى عليكم اثنتين: طول الأمل، وإتباع الهوى، فإن طول الأمل ينسي الآخرة، وإن إتباع الهوى يصدّ عن الحقّ.



ويروي ربيعة بن ناجذ أنه سمع عليًايقول: كونوا في الناس كالنحلة في طيرانها، ليس من الطير شيء إلا وهو يتضعفها، ولو يعلم الطير ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها، خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم، وزايلوهم بأعمالكم وقلوبكم، فإن للمرء ما كسب، وهو يوم القيامة مع من أحب.



ويحدد معالم الخير التي ينبغي لكل مسلم الوصول إليها، والحرص على الاتصاف بها، فيقول عليًّ: أحفظوا عني خمسًا، فلو ركبتم الإبل في طلبهن لأنضيتموهن قبل أن تدركوا مثلهن، لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحي جاهل أن يتعلم، ولا يستحي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: اللهم أعلم. واعلموا أن منزلة الصبر من الإيمان، كمنزلة الرأس من الجسد، فإن ذهب الرأس ذهب الجسد، وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان.



ويعلمنا أمير المؤمنين عليّأن العالِم الحقيقي، هو من لا يقنط الناس من سعة رحمة رب العالمين، وفي نفس الوقت لا يجعلهم يفترون، وبأنفسهم يعجبون، يقول:



ألا إن الفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم من عذاب الله، ولا يرخص لهم في المعاصي، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره، ولا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في علم لا فهم فيه، ولا في قراءة لا تدبر فيها.



وكان يوجه رعيته بسهام حكمته، فقد أخرج الخلال بسنده عن أبي سعيد قال: كان عليّ إذا أتى السوق قال: يا أهل السوق، اتقوا الله، وإياكم والحلف، فإن الحلف ينفق السلعة، ويمحق البركة، وإن التاجر فاجر خلا من أخذ الحق، وأعطى الحق والسلام عليكم. ثم ينصرف، ثم يعود إليهم، فيقول لهم مثل مقالته.



وقد حفظ الناس من خطبه في سائر مقالاته أربعمائة خطبة ونيف وثمانين خطبة، منها اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني، فإن عدت فعد عليّ بالمغفرة، اللهم اغفر لي ما وأيت (وعدت) من نفسي، ولم تجد له وفاءً عندي، اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني، ثم خالفه قلبي، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ، وسقطات الألفاظ، وسهوات الجنان، وهفوات اللسان.



من روائع حكمته قوله
أيها الناس، الزهادة قصر الأمل، والشكر عند النعم، والتورع عند المحارم، فإن عزب عنكم فلا يغلب الحرام صبركم، ولا تنسوا عند النعم شكركم، فقد أعذر الله إليكم بحجج مسفرة ظاهرة وكتب بارزة العذر واضحة.



وصف الإمام علي للجنة
درجات متفاضلات، ومنازل متفاوتات، لا ينقطع نعيمها، ولا يظعن مقيمها، لا يهرم خالدها، ولا ييأس ساكنها.



من أقوال الإمام علي في القرآن الكريم
اعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلا ما قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى، ونقصان من عمى، واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوا من أدوائكم، واستعينوا به على لأوائكم، فإن فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال، فاسألوا الله به، وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، إنه ما توجه العباد إلى الله تعالى بمثله، واعلموا أنه شافع ومشفع، وقائل مصدق، وأنه من شفع له القرآن يوم القيامة صدق عليه.



من أقوال الإمام علي في الصالحين
فمن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين، وحزمًا في لين، وإيمانًا في يقين، وحرصًا في علم، وعلمًا في حلم، وقصدًا في غني، وخشوعًا في عبادة، وتحملا في فاقة، وصبرًا في شدة، وطلبًا في حلال، ونشاطًا في هدى، وتحرجًا عن طمع، يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل، يمسي وهمه الشكر، ويصبح وهمه الذكر، يبيت حذرًا ويصبح فرحًا، حذرًا لما حذر من الغفلة، وفرحًا بما أصاب من الفضل والرحمة، إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره، لم يعطها سؤلها فيما تحب، قرة عينه فيما لا يزول، وزهادته فيما لا يبقي، يمزج الحلم بالعلم، والقول بالعمل، تراه قريبًا أمله، قليلا زلَلُه، خاشعًا قلبه، قانعًا نفسه، منزورًا أكله، سهلا أمره، حريزًا دينه، ميتة شهوته، مكظومًا غيظه، الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، إن كان في الغافلين كتب في الذاكرين، وإن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين، يعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، بعيدًا فحشه، لينًا قوله، غائبًا منكره، حاضرًا معروفه، مقبلا خيره، مدبرًا شره، في الزلازل وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه، لا يضيع ما استحفظ، ولا ينسى ما ذكر، ولا ينابز بالألقاب، ولا يضار الجار بالجار، ولا يشمت بالمصائب، ولا يدخل في الباطل، ولا يخرج من الحق، إن صمت لم يغمه صمته، وإن ضحك لم يعل صوته، وإن بغي عليه صبر حتى يكون الله هو الذي ينتقم له، نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته، وأراح الناس من نفسه، بعده عمن تباعد عن زهد ونزاهة، ودنوه ممن دنا من لين ورحمة، ليس تباعده بكبر وعظمة، ولا دنوه بمكر وخديعة.



علي يوصي ابنه
يا بني اجعل نفسك ميزانًا بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك، ولا تقل ما لا تعلم، وإن قل ما تعلم، ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك، واعلم أن الإعجاب ضد الصواب، وآفة الألباب، فاسع في كدحك، ولا تكن خازنًا لغيرك، وإذ أنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربك.



من حكم الإمام علي في وصيته لابنه
حفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يد غيرك، ومرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس، والحرفة مع العفة، خير من الغنى مع الفجور، والمرء أحفظ لسره، ورب ساع فيما يضره، من أكثر أهجر، ومن تفكر أبصر، قارن أهل الخير تكن منهم، وباين أهل الشر تبن عنهم، بئس الطعام الحرام، وظلم الضعيف أفحش الظلم، إذا كان الرفق خرقًا كان الخرق رفقًا، ربما كان الدواء داءً، وربما نصح غير الناصح، وغش المستنصح، وإياك والاتكال على المُنى، فإنها بضائع النوكى(الحمقى)، والعقل حفظ التجارب، وخير ما جربت ما وعظك، بادر بالفرصة قبل أن تكون غُصَّة، ليس كل طالب يصيب، ولا كل غائب يئوب، ومن الفساد إضاعة الزاد، ومفسدة المعاد، ولكل أمر عاقبة، وسوف يأتيك ما قدر لك، التاجر مخاطر، ورب يسير أنمى من كثير.



مما قاله الإمام أيضًا في الحكم
"لا تتخذن عدو صديقك صديقًا فتعادى صديقك، وامحض أخاك النصيحة، حسنةً كانت أو قبيحة، لِن لمن غالظك، فإنه يوشك أن يلين لك، إن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع إليها إن بدا له ذلك يومًا ما، من ظن بك خيرًا فصدق ظنك، لا تضيعن حق أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه، فإن ليس لك بأخ من أضعت حقه، لا يكن أهلك أشقى الخلق بك، لا ترغبن فيمن زهد عنك، لا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته، ولا يكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان، لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك، فإنه يسعى في مضرته ونفعك، وليس جزاء من سرك أن تسوءه، ما أقبح الخضوع عند الحاجة، والجفاء عند الغنى، من ترك القصد جار، الصاحب مناسب، الهوى شريك العمى.. ربَّ بعيدٍ أقرب من قريب، وقريب أبعد من بعيد، والغريب من لم يكن له حبيب، من تعدى الحق ضاق مذهبه، قد يكون اليأس إدراكًا، إذا كان الطمع هلاكًا، أخّر الشر فإنك إذا شئت تعجلته، قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل، من أمن الزمان خانه، ومن أعظمه أهانه، إذا تغير السلطان تغير الزمان، سل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار قبل الدار.



البخل عار، والجبن منقصة، والفقر يخرس الفطن عن حاجته، والمُقلُّ غريب في بلدته.



العجز آفة، والصبر شجاعة، والزهد ثروة، والورع جُنَّة، ونعم القرين الرِّضى، العلم وراثة كريمة، والأدب حُلل مجددة، والفكر مرآة صافية، صدر العاقل صندوق سرِّه، البشاشة حبالة المودة، الاحتمال قبر العيوب، من رضي عن نفسه كثر الساخط عليه، الصدقة داوء منج، إذا قدرت على عدوك، فاجعل العفو عنه شكرًا للقدرة عليه، أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان، وأعجز منه من ضيَّع من ظفر به منهم.



من أبطأ به عمله لم يسرع به حسبه، ما أضمر أحد شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات قلبه، أفضل الزهد إخفاء الزاهد، فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه، كن سمحًا ولا تكن مبذرًا، وكن مقدرًا ولا تكن مقترًا، أشرف الغنى ترك المُنى، من أسرع إلى الناس بما يكرهون، قالوا فيه ما لا يعلمون، من أطال الأمل أساء العمل.



لا قربة بالنوافل إذا أضرَّت بالفرائض.



لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه، أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، السخاء ما كان ابتداءً، فإذا كان عن مسألة فحياء وتذمم.



لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا ظهير كالمشاورة، الصبر صبران: صبر على ما تكره، وصبر عمّا تحب، الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة، المال مادة الشهوات من حذّرك كمن بشرك، فقد الأحبة غربة، فوت الحاجة أهون من طلبها من غير أهلها، لا تستح من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه، العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى، لا يرى الجاهل إلا مُفرِطًا أو مُفَرِّطًا، إذا تم العقل نقص الكلام.



من نصب نفسه للناس إمامًا، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم.



لأنسبن الإسلام نسبةٍ لم ينسبها أحد قبلي، الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل.



عظم الخالق عندك يصغر المخلوق في عينيك.

سوسوا إيمانكم بالصدقة، وحصّنوا أموالكم بالزكاة، وادفعوا أمواج البلاء بالدعاء، المرء مخبوء تحت لسانه، هلك امرؤ لم يعرف قدره، الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا عنه.



لا يعدم الصبور الظفر، وإن طال به الزمان.



ما اختلفت دعوتان إلا كانت إحداهما ضلالة، من أبدى صفحته للحقّ هلك، من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن، من كتم سره كانت الخير بيده، لا يعاب المرء في تأخير حقه، إنما يعاب من أخذ ما ليس له، ترك الذنب أهون من طلب التوبة، الناس أعداء ما جهلوا، إذا هبت أمرًا فقع فيه، فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه، ازجر المسيء بثواب المحسن، آلة الرياسة سعة الصدر، من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع.



ما أكثر البر وأقل الاعتبار، ما زنى غيور قط، ردوا الحجر من حيث جاء، فإن الشر لا يدفعه إلا الشر، الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق، والتقصير عن الاستحقاق عيّ أو حسد، أشد الذنوب ما استهان به صاحبه، من نظر في عيوب غيره فأنكرها، ثم رضيها لنفسه فذلك هو الأحمق بعينه، لا تظنن بكلمة خرجت من أحد سوءًا وأنت تجد لها في الخير محتملا.



ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلبًا لما عند الله، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتكالاً على الله سبحانه.



كفاك أدبًا لنفسك اجتذاب ما تكرهه من غيرك.



من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، الغيبة جهد العاجز، شر الإخوان ما تكلف له







رد مع اقتباس
 
   
   
 
قديم 08-03-2010, 06:09 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
كاتب نشيط

إحصائية العضو






 

حسين بن غرزه غير متواجد حالياً

 


كاتب الموضوع : حسين بن غرزه المنتدى : تـــاريــخ وأنســــــاب
افتراضي

قوة إيمان الإمام علي وجهاده

كان عليّقويّ الإيمان، شديد الشجاعة والقوة النفسية، وليس أدلّ على شجاعتهوقوته النفسية من موقفه يوم هجرة الرسول، إذ قدم نفسه فداءً للرسول، حين أعمى الله قريش، وأجمعوا على قتل رسول الله، فأراد النبي أن يبقى المشركين بجوار بيته ينتظرون خروجه، فأمر علي بن أبي طالبأن ينام في فراشه تلك الليلة، بينما يخرجللهجرة، ومن يجرؤ على البقاء في فراش رسول الله، والأعداء يتربصون به ليقتلوه؟



إنه لا يفعل ذلك إلا أبطال الرجال وشجعانهم، بفضل الله تعالى، وقد جاء في (فتح الباري) أن رسول اللهقال له: "نَمْ فِي فِرَاشِي وَتَسَجَّ بِبُرْدِي هَذَا الحضرمي، فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم"، فرقد عليّ على فراش رسول الله يواري عنه، وباتت قريش تختلف وتأتمر، أيهم يهجم على صاحب الفراش فيوثقه، حتى إذا أصبحوا فإذا هم بعليٍّ، فسألوه، فقال: لا علم لي، فعلموا أنه قد فرّ.



وعن ابن عباس قال: إن عليًا قد شرى نفسه تلك الليلة حين لبس ثوب النبي، ونام مكانه.


وفي عليٍّ وإخوانه من الصحابة الكرام الذين يبتغون رضوان الله والدار الآخرة، نزل قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ} [البقرة:207].



وفي غزوة بدر كان سيدنا عليّمن الثلاثة الذين بدأوا المعركة بالمبارزة، فبارز الوليد بن عتبة بن ربيعة، وقتله.



كان عليّ مقدامًا لا يهاب الموت، صنديدًا لا يجزع لمرأى الأبطال ومنازلتهم، بل يسعى إليهم، ومن ذلك ما حدث في غزوة أُحد حيث بدأ القتال بمبارزة بين عليٍّ وطلحة بن عثمان، وكان بيده لواء المشركين، وطلب المبارزة مرارًا، فخرج إليه علي بن أبي طالب، فقال له: والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يجعلك الله بسيفي إلى النار، أو يجعلني بسيفك إلى الجنة، فضربه عليّ، فقطع رجله، فوقع على الأرض، فانكشفت عورته، فقال: يا ابن عمي أنشدك الله والرحم.



فرجع عنه، لم يجهز عليه، فكبر رسول الله، وقال لعليٍّ بعض أصحابه: أفلا أجهزت عليه؟



قال: إن ابن عمي ناشد في الرحم حين انكشفت عورته، فاستحييت منه.



ولم يكن ذلك هو الدور الوحيد لذلك الفارس المقدام في هذه الغزوة، فقد كانفي ميمنة الجيش بعد الالتحام، فأخذ الراية بعد استشهاد مصعب، وقتل من المشركين خلقًا كثيرًا، رغم ما أصاب المسلمين في هذه الغزوة، إضافة إلى بلائه في الدفاع عن رسول اللهوهو الذي أخذ بيد رسول اللهلما وقع في الحفرة، وأخذ يطببه ويداوي جرحه مع فاطمة زوجته بنت رسول الله.



وقد ظهرت شجاعة عليٍّفي تلك المعركة، فعندما أشيع أن الرسولقد قتل، وافتقده علي، رأى أن الحياة لا خير فيها بعده، فكسر جفن سيفه، وحمل على القوم حتى أفرجوا له، فإذا برسول اللهفثبت معه، ودافع عنه دفاع الأبطال، وقد أصابته في ذلك ستة عشرة ضربة.



وفي غزوة الأحزاب كان موقفه البطولي في الغزوة رائعًا يدل على مدى رسوخ العقيدة في قلوب أصحاب النبي.



يذكر ابن إسحاق أن علي بن أبي طالبخرج في نفر المسلمين بعد أن اقتحمت خيل المشركين ثغرة في الخندق، حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموا منه خيلهم، وأقبلت الفرسان تعدو نحوهم، وكان عمرو بن عبد وُد قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراح، فلم يشهد يوم أحد، فقلت فلما كان يوم الخندق خرج معلمًا ليرى مكانه فلما وقف هو قال: من يبارز؟


فبرز عليُّ بن أبي طالب، فقال: يا عمرو، إنك كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه، قال له: لم يا ابن أخي؟


فوالله ما أحب أن أقتلك، قال له عليّ: لكني والله أحب أن أقتلك.



فحمى عمرو عند ذلك، فاقتحم عن فرسه، فعقرها وضرب وجهها، ثم أقبل على عليٍّ، فتنازلا، وتجاولا، فقتله عليّوخرجت خيلهم منهزمة حتى اقتحمت من الخندق هاربة.



وفي غزوة خيبر سنة 7 هـ، كان عليّهو حامل الراية الذي فتح الله على يديه، ففي صحيح مسلم من حديث إياس بن سلمةقال: أرسلني-أي رسول الله- إلى عليّ وهو أرمد، فقال: لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله، قال: فأتيت عليًا فجئت به أقوده وهو أرمد، حتى أتيت به رسول الله، فبصق في عينيه، فبرئ وأعطاه الراية، وخرج مرحب فقال:



قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح *** بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب


فقال عليّ:



أنا الذي سمتني أمي حيدرة *** كليث غابات كريه المنظرة


أوفيهم بالصاع كيل السندرة



قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه.



وقد كانت شجاعة عليٍّمقرونةً بالفطنة وحسن التدبير والتخطيط، وما يدل على ذلك ما كان في غزوة حنين في العام الثامن من الهجرة، فقد ثبت مع رسول الله، مع من ثبت معه من المهاجرين والأنصار، وكان في جيش هوازن رجل على جمل أحمر بيده راية سوداء، إذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه، فأردك عليّ بعبقريته الحربية وتجربته الطويلة أن هذا الرجل عامل مؤثر في حماس هوزان وشدتها، فاتجه علي بن أبي طالبرجل من الأنصار نحوه، واستطاع إسقاطه من على جمله، فما كانت إلا ساعة حتى انهزموا وولوا الأدبار وانتصر المسلمون.

تقشفه وزهده وورعه


كان عليّ ذا مواهب عديدة، وقدرات فذة، ولكنّ ذلك لم يطمعه في الدنيا ومتاعها، بل هداه إيمانه وتربيته في بيت النبوة إلى التقلل من زاد الدنيا إلى حد التقشف، والزهد فيها رغم قدرته عليها، ولكنه ملكه في يده، ولم يتركها تملك قلبه، وقد كانورعًا لا يتجرأ على مال أحد، بل يضعه حيث ينبغي له، وفي كل هذا له مواقف تشهد له.



فعن رجل من ثقيف أن عليًااستعمله على عكبرا قال: ولم يكن السواد يسكنه المصلون، وقال لي: إذا كان عند الظهر فرح إليّ، فرحت فلم أجد عنده حاجبًا يحبسني من دونه، ووجدته جالسًا وعنده قدح، وكوز من ماء، فدعا بطينة، فقلت في نفسي: لقد أمنني حتى يخرج إليَّ جوهرًا ولا أدري ما فيها، وإذا عليها خاتم فكسر الخاتم، فإذا فيها سويق، فأخرج منها فصب في القدح، فصب عليه ماء، فشرب وسقاني، فلم أصبر، فقلت:



يا أمير المؤمنين، أتصنع هذا بالعراق، وطعام العراق أكثر من ذلك؟!



قال: أما والله ما أختم عليه بخلا به، ولكني أبتاع قدر ما يكفيني، فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره، وإنما حفظي لذلك، وأكره أن أدخل بطني إلا طيبًا.



وعن الأعمش قال: كان عليّدخل على فاطمة والحسن والحسين يبكيان، فقال ما يبكيهما؟


قالت: الجوع.


فخرج عليّ فوجد دينارًا في السوق، فجاء إلى فاطمة فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلان اليهودي فخذ لنا به دقيقًا، فجاء إلى اليهودي فاشترى به دقيقًا فقال اليهودي: أنت ختن هذا الذي يزعم أنه رسول الله؟ قال: نعم. قال: فخذ دينارك والدقيق.



فخرج عليّ حتى جاء فاطمة فأخبرها، فقالت اذهب إلى فلان الجزار فخذ لنا بدرهم لحمًا، فذهب فرهن الدينار بدرهم على لحم، فجاء به فعجنت، ونصبت، وخبزت، وأرسلت إلى أبيها فجاءهم، فقالت: يا رسول الله أذكر لك، فإن رأيته حلالا أكلنا وأكلت، من شأنه كذا وكذا، فقال:"كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ".



فأكلوا فبينما هم مكانهم إذا غلام ينشد الله والإسلام الدينار، فأمر رسول اللهفدعي له، فسأله فقال: سقط مني في السوق، فقال النبي: يا علي اذهب إلى الجزار فقل له: إن رسول اللهيقول لك: أرسل إليّ بالدينار، ودرهمك عليّ، فأرسل به فدفع إليه.



إلى هذا الحد بلغ تقشف سيدنا عليٍّ أن يفرغ بيته من الطعام، هو ختن النبي، ويبكي ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الجوع، إن شخصية كهذه خليقة بأن تستمر على طهرها مهما تولت أعلى المناصب، وقد كان.



فقد صعد عليّالمنبر ذات يوم، وقال: من يشتري مني سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته.


فقام إليه رجل وقال: أسلفك ثمن إزار.


وذات يوم اشترىقميصًا بثلاثة دراهم، وهو خليفة، وقطع كمّه من موضع الرسفين وقال: الحمد لله الذي هذا من رياشه.



وقد كان تقشف سيدنا عليّقائمًا على أساس من الزهد في زينة الدنيا، وورع من الحرام، ولو كان فتاتًا، وقد عاهد عليّ رسول اللهعلى ذلك، فقد روي عنه قال: قال رسول الله:عَلِيُّ، كَيْفَ أَنْتَ إِذَا زَهَدَ النَّاسُ فِي الآخِرَةِ، وَرَغِبُوا فِي الدُّنْيَا، وَأَكَلُوا التُّرَاثَ أَكْلاُ لَمًّا، وَأَحَبُّوا الْمَالَ حُبًا جَمًّا، وَاتَّخَذُوا دِينَ اللَّهِ دَخَلاً، وَمَالَ اللَّهِ دِوَلا؟



قلت: أتركهم حتى ألحق بك إن شاء الله تعالى.



قال: صَدَقْتَ، اللَّهُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ بِهِ.



وأوفى عليّ بالعهد بالزهد في المال، وما هو أقل منه من الملبس والطعام، فقد أخرج ابن المبارك عن زيد بن وهب قال:



خرج علينا عليّ، وعليه رداء وإزار قد وثقه بخرقة، فقيل له، فقال:



إنما ألبس هذين الثوبين ليكون أبعد لي من الزهو، وخيرًا لي في صلاتي، وسنة للمؤمن.



وأخرج البيهقي عن رجل قال: رأيت على عليّإزارًا غليظًا، قال: اشتريته بخمسة دراهم، فمن أربحني فيه درهمًا بعته إياه.


وعن عبد الله بن شريك عن جده عن عليّ بن أبي طالبأنه أتى بفالوذج، فوضع قدامه بين يديه، فقال: إنك طيب الريح حسن اللون، طيب الطعم، لكن أكره أن أُعَود نفسي ما لم تعتده.



وخليق بمن كانت هذه حاله من الدنيا أن يتورع أن يصيب منها شيئًا لا يحل له، أو أن يصيب أكثر من حقه، فعن عليّ بن ربيعة عن عليّ بن أبي طالب قال:


جاءه ابن النباح، فقال: يا أمير المؤمنين، امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء.

فقال: الله أكبر.



ثم قام متوكئًا على ابن النباح، حتى قام إلى بيت المال فقال: هذا جناي خياره فيه كل جانٍ يده إلي فيه، يا ابن النباح علَيَّ بأشياخ الكوفة.



قال: فنادى في الناس، فأعطى جميع ما في بيت مال المسلمين، وهو يقول: يا صفراء، ويا بيضاء غريّ غيري، ها، ها. حتى ما بقي منه دينار ولا درهم، ثم أمره بنضحه، وصلَّى فيه ركعتين.



دخل مرة بيت المال فرأى فيه شيئًا، فقال: لا أرى هذا هنا وبالناس حاجة إليه، فأمر به فقسم، وأمر بالبيت فكنس، ونضح فصلَّى فيه، أو قال فيه، يعني: نام.


كما أخرج أحمد عن عبد الله بن زُرَيْر، قال: دخلت على عليّ بن أبي طالبيوم الأضحى فقرب إلينا خزيرة، فقلنا أصلحك الله، لو أطعمتنا هذا البط- يعني الأوز- فإن الله قد أكثر الخير قال: يا ابن زرير، إني سمعت رسول اللهيقول:"لاَ يَحِلُّ لِلْخَلِيفَةِ مِنْ مَالِ اللَّهِ إِلاَّ قَصْعَتَانِ: قَصْعَةٌ يَأْكُلُهَا هُوَ وَأَهْلُهُ، وَقَصْعَةٌ يَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ".



لما كان الورع سمتهفي بيته مع أهله، فعن عليّ بن ربيعة قال: كان لعليٍّ امرأتان، فكان إذا كان يوم هذه اشترى لحمًا بنصف درهم، وإذا كان يوم هذه اشترى لحمًا بنصف درهم.



رجل هذه حاله هو من تحتاجه الأمة في كل عصر؛ لينهض بها من كبوتها، ويقودها إلى المعالي.

تواضعه


رغم مكانة عليٍّ، وقربه من رسول الله، وبلائه في الإسلام، فإنه لم يكن يرى لنفسه فضلا على أحد، ولم يتغير بعد خلافته، فلم يتكبر، ولم يَمِل لزخرف الدنيا، وزينتها، ولو كانت مباحة، لأنه أخذ نفسه بالشدة، وألفت نفسه التواضع، ونبذت الكبر، وصفات الطغاة، فقد روى البخاري عن محمد ابن الحنفية (ابن علي بن أبي طالب) قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله؟


قال: أبو بكر.

قلت: ثم من؟

قال: ثم عمر.

وخشيت أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت؟

قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.



وروى البخاري في (الأدب المفرد) عن صالح بياع الأكسية، عن جدته، قالت: رأيت عليًا اشترى تمرًا بدرهم، فحمله في ملحفته، فقلت له، أو قال له رجل: أحمل عنك يا أمير المؤمنين؟

قال: لا، أبو العيال أحق أن يحمل.



وكان متواضعًا في لباسه، لم يعرف الفاخر منه يومًا، بل كان يعتبره سببًا في خشوع القلب، كما أنه قدوة للمؤمنين، فقد روى عمرو بن قيس أن عليًارُئي عليه إزار مرقع، فعوتب في لبوسه، فقال: يقتدي به المؤمن، ويخشع له القلب.



وعن أبي النوار قال: رأيت عليًااشترى ثوبين غليظين، خير قنبرًا أحدهما.



وعن فضيل بن مسلم عن أبيه، أن عليًا اشترى قميصًا، ثمّ قال: اقطعه لي من ههنا من أطراف الأصابع.



وفي رواية أخرى أنه لبسه فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه، فأمر به فقطع ما فضل عن أطراف الأصابع، وذلك لكي يتفادى الإسبال في الأكمام.


وكان تواضعهيجعله يقبل النصح، ولا تأخذه العزة بالإثم، فقد روى محمد بن كعب القرظي قال:



سأل رجل عليًاعن مسألة، فقال فيها، فقال الرجل: ليس كذلك يا أمير المؤمنين، ولكن كذا وكذا، فقال عليٌّ: َصَبْتَ وأخطأتُ، وفوق كل ذي علمٍ عليم.







رد مع اقتباس
 
   
   
 
قديم 08-03-2010, 06:10 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
كاتب نشيط

إحصائية العضو






 

حسين بن غرزه غير متواجد حالياً

 


كاتب الموضوع : حسين بن غرزه المنتدى : تـــاريــخ وأنســــــاب
افتراضي

قوة إيمان الإمام علي وجهاده

كان عليّقويّ الإيمان، شديد الشجاعة والقوة النفسية، وليس أدلّ على شجاعتهوقوته النفسية من موقفه يوم هجرة الرسول، إذ قدم نفسه فداءً للرسول، حين أعمى الله قريش، وأجمعوا على قتل رسول الله، فأراد النبي أن يبقى المشركين بجوار بيته ينتظرون خروجه، فأمر علي بن أبي طالبأن ينام في فراشه تلك الليلة، بينما يخرجللهجرة، ومن يجرؤ على البقاء في فراش رسول الله، والأعداء يتربصون به ليقتلوه؟



إنه لا يفعل ذلك إلا أبطال الرجال وشجعانهم، بفضل الله تعالى، وقد جاء في (فتح الباري) أن رسول اللهقال له: "نَمْ فِي فِرَاشِي وَتَسَجَّ بِبُرْدِي هَذَا الحضرمي، فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم"، فرقد عليّ على فراش رسول الله يواري عنه، وباتت قريش تختلف وتأتمر، أيهم يهجم على صاحب الفراش فيوثقه، حتى إذا أصبحوا فإذا هم بعليٍّ، فسألوه، فقال: لا علم لي، فعلموا أنه قد فرّ.



وعن ابن عباس قال: إن عليًا قد شرى نفسه تلك الليلة حين لبس ثوب النبي، ونام مكانه.


وفي عليٍّ وإخوانه من الصحابة الكرام الذين يبتغون رضوان الله والدار الآخرة، نزل قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ} [البقرة:207].



وفي غزوة بدر كان سيدنا عليّمن الثلاثة الذين بدأوا المعركة بالمبارزة، فبارز الوليد بن عتبة بن ربيعة، وقتله.



كان عليّ مقدامًا لا يهاب الموت، صنديدًا لا يجزع لمرأى الأبطال ومنازلتهم، بل يسعى إليهم، ومن ذلك ما حدث في غزوة أُحد حيث بدأ القتال بمبارزة بين عليٍّ وطلحة بن عثمان، وكان بيده لواء المشركين، وطلب المبارزة مرارًا، فخرج إليه علي بن أبي طالب، فقال له: والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يجعلك الله بسيفي إلى النار، أو يجعلني بسيفك إلى الجنة، فضربه عليّ، فقطع رجله، فوقع على الأرض، فانكشفت عورته، فقال: يا ابن عمي أنشدك الله والرحم.



فرجع عنه، لم يجهز عليه، فكبر رسول الله، وقال لعليٍّ بعض أصحابه: أفلا أجهزت عليه؟



قال: إن ابن عمي ناشد في الرحم حين انكشفت عورته، فاستحييت منه.



ولم يكن ذلك هو الدور الوحيد لذلك الفارس المقدام في هذه الغزوة، فقد كانفي ميمنة الجيش بعد الالتحام، فأخذ الراية بعد استشهاد مصعب، وقتل من المشركين خلقًا كثيرًا، رغم ما أصاب المسلمين في هذه الغزوة، إضافة إلى بلائه في الدفاع عن رسول اللهوهو الذي أخذ بيد رسول اللهلما وقع في الحفرة، وأخذ يطببه ويداوي جرحه مع فاطمة زوجته بنت رسول الله.



وقد ظهرت شجاعة عليٍّفي تلك المعركة، فعندما أشيع أن الرسولقد قتل، وافتقده علي، رأى أن الحياة لا خير فيها بعده، فكسر جفن سيفه، وحمل على القوم حتى أفرجوا له، فإذا برسول اللهفثبت معه، ودافع عنه دفاع الأبطال، وقد أصابته في ذلك ستة عشرة ضربة.



وفي غزوة الأحزاب كان موقفه البطولي في الغزوة رائعًا يدل على مدى رسوخ العقيدة في قلوب أصحاب النبي.



يذكر ابن إسحاق أن علي بن أبي طالبخرج في نفر المسلمين بعد أن اقتحمت خيل المشركين ثغرة في الخندق، حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموا منه خيلهم، وأقبلت الفرسان تعدو نحوهم، وكان عمرو بن عبد وُد قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراح، فلم يشهد يوم أحد، فقلت فلما كان يوم الخندق خرج معلمًا ليرى مكانه فلما وقف هو قال: من يبارز؟


فبرز عليُّ بن أبي طالب، فقال: يا عمرو، إنك كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه، قال له: لم يا ابن أخي؟


فوالله ما أحب أن أقتلك، قال له عليّ: لكني والله أحب أن أقتلك.



فحمى عمرو عند ذلك، فاقتحم عن فرسه، فعقرها وضرب وجهها، ثم أقبل على عليٍّ، فتنازلا، وتجاولا، فقتله عليّوخرجت خيلهم منهزمة حتى اقتحمت من الخندق هاربة.



وفي غزوة خيبر سنة 7 هـ، كان عليّهو حامل الراية الذي فتح الله على يديه، ففي صحيح مسلم من حديث إياس بن سلمةقال: أرسلني-أي رسول الله- إلى عليّ وهو أرمد، فقال: لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله، قال: فأتيت عليًا فجئت به أقوده وهو أرمد، حتى أتيت به رسول الله، فبصق في عينيه، فبرئ وأعطاه الراية، وخرج مرحب فقال:



قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح *** بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب


فقال عليّ:



أنا الذي سمتني أمي حيدرة *** كليث غابات كريه المنظرة


أوفيهم بالصاع كيل السندرة



قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه.



وقد كانت شجاعة عليٍّمقرونةً بالفطنة وحسن التدبير والتخطيط، وما يدل على ذلك ما كان في غزوة حنين في العام الثامن من الهجرة، فقد ثبت مع رسول الله، مع من ثبت معه من المهاجرين والأنصار، وكان في جيش هوازن رجل على جمل أحمر بيده راية سوداء، إذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه، فأردك عليّ بعبقريته الحربية وتجربته الطويلة أن هذا الرجل عامل مؤثر في حماس هوزان وشدتها، فاتجه علي بن أبي طالبرجل من الأنصار نحوه، واستطاع إسقاطه من على جمله، فما كانت إلا ساعة حتى انهزموا وولوا الأدبار وانتصر المسلمون.

تقشفه وزهده وورعه


كان عليّ ذا مواهب عديدة، وقدرات فذة، ولكنّ ذلك لم يطمعه في الدنيا ومتاعها، بل هداه إيمانه وتربيته في بيت النبوة إلى التقلل من زاد الدنيا إلى حد التقشف، والزهد فيها رغم قدرته عليها، ولكنه ملكه في يده، ولم يتركها تملك قلبه، وقد كانورعًا لا يتجرأ على مال أحد، بل يضعه حيث ينبغي له، وفي كل هذا له مواقف تشهد له.



فعن رجل من ثقيف أن عليًااستعمله على عكبرا قال: ولم يكن السواد يسكنه المصلون، وقال لي: إذا كان عند الظهر فرح إليّ، فرحت فلم أجد عنده حاجبًا يحبسني من دونه، ووجدته جالسًا وعنده قدح، وكوز من ماء، فدعا بطينة، فقلت في نفسي: لقد أمنني حتى يخرج إليَّ جوهرًا ولا أدري ما فيها، وإذا عليها خاتم فكسر الخاتم، فإذا فيها سويق، فأخرج منها فصب في القدح، فصب عليه ماء، فشرب وسقاني، فلم أصبر، فقلت:



يا أمير المؤمنين، أتصنع هذا بالعراق، وطعام العراق أكثر من ذلك؟!



قال: أما والله ما أختم عليه بخلا به، ولكني أبتاع قدر ما يكفيني، فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره، وإنما حفظي لذلك، وأكره أن أدخل بطني إلا طيبًا.



وعن الأعمش قال: كان عليّدخل على فاطمة والحسن والحسين يبكيان، فقال ما يبكيهما؟


قالت: الجوع.


فخرج عليّ فوجد دينارًا في السوق، فجاء إلى فاطمة فأخبرها، فقالت: اذهب إلى فلان اليهودي فخذ لنا به دقيقًا، فجاء إلى اليهودي فاشترى به دقيقًا فقال اليهودي: أنت ختن هذا الذي يزعم أنه رسول الله؟ قال: نعم. قال: فخذ دينارك والدقيق.



فخرج عليّ حتى جاء فاطمة فأخبرها، فقالت اذهب إلى فلان الجزار فخذ لنا بدرهم لحمًا، فذهب فرهن الدينار بدرهم على لحم، فجاء به فعجنت، ونصبت، وخبزت، وأرسلت إلى أبيها فجاءهم، فقالت: يا رسول الله أذكر لك، فإن رأيته حلالا أكلنا وأكلت، من شأنه كذا وكذا، فقال:"كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ".



فأكلوا فبينما هم مكانهم إذا غلام ينشد الله والإسلام الدينار، فأمر رسول اللهفدعي له، فسأله فقال: سقط مني في السوق، فقال النبي: يا علي اذهب إلى الجزار فقل له: إن رسول اللهيقول لك: أرسل إليّ بالدينار، ودرهمك عليّ، فأرسل به فدفع إليه.



إلى هذا الحد بلغ تقشف سيدنا عليٍّ أن يفرغ بيته من الطعام، هو ختن النبي، ويبكي ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الجوع، إن شخصية كهذه خليقة بأن تستمر على طهرها مهما تولت أعلى المناصب، وقد كان.



فقد صعد عليّالمنبر ذات يوم، وقال: من يشتري مني سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بعته.


فقام إليه رجل وقال: أسلفك ثمن إزار.


وذات يوم اشترىقميصًا بثلاثة دراهم، وهو خليفة، وقطع كمّه من موضع الرسفين وقال: الحمد لله الذي هذا من رياشه.



وقد كان تقشف سيدنا عليّقائمًا على أساس من الزهد في زينة الدنيا، وورع من الحرام، ولو كان فتاتًا، وقد عاهد عليّ رسول اللهعلى ذلك، فقد روي عنه قال: قال رسول الله:عَلِيُّ، كَيْفَ أَنْتَ إِذَا زَهَدَ النَّاسُ فِي الآخِرَةِ، وَرَغِبُوا فِي الدُّنْيَا، وَأَكَلُوا التُّرَاثَ أَكْلاُ لَمًّا، وَأَحَبُّوا الْمَالَ حُبًا جَمًّا، وَاتَّخَذُوا دِينَ اللَّهِ دَخَلاً، وَمَالَ اللَّهِ دِوَلا؟



قلت: أتركهم حتى ألحق بك إن شاء الله تعالى.



قال: صَدَقْتَ، اللَّهُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ بِهِ.



وأوفى عليّ بالعهد بالزهد في المال، وما هو أقل منه من الملبس والطعام، فقد أخرج ابن المبارك عن زيد بن وهب قال:



خرج علينا عليّ، وعليه رداء وإزار قد وثقه بخرقة، فقيل له، فقال:



إنما ألبس هذين الثوبين ليكون أبعد لي من الزهو، وخيرًا لي في صلاتي، وسنة للمؤمن.



وأخرج البيهقي عن رجل قال: رأيت على عليّإزارًا غليظًا، قال: اشتريته بخمسة دراهم، فمن أربحني فيه درهمًا بعته إياه.


وعن عبد الله بن شريك عن جده عن عليّ بن أبي طالبأنه أتى بفالوذج، فوضع قدامه بين يديه، فقال: إنك طيب الريح حسن اللون، طيب الطعم، لكن أكره أن أُعَود نفسي ما لم تعتده.



وخليق بمن كانت هذه حاله من الدنيا أن يتورع أن يصيب منها شيئًا لا يحل له، أو أن يصيب أكثر من حقه، فعن عليّ بن ربيعة عن عليّ بن أبي طالب قال:


جاءه ابن النباح، فقال: يا أمير المؤمنين، امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء.

فقال: الله أكبر.



ثم قام متوكئًا على ابن النباح، حتى قام إلى بيت المال فقال: هذا جناي خياره فيه كل جانٍ يده إلي فيه، يا ابن النباح علَيَّ بأشياخ الكوفة.



قال: فنادى في الناس، فأعطى جميع ما في بيت مال المسلمين، وهو يقول: يا صفراء، ويا بيضاء غريّ غيري، ها، ها. حتى ما بقي منه دينار ولا درهم، ثم أمره بنضحه، وصلَّى فيه ركعتين.



دخل مرة بيت المال فرأى فيه شيئًا، فقال: لا أرى هذا هنا وبالناس حاجة إليه، فأمر به فقسم، وأمر بالبيت فكنس، ونضح فصلَّى فيه، أو قال فيه، يعني: نام.


كما أخرج أحمد عن عبد الله بن زُرَيْر، قال: دخلت على عليّ بن أبي طالبيوم الأضحى فقرب إلينا خزيرة، فقلنا أصلحك الله، لو أطعمتنا هذا البط- يعني الأوز- فإن الله قد أكثر الخير قال: يا ابن زرير، إني سمعت رسول اللهيقول:"لاَ يَحِلُّ لِلْخَلِيفَةِ مِنْ مَالِ اللَّهِ إِلاَّ قَصْعَتَانِ: قَصْعَةٌ يَأْكُلُهَا هُوَ وَأَهْلُهُ، وَقَصْعَةٌ يَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ".



لما كان الورع سمتهفي بيته مع أهله، فعن عليّ بن ربيعة قال: كان لعليٍّ امرأتان، فكان إذا كان يوم هذه اشترى لحمًا بنصف درهم، وإذا كان يوم هذه اشترى لحمًا بنصف درهم.



رجل هذه حاله هو من تحتاجه الأمة في كل عصر؛ لينهض بها من كبوتها، ويقودها إلى المعالي.

تواضعه


رغم مكانة عليٍّ، وقربه من رسول الله، وبلائه في الإسلام، فإنه لم يكن يرى لنفسه فضلا على أحد، ولم يتغير بعد خلافته، فلم يتكبر، ولم يَمِل لزخرف الدنيا، وزينتها، ولو كانت مباحة، لأنه أخذ نفسه بالشدة، وألفت نفسه التواضع، ونبذت الكبر، وصفات الطغاة، فقد روى البخاري عن محمد ابن الحنفية (ابن علي بن أبي طالب) قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله؟


قال: أبو بكر.

قلت: ثم من؟

قال: ثم عمر.

وخشيت أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت؟

قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.



وروى البخاري في (الأدب المفرد) عن صالح بياع الأكسية، عن جدته، قالت: رأيت عليًا اشترى تمرًا بدرهم، فحمله في ملحفته، فقلت له، أو قال له رجل: أحمل عنك يا أمير المؤمنين؟

قال: لا، أبو العيال أحق أن يحمل.



وكان متواضعًا في لباسه، لم يعرف الفاخر منه يومًا، بل كان يعتبره سببًا في خشوع القلب، كما أنه قدوة للمؤمنين، فقد روى عمرو بن قيس أن عليًارُئي عليه إزار مرقع، فعوتب في لبوسه، فقال: يقتدي به المؤمن، ويخشع له القلب.



وعن أبي النوار قال: رأيت عليًااشترى ثوبين غليظين، خير قنبرًا أحدهما.



وعن فضيل بن مسلم عن أبيه، أن عليًا اشترى قميصًا، ثمّ قال: اقطعه لي من ههنا من أطراف الأصابع.



وفي رواية أخرى أنه لبسه فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه، فأمر به فقطع ما فضل عن أطراف الأصابع، وذلك لكي يتفادى الإسبال في الأكمام.


وكان تواضعهيجعله يقبل النصح، ولا تأخذه العزة بالإثم، فقد روى محمد بن كعب القرظي قال:



سأل رجل عليًاعن مسألة، فقال فيها، فقال الرجل: ليس كذلك يا أمير المؤمنين، ولكن كذا وكذا، فقال عليٌّ: َصَبْتَ وأخطأتُ، وفوق كل ذي علمٍ عليم.







رد مع اقتباس
 
   
   
 
قديم 08-03-2010, 06:11 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
كاتب نشيط

إحصائية العضو






 

حسين بن غرزه غير متواجد حالياً

 


كاتب الموضوع : حسين بن غرزه المنتدى : تـــاريــخ وأنســــــاب
افتراضي

ملازمة الإمام علي لرسول الله0

كان عليٌّدائم الملازمة لرسول اللهفي كل وقت وحال-ما استطاع إلى ذلك سبيلا- حتى في الحرب وبعدها، فقد أخرج البخاري في صحيحه في باب غزوة أُحُد عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد وهو يُسْأل عن جرح رسول اللهفقال:



أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله، ومن كان يسكب الماء وبم دووي.


قال: كانت فاطمةا بنت رسول اللهتغسله، وعلي بن أبي طالب يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة من حصير، فأحرقتها وألصقتها، فاستمسك الدم، وكسرت رباعيته يومئذ، وجرح وجهه وكسرت البيضة على رأسه.



حتى في مرضه الأخيرلم يفارقه فعن الزهري قال: أخبرني **** الله بن عبد الله، قال: قالت عائشة: لما ثقل النبي، واشتد وجعه، استأذن أزواجه أن يمَرّض في بيتي، فأَذِنّ له، فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض، وكان بين العباس ورجل آخر، قال **** الله: فذكرت لابن عباس ما قالت عائشة، فقال لي: وهل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة؟ قلت: لا.

قال: هو عليّ بن أبي طالب.



فمن البديهي من كانت هذه صفته، وتلك ملازمته لحبيبه المصطفىأن يكون أعلم الصحابة وأكثرهم دراية بأمور الدين الإسلامي، هذا بالإضافة إلى ما حباه الله به من عقل فطن لبيب، وذكاء فطري.



علم الإمام علي
كان أعلم الصحابة رضوان الله عليهم بكيفية صلاة رسول الله، فعن مطرف بن عبد الله قال: صليت خلف علي بن أبي طالب، أنا وعمران بن حصين، فكان إذا سجد كبّر، وإذا رفع رأسه كبر، وإذا نهض من الركعتين كبّر، فلما قضى الصلاة أخذ بيدي عمرانُ بن حصين، فقال: قد ذكرني هذا صلاة محمد. أو قال: لقد صلى بنا صلاة محمد.



بل كان عارفًا بدعاء الرسولداخل الصلاة، فعن **** الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب عن رسول اللهأنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا، وما أنا من المشركين.



إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.



اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت.



لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، وإذا ركع قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي، وإذا رفع قال: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، وإذا سجد قال: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين.



ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به منِّي، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.



وعن أبي رافع قال: استخلف مروان أبا هريرة على المدينة، وخرج إلى مكة، فصلَّى لنا أبو هريرة الجمعة، فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة (إذا جاءك المنافقون) قال: فأدركت أبا هريرة حين انصرف، فقلت له: إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما بالكوفة، فقال أبو هريرة: "إني سمعت رسول الله يقرأ بهما يوم الجمعة".



حتى عبادة الرسولفي بيته، كان عليّ عارفًا بها، يسمع بها من رسول الله، أو من أزواجه أمهات المؤمنين، فقد روى إياس بن عامر قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: كان رسول الله"يسبح من الليل، وعائشة معترضة بينه وبين القبلة".


قال أبو بكر (راوي الحديث): قوله: يسبح من الليل، يريد: يتطوع بالصلاة.


وكان عليٌّ حريصًا على معرفة سنن الرسول، فيسعى لمعرفة ما يقول عقب صلاته، فهذا **** الله بن أبي رافع يروي عن علي بن أبي طالب قال: كان رسول اللهإذا فرغ من الصلاة وسلم قال: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ".



وعن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عليّ بن أبي طالب، أن رسول اللهكان يقول في آخر وتره: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ".



وما اقتصر علمه على صلاة الرسول، بل كان يشمل فروع الدين فقد روى عليّعن النبيأنه قال: "فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، صَاعٌ مِنْ بُرٍّ أَوْ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ". [هكذا أسند الحاكم عن عليٍّ ووقفه غيره].



وأخرج الحاكم أيضًا عن مسعود بن الحكم أنه نظر إلى عليّ بن أبي طالبعلى بغلة رسول اللهالبيضاء في شعب الأنصار، وهو يقول: أيها الناس، إن رسول اللهقال: "إِنَّهَا لَيْسَتْ أَيَّامَ صِيَامٍ، إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ".


ولم لا يكون عليّ بهذا العلم، إذا كان الرسولقد تعهده بالتربية صغيرًا، وبالعلم كبيرًا، يبين له، ويصحح له ما يخطئ فيه، فقد قال: "علمني رسول الله إذا نزل بي كرب أن أقول لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله، وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين".







رد مع اقتباس
 
   
   
 
قديم 08-03-2010, 06:13 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
كاتب نشيط

إحصائية العضو






 

حسين بن غرزه غير متواجد حالياً

 


كاتب الموضوع : حسين بن غرزه المنتدى : تـــاريــخ وأنســــــاب
افتراضي

من فقه الإمام علي 1 الخميس, 10 حزيران/يونيو 2010


تقييم المستخدم:

أولا: في العبادات:
لم يأل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبجهدًا في بيان أحكام العبادات للناس، لما يتمتع به من غزارة في العلم، وفقه في الدين، وما بينه للناس من أحكام العبادات يحتاج إلى سِفر ضخم، ولكن نشير إلى مجموعة من الأحكام في هذا الكتاب على النحو التالي:



أحكام في الطهارة:
يغسل بول الجارية، وينضح من بول الغلام ما لم يَطْعم:

قال أمير المؤمنين عليّ: يُغْسل من بول الجارية، وينضح من بول الغلام ما لم يطعم. والدليل على ذلك لما بال الحسين بن عليّ في حجر النبي، قالت لبابة بنت الحارث: يا رسول الله، أعطني ثوبك، والبس ثوبًا غيره، فقال: "إِنَّمَا يُنْضَحُ مِنْ بَوْلِ الذَّكَرِ، وَيُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الأُنْثَى".



نوم الجالس، وحكمه في نقض الوضوء:
أخرج عبد الرازق في مصنفه بسنده أن عليًّا وابن مسعود والشعبي قالوا في الرجل ينام، وهو جالس ليس عليه الوضوء ودليل على ذلك حديث رسول الله: "وكاء السَّهِ العينان، من نام فليتوضأ".



غسل المذي والوضوء منه:
قال أمير المؤمنين عليّ: كنت رجلا مذاءً، فأمرت رجلا أن يسأل النبيلمكان ابنته فسأله، فقال: "تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ".



قراءة القرآن على كل حال، ما لم يكن جنبًا:
قال عليّ بن أبي طالب: كان رسول اللهيقرئنا القرآن على كل حال، ما لم يكن جنبًا.



وعن عامر الشعبي قال: سمعت أبا الغريف الهمذاني يقول: شهدت عليّ بن أبي طالب بال، ثمّ قال: اقرءوا القرآن ما لم يكن أحدكم جنبًا، فلا ولا حرفًا واحدًا.



وطء الحائض:
سأل عمرعليًا: ما ترى في رجل وقع على امرأته وهي حائض؟



قال: ليس كفارة إلا أن يتوب.



وقد أجمعت الأمة على حرمة وطء الحائض دون خلاف، لقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ}[البقرة:222].



مباشرة الحائض:
سئل عليّ: ما لك من امرأتك إذا كانت حائضًا؟ قال: ما فوق الإزار.



ودليله في ذلك ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضًا أمرها رسول اللهفتأتزر بإزار، ثمّ يباشرها.



أحكام في الصلاة:
من لم يصل فهو كافر:
سئل أمير المؤمنين عليّ: يا أمير المؤمنين ما ترى في امرأةٍ لا تصلي؟ قال: من لم يصلِّ فهو كافر.



وقال عبد الله بن شقيق: لم يكن أصحاب رسول اللهيرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة، ولأنها عبادة يدخل بها في الإسلام، فيخرج بتركها منه كالشهادة. ويؤيد هذا الحكم قول رسول الله: "بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ".



إعادة الصلاة في الوقت:
إذا أعاد المصلي صلاته في الوقت لفضيلة الجماعة، فإن الأولى فريضة، والمعادة نافلة عند عليٍّ، نُقِل ذلك عن ابن قتادة، وعن الحارث عن عليٍّ في الذي يصلي وحده، ثم يصلي في الجماعة؟



قال: صلاته الأولى. أي الثانية نافلة له، ودليله ما رواه أبو ذر حيث قال: قال لي رسول الله: "كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كَانَتْ عَلَيْكَ أُمَرَاءٌ يُمْيتُونَ الصَّلاَةَ أَوْ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ وَقْتِهَا، فَإِنْ أَدْرَكْتَهَا مَعَهُمْ فَصَلِّ، فَإِنَّهَا لَكَ نَافِلَةٌ".



وجه الدلالة أنه سمي التي يصليها جماعةً: نافلة.



وإذا أعاد المغرب شفعها بركعة عند عليّ، فعن الحارث عن علي إذا أعاد المغرب شفع بركعة.



3- قضاء الفوائت:
من فاتته صلاة يجب عليه قضاؤها، ويستحب أن يقضيها على الفور عند عليٍّ، وقد قال عليّ: إذا نام الرجل عن صلاة أو نسي، فليصّل إذا استيقظ أو ذكر. وعلى هذا إجماع المسلمين دون خلاف، والدليل على ذلك قول رسول الله:



إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلاَةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي} [طه:14].



صلاة التراويح:
عن أبي عبد الرحمن السلمي أن عليًّا قام بهم في رمضان.



وعن إسماعيل بن زياد قال: مرّ عليّ على المساجد، وفيها القناديل في شهر رمضان، فقال: نَوّر لله على عمر قبره، كما نَوّر علينا مساجدنا.



وعلى هذا إجماع مذاهب أهل السنة، والحجة في ذلك ما رواه أبو هريرة أن النبيقال: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".



ووجه الدلالة أن التراويح من القيام، فهو سنة، والجماعة في التراويح أفضل عند عليٍّ، وكان هويصليها جماعة ويجعل للرجال إمامًا، وللنساء إمامًا، فعن عرفجة الثقفي قال: كان علّي بن أبي طالب يأمر الناس بقيام شهر رمضان، ويجعل للرجال إمامًا وللنساء إمامًا، قال عرفجة: فكنت أنا إمام النساء.



صلاة العيد في المسجد بالشيوخ والضعفاء:
لما تولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الخلافة، وصار بالكوفة وكان الخلق بها كثيرًا، قالوا: يا أمير المؤمنين، إن بالمدينة شيوخًا وضعفاء يشق عليهم الخروج إلى الصحراء، فاستخلف عليّ رجلا يصلي بالناس العيد في المسجد، وهو يصلي بالناس خارج الصحراء، ولم يكن هذا يفعل قبل ذلك.





وعليّمن الخلفاء الراشدين، وقد قال النبي: "عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي".



فمن تمسك بسنة لخلفاء الراشدين فقد أطاع الله ورسوله.



تغسيل الرجل زوجته:
يجوز للرجل أن يغسل زوجته عند عليّ، إذ إنهغسّل زوجته فاطمة رضي الله عنها.



فعن أسماء بنت عميس قالت: أوصت فاطمة إذا ماتت ألا يغسلها إلا أنا وعليّ، قالت: فغسّلتها أنا وعليّ.



وحُكِي إجماع الصحابة على ذلك، لأن ذلك اشتهر فيهم ولم ينكروه، وبه قال جمهور العلماء، والحجة لهم لقول رسول اللهلعائشة: "مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي، فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ







رد مع اقتباس
 
   
   
 
قديم 08-03-2010, 06:14 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
كاتب نشيط

إحصائية العضو






 

حسين بن غرزه غير متواجد حالياً

 


كاتب الموضوع : حسين بن غرزه المنتدى : تـــاريــخ وأنســــــاب
افتراضي

من فقه الإمام علي


أحكام متعلقة بالزكاة:
1ـ لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول:
بيّن أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه أن حَوَلان الحول (مرور العام الهجري) شرط في وجوب الزكاة، لما ورد عنه رضي الله عنه، قال: ليس في مال زكاة حتى يحول عليه الحول.



والحول شرط لوجوب الزكاة في النقود والمواشي، وأموال التجارة، وليس بشرط في الزرع، وذلك إجماع لا خلاف فيه.



2ـ نصاب الذهب والفضة ومقدار الزكاة فيهما:
بيّن أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن نصاب الذهب عشرون مثقالا، وليس فيما دونه زكاة، وما زاد فيحسبه حيث يقول: ليس فيما دون عشرين دينارًا شيء، وفي عشرين نصف دينار، وفي أربعين دينار، فما زاد بالحساب، وقال عن نصاب الفضة: ليس في أقل من مائتي درهم زكاة.



وقال: فإذا بلغ مائتي درهم ففيه خمسة دراهم، وإن نقص من المائتين فبحساب.



3ـ نصاب الإبل ومقدار الزكاة فيها:
قال أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: في خمس من الإبل شاة إلى تسع، فإن زادت واحدة ففيها شاتان إلى أربع عشرة، فإن زادت واحدةً ففيها ثلاث شياه إلى تسع عشرة، فإن زادت واحدة ففيها أربع شياه إلى أربع وعشرين، فإن زادت واحدة ففيها خمس شياه، فإن زادت واحدة ففيها بنت مخاض أو لبون (ذكر أكبر منها بعام) إلى خمس وثلاثين، فإن زادت واحدة ففيها بنت لبون إلى خمس وأربعين، فإن زادت ففيها حقة (طرقة الفحل) إلى ستين، فإن زادت واحدة ففيها بنتا لبون إلى تسعين، فإذا كثرت الإبل في كل خمسين من الإبل حقة، ولا يجمع بين مفترق ولا يفرق بين مجتمعين.



4ـ الأصناف التي تجب فيها الزكاة من الزروع:
الأصناف التي تجب فيها الزكاة عند عليّ رضي الله عنه هي: الحنطة والشعير والتمر والزبيب، نقل ذلك عن ابن حزم وغيره



وقد قال عليّ رضي الله عنه: الصدقة من أربع: من البر فإن لم يكن برّ فتمر، فإن لم يكن تمر فزبيب، فإن لم يكن زبيب فشعير.



5ـ عدم الزكاة في الخضروات والفواكه والعسل:
قال أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه: ليس في الخضر صدقة. وفي رواية: ليس في الخضر والبقول صدقة.



وهو قول جمهور العلماء، ولا زكاة في الفواكه عند عليّ، فعن ابن إسحاق عن عليٍّ قال:

ليس في التفاح والقثاء.



وهو قول كل من قال باقتصار وجوب الزكاة على الأصناف الأربعة، والحجة لهم لدخولها تحت حكم الخضروات، لاشتراكها معها في عدم البقاء والادخار، وأما زكاة العسل فهي غير واجبة عند عليٍّ حيث قال: ليس في العسل زكاة.



6ـ صرف الزكاة لصنف واحد:
جوز إعطاء الزكاة لصنف واحد من الأصناف الثمانية، أو لشخص واحد يغنون بها عند عليّ رضي الله عنه فقد قال: لا بأس أن يبعث الرجل الصدقة في صنف واحد، وروى عنه أنه أوتي بصدقة فبعثها إلى أهل بيت واحد.



7ـ إعطاء الزكاة للأصول والفروع:
قال أمير المؤمنين عليّ: ليس لولد ولا لوالد حقُّ في صدقة مفروضة، ومن كان له ولد أو والد فلم يصله فهو عاقّ.



وحكى إجماع العلماء على هذا، وحمل من خالفه على صدقة التطوع، ولا حجة لهم، لأن منفعتها تعود على دافع الزكاة، لأنها تغنيهم عن النفقة فلا يدفعها إليهم، وقد يتخذ ذلك حيلة للتخلي عن دفع الزكاة، ثمّ إنّ الزكاة والنفقة واجبان مستقلان لا يحل أحدهما مكان الآخر كالصلاة والصوم، وإن الزكاة حق لله تعالى فهي عبادة، وأما النفقة فهي حق العباد وهي صلة القرابة.



أحكام متعلقة بالصيام:
1ـ ثبوت صيام رمضان برؤية الواحد العدل:
يثبت دخول شهر رمضان عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بخبر الواحد العدل، ويلزم الناس بصيامه، فعن فاطمة بنت الحسين أن رجلا شهد عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه على رؤية هلال رمضان، فصام، وأحسبه قال: وأمر الناس بالصيام.



وهذا الحكم مبني على ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا.



2ـ صيام الجنب:
يجوز أن يصوم المجنب، أي يؤخر الغسل حتى الصباح، ثم يغتسل، ويتم صومه عند عليّ رضي الله عنه نقل ذلك عنه ابن قدامة وعن الحارث، عن عليّ قال:



إذا أصبح الرجل، وهو جنب، فأراد أن يصوم فليصم إن شاء. والدليل على ذلك ما ورد عن عائشة وأم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر، وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم.



3ـ الإفطار للشيخ الكبير:
قال أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:184].



قال: الشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصوم يفطر، ويطعم عن كل يوم مسكينًا.



4ـ مكان الاعتكاف:
عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عليّ قال:



لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة.



وفي لفظ: إلا اعتكاف في مصر جامع.



ولعله قصد بذلك أن الاعتكاف لا يقام إلا في مسجد المِصرِ الجامع، أي الذي تقام فيه الجمعة.



5ـ ما يجوز للمعتكف:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إذا اعتكف الرجل فليشهد الجمعة، وليعد المريض ويشهد الجنازة وليأتي أهله وليأمرهم بالحاجة وهو قائم.



من أحكام الحج:
1ـ تقبيل المحرم امرأته:
قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:

من قبّل امرأته وهو محرم فليهرق دمًا.



2ـ قتل المحرم للحيوان الصائل:
عن مجاهد عن عليّ في الضبع إذا عدا على المحرم فليقتله، فإن قتله قبل أن يعدو عليه فعليه شاة.

ودليل ذلك قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة:173].



لأنه إن لم يقتله قتله، فيتحقق منه الاضطرار، ثم إنه انقلب بذلك حيوانًا شريرًا، فيلحق بالمؤذيات التي يجوز قتلها.



3ـ قتل الغراب:
يجوز للمحرم قتل الغراب عند عليّ رضي الله عنه، فقد قال: يقتل المحرم الغراب.

ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "خَمْسُ فَوَاسِقَ يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْفَأْرَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحُدَيَّا، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ".



4ـ الشك في الطواف:
قال أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه: إذا طفت في البيت فلم تدر أتممت، أو لم تتم؟ فأت ما شككت، فإن الله لا يعذب على الزيادة.



5ـ النسيان في الطواف:
إذا نسي الرجل فطاف أشواطًا زائدة على المسنون يضيف إليها ما يبلغه مجموع أشواط طوافين عند عليٍّ، قال عليّ في الرجل ينسى فيطوف ثمانية: فليزد عليها ستة حتى تكون أربة عشر، يصلي أربع ركعات.



6ـ النيابة للحج:
من استطاع بماله الحج ولم يستطع ببدنه لشيخوخة أو مرض يجب عليه أن ينيب عنه غيره عند عليّ رضي الله عنه، نقل ذلك عن ابن حزم وغيره، فقد قال في الشيخ الكبير:

إنه يجهز رجلا بنفقته فيحج عنه.



ودليل ذلك ما روى ابن عباس أن امرأة من (خثعم) قالت: يا رسول الله إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج، وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره؟

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فَحُجِّي عَنْهُ".

وهذا يدل على أن الاستطاعة بالمال كافية لوجوب الحج على المكلف عند علي ومن معه، أمّا الاستطاعة بالبدن فيكفي أن يستطيع بغيره إذا وجد، سواء أكان بمئونة أو إجارة أو غيرهما.







رد مع اقتباس
 
   
   
 
قديم 08-03-2010, 06:15 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
**الامتيـاز الـذهبي**

الصورة الرمزية جمرة العرب

إحصائية العضو






 

جمرة العرب غير متواجد حالياً

 


كاتب الموضوع : حسين بن غرزه المنتدى : تـــاريــخ وأنســــــاب
افتراضي

عليه السلام وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين


لاهنت اخوي حسين نقل طيب لامير المؤمنين كرم الله وجهه ابا الحسن والحسين عليهما السلام







التوقيع

رد مع اقتباس
 
   
   
 
قديم 08-04-2010, 02:20 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
مراقب عام

الصورة الرمزية الفارس

إحصائية العضو






 

الفارس غير متواجد حالياً

 


كاتب الموضوع : حسين بن غرزه المنتدى : تـــاريــخ وأنســــــاب
افتراضي

عليه السلام لاهنت على التقل الجميل والمجهود

تحياتي







رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

   
 
مواقع النشر (المفضلة)
 
   


   
 
 
 
   

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



مواقع صديقه


الساعة الآن 02:28 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات
حقوق الطبع محفوظه لمنتديات بالحارث سيف نجران