اللغة القبطية
إن الضربة القاضية التي تلقتها اللغة القبطية في عهد الحاكم بأمر الله كانت بمثابة نهاية للغة القبطيه، فقد أصدر أوامر مشدده بإبطال استخدام اللغة القبطية في التعامل الشعبي نهائياً فأصدر الأوامر المشددة بإبطال التكلم أو التلفظ باللغة القبطية في صلوات الكنائس والالحان القبطيه وفي الشوارع والأسواق وغيرها من الأماكن العامة ولم تمض مائة سنة من هذا العهد حتى إختفت اللغة القبطية من القرى والنجوع وظلت كلمات غير مفهومه يصلى بها القداس الذي ترجم إلى العربية حتى يستطيع الأقباط الصلاة إلى ربهم.
أما دواوين الدولة فقد حدث منذ سنة 705م أو سنة 706م في خلافة الوليد بن عبد الملك الأموى وولاية واليه على مصر عبد الله بن عبد الملك أنه أمر باستخدام اللغة العربية لغة رسمية في الدواوين الحكومية.
ثم إكتشفت الحملة الفرنسية حجر في رشيد مكتوب عليه فقرة واحده بعده لغات منها اللغة اليونانية والقبطية والكتابة الفرعونية القديمة وأمكن للعلامة الفرنسي شامبليون مضاهاة اسم أحد الملوك باللغات الثلاثة فعرف باقى الحروف وبهذا الاكتشاف أمكن لعلماء الآثار قراءة الكتابات الهيروغليفية على معابد الفراعنة وهكذا إنحصرت اللغة القبطية في الأديرة ولكن تقوم الكليات اللاهوتية والمدارس القبطية في سيدنى بتدريسها وقام أحد المهاجرون في أمريكا بطبع كتاب ضخم فيه مفردات اللغة وقواعدها ويوجد عده كتب طبعت في مصر عنها إلا أن الأمل في إحيائها لتصبح لغة التخاطب لا زال بعيداً.
في السنة الخامسة بعد جلوس أنبا مقارة البطريرك رقم 69 أصدر الخليفة أمراً وقرئ كتابه (سجل) في الإيوان (الديوان- مجمع الموظفين) بالقصر يوم الأحد التاسع عشر من توت سنة 499الخراجية يتضمن تحويل الحسابات والأعمال والمعاملات الحكومية من الخراجية إلى الهلالية وهى سنة 501 هلالية وأن تنقص سنه منها حتى يستقيم العمل بها ويلغى العمل بغيرها، وقالت مسز بتشر في تاريخ الأمة القبطية كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا.ل. بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 87 : "أن الأفضل هو الذي أمر سنة 1107 م باستبدال التاريخ القبطى بالتاريخ الهجرى في سائر دواوين الحكومة"
إلا أن الضربة الكبرى لإنهيار اللغة القبطية هو تخلى الكنيسة عنها وعدم تعليمها للأطفال ففى عصر البابا كيرلس البطريرك رقم 67 تغلبت اللغة العربية على اللغة القبطية القبطية وصار الناس ملزمين بها وأصبحت هي المتداولة في أوراق الحكومة وجميع تعاملاتها وفى الأسواق ومستندات البيع والشراء وفى التعامل داخل البيوت وبين الأفراد وبعضهم البعض ودخلت إلى الكنائس ورأى البطريرك نفسه أنه يجب أن يتعلمها حتى يستطيع التعامل مع الخليفة وجهات الحكومه ومع شعبه أيضاً.
إلا أن هذه اللغة نهضت من كبوتها في منتصف الجيل التاسع عشر فنبغ فيها كثيرون منهم عريان أفندى جرجس مفتاح المتوفى سنة 1888م والإيغومانس فيلوثاؤس رئيس الكنيسة الكبرى والقمص تكلا والمعلم قزمان, وبرسوم افندى الراهب في زمن البابا كيرلس الرابع الملقب بأبى الإصلاح فوضعوا فيها كتباً نافعة ونبغ فيها أيضاً عبد المسيح المسعودى وأقلديوس بك لبيب والدكتور لبيب والدكتور إبراهيم حلمى ونجيب أفندى سمعان وغيرهم الكثير.