يقال ان اهل مكه يوم وقعة بدر
وهم مشركين كفار
سمعوا هاتفاً من الجن يقول :
أزار الـحـنـيـفـيـون بـدراً وقـيـعـةً
سينقضُّ منها رُكن كسرى و قيصرا
أبـادتْ رجـالاً مـن لـؤي و أبـرزتْ
خـرائـد يـضـربـن الـتـرائـب حُـسـرا
فيا ويح من أمسى عدو محمدٍ
لقد جار عن قصد الهدى وتحيّرا
,
,
,
أتبكي أن أضلّ لها بعيرٌ
ويمنعُها من النّوم السُّهود
فلا تبكي على بكر ولكنْ
على بدرٍ تقاصرت الجدود
على بدر سراة بني هصيص
ومخزوم و رهط ابي الوليد
وبكي ان بكيتي ابا عقيل
وبكي حارثاً اسد الاسود
وبكيهم ولا تسمي جميعاً
وما لأبي حكيمة من نديد
ألا قد ساد بعدهُم رجالٌ
ولولا يوم بدر لم يسودوا
الاسود ابن المطلب يرثي ابنائه من كفار قريش
,
,
,
أسرتُ سهيلا فلا أبتغي
أسيراً به من جميع الأممْ
وخندفُ تعلم أن الفتى
فتاها سهيلٌ إذا يُظلَّم
ضربتُ بذي الشّفرِ حتى أنثنى
وأكرهتُ نفسي على ذي العلم
مالك أبن الدخشم من المسلمين
,
,
,
فديت بأذواد ثمان سبا فتى
ينال الصميم غرامها لا المواليا
رهنت يدي و المال أيسر من يدي
ولكني خشيت المخازيا
وقلت سهيل خيرنا فاذهبوا به
لأبنائنا حتى ندير الأمانيا
,
,
,
أتانيي الذي لا يقدرُ الناس قدره
لزينب فيهم من عُقوق و مأثم
وإخراجها لم يخز فيها محمد
على مأقطٍ و بيننا عطرُ مَنْشم
و أمسى أبو سفيان من حلف ضُمضُم
و من حربنا في رغم أنف و مندم
قرّنا ابنه عمراً ومولى يمينه
بذي حلقٍ جَلْدِ الصّلاصل مُحكمِ
فأقسمتُ لا تفنكّ منا كتائبٌ
سراة خميسٍ من لهام مسوّم
نزوع قريش الكفر حتى نعلها
بخاطمةٍ فوق الأنوف بمْيسم
نـنـزلهم أكناف نجدٍ و نخلةٍ
وإن يُتهموا بالخيلِ و الرَّجلٍ نتهم
يدي الدهر حتى لا يعوّج سردُنا
ونلحقُهم آثار عاد و جُرهم
ويندم قومٌ لم يطيعوا محمداً
على أمرهم وأيّ حين تندُّم
فأبلغ أبا سفيان إما لقيته
لَئِن أنتَ لم تَخلَصْ سُجدواً أو تسلم
فأبشر بخزيٍ في الحياة معجلٍ
و سِربالِ قارٍ خالداً في جهنم
ابي خثيمه
كتاب البدايه و النهايه المجلد الثاني
لأبو الفداء
الحافظ أبن كثير الدمشقي
تحقيق و تخريج احمد جاد
,