نجران: مرجع لسلوم -الوطن
اضطر 235 طالبا وطالبة بمدرستين في نجران صباح أمس إلى البقاء في منازلهم وعدم الذهاب إلى مدارسهم بعد أن قرر أولياء أمورهم منعهم من الدوام بسبب غبار الكسارات وأبخرتها السامة التي أصبحت تخيم منذ 12 عاما على أروقة المؤسسات التعليمية التي يلتحقون بها للدراسة. وأكد عدد من أولياء الأمور أنهم فضلوا التضحية بتعليم أبنائهم وبناتهم حتى يتم وضع حلول للأجواء غير الصحية والملوثة التي خلفتها الكسارات المخالفة للاشتراطات البيئية.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ "لوطن" أن 155 طالبا بمدرسة سايلة غزال الابتدائية والمتوسطة من أصل 370 طالبا و80 طالبة بمدرسة سايلة غزال الابتدائية للبنات من أصل 235 طالبة تغيبوا أمس عن مدارسهم بعد أن منعهم أولياء أمورهم من الالتحاق بالمدارس حتى تتدخل الجهات المعنية بشكل عاجل لإيقاف تجاوزات الكسارات التي جلبت لهم ولأسرهم ولأطفالهم أمراض الربو والتهابات الجهاز التنفسي على مدى 12 عاما حسب قولهم.
وأبدى عدد من أولياء أمور الطلاب والطالبات الذين التقت بهم "الوطن" أمس تذمرهم واستياءهم من الوضع البيئي المزري الذي أحدثته الكسارات. وأشاروا إلى أنهم فضلوا ترك أبنائهم في منازلهم لتحقيق مبدأ الصحة أولاً قبل التعليم حتى يتم إيجاد حلول عاجلة لما وصفوه بالكارثة البيئية التي ألحقت الضرر بالبشر والحيوانات ومزارع المحاصيل، وناشدوا أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز والهيئة الوطنية لحقوق الإنسان بالنظر للموضوع بعين العطف والإنسانية وإيقاف تجاوزات من يريد تحقيق الربحية على حساب صحة الآخرين.
وقال المواطن هادي الرزقي إن الموقع المخصص للكسارات وفق التراخيص المعتمدة منذ 15 عاما يقع في منطقة خالية من السكان تسمى " بني واله" على بعد 25 كيلومترا من الموقع الحالي المحاذي للمدارس والمنازل والمزارع. واتهم الأرصاد وحماية البيئة والجهات ذات العلاقة بالتهاون في تحديد الموقع الحقيقي للكسارات وغض الطرف عن ملاكها في مجالات تطبيق الاشتراطات البيئية المبلغة.
من جهته، أوضح المتحدث الرسمي للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني في رده على اتصال "الوطن" أمس أنه حاول التواصل مع مدير الأرصاد وحماية البيئة بنجران جابر آل ذيبان حتى مساء أول من أمس لأخذ تبعات موضوع الكسارات التي يشتكي منها الأهالي، ولكنه تعذر الاتصال به. وأشار القحطاني إلى أن الأرصاد ستقوم اليوم بإصدار بيان بعد استكمال المعلومات اللازمة حول الموضوع.
وكانت "الوطن" قد انفردت أول من أمس بخبر معاناة المواطنين تحت عنوان "مواطنون بنجران يلجؤون لحقوق الإنسان لإيقاف غبار الكسارات".