منْ لنفسٍ ثناها بعدها عنْ بناها
أهلها في زرودٍ و هواها وراها
كلما لاحَ برقٌ من جيادٍ شجاها
فبكتْ واستفادت راحة ً في بكاها
و تراءتْ بنجدٍ روضة ًو مياها
و دياراً المثنى فاحَ مسكاً ثراها
وزماناً يصافي رامة ً ولواها
ليتَ ليلى رعتْ في بعدها منْ رعاها
و تدانتْ لصبٍ ليسَ يهوى سواها
يا خليليَّ عوجا بي أشاهدْ رباها
و أقبلْ تراباً عطراً منْ شذاها
و أحيي مغاني ربعِ ليلى شفاها
و تراني أدنى موضعٍ منْ خباها
فعساها تراني مرة ً وأراها
إنَّ راحي وروحي حيثُ يحمى حماها
و أمانيُّ قلبي قبلة ٌ منْ لماها
بهجة ُ الحسنِ كمْ منْ عاكفٍ في قباها
بردوا عن حشائي بحواشي رداها
وأمروا الريحَ تهدي نفحة ً منْ صباها
فسقتها الغوادي واهناتٍ عراها
ما لنفسي معينٌ عندَ خطبٍ عناها
غيرَ بشرى نبيّ في المعالي تناهى
سيدٌ سادَ منْ في أرضهِ وسماها
هاشميٌّ نماهُ منْ قريشٍ ذراها
فاقَ أهلَ المعالي و علاَ منْ علاها
منْ سعى خلفهُ في طلبِ الفخرِ تاها
تقصرُ الرسلُ طراً عنهُ وجهاً وجاها
و مناراً وهدياً وعلاً وانتباها
فله معجزاتٌ بحرها لا يضاهى
إنَّ سبعَ المثاني فيهِ يا منْ تلاها
و مقاماتِ صدقٍ لا يدانى مداها
سدرة ُالمنتهى في منتهى منتهاها
و كذا القابُ حيثُ ما ينادى الإلهَ
سيدي هاكَ دراً فيكَ حالٍ حلاها
ومعاني حروفٍ لا تضعْ منْ رواها
و تجاراتِ مدحٍ رابحٌ منْ شراها
منكَ عبدُ الرحيم اليومَ يرجو جزاها
يا شفيعَ البرايا في غدٍ منْ لظاها
كنْ لنفسي معيناً إنْ هوتْ في هواها
واكفها حرَّ نارٍ جرف هارٍ شفاها
وارعها في جنانٍ دانياتٍ جناها
وصلاة ٌتحيي خاتمَ الرسلِ طهَ
و تغشى رياضاً حلها وارتضاها
,
,
,
أفي نيابتيْ برعٍ تقيمُ
و قدْ رحلَ الأحبة ُيا نديمُ
و مالكَ والتخلفَ عنْ فريقٍ
متى رحلوا حللنَ بكَ الهمومُ
طوتْ بهمُ المراحلَ في الفيافي
قلائصُ تذرعُ الفلواتِ كومُ
فلعسانٌ فردد ُ ثم َّ مورٌ
فحيرانٌ لهنّ َ به ِ رسيمُ
إلى حرضٍ إلى خلبٍ ترامتْ
إلى جازانَ جازتْ وهيَ هيمُ
و مرتْ في ربا ضمدٍ وصبيا
و لؤلؤة ٍ وغوانٍ تهيمُ
و ذهبانٍ وفي عمقٍ وحلى
تساورها المفاوزُ والرسومُ
و في ربية ٍ وفي كنفي قنوناً
سرتْ والليلُ منعكرٌ بهيمُ
فذوقة َفالرياضة َفاستمرتْ
بجنبِ الحفرِ يطربها النسيمُ
إلى الميقاتِ ظلتْ خائضاتٍ
غمارَ الآلِ يلفحها السمومُ
و باتتْ عندَ ما وردتْ أذا ما
تحنُّ فلا تنامُ ولاَ تنيمُ
و في أم القرى قرتْ عيونٌ
عشية َ لاحَ زمزمُ والحطيمُ
أولاكَ الوفدُ وفدُ اللهِ لاذوا
إليهِ بفقرهمْ وهوَ الكريمُ
و طافوا قادمينَ ببيتِ ربٍ
فتمَّ لهمْ طوافهمُ القدوم
و بينَ المروتينِ سعوا سبوعاً
لكى ْ يمحو شقاءهمُ النعيم
و قاموا في تمامِ الحجِ فرضاً
و ندباً طالبينَ رضاً يدومُ
و أدوا في المشاهدِ كلَّ حقٍ
و ما سمعوا ملامة َ منْ يلومُ
و راحوا بعدُ للتوديعِ لما
قضوا تفثاً هناكَ ولمْ يقيموا
و عادوا راحلينَ إلى حبيبٍ
لهُ العلياءُ والحسبُ الصميمُ
هوَ القمرُ المضيءُ لكلِّ سارٍ
و ملتهُ الصراطُ المستقيمُ
رسولُ اللهِ أشرفُ منْ يصلى
و منْ يتلو الكتابَ ومنْ يصومُ
محمدٌ الأمينُ حييبُ ربٍٍّ
عريضُ الجاهِ نائلهُ عميمُ
بشيرٌ منذرٌ قمرٌ منيرٌ
أخو صفحٍ عنِ الجاني حليمُ
أنافَ بفخرهِ حسباً ومجداً
و فرعاً زادَ ذاكَ الفخرَ خيمُ
جعلتكَ يا رسولَ اللهِ مالي
و مأمولي إذا حضرَ الغريمُ
و سيرتِ الجبالُ بإذنِ ربي
و جاءَ الحقُّ واجتمعَ الخصومُ
فقمْ يومَ القيامة ِبي فإني
لنفسي يا ابنَ آمنة ٍ ظلومُ
ألستَ ابنَ العواتكِ منْ قريشٍ
لكَ التبجلُ والشرفُ القديمُ
لكَ الخلقُ الذي وسعَ البرايا
و حقَّ لمثلكَ الخلقُُ العظيمُ
لكَ التنزيلُ معجزة ً وفخراً
نسخنَ بهِ الشرائعُ والعلومُ
لكَ القمرُ المنيرُ انشقَّ طوعاً
و حنَّ الجذعُ واخضرَ الهشيمُ
و منطقُ ظبية ٍ وخطابُ ضبٍ
و في الرمضاءِ ظللتَ الغيومُ
و قدْ ناداكَ سمُّ العضوِ صوتاً
أغيركَ منٍ تكلمهُ السمومُ
و أنتَ حياً بهِ تحيا البرايا
و تنتعشُ الأراملُ واليتيمُ
فيا كنزَ العديمِ أقلْ عثاري
فإني عبدكَ الفلسُ العديمُ
أضعتُ العمرَ لا عملٌ رضيٌّ
أفوزُ بهِ ولاَ قلبٌ سليمُ
أبارزُ بالقبائحِ منْ يراني
و أخفي الذنبَ وهوَ بهِ عليمُ
و مالي يا رسولَ اللهِ ذخرٌ
ألوذُ بهِ سواكَ ولاَ كريمُ
فحطْ عبدَ الرحيمِ ومنْ يليهِ
فأنتَ بكلِّ مطرحٍ رحيمُ
و كنْ يدَ نصرتي وأمانَ خوفي
و بلغني بجاهكَ ما أرومُ
عليكَ صلاة ُ ربكَ ما تناغتَ
حمامُ الأيكِ أوْ سرتِ النجومُ
صلاة ً تبلغُ المأمولَ منها
صحابتكَ المهذبة ُ القرومُ
البرعي العصر العباسي
,