الملازم مهند العويد بعث بوصيته قبل 4 أيام من استشهاده
الألمعي والعامري ينضمان لقائمة الشهداء على الحد الجنوبي
لم تكن الرسالة التي بعث بها الشهيد ملازم أول مهند صالح العويد إلى والدته قبل استشهاده بـ 4 أيام، مجرد رسالة عابرة مدفوعة بما يكنه من عاطفة تجاه والدته وحسب، فبين ثنايا تلك الرسالة الكثير من العبارات التي توحي في طياتها باقتراب أمر ما، يتجسد في استشهاده بعد 4 أيام من إرسال الرسالة.
الرسالة التي بعث بها الشهيد وفقا للنص" أوصيكم ونفسي بتقوى الله وأداء فرائضه، فهذه الدار فانية والبقاء بجانب ربنا خير من الدنيا وما حولها، ادعوا لي كلما مرَّ طيفي، وكلما تذكرتم ضحكتي، وكلما تذكرتم دمعتي، أستودعكم الله وأستودعكم أمانتي بين أيديكم، فالشهادة مطلب كل إنسان، فأسأل الله العلي العظيم أن يبلغنا إياها، سامحوني إذا بدر مني خطأ، فأنا ذاهب لمعركة شرسة يختلط بها الحابل بالنابل، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله "،لتكون تلك الرسالة هي الرسالة الأخيرة التي تتلقاها الأم من ابنها البكر مهند.
وتحدث العم صالح العويد متذكرا آخر لقاء جمعه بابنه مهند حينما قدم إلى الرياض ليقضي مع الأسرة عيد الفطر المبارك قائلا إن تلك المناسبة كانت هي الأخيرة التي جمعتني بابني مهند حيث أمضى قرابة الأسبوع مع والدته وأشقائه، قبل أن يعود إلى مقر عمله لتكون بذلك الزيارة الأخيرة التي أشاهد فيها ابني.
ويضيف العم العويد بأنه بقدر الألم والحزن الذي اعترى الأسرة وأقارب الشهيد إلا أن عزاءنا في ذلك بأنه توفي شهيدا دفاعا عن حياض الوطن مع غيره من الشرفاء الذين تحملوا الصعاب والمشاق في سبيل الضرب بيد من حديد على كل عابث يرديد النيل من مقدرات ومكتساب الوطن.
الشهيد البالغ من العمر 27 عاماً كان قد شارك مع مجموعة من زملائه في الذود عن حياض الوطن على الحدود السعودية اليمنية، ليتعرض لإصابة بالغة في ساقه اليمنى استدعت نقله سريعا إلى المستشفى العسكري بخميس مشيط غير أن تأزم حالته استدعت نقله إلى المستشفى العسكري بالرياض سريعا، لتفيض روحه بعد 4 أيام من بقائه في المستشفى، لتؤدى عليه صلاة الميت أول من أمس بالرياض فيما ووري جثمانه في مقابر النسيم وسط حضور عدد من مسؤولي وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة ومن بينهم مدير مكتب ولي العهد، الفريق أول علي بن محمد الخليفة، وقائد القوات البرية الفريق ركن عبد الرحمن المرشد، ومدير عام إدارة الشؤون العامة للقوات المسلحة اللواء إبراهيم بن محمد المالك.
والشهيد مهند صالح العويد ولد في عام 1403 بمحافظة الرس، ويعد الابن الأول لأسرته من بين 4 أشقاء، فيما تلقى تعليمه العام بمدارس الرياض، ليتجه عقب ذلك إلى كلية الملك عبدالعزيز الحربية حيث تخرج منها برتبة ملازم، ليبدأ حياته العملية بالانضمام إلى اللواء المظلي بمنطقة تبوك ثم اللواء العاشر بخميس مشيط واللواء الثامن عشر بالرياض، وفي عام 1429 تزوج الشهيد العويد بإحدى قريباته.
كما انضم الجندي أول حسين محمد نصفان الجوني الألمعي من الكتيبة السابعة سلاح المظلات في لواء الإمام فيصل الأول، من قبيلة بني جونة بمحافظة رجال ألمع إلى قائمة شهداء الواجب.
وأوضح شقيق الشهيد الأكبر عبده محمد نصفان والذي يعمل في الكتيبة ذاتها بأنه قام بنقل جثة شقيقه إلى مقبرة (الحبيل) في رجال ألمع حيث تم دفنه هناك، وحمد الله بأن أخاه استشهد دفاعًا عن الوطن.
وعبر شقيقه يحيى متقاعد من السلك العسكري القوات الخاصة مظلات، بأن فقد الشهيد في سبيل حماية حدود الوطن شرف لأسرته ولمن ينتسب إليها وقال نحن وجميع أفراد الأسرة فداء للوطن.
إلى ذلك تحدث شيخ قبيلة بني جونة سلطان حسن الكبيبي فقال: استشهاد حسين مفخرة لجميع عشائر وأفراد القبيلة وفخر لجميع قبائل محافظة رجال ألمع .
من جهته نقل رئيس مركز العرضية الشمالية عمران حسن الزهراني أمس تعازي أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل وتعازي القيادة لأسرة الشهيد الجندي مظلي مصلح ضيف الله عبدالله العامري، وقال إنه فخر واعتزاز أن نموت فداء لهذا الوطن الغالي وإبننا مصلح العامري قدم روحه فداء لوطنه وحق لنا أن نفخر ونعتز به واسأل الله له الرحمة والمغفرة ولذويه الصبر والسلوان. وقال والده المقعد على سريره ضيف الله العامري"الحمد لله على قضائه وقدره وهذا فخر لنا بموت ابننا فداء للوطن".
إلى ذلك قدم محافظ ظهران الجنوب محمد بن حمود النايف أمس تعازي القيادة الرشيدة إلى أسرة شهيد الواجب جندي أول سعيد جابر محمد آل سلمان القحطاني بمركز الفيض مسقط رأس الشهيد الذي استشهد في منطقة الخوبة الحدودية بجازان وهو يدافع عن ثرى الوطن ضد زمرة المتسللين الباغية ورافق النايف رئيس مركز الفيض محمد ناصر مرزوق ورؤساء ومدراء الدوائر الحكومية.
وأشاد النايف بالدور البطولي للشهيد وهو يدافع عن حياض الوطن وقال لقد ضرب أروع الأمثلة في الإخلاص لله ثم المليك والوطن.