السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الأعزاء ابن دحباش وجمرة العرب أعجبتموني فعلاً وأعجبني هذا الحوار الراقي
والذي نم عن ما تملكون من سمو أخلاقٍ أهنئكم عليه.
قرأت الموضوع والرد ووجدت من المستحيل المرور دون مشاركة (أجبرتموني الصراحة)
بالنسبة للموضوع الأساسي لأخي ابن دحباش وفقط للتعديل جمرات العرب ثلاث أولهم
بنو عبد المدان من الحرث، بالنسبة للتاريخ على عكس ما ذكرت تماماً وما التمسته من
المطروح هناك أمورٌ ربما لم تتسن المناسبة لذكرها أمامك ولكن القلة يعلم جيداً مصير
هذا التاريخ (فرط فيه أناس سامحهم الله) أرجو ان يصل المعنى لأني لا أحبذ الخوض في
تفاصيله درءً للمشاكل اللامجدية، لدي طلب ان سمحت لي وهو أريد منك البحث بروية وإمعان
فالتاريخ اليوم أصبح مصطلح متشعب والبعض عند البحث لا يتعدى نطاق هذه الكلمة، فقط
ابحث في مجالات أخرى مثل الأدب (الشعر) وأيضا المواقع الجغرافية فهي لا تخلى وابحث
في الأنساب خاصةً من لا يمت للجزيرة العربية بصلة مع إن الموجود فيها ليس مفصلاً ولكن القبيلة
تفرض ذكرها دائماً وهذا سبب تطرق العديد من المجالات والعلوم لذكر قبيلة بالحارث.
أما بالنسبة للدخول في حلف مع القبائل جل همنا كقبيلة (بالحارث) هم قبيلة يام والتي دخلنا
معها بالحلف ناهيك عن ما يتعلل به البعض ممن لا يعرف عن قبيلته غير اسمها ويحاجج
بإثباته الذي حمل نسب اليامي والصحيح نحن مع هذه القبيلة العريقة بالحلف ونفخر في ذلك
فانتم لا يخفى عليكم الأمر الذي يجمع بيننا وقوة الرابط الذي شكله هذا الأمر.
أخي جمرة العرب صاحب البصمات التي لا تنسى عندي تحفظ بسيط على ما ذكرت ألا وهو
احتلال بعض القبائل على أرضنا، كلمة احتلال ليست في محلها فهي بالمعنى تساوي اغتصاب الأرض
والتاريخ ذكر قوة جأش القبيلة وصلابتها ولم تكن بالصيد السهل للقبائل الأخرى المجاورة والتي
اتخذت من بنو الحارث بن كعب درعاً منيعاً لها ولا ننسى حرص القبائل على كسبها واحتذاء السلم معها
كل ما عنيته هذه الكلمة تمحو ما ذكر التاريخ واكرر لك بعض الأسباب متمنياً إقناعكما بها ومنها
ألا وهو الأهم نزوح الكثير من أفراد القبيلة مخلفاً أرضه دون رقيب وغير واضعً في الحسبان
في حالة عدم العودة ما مصير أرضه، طبعاً انتم تتساءلون عن أسباب النزوح
البعض فر خوفاً من انقطاع نسبه وذكر آبائه ضريبةً للنعرة القبلية (الثأر) فإن بقى قُتل للثأر
ففضل الفرار وحصل ما لم يكن بالحسبان ألا وهو الاستقرار في المكان الذي عاش فيه بنية
العودة بعد استقرار الأمور ولكن لصعوبة التواصل قديماً ومعرفة المستجدات من الأمور فضلوا
البقاء والتزام الصمت والحرص على أن لا يتوارث الثأر كان سبباً في عدم إخبارهم لذويهم ونسلهم
حقيقة أنسابهم وأرضهم وما هم أهم الثأر الذي يلحقونه ويلاحقهم والأمثلة كثيرون لن اذكر أسماء
ولكن سأذكر مواقع جغرافية استقروا فيها (اليمن، سوريا، جنوب الطائف، الساحل الغربي لجيزان،
اليمامة أو الإمارات ومنهم من استقر مع الإخوة الاسماعيلين في الهند) "والله أعلم"
ومن الاسباب أيضاً النعرة القبلية الحميدة (النسب) قام البعض بمخالطة النسب والزواج والتزويج
من قبائل أخرى تمس من كيان وشموخ ومركز القبيلة عند قبائل أخرى تضع قبيلتنا محل اهتمامها
ونسبها لا يسمح بمصاهرة بعض القبائل أو وجود خلافات منعت المصاهرة مع هذا وضعوا هذا الأمر
عرض الحائط غير مبالين وأقدموا على المصاهرة غير آبهين بما سيحصل لاحقاً فما كان من باقي أفراد
القبيلة سوى اخذ إجراء تهديدي ربما يجعلهم يعودوا لرشدهم وهو ما حدث فعلاً (برئوا منهم ومن نسبهم)
فمنهم من غادر ومنهم من استقر ولكن للأسف لا يحمل اسم القبيلة وأرضه تركوها جدباء كي يؤنبوا من رحل
بها
(قديماً وحديثاً ومستقبلاً الأرض خاصة الجدية للرجل كعرضه ووجهه) |
ضانين أيضا إن هذا الإجراء
سيكون بمثابة عقاب غير واضعين في اعتبارهم إن هؤلاء الأفراد لن يعودا ولن يعدلوا مجدداً
فما كان من ترك الأرض باعتبار إن مالكها سيعود يوماً والبراءة لا تعطي الحق في اخذ أرضهم
دون وجه حق إلا باتت قاحلة إلى أن أتى واضعو اليد ومن يعلم حقيقة الأرض قد نفق ولم يطالبهم
احد بإخلائها والنوع الآخر من استقر دون أن ينسب للقبيلة وهم أيضا استقروا على أرضهم وهي من حقهم
ولكن باعتبار إنهم لم يعودا ينسبون للقبيلة الأرض لهم دون وجه حقٍ لنسب الأرض بالحارث.
ومن الأسباب دخول الحكم السعودي بحكومته وحكمه (ومن زاد الطين بله) هم (فرط فيه أناس سامحهم الله)
بحكم نفوذهم ووجاهتهم سهلوا لما يُسعى ويُخطط له إلا وهو خلط من كل بستان زهرة والناتج تعلمونه ومن
عارض أصبح نسياً منسيا والأمر لم يعد كما كان بالأحقية والملكية بل أصبحت البلد من حق المواطن بغض
البصر عن الانتماء. (((يمكن العودة لكبار السن للتحقق من ذلك وما ذكرته سابقاً)))
إذن الأرض لم تأخذ عنوة بل فُرط فيها والحاصل الآن لا يبعد عن المذكور في الخطورة نظراً لانحسار الرزق
والوظائف في نجران نظراً لوضع المنطقة السائد (منطقة زراعية فقط) وضيق الرزق أدى بأهله
إلى الخروج بعيداً عن نطاق نجران، ولو رأينا أعلى نسبة للقبائل التي خرجت من نجران للأسف هي قبيلتنا
بحكم الأكثرية في التعداد وأصبح البعض شبه مستقر خصوصاً ممن أصبح من طبقة المتقاعدين لو لاحظنا
بعد التقاعد يذهبون بكل شوق إلى نجران ولكن للأسف يعودون إدراجهم بحجة عدم التكيف والبعض الأملاك
والتجارة والبعض العقار الخاص به ووجود أبناء له لا زالوا مرتبطين بالتعليم والدراسة، لو عدنا ثلاثة عقود
للخلف لرأيت حدود بالحارث لا يسكنها غيرهم وحالياً ما زال عدد دخول الغرباء حدود بالحارث في ازدياد
وكما تعلمون اخذ الحكومة بعض الأماكن لنا وتوزيعها كمنح ادخل الكثيرين من غيرنا ناهيك عن حرية البيع
التي زادت من المخاوف وهذا والله أمر خطير إن لم يأخذ في الحسبان ولابد من الانتباه والتنبيه له.
كثر الإحداث لهذه القبيلة والخلافات إنما هي بمثابة دلالة على شموخها وعدم تمكن الكثيرين السير بمحاذاة
ذكرها وعزتها ناهيك عن تاريخها الذي ارتبط ذكر كل من نجران وقبيلة بالحارث بالاقتضاء بعضهما.
آسف للإطالة وعسى الرد يصب في صلب الموضوع وفي ما ترمون إليه ومتمنياً منكم قبوله
دمتم سالمين بعزةٍ وفخر
وتقبلوا مروري وتحياتي
تحيات المتـرو