بسم الله الرحمن الرحيم
الماء أحد مقومات الحياة ولايعلم بقيمته الا من يفقده. من يسكن بالمنطقة الشرقيه من مملكتنا الحبيبه قد يكون اكثر المواطنين إدراكاً بأهمية الماء حيث تقبع أكبر محطة تحلية المياه في العالم والتي تغذي مدينة الرياض والقصيم بإنتاج مايقارب ثلاثمائة مليون جالون يوميا.
كنت أسكن في المنطقة الشرقيه في أحد المجمعات السكنيه فكان الماء المحلى الزلال يصلني لبيتي دون أدنى تعب أو حتى تفكير في أهميته وكأن أحد أمراء الكنيسه الأروربيه، اعيش في بذخ وفرة الماء وسهولة وصوله التي يوفرها لي المجمع كجزء من ترف الخدمه.
قدر لي أن أعيش خارج ذلك المجمع السكني وأصبحت من ضمن عامة الناس وياليتني لم أكن فقد وجدت أن ماؤهم ملحاً أجاجاً بل أن شركة توزيع الماء تمن عليهم بتوزيع الماء وتسلبهم مالهم فمن لايكون خزان ماؤه فارغاً في يوم التوزيع المحدد فستذهب أمواله التي دفعها هباءاً منثوراً. جلست أتساءل الا تعلم شركة توزيع الماء وطاقم أسطولها من شبيحة "الوايتات" الا يعلمون أن استهلاك المنازل للماء غير ثابت فأحيانا يكون أصحاب المنازل صائمون فيقل استهلاك الماء واحيانا يكون أصحاب المنزل محتفلين بمناسبة كبيره فيزيد استهلاك الماء بمعنى ان استهلاك الماء فيالمنازل أمر لايمكن ان تحدده بدقه لكي يأتي "واايت" شركة توزيع الماء فيجد ذلك الخزان التعيس ينتظره على أحر من الجمر فينثر بجوفه لترات الماء التي فيها حياة كل شئ حي في ذلك المنزل.
هالني حينما زرت مكتب الاشتراكات الخاص بشركة توزيع الماء. إنه مكتب كئيب تحيط به اساطيل من "الوايتات" التي لاتعطي شعوراً بالنظافه. بداخل مكتب الاشتراكات يوجد شباب سعودي ومعهم موظفاً مصري. الموظف المصري هو الذي يقبض المبلغ ويجب ان يكون المبلغ نقداً فلم تصلهم الى الان تكنولوجيا السحب عبر الشبكه وبطاقات الصراف ولايعرفون الا "الكاش". يعطيك هذا المنظر نوعين من الاحاسيس الاحساس الاول بلادة شبابنا في التعامل مع الارقام حتى ولو كانت عمليات حسابيه بسيطه فيصبح ذلك الاجنبي الفاشل هو علامتهم وربما " نصابهم" بعدما يعرف المداخل والمخارج في بلدنا الحبيب. الاحساس الثاني الذي انتابني من ذلك المنظر هو الشفقه على كبار سن ومواطنين فقراء يأتون لاهثين يسألون مكتب الخدمه ذلك عن لماذا لايأي الوايت ليملأ الخزان الفارغ والذي يبعد عن مكتب الاشتراكات حوالي اريعون كيلو متراً، مسكين ذلك المواطن المسن الذي قطع كل هذه المسافة التي لاتخلو من تحويلات وحفريات ومطبات وارهابيي شوارع يجرون للموت بسيارتهم.
لم أشترك حتى لايسرق مالي فهم يستفيدون بتلاعبهم على المواطنين بتحديد ايام معينه للتعبئه وان جاء ذاك اليوم وخزانك ليس فارغاً او جاهزاً فلن يتم تعبئة الكمية المطلوبه من الماء وسيصادر مالك الذي دفعته مسبقا. اليست هذه مهزله وسرقه وتحايل مخجل ان يحدث في بلد ينتهج الاسلام شرعاً.
سؤال مستغيث موجه الى أمير المنطقة الشرقية الامير محمد بن فهد ووزير الماء ، الى متى والمنطقة الشرقية تطل على ضفاف الخليج ولاتشرب منه؟ انقذوا المواطن من شبيحة الوايتات.
والاقتراح المهم الذي اطرحه لماذا لا تنظم حملة تبرعات لإنشاء محطات تحليه للمنطقة الشرقية على غرار الحملات التي ننظمها للتبرع للدول والشعوب المنكوبه فنستطيع ان نبني محطة تحلية تحفظ ماء وجوهنا وحياتنا بتكلفة لاتزيد عن نص مليار دولار.
تحياتي