الرئيسية التسجيل مكتبي  
للاقتراحات والملاحظات نرجو ارسال رساله واتس اب او رساله قصيره على الرقم 0509505020 الاعلانات الهامه للمنتدى

اعلانات المنتدي

   
.
.:: إعلانات الموقع ::.

قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18

   
 
العودة   ::منتديات بالحارث سيف نجران :: > المنتديات الأدبية > منتدى الشعر
 
   
منتدى الشعر شعـر . . . خواطر . . . عذب الكلام

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
   
   
 
قديم 07-15-2012, 06:48 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
موقوف

إحصائية العضو






 

أشجع غير متواجد حالياً

 


المنتدى : منتدى الشعر
افتراضي حَمْلةً عَنْتَريَّةً


هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ

أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ

يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي

وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي

فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا

((فَـدَنٌ)) لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ

وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا

بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ

حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ

أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ

حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ

عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ

عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا

زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ

ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ

مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ

كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا

بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ

إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا

زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ

مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا

وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ

فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً

سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ

إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ

عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ

وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ

سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ

أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا

غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ

جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ

فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ

سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ

يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ

وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ

غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ

هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ

قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ

تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ

وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ

وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى

نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ

هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا شَدَنِيَّـةَ

لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ

خَطَّـارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَـةٌ

تَطِـسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ

وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَامَ عَشِيَّـةً

بِقَـريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّـمِ

تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ

حِـزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ

يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكأَنَّـهُ

حَـدجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ

صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ

كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ

شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ

زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَـمِ

وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـوَحْشِيِّ

مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ

هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لـهُ

غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ

بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما

بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ

وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً

حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُـمِ

يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ

زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ

إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِـي

طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِـمِ

أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي

سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ

وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ

مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ

ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا

رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ

بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ

قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ

فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ

مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ

وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً

وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي

وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً

تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ

سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَـةٍ

ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ

هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ

إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي

إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ

نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ

طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً

يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ

يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي

أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ

ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ

لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ

جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ

بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ

فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ

ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ

فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ

يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ

ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا

ِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ

رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا

هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ

لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ

أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ

عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا

خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ

فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ

بِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْـذَمِ

بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ

يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ

ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ

حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْـرُمِ

فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي

فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي

قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً

والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي

وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ

رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ

نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي

والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ

ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى

إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ

في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي

غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ

إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ

عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي

لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ

يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ

يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا

أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ

مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ

ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ

فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ

وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ

لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى

وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي

ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا

قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ

والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً

مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ

ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي

لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ

ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ

للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ

الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا

والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي

إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا

جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ

,
,
,

عَفَتِ الدّيارَ وَباقيَ الأَطلالِ

ريحُ الصَّبا وتقلُّبُ الأَحْوَالِ

وعفا مَغانِيَها فأَخْلقَ رسْمِها

تَرْدادُ وكفِ العارضِ الـهطَّال

فلئنْ صَرمْتِ الحبلَ يا ابنةَ مالكٍ

وسَمِعْتِ فيَّ مقالَة العُذَّال

فَسلي لِكيْما تُخبَري بفعائلي

عِنْدَ الوَغى وَمواقِفِ الأَهوال

والخيلُ تعثرُ بالقنا في جاحِمٍ

تَهْفو به ويُجلْنَ كلَّ مَجال

وأنا المُجَرَّبُ في المَواقف كلِّها

منْ آلِ عَبْسٍ مَنْصبي وَفِعالي

منهُمْ أبي شدَّادُ أكْرمُ والِدٍ

والأُمُّ منْ حامٍ فهمْ أخْوالي

وأنَا المنيَّةُ حينَ تَشْتجرُ القَنا

والطَّعْنُ مني سابقُ الآجال

وَلرُبَّ قِرْنٍ قد تركتُ مُجَدَّلاً

ولبانُهُ كَنَواضِح الجريال

تنتابُهُ طُلسُ السِّباعِ مغادَراً

في قَفْرةٍ مُتَمزَّقَ الأَوصال

وَلرُبَّ خَيْلٍ قد وَزَعْتُ رَعيلـها

بأَقبَّ لا ضغنٍ ولاَ مِجْفال

ومُسرْبلٍ حلقَ الحديدِ مُدَجَّجٍ

كاللَّيْثِ بين عرينَةِ الأَشْبال

غادْرتُهُ للجنْبِ غيرَ موَسَّدٍ

مُتثنّيَ الأَوْصالِ عند مجال

ولرُبّ شَرْبٍ قد صبَحتُ مدامةً

ليْسوا بأَنكاس ولا أَوغال

وكَواعبٍ مثلِ الدُّمى أصبَيْتُها

ينْظُرْنَ في خَفر وحُسنِ دلاَلِ

فسلي بَني عكٍّ وخثْعَمَ تُخَبري

وسلي المُلوكَ وَطَيِّءَ الأَجْبال

وسلي عشائرَ ضبِّةٍ إذْ أسلَمَتْ

بكْرٌ حلائِلَها ورَهْطَ عِقَالِ

وبني صباحٍ قدْ تركْنا منْهمُ

جزَراً بذاتِ الرِّمْثِ فوْق أُثال

زَيداً وسوداً والمُقطِّعَ أقْصدتْ

أرْماحُنا ومُجاشعَ بْن هِلالَ

رُعْنَاهُم بالخيل تَرْدِي بالقنا

وبكُلِّ أبيضَ صارِمٍ فَصَّال

مَنْ مِثْلُ قوْمي حين يختلفُ القَنا

وإذا تَزِلُّ قوائمُ الأَبْطال

يَحمِلن كُلَّ عزيزِ نَفسٍ باسِلٍ

صَدْقِ اللِّقاءِ مُجرَّبِ الأَهوال

ففِدًى لِقَوْمي عنْدَ كلِّ عظيمَةٍ

نفْسي وراحِلتي وسائرُ مالي

قَوْمي صَمَامِ لمن أرادُوا ضيْمَهُمْ

والقاهرُونَ لِكُلِّ أغْلبَ صال

والمُطْعمُونَ وما عليْهمْ نِعْمةٌ

والأَكرَمون أباً ومحتدَ خال

نحنُ الحَصى عدداً ونحْسَبُ قوْمَنا

ورجالَنا في الحرْبِ غيرَ رجال

مِنَّا المُعينُ على النّدى بِفعالِه

والبَذْلِ في اللَّزباتِ بالأَمْوال

إنَّا إذا حَمِسَ الوغى نُرْوي القنا

ونَعِفُّ عندَ تقاسُم الأَنْفال

نأْتي الصَّريخَ على جيادٍ ضُمَّرِ

خُمْصِ البُطونِ كأَنهنَّ سَعالي

من كلِّ شَوْهاءِ اليدَين طِمِرَّةٍ

ومُقلّصٍ عَبْل الشَّوى ذيَّال

لا تأْسيَنَّ على خَليطٍ زَايلوا

بعد الأُلى قُتلوا بذِي أغْيال

كانُوا يَشُبُّونَ الحُروبَ إذا خبَتْ

قِدماً بكلّ مُهنَّدٍ فصَّال

وبكلّ محْبُوكِ السَّراةِ مُقلّصٍ

تَنْمُو مَناسبُهُ لذِي العُقَّال

ومُعاوِدِ التَّكْرارِ طَالَ مُضِيُّهُ

طَعْناً بكلّ مثقَّفٍ عَسَّال

منْ كلِّ أروعَ لِلكُماةِ منازلٍ

ناجٍ منَ الغَمراتِ كالرِّئْبال

يُعْطي المِئينَ إلى المِئينَ مرزّأً

حَمّالِ مَفْظَعَةٍ مِنَ الأَثْقال

وإذا الأُمورُ تحوّلتْ ألفَيْتَهُم

عِصَمَ الـهوالِكِ ساعةَ الزّلزال

وهمُ الحماةُ إذا النّساءُ تحسّرتْ

يوْمَ الحفاظِ وكانَ يوْمُ نَزَال

يُقْصُونَ ذَا الأَنْفِ الحمَيِّ وفيهم

حلْمٌ وَلَيْسَ حرَامُهم بحلال

المُطْعِمُونَ إذا السّنُونُ تَتَابَعتْ

مَحْلاً وضَنَّ سَحابُها بسِجال



,
,
,


أشاقكَ مِنْ عَبلَ الخَيالُ المُبَهَّجُ

فَقَلْبُكَ فِيهِ لاعجٌ يَتَوَهَّجُ

فقَدْتَ التي بانَتْ فبتَّ مُعذَّبا

وتِلْكَ احْتَوَاها عَنْكَ للبَيْنِ هَودَجُ

كأَنَّ فُؤَادي يوْمَ قُمتُ مُوَدِّعاً

عُبَيْلَة مني هاربٌ يَتَمعَّج

خَليلَيَّ ما أَنساكُمَا بَلْ فِدَاكُمَا

أبي وَأَبُوها أَيْنَ أَيْنَ المعَرَّجُ

أَلِمَّا بماءِ الدُّحْرُضَينِ فَكَلِّما

دِيارَ الَّتي في حُبِّها بتُّ أَلـهَجُ

دِيارٌ لذَت الخِدْرِ عَبْلةَ أصبحتْ

بها الأَرْبَعُ الـهُوجُ العَواصِف تُرْهِجُ

أَلا هَلْ ترى إن شَطَّ عَنِّي مَزَارُها

وأَزْعَجَها عَنْ أَهْلِها الآنَ مُزْعجُ

فَهَلْ تُبْلغَنِّي دَارَها شَدَنيَّةٌ

هَمَلَّعَةٌ بَينَ القِفَارِ تُهَمْلِجُ

تُريكَ إذا وَلَّتْ سَناماً وكاهِلاً

وإنْ أَقْبَلَتْ صَدْراً لـها يترَجْرج

عُبيلةُ هذا دُرُّ نظْمٍ نظمْتُهُ

وأَنْتِ لـهُ سِلكٌ وَحُسنٌ وَمَبهجُ

وَقَدْ سِرْتُ يا بنْتَ الكِرام مُبادِراً

وتَحْتيَ مَهْريٌّ منَ الإبل أَهْوجُ

بأَرْضٍ ترَدَّى الماءُ في هَضَباتِها

فأَصْبَحَ فِيهَا نَبْتُها يَتَوَهَّجُ

وأَوْرَقَ فيها الآسُ والضَّالُ والغضا

ونبْقٌ وَنسرينٌ ووَرْدٌ وَعَوْسَجُ

لئِنْ أَضْحتِ الأَطْلالُ مِنها خَوالياً

كأَنْ لَمْ يَكُنْ فيها من العيش مِبْهجُ

فيا طالما مازحْتُ فيها عُبَيْلَةً

وَمَازَحني فيها الغَزَالُ المُغَنَّجُ

أَغَنُّ مَليحُ الدَّلِّ أَحْوَرُ أَكْحَلٌ

أُزَجُّ نِقِيُّ الخَدِّ أَبْلَجُ أَدْعَجُ

لـهُ حاجِبٌ كالنُّونِ فوْقَ جُفُونِهِ

وَثَغْرٌ كزَهرِ الأُقْحُوَانِ مُفَلَّجُ

وردْفٌ لـه ثِقْلٌ وَقدٌّ مُهَفْهَفُ

وخدٌّ به وَرْدٌ وساقٌ خَدَلَّجُ

وَبَطْنٌ كَطيِّ السَّابريَّةِ لَينٌ

أَقَبُّ لَطيفٌ ضامرُ الكَشْح مُدْمَجُ

لـهوْتُ بها والليْلُ أَرْخى سُدُولَهُ

إلى أَنْ بَدا ضَوْءُ الصَّباح المُبلَّجُ

أُرَاعي نُجومَ اللَّيْل وَهي كأَنَّها

قَوَاريرُ فيها زئبَقٌ يَتَرجرَجُ

وَتَحْتيَ منها سَاعدٌ فيهِ دُمْلُجٌ

مُضِيءٌ وَفَوْقي آخرٌ فيه دُمْلجُ

وإخوانِ صِدْقٍ صادِقينَ صَحِبتُهُمْ

على غَارَةٍ منْ مثْلـها الخَيلُ تُسْرَجُ

تَطوفُ عَلَيْهمْ خَنْدَرِيسٌ مُدَامَةٌ

تَرَى حَبَباً مِنْ فَوْقِها حينَ تُمزَجُ

ألا إنَّها نِعْمَ الدَّواءُ لشاربٍ

أَلا فاسْقِنِيها قَبْلما أَنْتَ تَخْرُج

فنُضْحي سُكارَى والمدَامُ مُصَفَّفٌ

يُدَارُ عليْنا والطَّعامُ المُطَبْهَجُ

ومَا رَاعَني يوْمَ الطِّعانِ دِهاقُهُ

إليَّ بمَنْ بالزَّعْفَرَانِ تضَرَّجُوا

فَأَقْبَلَ مُنْقَضّاً عليَّ بِخَلْقِهِ

يُقَرِّبُ أَحياناً وَحِيناً يُهَمْلِجُ

فلمَّا دنا مِني قَطَعْتُ وَتِينَهُ

بحَدِّ حُسَامٍ صارِمٍ يَتَبَلَّجُ

كأَنَّ دِماءَ الفُرْسِ حينَ تَحَدَّرَتْ

خَلوقُ العذارى أوْ قُبَاءٌ مُدَبَّجُ

فَويْلٌ لكِسْرَى إنْ حَللْتُ بأَرْضِهِ

وَوَيلٌ لجيْشِ الفُرْسِ حينَ أُعجعجُ

وَأَحْمِلُ فيهمْ حَمْلةً عَنْتَريَّةً

أرُدُّ بها الأَبطالَ في القَفْر تُنبُجُ

وأصْدِمُ كَبْش القوم ثمَّ أُذِيقُهُ

مرارَةَ كأْسِ الموتِ صبْراً يُمَجَّجُ

وآخُذُ ثأرَ النّدْبِ سيِّدِ قومِهِ

وأُضرِمُها في الحربِ ناراً تؤجَّج

وإني لحمَّالٌ لِكُلِّ مُلِمَّةٍ

تَخِرُّ لـها شُمُّ الجبالِ وَتُزْعَجُ

وإني لأَحمي الجارَ مِنْ كلّ ذِلَّةٍ

وأَفرَحُ بالضَّيفِ المُقيمِ وأَبهجُ

وأحمي حِمى قومي على طُولِ مُدَّتي

إلى أَنْ يرَوْني في اللَّفائِفِ أُدْرَجُ

فدُونَكُمُ يا آلَ عَبسٍ قصيدةً

يلوحُ لـها ضوْءٌ منَ الصُّبْح أبلَجُ

ألا إنَّها خيرُ القصائِدِ كلِّها

يُفَصَّلُ منها كُلُّ ثَوْبٍ وَيُنْسَجُ




عنتر بن شداد


,








رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

   
 
مواقع النشر (المفضلة)
 
   


   
 
 
 
   

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



مواقع صديقه


الساعة الآن 08:26 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات
حقوق الطبع محفوظه لمنتديات بالحارث سيف نجران