بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الزملاء والمتابعين إليكم أندر القصص في التاريخ , تلك القصة التي يندهش لها العقل ويتوافق معها المنطق , إنها قصة سيدنا عبد الله بن ثامر سلام الله عليه فإليكم القصة والكلمة .........
قال إبن إسحاق : وحدثني يزيد عن محمد بن كعب القرضي , وحدثني أيضًا بعض أهل نجران عن أهلها : أنّ أهل نجران القدامى كانوا يعبدون الأوثان كما هي حال أغلب البلدان في ذلك العصر وكان في نجران قرية قريبة من قراها المحايدة ساحراً يعلم الغلمان { أهل نجران } السحر , فلما نزلها فيمون ولم يسموه بإسمه الذي سماه به وهب بن منبه , قالوا :رجل صالح نزلها ــ أبتنى خيمة بين نجران وتلك القرية المجاورة التي بها الساحر, فجعل أهل نجران يرسلون غلمانهم إلى الساحر يعلمهم السحر , فبعث إليه الثامر إبنه عبد الله بن ثامر مع غلمان أهل نجران أنذاك , فكان إذا مر بصاحب الخيمة أعجبه ما يرى من صلاته وعبادته , فجعل يجلس إليه , ويسمع منه , حتى أسلم فوحّد الله وعبده , وجعل يسأله عن الشرائع حتى إذا فقه جعل يسأل عن الإسم الأعظم .؟ وكان يعلمه , فكنمه إياه, وقال له : يا إبن أخي ..إنّك لا تحمله وإنني أخشى عليك ضعفك عنه ,!! والثامر أبو عبدالله لا يظن إلاّ أنّ إبنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان , فلما رأى عبد الله أنّ صاحبة قد ضن به عنه , وتخوف ضعفه فيه , عمد إلى الأقداح فجمعها , ثم لم يبق لله إسمًا يعلمه إلاّ كتبه قدح سماه ...ولكل قدح إسم...حتى إذا أحصاها أوقد نارًا ثم جعل يقذفها فيها قدحًا قدحًا حتى إذا مر بالإسم الأعظم قذف فيها يقدحه , فوثب القدح منها حتى خرج منها لم يضرّه شيئًا , فأخذه ثم أتى به صاحبه فأخبره قد علم الإسم الذي كتمه ...فقال : قد أصبته فأمسك على نفسك, وما أظن أن تفعل فجعل عبد الله بن ثامر عليه السلام إذا دخل نجران لم يلق أحد به ضرر إلاّ قال له : يا عبد الله ( أي يا إنسان ) أتوحد الله وتدخل في ديني أدعو الله فيعافيك مما أنت فيه .؟
فيقول : نعم , فيوحد الله ويسلم , ويدعو له فيشفى . حتى لم يبق بنجران أحد به ضر إلاّ أتاه فأتبعه ودعا له فعوفي حتى رفع شأنه إلى ملك نجران أنذاك , فدعاه وقال له: أفسدت علي أهل قريتي , وخالفت ديني ودين آبآئي , لأمثلن بك .
قال : لا تقدر على ذلك .
فرد الملك وأمر يإرساله إلى جبل طويل فيطرح على رأسه فيقع إلى الأرض ليس به بأس .
ثم جعل يبعث به إلى مياه نجران [ بحور لا يقع فيها شيء إلاّ هلك ] , فيلقى فيها فيخرج ليس بها بأس.
فلما غلبه قال له عبد الله بن ثامر سلام الله عليه : إنّك والله لن تقدر على قتلي حتى توحد الله وتؤمن بما آمنت , فإنك إن فعلت ذلك ’سلطت على قتلي .
فقام الملك بما يرى أنّه مناسب لجرمه فوحد الله وشهد شهادة عبد الله بن ثامر سلام الله عليه , ثم ضربه بحصى وقيل بعصا في يده شجّه شجّة غير كبيرة فقتله ثم بعد ذلك أستجمع أهل نجران على دين عبد الله بن ثامر سلام الله عليه وكان ما جاء به عيسى ابن مريم عليه السلام من الإنجيل وحكمه فمن هناك كان أصل النصرانية بنجران عن عبد الله بن ثامر سلام الله عليه فأمر الملك بحفر أخاديد في تلك القرية المسماه حاليًا { الإخدود } وأحرقهم أحياء وبعد ذلك هلك الملك من الله سبحانه .
ونقول بصرف النظر عن القصص فإنّ في تلك الرواية عنصرين مهمين هما :
إتباع أهل نجران للحق المبين من قبل الإسلام وبعده وإلى عصرنا الحاضر .
وجود عبد الله بن ثامر عليه السلام في نجران [ أعني قبره ] وله دور كبير في بروز ذلك المجتمع النجراني إلى وإتباعهم الهدى منذ’ ذلك الحين وحتى وقتنا الحاضر مرورًا بالعصر الإسلامي الذي نحن فيه الآن.
والصلآة والسلآم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.........أخوكم{أبو مانع}