بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصية الإسكندر المقدوني // وما فيها من عظه
في أثناء عودته من إحدى المعارك التي حقق فيها أنتصاراً كبيراً ، وحين وصوله إلى مملكته ، أعتلت صحة
الإسكندر المقدوني ولزم الفراش شهوراً عديده ، وحين حضرت المنية للملك ـ الذي ملك مشارق الأرض
ومغاربها ـ وأنشبت أظفارها ، أدرك حينها الأسكندر إن أنتصاراته وجيشه الجرار وسيفه البتار وجميع
ماملك سوف تذهب أدراج الرياح ولن تبقى معه أكثر مما بقت ، حينها جمع حاشيته وأقرب المقربين إليه ،
ودعا قائد جيشه المحبب إلى قلبه ، وقال له :
إني سوف أغادر هذه الدنيا قريباً ولي ثلاث أمنيات أرجوك أن تحققها لي من دون أي تقصير. فاقترب منه
القائد وعيناه مغرورقتان بالدموع وانحنى ليسمع وصية سيده الأخيره . قال الملك :
وصيتي الأولى ... أن لا يحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي ولا أحد غير أطبائي .
والوصية الثانيه ... أن ينثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبره قطع الذهب والفضة
وأحجاري الكريمه التي جمعتها طيلة حياتي.
والوصية الأخيره ... حين ترفعوني على النعش أخرجوا يداي من الكفن وأبقوها معلقتان للخارج وهما مفتوحتان.
حين فرغ الملك من وصيته قام القائد بتقبيل يديه وضمهما إلى صدره ، ثم قال:
ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال ، إنما هلا أخبرني سيدي في المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث ؟
أخذ الملك نفساً عميقاً وأجاب: أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلا الآن ، أما بخصوص الوصية الأولى
، فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع
إليهم إذا أصابنا أي مكروه ، وأن الصحة والعمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر.
وأما الوصية الثانيه ، حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباءً منثوراً ، وأننا لن
نأخذ معنا حتى فتات الذهب .
وأما الوصية الثالثه ، ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي وسنخرج منها فارغي الأيدي كذلك.
كان من آخر كلمات الملك قبل موته: أمر بأن لا يبنى أي نصب تذكاري على قبره بل طلب أن يكون قبره
عادياً، فقط أن تظهر يداه للخارج حتى إذا مر بقبره أحد يرى كيف أن الذي ملك المشرق والمغرب، خرج
من الدنيا خالي اليدين !!!
منقول ...