الصباحات البنفسجية
كل صباح اتغشى مناسكك لدنا يبوح بشبق الماضي ,كل ما مر خريف ينتشي عبقا, يدركني مبلغ جمالك الروحي, الذي لازال يسكنني عبثا, لايروم هجر.
يطرق أيامي بتمرد يأجج الصباحات المورقة لتتسارع مع انتشاءاتها انفاسي المربوة بك حتى تكاد تشهقني .
فحبك يتوغلني قسرٍ, يشعرني ببتر المفقود مني, فتزمله لا يجدي الدفء فقرصه ينتأ شعيرات جسدي الضئيل حين تكون متوسدا تحت جفوني المتعبة, والمخيلة جداك ترسم لوحات لقائك المباغت في امانيها المجوفة الا منك.
اتراها شفرة وله تراوغ شيئا من الامس؟
يتفتق وجه الصباح عن ضفائر تضوع بالأقحوان ألمشتاه ،فتفض شجون الهوى تثاؤبها بزحفٍ ، يمدد نبض اشتياق يلثم مسافات الضوء على نافذتي الفضية بوله ، يقال البعد يولد الجفا / فيقبر الشعور فما لي أراه يغرق الطيف اخضرارا كلما بعد الزمن وتتالت السنين ؟
ربما لعذريته ترهب بامتدادٍ ، وكلما لمست روحه صدر الندى رعف الحنين.
صمدت في لجم الصدى وهنٍ يطيب لي مراوغته ربما سهوا لأستريح على غيم الشهد، فبوح الأجراس يلهم سنابل العطف خوافق تصلصل النبض ضجيج ينعش رضاب العشق كلما مد الجفا.
هل هناك ضريبة لجودة العقل ؟
فخذلان التفكير مصيبة ، عندما تسولنا النفس ، وتلقي بنا على مذابح الورد لنروي من رحيق كؤوسها الدهاقة اشذاء تضمأنا وتمضي بنا في غيبوبة مخملية إلى عالم الأحلام ، حيث تشاد قصورا هلامية ترتجف عند كل يقظة فما تلبث / حتى تعود إلى اغفائتها ثملة وصحوها على دبيب مستساغ اللثم يمنح للقلب أجنحة لتضيع في فضائها الرمادي ، بإغداق حنان النبض الآخر ، أتراه مختلف أم زهوة تستهم رغبة الجمال ؟
ربما هو الود الممزوج بالدهشة ، مما أربع بالروض عشبٍ يعاند الخريف ، بقى متمددا تحت ظلال الحروف إذ هي الملاذ المتبقي من تلك المصيبة وعفن العطر من دهس الورد في المواعيد الكاذبة.
كبارق استراح بغمده بعد ضروس الهوى ، وعبث طويلا بفلسفة المداد في معابد النبض ، وأرمد العقل حتى استباح النصر، ليخضع العرش بودادٍ عابرا بلا عنوان.
بعض النوايا تحتاج لجرأة للإقدام عليها ، لذا فالطرف الآخر غرق يجذف منتحيا الوهم في اختلاق شخصه ومحيطه لكنه لم يتمكن من الانسلاخ عن عاطفته الصادقة التي غلفها بالابتداع المتخيل ، والسفر على متن الكذب الصادق ، ازدواجية مأرب متأثر عميقا بالمقدم المتخيل الأدبي ، فإغداقه الرمزي يتخلل عمق إنسانه لا أنكر بداهيته الشرسة في التكوين والخلق والشحذ العاطفي الجميل الذي سلط الضوء بفذاذة على حقيقته الرائعة ، التي كانت كعذرٍ خليق جذب الشعور الآخر، إذ ربما هو استحل شيئا من النبض مسبق ٍ في القلب جعل الشعور يتحرك ضمنه طوع ، بما استنبتته سطور السحر في أبجديته من إعجاب وود لشخصه ،جعل وجود العقل لا شعوري ،حيث كانت اللغة والوسيط لنشوء علاقة رائعة بباطني الشفاف .
يكون الخيال حاجة ليفرغ كل تفكيره عند بعض النوايا ، مهما كانت ، فأرتمى الفؤاد جزل ٍ بعطفه الرقيق ليندي النبض مما جعله يستطرد العاطفة على مرافئة بإثارة الياسمين ، ويغيب تحت براثن جموحه راغبا منتشيا لمشتهاه ، مما شحن العاطفة تأجج ، لتصبح عيوب الآخر مزايا تعمق جذور الحب فيغط العقل والقلب يهيم بقضم التفاحة ، فرحب الخيال الكاذب بالغ اللون كوردة جلجامش وهي نفسها الوردة في شعر بلقيس.
رغم جودة الحس وفراسته الذكية في تحضير حقيقة الشخوص من خلف غيبياتها ، انجرفت بهدوء بحكمتي المتعالية المتخاذلة، حيث عالم الانجاز للرغبة التي أجاد هو خلقها بمستوى نبضه الرفيع ، الذي أقصى الضوء ليظلل الكون ببنفسجية أحببتها ، ليتداعى شعورا باهض الثمن على مساحاته الخضراء بطراوة ،فكثافته الشذية صهرت الواقع بباطن الحس ليرفض الاستيقاظ خلاف عالمه الممتع.
أدرك أن قراءة الباطن الحسي للبشر لها بعض الغيب المتآخي و الظن ،غير أن ظنوني كانت اتجاه شخصه متمردة دوما، منتشية بالجمال والعفوية والتبرير الذي لا أخفي انه شاهد حب تمرد على الواقع المر ، الذي صدمني مرات فشعوري اتجاهه أكبر من التوقعات ، هكذا نحن لا نستيقظ إلا بعد احتساء القهوة رغم مذاقها المر ، فمرارتها صادقة في مذاقنا مما يجعلنا نفضلها نتغافل ،فالكامن الروحي يتوق للمجد القديم للتفاحة فذنب العاشقين جموح ، لا تكبحه يقظة ،فاطمئناننا بوجود مساحة آمنة في القلب الآخر مصل يداوي اثر الوخز لشوك الورد، رغم عذابات الأشياء الصغرى فالنفس تتوق للثم جراحه .
فرجاء الشعور الأجمل في داخلي لازال يبوح على أوراقي صدقه، كما ألمس صدق الشعور في ملازمة صباحاته أماكن أبجدياتي ، مما يشعرني بالامتنان والاحترام لشخصه ، لا ادري هل هي قداسة قلب أم إنسان ؟
ولكن ما أتساؤله لماذا هذه المتلازمة للشوق في أضلعي ؟ ودائما ما تسولني لعتقها من جديد ، وكثيرا ما عرتني أمام أوراقي الخريفية لأتكسر ببرودة ، كغصن جف على عنق شجرة مهجورة ، دقات أجراسه لازالت عالقة في إذني ، تحترف بعمق صخبها لتقوضني في زاويته باحتراق .
كان يتباهى بزرقة عينيه التي تجاذبت كثيرا وعمق بحر الوهم ، الذي علا موجه ليعانق مد الألم في داخلي فجزره القاسي قد عرى كثيرا من صباحاتي الفارغة إلا منه، وأنا أقبع وحيدة تمطرني الوحشة إلا من رفيق استباح الجميل من شعوري ، لينثر ألوان الطيف ولكن بضبابية لم أحبذها ، فما كان له أكبر من أن أصدق رماديته التي غلفت بل غفلت الكثير من شخصي مما جعله يتمادى في رص جدران الرماد عن الحقيقة ،ربما حذر من نثره في غابة الشوك بعدا للاذى ، التمست له ذلك ، كما أني في قراري استأنست ذلك اطمئنان ، لا ادري لماذا ؟
ربما شفافية شعوره الكثيفة قد منحتني الكثير من الشعور والتأجج مما جعلني استسلم ، فامتلاكه ما ورائية ثرية من البوح الرائع تستلقي في أحضانها الشمس بحمئة ، تستفيض الرضاب باشتهاء ، فملكته الذهنية عالية الجودة ، تشعرني بمارد يدثرني في حلم يقظ بشعور حريري ينزلق حلاوة ، وأجمل ما يميزه لطفه الرحب ، فكثيرا ما يخلع وجهه ليرتق الشعور ، وكثيرا ما يترفق ليبقي الصباح طري ٍ ، فأظل أعوم في طوفاني الأعزل ، لأثور في جسدي ذوب ٍ بتلاوين تشهق
الجمال
.
ما اوهن تعريف البحر بملحه ، وأنا أكتب هذه الصباحات بنفس ذائقة شوق ولهفة والضلوع ترف بوهن الحنين ، وهناك ليل كالح مولج خياله برمحه ، يبدو أن بيني وبين القلم ميثاق يهدني أو يهد صبحه .
لا ادري ماذا أسمي هذا الوضع من الحياة ؟
كل ما أتمكنه هو غرس الأسئلة بشوق تاق ، أحاول تكبيله بهذا السرد ، ذريعة لا تشرع هذا البوح ، غير إني أحمله ببعض العذر، ربما لخلق الاطمئنان ، لكنه يبقى سرقة نفس متذبذبة على متكأ الرضا غير أني لا أرغب هدر جمال تلك الصباحات التي كانت بمثابة ضيف راع لنا مقامه أو بالأصح راعني ، لأنها كانت أوفى مواعيد حطت رحالها بقلبي الصغير .
إن تفاقم الشعور الحميم اجتاز التفكير و اليقظة ، لدرجة انه ربما يحتاج إلى ليل وزمن آخر يكون صبحه مختوم بمصباح ، إلا أني أجزلت التقوقع برغبة جامحة على نفسي في عالمه الوهمي ، فبت لا أريد تفكير أو صبح ينغص علي هذا الوهم ، ربما أكون قفزت فوق أعرافي ، فشبق الروح مستأنس بمعانقة أنفاس تجللت بمسك رعشة تتقدس برحيق الخلوة ، ترمي بردائها لتتعرى في ازدواج يشعرها بموت اشتهائي في أحضان تسامت بالدعة ، فارتمائه الوله يقوض اتزاني ، كم عجبت بذهنه المنفتح على الكثير من الإغواء ، فزرقة الوهم في عينيه انسابت كظل شمس على الماء لتتماوج بسخاء حميمي ، كم كان هائلا ترف ارتباكي أمام بريقها المتوحش .
وكأنا على مقشة مسحورة نطوف تلك الصباحات ، نعارك الواقع على سفوح من الخيال المقتنص ، بأحاديث مكثفة ولغة هلامية مغلقة ممسوسة بالبذل حيث يكون
للفتنة قصر منيف في شغافك ،لا يترك متسع لتفكير آخر ، هو وحده التمرد يبسط نفوذه على مرافئ الصبح ، لاتفاجأ بصبح ذا رائحة مضرجة بغياب مفتعل كالعادة ، ليحف النهار بخزعبلة شديدة الوقع من الخزعبلات الخرقاء ، وكأني به ينتقص أهميته بذلك أو يبحث عنها ، أما لدي أو في نفسه ، فعلاقته مع الوهم غير عادية كدخان عراف ، يتأول البخور ليظلل الواقع وهو يهتصر غياهب الجن ، ويفقأ عين العقل بخنصره ,
ما كنت لأصدق غير ان أذناب القلب اعتادت تمشيط نبضها على فجائعة .
فهو ذا حدس قوي ورائعة التفكير لديه تموسق الحياة كما يريد أن يمارسها حتى من خلال لغته كملك على الأبجدية يصطاد بالصقر مما جعلني لا أجد امتعاض من لقاء صبحه ، فقد كنت أرى براءته سر عظيم يحصن روعة شخصه فهو خارق ، وان كان سريره الملكي قبر ،
فهو يتمكن من تبليل حاجبيه بلسانه ،وهذا ما يجعل خيانة الذات بقبلة عمياء تجعل من التمرد إيمان ، ذريعة تترجم جمال اكتهال العقل على سطوره .
كم من صباح تداعى وسقط في وجه الشمس يتصبب وجع ٍ ، إذ هو لم يبحر بعينيه فقط إنما جاوز شقة واسعة من الماء والفضاء بهويته ، وكأني به يختبئ من شيء ما ، أو ربما هو أثر استغماية منذ الصغر لازال عالقا بذهنه الخصيب ، او ربما هو تفكير التعايش بسلام تحت أي رابطة او شعور ، محمل خير وأن كان قاسيا ، وللحفاظ على إمبراطورية البنفسج المقدسة أستغميت أيضا .انها عملية الوهم المتبدد لتقاطع الشعور، أجزتها بإدراك للعاقبة .
كان ذات صبح ضج بقرع أجراس أنثوية ناعمة تبتلت اسمها، قد سطر مفاجأة تعريف و ترحيب وديع كوداعة الورد ،أخت ولدتها أمه ، تنبئني بمرضه بالقلب ! شعرت بتقيؤ الغضب لحظتها ، فالخلق هنا متمزق في صدقه ، فجسمه الضخم كما تخيلت لا يمكن أن يخضع لأي منفذ غريب، ونبضه القوي إعصار لا يتحمله أي عطب ، تقمص جميل لرقة بياض انحنى عاطفه على نبضة باهتة من خياله الرحب ، نالت ربع الصدق من احساسي بتذبذب ، مد التفكير في انفاسي التعبه عنه، يبدو أنه يبحث عن جذب أهمية، أو تعاطف محبة، تمتحن خوفها عليه، خال لي أنها عدم ثقة بالنفس، أو أنه هاجس غيرة يحرك وجدانه ليلتمس مكانته في القلب الآخر ،لا ضير من التوجس حبٍ ، غير أن ذلك التصرف أوهنني قهرا ، وهو قد أخذ بتحريك قطع الشطرنج بمزاجية وانفصام بالشخصية ،هضمتني كثيرا بتكثيف أوهامها لتلغي مجيد شعوري بأنانية تنرجس أهوائه الضحلة ، غير أني ربت على قبعته ولم أدرك أن تفكيره سينام عن شواردها تغافلا ، حتى تبينت ان قلبه لا ظلال له ، فأثرت الهدوء والتحمل ، وذلك لإحساسي المتواضع بنفسيته المتقلبة وحبه المتنسك بنبضي ، وهو يمسك نقطة الضعف تلك ، فاستمر على ذاته الظريفة المثيرة للاشمئزاز تارة، وأخرى بالحنو فيمنح الصبح أجنحة ،بدافق السحر المبين من نبضه الصادق المتدهلز باعوجاج إسفنجي يقطر نداه بسخاء ،مما اغرق سيقان الورد لتميل ذاعنة وراء مبتغاه ، كربيع ينساب حوله باشتياق ينذر دفئه بترتيل حالم يغرس قبلاته كشفرة حادة بنبض الصبح الأجل ، آمنت أن هناك خمرا للحب .
تتسابق المشاعر مفعمة بالنشوة واللهفة لبدء صباح جديد ، وان كان سيشوبه الضباب ، فهو قد أضحى أبجدية تمتلك مساحات هائلة من نفسي ، وان كنت أستريح على بياضها بقلب مثقوب ، فهشاشة همساته التي تأتي كجناح فراشة تفعم الشوق ، وترعش لغة اللهب بالرغبات الشبقية الذاتية ، وكأني بها تعيد صياغة الأنوثة بروح شذية ، رغم خلسة واقعها الذي ترسمه كما نريد و نخلقه في شعورنا ، وما امتداده إلا تجاذب القلب والتماس صناعة حياة على مقاس أجمل ،فمن شروط الوضع التغافل واللامبالاة والبعد بخيال سريالي يجدف في الصحراء ،ويجعلك كمن استيقظ لتوه من حلم غريب اختلطت فيه الأشياء والأحداث بطريقة مثيرة ، تيه متدثر بالشهقات المجروحة ، كترفيه بصراع نفسي ،يعبر خلايا الحلم المقبور بالكذب أو التجمل / أني لا أكذب لكنني أحلم؟!
لا وعي يعيد أقمصتنا ملطخة بالهزل المزحوم بقلق الفراق ،فغريزة الاستمرار أيقونة تشويش متسولة ، على أعتاب نفوسنا المتهرئة ، لنتخبط بقرع الكؤوس وأن تشظينا بكسورها ، ويبقى الليل ساهرا على وشوشت النجم السارح بغموض في منامات تنتزع الصحو من أجفان تمزقت بهلعات النوم خوفا من أن تفقد صباحها الموشوم به المضمخ بجماله .
لازال يختزلني والصبح شعور اللهفة جداه ، وما أمطرني اخضرارا وهو يسقط ثمره على بياض الشعر ،إذ هو فارس الحرف في مملكتي منذ تكويني ، ففي مهبط الوحي من سطوري كان الأستاذ ، حيث بدأنا صلاة العشق حتى سمق القلب مسبغا الارتواء من ساقيته ،زخرفا بطيف الصبح ، ينجاب بوجه الشمس سماء لا يرقاها إلا قلبه الضخم كهيئته الوردية.
كم علمني قراءة نصوص التعاويذ المبلسمة ، وعمل رقي الحب المطلسمة ، وهو يحتضنني ربيع محموم عبر أنفاسه اللاهثة ببخس النبض ، ولا يعتقني من سرب أوهامه ،فاندلاقي المر عبر حشرجة الصبح المنشق ، جعله صلبا رغم تشققه ، رغم تدميره ما نقيمه من الفواصل والظلال بين هلعات الصباحات , لازال يرسم شعوذت الأماني ، هو ينزعني قهرا بآهات متعبة وذلك لشعوري بخذلان فردوسية النبض ،الا انه بعض الاحيان يقطر نداه بصخب يحتسيني رضا رغم ابتسامات الواقع الذي انسكب وابل ازهر الحقيقة .
فهو إلى اليوم لازال يتوهم ويزدوج ويتعدد ولكن بجمال يمتد حتى أفق القلب فهو يبقى زهرة الحياة العنيدة ، تمارس ارتعاشاتها فوق تلال الرمال ، لأبقى دائما في قمقم التفكير ولا أجد منفذ من سؤال يطعن كل أجابه ممكنه ، ولا ادري ..
هل هو يتخيل أن غيابه الجوهري يكمل ضعف حضوره الممتد بخفاء ضد ومع نفسه ؟
أم أنا لم أكن أبدا تحية تشف عن ممكنات طمأنينة في فكره المزدوج؟
ما أجمل الشعور المتمرد ، كتمرد ضوء الشمع في وجه الريح ، والغرق في رومانسية السحر والشيطنة بتناسل النبض تحت الظلال ، لدرجة تجمد الورد على عنقه ، في صحراء ثلجية ناصعة البياض كصبحه الودود .
ما أجمل الجنون وهو ينصب شباك التيه ، ويرتب الشعور ليدهق الحنين على تلة الزمن النائم في عمق الكهف ، لتريق سطوة الشمس هلع اليقظة بجفون الحياة ، لتترجل الأسئلة غموضها ، فيجتر القلب عشقه على مسرح مليء بالمرايا ، فيفرغ هياج حنينه بجرأة الياسمين .
كم من سارح أغفى ، وقد شرع نوافذ الروح على جنائن الهوى ، وزرع اليقطين على ضلوع القلب ، وأباح للدهر صرف القضاء ، ليعتكف في جلال الصمت ، وأسراب النعيق تهمس بأوتار الغياب ، وهناك ديم الليل تقفز من حلم إلى آخر، لعل وعسى يخط على الوجد المعتق فرض اللقاء
أو ربما يتفضل الدهر ببسمة ، ويعبر الحلم بحيرات المستحيل ، ويكسر فجوة الانتظار بوردة .
أنت أيها الغافي في كهف الضلوع ، بعمق الحشود المهجورة من مشاعري ،متى ستمتطي حصان الحلم ، وتشق جفون الشمس ، وتتآخى بهيامك وتسيل مفجر الصخر ببارد الرضاب ،وترمي بأنواء العواصف ، وتضرب بزئيرك ضواري البعد ، وتغدق القطر من السماء ليزهر الورد من جديد؟
هل لدقائقك رموز عصية الانعتاق …؟
لازلت وعرافة الحظ تفترش حرير الحياة على امتداد الحلم ، وكأني بها تحت خدر النجم تعصر أحجارها بالكثير من البسملات بينما جفونها المرتعشة تنبأ بهذيان نزق يشعرني باحتقار الذات ،فملامحها المرنة على امتداد الهرج ، تذكرني كثيرا بهرجه حتى آمنت أن صاحبي يعتنق تحضير النبض بأقنعته المختلفة ،ولا أعفيه من الذكاء ، فلديه أزميل يصقل الخيال لدرجة الواقع يعبث بأهداب ذهني ويجذب انتشاء يومي وكأني به يربت بهدوئه الجميل على خفقات القلب فيحابيه ، رغم تطاير قشور بهتانه في وجه الصبح ، وهناك أسئلتي تتقوض باشمئزازها بداخلي كقبلة مجاملة ، أو بالأحرى شعور الحب الذي يذل ، فقرون الاستشعار عند المتيمين يغفو في بيات ،غير انه يستحق فقلبه السليم الذي ينبض تحت أرطال الشحم الوديع الملهم ، لا يدع فرصة لذهنية تتضارس تحت مظلة الوخز بل تتجاوز الإشارات الحمراء دون وعي ،فأسفار التيه مديدة الأطراف رحبة البياض ، لكنها تضيق على ثغرة الصحو ، فسباقها المحموم للالتقاء بأول النبض أقوى من سقطة الضوء على صفحة الظلام ،فدليلها والفجر دقائق تتلو على بصيرتها الحرة آيات النزف الرطيب لتترع كؤوس العمى / فالحب أعمى وأظن أنه أصم / فهو يأتي بلا قرار، الحب والبغض ، صخب ضدان لا يعترفان بالميزان .
كم غفي هو / على وتر الصبح باطمئنان ، ينسج الحرير من بصقٍ ، وجناحاه الأبيضان يعزفان ، إلهام الطيف بأجمل الألوان ،فللصبح تحت عطفه يستعر شذاه بشهية .
كان الصباح أشبه بقبضة الماء ، حاولنا قسرا منعه من التسرب والغياب،
وكأنا نرحل فوق ما بعد الواقع بزعم ٍ ، لانفراج أفضل عبر أماني امتهنا خلقها بطين ضامي ، واختلاج شعور لا وعي يهيج الهاجس المكبوت ، كان قلبه التشاؤمي معين فلسفة ، مرتع للصدف والغرابة ،وكثيرا ما يغرق في هلوسات الموت والرحيل ، لكنه يتقن الحب بأسلوب أفلاطوني شاعري ربما تلاقت أفكارهما لتشابههما بضخامة الجسم ،التي اعشقها بورديتها ،غير انه لا يشبهه في التناقض وكره المرأة إذ صاحبي يحتفي بالرمز ( المرأة ) ولها في مفهومه التحفة ، جمال يضاهي الورد ، ووجودا ذاتيا مكملا .
كم سكب الشفافية بهيئة حب لا ينتهي ، حتى نشأ الصبح وطن يسكننا ، والواقع المغيب في رغباتنا منع ضم نسائمه الحرة لأنفاسنا ، مما كسر مخالب الوحش بداخلنا فلم يجرؤ فك أسره فقيوده المحصنة بالاحترام تقديس راعني ممارسته ،رغم هياجه ، فيقين الحب بداخله طهرا لايهتكه رضاب الوهم ، وان عرم سيله على جرف هار ، فنفسه الكبيرة التي امتن لها ، صرخة نور في عين الظلام ، لم تشحب في غبار الضياع النفسي ،رغم خداع مرايا الضوء المشروخة ،هناك طفلا يختبئ في كومة الشحم الذي يحيط به ، يفضح لونه الأبيض، يمنعه من استثمار العاطفة بالبذل ، فهو سمو يقف على غصن خريفي يشقشق الألوان بنزعة نقية ، لها ارتقاء في قطف الدانية يلهم الاستمرار ، و التجدد كما يعتريني الصبح .
أشعر بالصبح مترمل ٍ دون أنفاسه القريبة البعيدة ، استشعر حضوره فسنابك طيوفه تقرع الهواء وتصطك بقرقعة النبض بإحتراق،لا أدري الى متى سأستمر هنا كجرح بلاهة يتزمل قشور الانتظار ، وأحسه يربت بهزء على دقائقه ، ويهطل كصمغ ٍ يتثائب على قراره ، ويكبو بقلق شاحب على غصص يومه .
منذ الغياب وملاحقة الظل تؤجج الصمت ، وتستنفر الاشواق وتحزمها ورودا تحت صرير الاحبار ،والمنى تأبد حلمها تحت أجنحة الوحي .ومرابيع النجوم تعد وصابه في حدقات القمر ، تصبو لشمس ضائعة الاشراق عند مغيبه المجنون بالدفء ،هذا القابع على السطور يتناسى شغف ٍ أبرم اللهفة حميم كففا يهيم على أثله بخضوع ، يشغف كثيرا هذا المزدحم بالتعذيب والرقص الهويني على تكسرات شحذ العواطف ، يبدو أن هناك مدفأة تعتنق خاصرة الوقت بحميمية / ليغفو هو في سبات الصمت.
من بين جهات التمزيق المتعبة ،يطل بتواضعه فأتذكر آخر تميمة تلوذ بآخر تماسك للصباح ، والغياب يؤثث الوقت بملامح قلقة مجهضة مليئة بالأسئلة والإحباط ،حتى شعرت أن هناك شيء عالق بيننا ،بعيد عنا ،وفينا.
بدا ذلك الصباح وكأنه يسند رأسه على الحائط مصدوم ٍ.
حيث انجرف صاحبي مع تيار شيطنته الماكرة، كمجنون يركض في الشوارع عاري،إذ هداه تفكيره إلى وأد نفسه بموت مختلق!!
ليسربل النهار باعتلالات مبهمة ، تكاد تكون من الشفقة قاب و من الغضب أدنى .
تفاجأت بتأنيث الصباح مرة أخرى ، وحروف مبعثرة تتناثر بصخب تضفرها مسحة حزن كاذبة ، تباغتني بنبأ بوجه باطن كظيم ، وصرخات مصطنعة بأن صاحبي قد مات وتكررها مرارا ؟ حتى بدت لي كلماتها تقبل الهراء .
استقبلت النبأ بازدراء مشفق لا يعطف على شيء ، سوى حماقته المتوشجة بهوس البحث عن ذاته ، ذاك الراحل ليلتحد دون كافور.
لقد مضغت ذاك الصباح أفكر في هذا الإنسان المجتهد في حراسة العبث بالعواطف ,ليتخذ من أوجاع الآخرين مرفأ ؟
ربما سببا آخر يجعل منه متوهج في شعوري رغم سرابه المتعطش للوهم
تأنق ايها الحلم العراف /الملتحف مع مجتهد العبث في نفوس المتيمين الوردية فما من غوث الا بالنسيان ضمادا
ايها الحلم/
اكبح المشيئات فهناك الحضور للكمال الممزق ببراثن القلب الاعمى ، فهو بالتأكيد لا يستدعي الا كمالا ممزقا يسرف هذيانه في اذن الزمن ، ليشغل النبض بالاعتكاف في محراب تساوره المخبول وغروره الباهت بخشوع الوهم، كذبالته االذائبة على صفيحها الساخن ، باشتهاء يفترس اجساد لحظاته المرتبكة ، بسراب يثقب الاحلام ، لينتبه أخيرا والليل قد سحب ذيوله بخفاء من تحت أقنعته .
تتداخل افق التفكير لتفعمني بالاسئلة المحيرة / الى متى ستتعانق انفاسنا في خفاء على بعد الملتقى وكثافة الحجب وابعاد شقة الارض والسماء ؟
أما آن لها أن تهضم الماضي وتلوذ بحجر النسيان ؟
لم كل هذا الاستيقاظ المهتلع بصداه المضخم ؟ والقدر قد رسم لوحاتنا بإفلاشيته الصارخة ؟هل يمكن ان يصاب القدر باشتهاء الالم ؟
يبدو اننا في زمن القلق المشروع ! المسكون بالنزوات ،ينذر العاطفة جشعا ويأول الازر امتداد .
لم يكن خطأ أن نحب …
ولكن نكون على خطأ حين نخطأ التوقيت.
قدر لا تستطيع عرافات الزمن فك شفرته
لموات الخريف في شغل بعض الحياة فضل كبير ليغط بعض الشعور المتمرد في سباته الأصفر رحمة بالقلوب ، لأنه يسمع أشياء ويرى أشياء لا يدرك رؤيتها الآخرين ، المنغمسين في مد اخضرارهم الاجرد خلاف الواقع ويخبئون نبضهم المتذاكي تحت معاطفهم ويحابون بوارق الصبر .
مثله لا يجرؤ على مد رأسه من نافذة الحلم المتقوقع في شتاته المأسور، فهو وحدة من يدرك ذكاء الخريف ، ويدرك إجابة التساؤل ويقوض استغرابه ،مما خلد اخضراره ، الذي يلهمه اجتراح تفكير الآخر ونقاط ضعفه، ليبقى صبحه الفاتن يتخفى وراء موعدٍ آخر، لربيع مستمر بلغته الغامضة ،رغم ترنحه فهو متمكن من غمد رغباته المثقلة بإجابة مختصرة عقيمة لامبالية !! شيء أفعله !!والآخر عارض لا يصح له الألم والشعور
عبثا يستمر القلب بالتقاطه رغم انكسار العاطفة في مرايا صباحاته
يا شعورا متباطئاً يا عدم اكتراث
يا شبه غيابٍ يهرول
بين وصولك الكثير ورحيلك الكثير
يرتعش بعض مكوث
يبدو الصباح كوردة بغصنٍ محروق ٍ ،يحاول التنفس من تحت رماد النسيان ويتجرد من وجعه ، هناك خدر في مفاصله يأبى الاستيقاظ وكأني به أدمن الحلم فأستورق الأمل ليطول ،في قبضة زمن تجعدت أواصله ، وبدا كمنعطفٍ مبتور!
لا ادري كيف يفكر ؟
وهناك يافع القلب يقبض نبضه بحزم ،لكنه يلهج بتعاويذ كثيرة بتمتمات سريعة لألا يسقط الصبح من نهاراته ،فهو يستلذ اختناقي به ،واعتكافي هنا أثرثر، وتكارس الوقت يغص بارتداد مخصرة الصمت في الفراغ وهي تنكث ثنايا الأسئلة الحائرة .
ذاك الممتطي صهوة الصمت لا يلوي التجاهل، إنما شغل بنصره يحزم أنفاسه في تحجيم الرغبة واحتقان الصبر ،فأنفاسه تتبخر من شذى الملائكة مما يمكنه من السيطرة ،وشجب الأفق الممتدة وتقويضها تحت قفصه الصدري الرحب ، لا اندهش فهو رجل يهوى الاحتراق ولكن ليس بقدر الحرق ،فهو ممن يفرشون القلوب بالورود ، ويدوسون أعناق جذورها لتضما فيبذل ساقيته كقبلة انتعاش ،ليست مبدأ رحمة ، إنما للشعور بالأهمية .
مستدرك سذاجة يوهمه إنه يفتقد شيئا ، وهو المالك كل شيء.
في هذا الصباح الموجع، أحاول أن اجمع نفسي التي طالما تشتت على مرافئ الوداع البغيض، فتحت كتاب العمر، رأيت أنه فاتني الكثير وخسرت الكثير، هناك صفة ممقوتة تتقمص نفسي بنرجسية فاقعة، على ما يبدو.
لم أتداركها بعد، وقد أخذ مني الشعور عتيا ، وشاب مفرق النبض ولازلت كما أنا، نفسي تتوق لنرجسيتها الموحلة أرفض أن الماء يأبى أن يصفى لأرى طيني الجميل على صفحاته كأول مرة ،لقد مضى عهدي، لم اقتنع بعد بذلك الواقع ،فأنا لازلت مشدودة لوتر الحب اللعين ،تتوازعني نزعة الميل إلى إحساس يروق لي التسكع تحت براثنه، متناسية نفوق القلب على ترهل مشاعره الوهمية فالمرآة اليوم تتجاهلني كثيرا .
لا استغرب ذلك فهي كالبشر لها آنها المتفسخ من الوفاء ، لا تعتد كثيرا بالعمر ولا نبض الحب ،فهي أيضا لا تؤمن بنهضة الأطياف .
كنت أرقت هذه الصباحات لم انتبه أنها مغبرة الذكرى، شاحب من هول الاعتراف إيمانها،لقد ألقتني بقسوة على مفترق شعور أغفله الوهم حقيقة الطرف الآخر ، فهو كما هو يبدو مثلي، لا يتغير ولا تخضع نفسه لعوامل التعرية .
لازال يقفز فوق ملامح الصدق بتردد، ويوزع نفسه بالكنايات المتعددة, ويوهم نفسه بأنه بمأمن من الشمس، يا الله، إأن هذا الانفصام كالإرث يعزف لحنه الأسود في دمه.
ويبدو أنه آن لي أن أستسلم لمقصلة شهريار وألوذ بالصمت لأقطع المسافة المبحرة في عمق الليل لأدرك الصباح بواقعيته فقد ظمئت من ملوحة الكلام.
مع كل سبق / إصرار وترصد ،ربما كانت لهفة لم تدع للزهر فرصة للنضوج ،رصدت مشاعر مشوشة، تشكلت في شوارد منى ،فأصرت بتتبعها تحت رخو السحر وانبجاس عاطفة لم تحيك زمنها بالعقل ، رامت على جهل فغفت تتجاذبها تلابيب الرغبة، فارتدت ملاءة الخيال ورغم الضباب جنحت تصفق في فضاء عقيم بسحرها الساذج .
جهد نفسه ذلك الصباح طويلا وهو يلهث ويقطر الرذاذ بفم فاغر،
كضمي بعدت به القفار، وضاعت منه الجهات، فتعثر بنعومة الرمل فأنكب على حلمه يطرز الدرب بمنولوج هلوسة، و هذيان بمزاجية مريضة معقدة ضبابية تغلف الأفق أمامه بسراب نقيعة، تتلألأ من خلاله ثقافته الهلوسية الناضجة بشكل مطرد وعصارة فكرية لاتتثائب ولاتمل ، نظرته الدقيقة عبر مرآته المشروخة، تجعله يعتد بنفسه كفارس تتقزم كل الضمور تحت سرجه الأبيض ،فهو مليء بالاحتواء والتشبع بفتنة احتضار المشاعر ،فخلوته ضروب اعتراءات تتنفس الجنون حياة ،مما يملقه صدقه مع الآخرين فالقناع الخل الوفي لمد جسر التقارب، فهو يتقن خطف الجبن من منقار آخر .
لماذا تغتصب محراب صبحي ؟ وتوشح شعوري بالقلق ؟ كلما تعود /
ألم تسأم ؟
لماذا لا تمضي ومريدك وتتركني وحسب
لقد سأمت ملاحقتك أنفاسي / ماذا أنا فيك ؟
لتجنح في أعماقي بإسهاب ملهم ٍ لأبجديات ظنوني المتسكعة برمادية ثرثرة لغة لا ولم و لن تصل ؟
ماذا تريد هل هناك ما بقى من مقاليع الشيطنة لتقذف لحظاتي به ؟
و لتنتهك به قيلولة بنفسجة لم تعد هي ، وتوطي باخفافك المتلبدة بالحماقات اتجاهات مرافئها ؟ .
لقد ازدوجتني طويلا حتى أصبحت همهمة حروف ضالة، تتنازعني فواصلها بجدلية البقاء والرحيل، بوجع يهملني لوحة على جدار معتق يتألق الزمن برسم ابتساماتها المسروقة من عتمات وجدك المنزلق .
لقد أوصلتني لحد التفكير بالاعتزال من كلي
فلم اعد أنا / لقد ترهل الإصرار وهد الصبر وتهاوت أركان الاستمرار
فأعذرني أن اعتزلتك معي. /
تعلمت شيئا في الحياة يجعلني أغير بعض مني ، وأنتقل الى المشهد الآخر من بعضي, هو أن أكتفي بالعاطفة سرٍ ، فالبياض دائما ما يتلوث ، وليس كل الناس تستحق نبضك، فأعناق المزاجية ضيقه جدا تؤجج الاستفزاز بالحزن, أشعر أني أمضي في دائرة منذ سنين لم أبرح عاطفتها الحرباء،فقد عقرتني أو بالاحرى أنا من عقرها, بتأويل النفس المنفلته من زمام ,وكأنني أطأ أفعى لا تلبث أن تلدغني, رغم ذلك أعود لجر الحبل!
ما لعقلي يختزل تحت بواعث العاطفة, فيغلب على أمره.
أتى الصباح الجديد بمعتقه ليسكر لحظات الذكرى على نفس قطردائرته فهو هنا وهناك وهناك , ما أكثره في توحده, لا ادري ما يروم او ما يضمر أو أي جرف هو ليبقي امتداد سيله في كل مكان؟
اليوم تفاجأت من إستياءه من نعوته المضرمة على سطوري, كنت استفزه بصدقه الموهوم, فقد أدهشني بهطوله على بياضي الاول,وكأني به عرف نفسه, بإفتعال منبه لم يعبأ لخطورة جرفه , يا الله إنه يشبهني تفكيرا وعاطفة,لقد جعلني أتسائل هل ما أكتبه هنا حقيقة؟!
وهل نتجاذب نفس الاحساس بــ صراع الحلم والواقع, وكأنا نقف على زمن معلق, بخواء طلل ٍ يتطلع إلى نبع ماء صاف حيث تبدأ الحياة.
يجعلني الأمر أتسائل لماذا؟ الى متى؟ وما جدوى ذلك؟
وبناصر الحبس قد بان بياض إبطها,يالسذاجة الحياة وهي تمهر عواطفنا بقارعاتها الكاذبة, لا أدري لم تستكين للتجاوز؟ أهي تتوحم على الألم؟
أم هي أنا ؟
يا الله متى سأرمي بنفسي في رفات الياسمين وأكبر.
أتيت أأتزر الظمأ بيومي الموشوم بك, لا ادري لم تستيقظ جفون الصباح مولعة بك؟
لا أدري / أريد فقط أن تتوقف عن ترجمتي بهذيانك,فهل في صباحك متسع للرحيل؟
من كل النبض لا أتمنى ذلك .
رغم أن سريريتي فيك تنتهك الكثير من مبادئي, وتقضم أطراف سكينتي بهستيرية مجحفة, لماذا تنتعلني في كل مكان,على مملكة الظلال المتخفية, ورضابك الصمغي لا يبلل تفاصيلي,ووجودك يجعلني مرتقة بالألم,وألتقط النوم عبورا
وهناك الليل الطويل يفتح الحلم على احتمال, الابتعاد أو التزام التخدر,كم أتمنى أن يتمزق الحلم قبل الإشراق ,فكلا الهاجسين وجع , كما الوضع المسكون كل صباح.
أشعر وكأننا حشائش تبحث عن قطرة من نبع مهجور
آزرني الفكر لأتكهف في ظلال مرهقة,تحت أطر النفس المفككة ,تعرج بي بهمسات غاوية, تقحمني غرق,وكأن نسغ يجري بعروقي ويصطاف على عجزي,يسرقتي من مهجري إلى أحضان جسده الطري,لنعترق من جديد على صهوة زمن مسلوب,وكأنا نتشبث بثمامة.
فيا صباح أقلع وألتهم شموسك, فجسمي النحيل المتكأ لا يقوى على قفز النبض,وقد تقوس كوجه هجره اللحم, ينهض على كتف مهزوز, يعقل ظله بمنسأة سوداء ويتسول الدروب,فلا ترجمه بسجيل صباح ٍ فينهكه الارتماء.
لا أدري ما لون تفاحة آدم أهي حمراء أم خضراء أم صفراء ؟
لأكف عن أكلها.
بعض الاحيان تضيق بي أحزمة التفكير، كما أعاني حصارا يحتضن ذاتي بتبجيل مرعب ,وهو يجثم كالصدأ عليها، ويسملها ببذل ٍ، ليكشط ما بقى من ثباتها
بعد أن كادت تفتت ما بقى من وجوده, لتعود لترمم طينه الجامد في خريف العاطفة بوحي القلم, ظننت في البداية أنها خربشات ذاكرة علقت بحبري, لأفاجأ بشعور طفا فوق نسج الكلمات يتسلقني كلبلاب يزحف باخضراره على كلي,لقد خانني القلب و عبأه في جميعه, ليدخل الصباح في مضايق بنفسجية معتمة؟
ليبقى ظله يفترسني كصدى في سفينة مهجورة,لم أكن أدرك أن هناك شعلة بقيت تتلطف بها رياح النسيان,لتغفو وتحالف العشب.
ظننت أنه لا يمكن لتنين الفؤاد أن ينفث لهبا بنفسجيا, لينثرني على رابية الزمن هطول على صوان, ويقلب سرائري على وجهها.
كل يوم أحدق في مرآتي المتعددة لأنظرني بنفس القميص الحريري الذي اعتدت أن أجلس به في تلك الصباحات هو نفسه ببنفسجيته الشفافة, أتفقدني باللمس كأني أندب تغييرا لأرى أنا نفسها لم يتغير شيء /
وهذا القلب هو نفسه لازال كما هو نضرا يعزف أوتاره على كل جميل لا يعبه بالعواقب فهو هذيان يتقن الجنون, يمارس النبض كفريضة يتدنس وضوءها بالماء حين يلتمس الغفران ببقاء الآخر النابض صمت ٍ.
.
تأتيك بعض الصباحات مقتضبه وربما تمتلأ بصور جوفاء لا تنتهي,فتصيغ من نفسها همهمة ذات رغاء, مزعج كمتعاقبة الافكار وتلاحقها عبر مخيلة لا تتعب من التحليق بعلو, دون أن تعبأ بحرارة الشمس التي يمكن أن تحرق اجنحتها,وكأن بينها والشمس عشرة كونية بينما الأخرى تنسلخ من وفائها لتفرق رماد اجنحتها عند مفترق الهواء ,وغابة الشوك, ولا تفيق , والليل الطويل يمتد بشموخه يحرث القبور بجثث الاحلام, ربما هذاالضباب الكثيف ليس حلما انما شعور بهت وارتمى على قارعة الزمن, فعشبته مخيلة المطر, فنهض بكسر ٍ يشي بين ضلوع الأبجدية, بعد أن ثقب جوف الذاكرة , واعتنق محراب النبض, ليهذي بابتذال شائبة الروح, عن تصدع صباح إنهارفوق شعور شحيح, اجازتها جرة قلم, غفلا عن مكمنها السري, لتوشي بها بوار تجمد جدبه, يبدو ان الفكر بعض الاحيان يخترق معاقله /فيصاب بشعور طفولي يبحث عن حضن رؤوم يسرح به من عالم الى آخر , عالم لا يحاسبه على هذيانه بقسوة.
مثل احتضار الشمس , مثل انحسار النور في احضان الغروب كانت النهاية والدرب ابدا لا يقبل الرجوع, حيث يصبح الشعورحينها نفي لصاحبه. وهو يتغارق في مشهديات الحلم الضارية,فهناك تكمن معضلة الضياع , كما يلتبس النبض حينما تتسع المسافة في تبجيلات نبض, ويتقلص الآخر في حدود العبث, الذي يتوه في غابة روحه هذه الحمى الكؤود الضعيفة, فيبعث مراسلاته بسبب احتدام وجوده في ظلال الرغبة والرهبة ,مما يجعله عديم المقدرة على امتصاص هزيمة فكره , واضطرابات نفسه, فتتكالب عليه تصرفاته الجنونية الباهتة ,حيث يتجاسر معها على الاذى, بروح من زجاج تربت على قلب من الصخر,كأفكاره المفخخة, وكأن فكره يعتقله من رأسه الى أخمص نبضه,لا أعلم هل نذر نفسه لنفسه, بينما الآخر في عمقه نهم تسلية محض حاضر غائب , وهذه معصية الشعور الذي تحترب فيه نزعة الثقة .
اشعره مقر للشر لكنه طفل في الهوى محتال،وعصيانه الرائع كزخرفة الطلاسم الغامضة, تتركـ فهمك ناقصا.
من يعتق الصباح من حدود المكان والزمان, ويعاقب القلب والروح أنشودة جنائزية,تضرم الأكفان ياسمين معتق,ويتوج العمر سحاب يغرس الاقاح ,كتعويذة كبح ٍ ترتل نبوءات القدر كلما انعطفت الأهواء لتكدم نبض الروح
بحث خالف بوصلة الزمن, وغدا ينمنم بأذفره يصرم الآلام من عناقيد الوهم , سفرا ممسوس بالمد, يسبك الزيغ بفصاحة الشمس في رائعتها,
فأطر العاطفة لا تأبه بما يخنق النفس, لتظعن أنفاسه من عمق النسيان متفتقة كورد مبلول بالغسق,ليقرئني الصباح بلون آخر,نسج بعين شبقية تروم نثر الشوك بعقوق,وهو يرن عظام الروح بمجداف مشلول,لتخونني أشرعتي في بحر لجي,قدني من خلف ٍ,ليداعب تفاصيلي البيضاء بكيدٍ منزوع ليبقى يتراقص حول نار زنجية برمحه,ليتكأ بعرشه السادي على ملامحي الخريفية.
يزاورني الصباح متوشحا بشبح وجبهته البيضاء وشمت بقبلة, مما يجعلني أقترف الجرأة على الكتابة به وفيه , هذا الطيني المنزلق بلطافة خاملة , فهو يدرك كيف يستثمر جهاتي ليسند رأسه الكبير على صدر صفصافة ويضفر الظلال,هنا يقوم ما تبقى مني يتضرع ليبطىء مجرة الشمس لأمهلني أجمع شتاتي المتدافع في شغف, ذلك البالغ القرب من الروح المتكدس في ذرا الغياب في منعطف اليوم, استشعره ترددا يتنفس وينظر ويتخفى وراء الامس بكل الرغائب المثقلة, كأحجية تصخب وتتنقل على هوى شائق للوضوح, حيث المنعطف اللاهب يثمل بعذوبة.
في مخيلتي صبح فظ يتصلب بإرتياب , ويطوف في مدار الشمس بأجنحة من الشمع يحرض بالخرق,حيث يراوح الشعور مكانه يتوقف القلب يفكر بنبرة حانية تؤطر الضلوع وتعزف مواويل تتصاعد بهدوء في متعة لا تريد الانتهاء منها.
فيقظته المفاجأة تشعرني بفتنة تشفي غليلها من التذكر بلا انتهاء.
وهذا البوح الذي يزحف على دقائقي اليومية بلل يضميني على قارعة.
متى سيرخي الصبح سدوله؟ لأربت بعيني على جفن الكرى , وأحط ظعن هذا المسافر في انتكاسة النسيان,أشعر وكأنه يسكنني مضضا إذ ما يفتأ يبللني كعرجون قديم بهطول لا ينقطع ,يجعلني أتناثر بحماقة تغرسه بطل في ملحمتي العصماء, أخاله ككتيبة تتار تحاصرني بجنونها ,ولا من مناص,
لأبقى أرتله بجنون قيس,إنه يؤجلني شفقا ذائبا في رمق الشمس,ليماطل الزمن ببطء سقيم,ويبثني كعهن مندوف ليلمني ندوب ضاد ٍ يتحسسها كلما فزع المغيب, في ثمالة صبح متلاطم الهواجس , وسنبكه الضخم يجثم على ترائبي بهمهمة تجاوزت الأسوار , لا أشك أنه مسني بهوسه الضريع ,حتى ضاجع موضع رخو من أنفاسي,ليسيرني كآهات شجية ,تستل أوجاعها من حنجرة مبتورة, متشهرزدة الصباح بشعورا قلق يمتد تحت خمار سطوته, بدا لي تسببه كفك عقدة شعور تنتاب خوالجه فيحتطبني كتدفأة , كلما تسرب البرد الى مفاصل الذاكرة ,في مواعيد ممسوحة الدقائق .
يبدو أننا نتعذر بمزج هياكل النبض ونتغافل أن حوافرنا هي من تستتب الوطء
عذرنا أننا فرائس أنفسنا .
بكفك النار سيدي وأنتشي رمادا يحبرني هنا, فخذني بحدسك الراقي, لملمة أعطاف طفلة مبتورة من جدائل صباح معتق, حملتها المخيلة على أوتار مغبرة بسمو نبضك ، فخذلها لقاء الاشباح, لترتمي بعنف شوقها على مرفأ الارواح, لتريقك شعورا تلتحم فيه أجساد دقائق تنتشيها ألم ٍ, فلذة الحب أن لا نكمل كل تفاصيله حتى لا يذبل .
من أنت ؟ /
رسالتك المطوية في أعماقي تشكلها غراس أرضك ,فمتى ما عتقت أعناق بذورها وأن جرحت بقتادها الطين ,فنبيلها كامن تحت قرفصة الغياب الملهم, يعسفه تسلط وجودك بصدعين وخيرة,فدعني اتمردك بك ,وأن جحفت بمغلبك ,فأمينك الضامي ليوردني عذب ثجاج يورقني كما يؤرقني, لأسرد جنوني على ضافية.
تروحني على بوار القلب عشبة ناطفة الروع لا تتجافى عن فاقتك ، لتخفض الجناح ، حتى تتطفق معزل ٍ في قداسة قلبك .
هذا الصباح يسحب أذياله كقائد مهزوم في نفسي,يتلعثم الضوء على نافذتي ,فتنهار كل العصافير صافقة تضرب بمناقيرها الزجاج , فترتد أجنحتها مصدومة على أغصان ترتجف حزن موبوء بالدمع, إحساس يقلقني ينمل أنفاسي, يقتنصني ويعلقني على زمن ليس لي,أبحثه ألف مرة , وأقرره ألف مرة ,أهدرني جنون لأوصلني إليه مرهقة ,أتمهر عشق يحبرني بهالة تخضر كقبلة على جبين الحيرة ,أتغشاه أحضان تجردني من كل شيء إلا هو, هو ذاك المكتوب على جبين المشيئآت التي يقصر عنها الكبح, كأني بميراث عشق أحجى, ازدحم وأنثالت النفس مروقا على تقواها,أصبحت حكاية تفضح توريتها القمحية على ملامح وجهي الشاحب,خوفي على سنابله تحترق بالتراب,لترجع بي ذكراه إلى سالفها العقيم,فشهوة البدايات تحاصر استحمامي بجمراته لتلثغني بحضور لا يفقه شيء من رغباتي, لأتقوض بتاريخ موشوم بنفسه,تاريخ يفرض امتداده في عمقي الأجوف, يحرض ذبذبات تقرضني ذلا,أشعرني سقوطا في طوى بقاع صفصف ,يحتضنني كله, كطوق من هواء , وأخالني مهرة انفلتت كالريح لتجد نفسها على شفير هاوية تفصلها إخضرارات مرعى بسافي عمق مهول.
ما أقسى ذاكرتي فقطر عروجها ينبت البرد في مفاصل تحجرت به,وكأني بها تستحضر روح رمت عظامها من مائة عام ,ليبادرها سؤال عن لبوثها فتقع على ظرفية مولجة ليل بصباح مقضضة الدقائق , إنه دفء الأساطير ,يرملني بإسراءات قاتمة, ويحبلني بصباحاته بلا أجل مسمى ,لأثرثر وكأني لم أنطق يوم ٍ.
قسرا أحاول اعتياد غيابك , لكن الظنون تخيب أشيائي المبعثرة بك ,فتحيل مساحة جسمي ضيق ٍ لا يستوعب ترتيب نبضي ,فيمزقني ذوب وجع على صفيح الاحتمال, لأرى إفتقادي ينشأ جدلٍ مع زمن احتظار آخر نبض فيـ لكلك , خلسة أقتنص سجاتي من ثغر ليل وأبيت على دمن أرغفتك اليابسة وأحتسي الدعاء وردا , لا ألبث أتحسس طينك بين قطراته بياض ساد سجود وجنتي الباهتة , حتى ترائيت كلثم قبلة على صدع تربتي , فيتضورني قلق بربري ينافي لغة نبلك , مسافة الخلق انتشت بطواها , منذ ذاك الزمن وانت تجعلني بيدقا , وتنذرني للفراغ وتسومني غلبة شعور خاضع بحبك , عذري سياج الخشب لا يقاوم النخر تحت رطوبة رضابك ,رغم ضآلة نبضك شمال نبضي.
لكني بدأت وحتما سأقاوم لأزفرك دون رجعه
ولا أسوم عتابي عند إحتضار البنفسج, فقد أعتدت التنزه على الأذى, وزماني المستبد يعشق الزجر, ويحيل الصباح جدث مستوحش, يتخذني نخبه تشفيا, فيلقيني كثاوٍ على موج يأول المد والجزر على هبوب جهاته .
كم كان الدرب طويلا للوصول إليك , وما أقصره حين الرجوع عنك , لم يبقى شيء يسترعي الصباح ؟ ,فقد تداعت تفاصيله تحت رق حماقتك,التي غرستك كعشبة قبرٍ لا تهتدي إلى تنفيس ولو بشق زفرة.
فتعقل القلب لأن تكون كما لم تكن شيئا مذكورا,لأنك ستبقى أبدا سجين وحيك القاصر عن مبلغ وحيي , فقد مضى القلب في وادي غير ذي زرع , حتى قضمه التصحر , فارتمى على قعر منهزم , يحاول زم نبضه كي لا يصل وابل لأصر قربة ,أو يكسو رمق عشبه ,فقد تصافح و نهار الحسم ,وغدي يمارس كهنوته بحرق الشعور,و يستحضر عجز النسيان المغبر من هيكلة الوقف,فلم يعد هناك ما يستحق , ووشوشة التساقط وعت كبواتها على قفر نبضك,لم يعد انسكابك يغريه , فسخاء ألمك طغى وأكثر الندوب الواخزة فباتت وشم يذكرني بنكسٍ , فلم أعد أطيق نبضك ,وقد أكفهر الصبح
سأنقش آية الصبح قبرا يتوسد ترابي ,و إذا ما مررت بغبار الزمن واستنشقت الذاكرة من علة غياب,واستشعرت قيظ النبض في قلوب البنفسج
ولازمني شعور عليل بزاوية وأعمى من ثلاث,فأسترك العين الخامسة لقمر لا يبوح بسر محاقه ,لئلا يعتريني قرص حلم لا يتذكره سدف, أو يمر بزلق عمر ربما لا يتفهمه عقل ,فبساتين الشمس لم تبرق ذهبيتها قمح, ومآتة الربيع شنقت خوف الطيور على كؤوس الزهر, فذرت الأقدار لقاح لم تبذره الرياح ليزهر آخر, فخوي البيدر على عرش بلقيس, وتشرنق هدهد اليقين
, حتى أستوي الرخ على سدرة مدن تمزقت أرصفتها,وغسلت دهلزة اليباب حنين أوردتها, وبقى هناك فرض ليل بهجير القلب يجافي جنبه ليتطهر بفيض الغيض ,لروح تقزشعورها حتى لا يجرح طيف يحط على شرفة الفجر بجناح مكسور,فـ عشتار لازال مستيقظ يتضوع بقداسة حب يقرض جدائل الغيم فرات يستحم بوروده ,لا ادرك تفسيره
نجدف في مراكب الحلم عبثا,ونتقرصن, و على مرافئ المستحيلات نحط بوحشية , ربما تتسع المسافة بين ما نرغب وما نتمنى, وأن كان التجديف على متن الجماجم, ولا نحترس , ولا نكترث, فنقدح الشعور على صوان ولا نفتأ نشعله حتى الكفن,ونبقى نعزف زرياب بوتر شائك,إلى أن نعجز عن مواراة سؤتنا.
ذاك الأثير الذي يخلق باستمرار, في سحر النبض بهمس مهووس, وخطاب سري, ويحاول بشهية وشبق يتطوى في أعماقنا,لنندلق في حدائقه الديجورية المعلقة, حيث انعدام التوازن,وكأنا قد سقينا الثمل,ولا نعدل عن أهواءنا, وأن تقرحت أو صرمت, رغم إنا لا نؤمن من ظعن مشاكس على ضامر لا يكبح, وربما يهوي بنا أو يردفنا أسفله,وحش ينيخ بدفء على أطلائه,
إذ هناك هيكل جمال يقف بقوة في عين المسافات, يراقب دهشة النبض تشتاقه والشمس ضراوة تستبيح بياضه,بالروح وما تملكه, وان تجهم وجهه , فهذا الكائن المتلاطم بينك وبينه لج ضاحك باكي,يهديك الموج ندى يرشح قلب الحياة بالحياة , وأن ابتسم في محيا بعضه الردى,يبقى أثير يراوغك بفتنة.
وهذا العمر الذي لا يشيخ يهيم كفارس في صحراء متخمة بالتلال يناظر الانتصار ويأبى الانكسار يدنو ويبعد بالنبض ولا يلوي على بر وكأني به وضع قلبه فوق سحب تهب الياسمين وتزرع القتاد وهو بينهما يقترع ويذهب بالذات إلى مراودات سخية وسخينة ربما تقذفها على صلابة الواقع أو فراغ ملغوم بالخيال.
لكن الحب يبقى
على حين فجأة ترجلني نبذ واشرع بالهجر,ومراسم الصباح لم تولج في بنفسجها بعد , لأموت في تمزقي ونارنج الصباح يتلعثم بالذبول, ليثقلني
عثير درب تحت خطواتي البائسة ,و قبسي العتيق يتضاءل ليتوسد فتيله رماد,وفاضلي يصخب صمته تجاهل, حيث تراتيله تحيكني وجع أمام صورتي في عين مرآته,لأدر كني قلب يقتات على ضآلة الشعور,فقد أزرى بي كقبر عيوب,وذرى ميقات مقلوب بساعة رملية تغص دقائقه في عنقها المثقوب ببطء, ,لم أدرك قطراته تذمم ,وفراديس غيمه نبل مجاملة,دهاق كأس أثمل الألم في مفاصل فكري,لم يعصمني من غرق, نبض كالسخر ,
بنكهة الغباء,استمدني تفاصيل تتفكه بمضغتي ,ربما شحط بي الغرور فغفوت تحت جنون الأنا,ليبخسني عاطفة تصومعت لتترهبه مارج روح
ألتبستني نذرا, لاتجردني هشاشة غيم تسرح بها الريح أينما تكون,ليسقطني نبض قد ظل الطريق
فضفضني الغرور , مما جعلني أجنح بعيدا لأرسم نفسي فاتنة الشرفات ,شعور امتد من رحم الفلق ,مضغني الورد بثمالة,فأنثال لدغه قبل ٍأوسعتني غفوا ,خلت أني أوازي ضفة الشمس,ألا ساء ما أفكر,طقوس الأنثى تكللني تيجان من شوك, وتقترع على فستاني لتبدي ركبتي العاجزتين, وتشعل حقول الجسد والروح باحتكاك شعور يتهاذى على منعرجات مدببة,لتلقي بي في أجواء عارية على سطور تكاد تمضني كقشة تحاول ان تمتلك تماسكها في عمق صرصر تحتفي بالبعثرة وتقابس الاشتهاء على عدو ٍ, يقايض خطواتي البطيئة على دروب هلامية,وتتشكلني الهام يزخرفني ملكة بضياءات زائفة,وتمسني بدنس المكابرة على صهوة حلم أوهن من بيت العنكبوت,لأتماجن عبر نصوصي وامارس الدوران حول نفسي,لأشعرني في قبر من هواء يضغطني بلا رحمة , لازلت والصباح ينهمر فيـ كرغبة مرمرية تتلاغى بصلاتها العاشقة, كسرير شرقي يرفل بالسحر وسيمفونياته الغادقة رغم تنافر نوتاتها تجعل بيننا قاسم مشترك,يجسدنا روح تواقة وغاوية تشغب رغباتها بشهوة رنين لا يدرك نهايات الزمن
حسبه ان يتداخل و يتخارج فيـ تحليقي , فلا أثم عليه ,ولا وزر على الصباح, فأنا من يحرث البحر ويغرس الملح في طينه الاسود,وأمزقني بنصل متعرج,فتفاحي يحلو له ان يتكامل بالخطايا ,يتنافل ويتوارد وهو مقضوم,برستيج يتوائم والاختناق و حنجرة بوح بصرير مبحوح,عذره ان الشعور يتنابض مع قلب ضيق الاوردة , يعتد بالتشاذي بالوجع والتماس فتنته وعذوبته ,له ان يتخلل ثغور الياسمين ويريق رضابه المر وليرزئه بأفجعه المتكتل في احدبه , لا يضير تراجيع الوجد تثاؤبه المتمرد , فوأده حيا لا يأتي بصبح كظيم,
بل يربأ بلوني ان يكون ربيعا,فمنذ داءه وقريحي يفضي الاقذاء وكأنني أنسته حاجة توقدني حياة في صبحي الفارغ الا من جدراني وانفاسي , فهو يبصرني تحت الجفون ,ويمطرني تحت الشمس,يتوغلني تأملات تشطرني قبلة تبلورني عشقا يطوف بي ويسعى ,يختلقني وخز كلما هم طيفه يولي الادبار.
ليكنــ /
يروق لي هذا التعب
وليقرع عبقية الجفا على نثر البحور أجراس.
تراودهم عجاف الحنين عن الصباح ,وتقرضهم مسافات الحلم في الليالي الملاح ,يرتمون عرايا على أبواب مدائنهم , يقتنصون الفضيلة من فتنة الرغبات, فيهيمون على ضما كفف, وصابه صهباء هيم مجذوعة, تقاسمهم طرائد النفس كقربة متعلل,رغبة ورهبة,يدينون قلوبهم بما ليس يوهب,ويشنئون حاسرين بملامة ,وهم يرمون بحدق غاضب ظلالهم المتعثكلة
التي تأبى الانصياع لقاماتهم القصيرة,ولا يعذلون جذلة قلوبهم التي تستميل قاضيها وتستخلص مراضيه وأن ذل بها المرام ,فآسنها ساطت به الزعاف
ولاذت به رهاب الظن وأضجرت اشذاء اللوتس, وذعذعت أنفاسها ذلا,
إلتبست عقولهم حقيقة رقاط الزحف ورضعوا رؤومها , حتى ختلهم حرير ملمسها وما أدركوا حدة أنيابها, فقد ظللهم غيم الغشاوة حتى ارخى جفونهم تحت لذة إنزلقت بحريرية في أوصال الوهم ليطرب وعيهم بغيبية تفضفض شعور يجترح رعشات ضامئة لا تلبث تذكرهم بسراب موقن.
كملائكة باجنحة مزورة ننثر بياض متلوث بالكذب . توشحه المرايا المسحورة بقلب الحقائق لتجمل شمطاء وتشنع حسناء / شعور آخر يأنس الالم ويصطفق بأجنحة الحب وأن قص صباحها .
قبرت وجه الأصيل, وبات الحزن على سحنة النوارس, عبرت والريح تجهش ببكائها,والبحر يلطم ازرقه ليغسل غربة اليتم,وتقاسيم المواجع تستنطق امداء الرحيل بصمت,
وكأن أرصفة النفس تقرع بليل مجدب,وتتفرس هازل الدهر يحملها على جمر الجراح تساورها رهبة الغارقين, وشكوك الظل تلثم شفاه الشمس وترسم اعوجاج الضلع على جسر الوداع, ليضاجع نهايات الحكاية بسكون ينافح النبض ,ويفسد مشاكسة الصباح لبنفسجه, , ويحمله وزر أشرعة الرحيل .
قد نمارس بقلوبنا نزعة ما, وقد نغيب عن الحياة, وننام في وكناة الحلم ونلوك أمزجتنا, ونختل الوقت, وربما نطعن في السن, ونتجمل بالصبا ونلهم ذواتنا غفلة, تستأنس بوشاية الشعور للشعور, وتحرض على استقراض الجمال من بياض الحب وما شاكلته من العواطف, لكنا حتما صادقين وأن ركبنا خطيئة الأنبياء,فأثوابنا الممزقة, لا تفضح سنابل الجوعى المغروسة في أحداق العرى الموشومة بالخريف,فمن أشقى النبض أوغل السفر على متون الفرقدين, فأفلش العمى بالبياض,فأذاب شمع العيوب لتترقرق جداول فضائله, وكم يظهر النقص فاضل,
فيعلق بمسكه في الأنفاس على موت الورد .
نؤوب مزدوجين بنساء جبران, وأنثى الفجر الغارق بالجمال, تغسل أردان الهوى في أعطاف أعارتها النجوم ثغور بريق يصطدم وبسمة الغواية ,فترشح قطرات البرد ملمسها المخملي, بوردية تبيح تفتق الورد على طينها الرخو,فتتمايل بزهو, يعتد بمعاودة الحمى, على سفوح الوجد المتمزق, لا غرو فهي ابنة الرمل وأرق,تعشق وتعب غشاش وتجفل , مع الصبح وسائره ,لكنها تستريح على لحظ الغوى بنهم الافتراس,وان ساءت للقلب حتى توتره, فابتزاز الحلم لليلها يقض مضجع الكرى في جفون الشوق,شزرا تقدح مزاجها على صرام الكروم, فيما أرادت صروفها, وان لذعت مرارته كأسها بما تروم,تبقى أمل نفسها الممزوجة بمهارق العاطفة لا تنتبه لنواقص الآخر, فهي إحداهن تحيك الأحلام تحت جلدها المزعفر بلون الشمس,وتفاحها الأحمر يستنشق الند من الجمر,ليطول الزمن بأجمله يقطر الشهوة من أنفاس الورد برغبة تلح على النشوز, ويدبج التنزه في مفاصلها المتمردة, وذاك المتعفن المتململ بحاشية الرداء , يتوهم الاختباء فحجمه يفوق عن حلمه, إنما رغبة الإسهاب و التمسك بالامتداد, على صفائح القلب,تحدوه للتمرد , وان كانت الأوردة تتراسل بالسطور فللأبجدية ذكاء زاجل يستلهم عناوينه بالسليقة, ومثله لا يحيط بنظرته ضيق, فهو يصيغ الإلهام من شفرات الغيب, ويغرر جياد الفكر إثارة,لكنه فارس مفرط الكبو!!
نساء جبران/ كناية مستلهمة من نساء جبران الكثيرات المتلونات في امرأة واحدة
سأحبر كنائسي المكتظة بك, وأرثيك سقوط , ولو كنت امتلك أبجديتك العاتية لقرعت الأجراس تلو الأجراس ,واستبحت كل اليقطين لأجرسك عقاب, يتنفسك استجداء مغفرة ,تتحين العشق وجع ينبتها بأكثر لون من الغروب المحتضر, بما يشجي عناقيد الشمس, لتفض صباحك من زلقة الصمت, إلى ضجيج يهمز أسرار التابوت الكئيب المنزوي في اضلاعك , وفي الجزء الأزرق من الطيف أسقطك رذاذا على قفاري .
لن تبقى ثابت الأصل وفي الإفضاء فرعك يتنادى بالاخضرار ,بشح مبهم , ما يضجرني أني لازلت عاجزة عن قراءة تفاصيلك, أتوق لحرية الحيرة ,فشعوري بمتلازمة قضبانها تصرفني رقراقة تتأسن بك وتصهرني على صفيح البقاء, يثملني ذلا ,بما يبخس موازين النبض فيـ , خدش الورد يقوضتني في صوامع الراهبات, لأهب الأبجدية عذريتي, وأتنسك بملامح مزجاة, وانت تنسكب بألف انسياب في قدسية وشاحي الأبيض,تقتصني تفاصيلك رغبة استنشاق لبلورية بيان تكون انت فواصله, و تستبيح البنفسج ساحلا لتتنفس جزيئاتي بهدوء.
بقت الفصول والمطر وأنا واخضرار يشنقني خطيئة مقدسة ,كم تمنيت أن أكون أضخم حتى أصبحت أنثى تلوك الصب, وتتنرجس بتفاني المشتهى, ترتوي من عيون المطر وما أذبلها,و تدير الفلك بتاجها العاجي وما أوهمها, فنالها ما حسبها ,حتى خان بها المسلك والمتكأ,ولا تتوب , وانت لازلت تحمل لوائك مقرا بنصر جولاتك لا غرو فالسقاء ينبع من تحت رجليك زمزم , فألذ الشراب ما أوقع على جدب وما أصاب الغليل,
رموزها في الفلك والتنجيم بعيدة, وأشرعتي في عاتيها ضائعة ,وبر النجاة يدركني بعبء راسية, مهيض يتطفل على اسرار مفاتيحها تلزم الاختباء, فأراني أدنو وأعرض وأؤوب ولا أمسك من نفسي مراميها,فكثيرا ما مسحت وجه الصباح بمبلول أسمال بالية,مما يعيره زخارفها الباهتة الألوان, وكأني أتراهنه على الاهتراء,مما حداني أبيضه اليوم لان أرتله في سماء المنافي, فمضغت النبض بمعقلٍ, وتكومت في نفسي, وكأني القي بها في ثقب إبره, لئلا تنفرج لها ردة, تفتنها بنهار, فالنهارات كالبشر تحتفي بالنقائص,سجيتها الألم , والحياة التي تتعدى على الحياة,لتخلف الظل,اشعر بالصباح وكأنه جدار خرساني ضمني بين جدرانه, كنت أخاله صعب الاختراق لكن حدتني المحاولة لتخريمه لأتنفس الصعداء,وها أنا أفعل , لن أعود لأبجديته المعتوهة, والدراما النفسية, ربما يسخر الآخر, لان الأمر سهل , ومستحيل , وصعب , ومؤلم , لكن لا بد من تخطي بورتريه النبض في داخلي, هذا الذي ينهش حواشي العمق بشفرات خلاسية,تقضم أشيائي لتشكيل عالمه, فيستفيقني على ثمالة تواطئه, وكأني بأديم مزجت مطمئنة الركون في محرابه، ليتجاوزني سهوا ,كرتوش الشوارد, ويأسلبني.
أشعر اليوم باغتراب البوح, فإحساسي الأحمق يرفض أن يذوب, يتسكعني وجع, بقدمين عاريتين, مما يدفئ الطين المتعارك بيـ لأريقه هذيان لغة تخاصم الصمت, يجذبني خشوع تنفس عند شهقة الصباح, لأتبعثر على عشبه العنيد,فإنه يراني قصيدة فوق العادة ,تضاجع فتنة الحضور ليستحم بشعور غابط, بلهفة احتضان, يشاغب بها نبضه الثمين عليـ / .
أعشق البياض وأريق السواد وأوغل صريري في النبض, ليعريني باستثماره لي كوقف عشق يستوطن صباحي بإكتشافاته اللونية,حرباءه العنيدة تفك طلاسمه بأثر,وخطوط شعاعه ترسم بلورات بشفافية القلب على اخضرار أمتد بصخب , ليغيضني فيض,
على قارعة / السؤال منـ أنتـ ؟.
كمناجاة يسكب التضرع خفية ويسكنني بانقباض يوجع العمر بنبض موارب , ويحكيني أرجوان يغلف حنين النوارس ,على صفحة الغياب, ليهتك مراسيلي بجرح وردة تنشق من تفاصيله المبهمة ببرعم مكسور, فيضمي تفتقها بينما الجذر بترابه المر يجرع الغصص بعقره.
اشعر يتقهقر/ نيـ مرات, وأخرى بتوبتي منه يسجد /نيـ, سهوا, وما بين ذاك وذا يستنشق /نيـ الوله, فلا ألبث أن أهزم /نيـ , لأغرق بحميمية إخفاق بذلٍ كمرهف بنصل مكسور.
يعشق النوارس بصمت لكنه يتمنى ان تكون مناقيرها بنفسج لتضيء لجج الافق بهذيان يتدفق قبل ٍتتجاذبها أبجديات فرادته بين فواصلي.
زمان كانت الحياة كموجة تتدفق بعنفوانها,فألتهت النفس لحد التورط مع نفسها,حتى خِلتُ أن الشمس لا تشرق ولا تسحب ذيولها إلا في صباحي,و نهر المجرة لا يقطر إلا ليدهق كأسي,لا أدري أن كنت أخبرتها أني ضمِأة, أتذكر أني كنت فراشة, أشرع بفاه مفغور بأمل يلاحق أضواء الزمن المبهرجة, فأحتسي مصفاها / فما عرض على عاقلٍ/ هنا أقسم على قلمي أن يرسم بوجه ضبابي,حتى لا ينتعلني الوزر,فقميص يوسف يظله الوجع,لكنه لايرجم شاغبت البهتان,فيقين الليل يوخز غيبياته بامتداد ,إذ هو كصنوان يطرق الشرر ولا يحترق,يتمددني بلغة موليير, كما يهب الورد للصدفة بلا صفة,ويرشف النبض على إيقاع قهوته الباردة,ويقارع شعوره بالأبجدية كمتسكع,يتبع وشوشات الريح ويميل بميلها,كأنه يلاعب نبضي بوجد يخفي وراءه صمتاً قاتماً لرغبة في نفسه ليولجني دوما به لأعانق قلمي الذي بدأ عنقه يجف,, يتميز بشخصيةِ شعورٍ بغيضة, كدمه الثقيل بغرورمتخثر,ما أشنعه, يعلق نافذتي بالهواء, ليضغطني بجاذبية مغرقة بالوجع.
أرى اليوم بسملة النهارات قد لوحت لأقلب رمادها,وأقد النبض, وأعرض عن كأس النديم, فقد خارت قوى الصباح , إذ رميت بسرجي في عجاج , بقدح الشذى, فجمح بأجفان مغلقة ,لكن وخز الرمل دعته لفتحها ليستوضح الشمس وإنْ كانت حمئة,حتى رأيت أن أصرف عن الذكر صفحا,وأطوي على الضلوع,وأغضي.
هل توافقون النهاية ؟
أسهبت وأنا أسرج الصباح وأمتطي القلم لا أبرح عاطفتي المجهولة , تملأني أنفاس الورد , بجهنمية عبق الياسمين, وضريعه بطين القلب يمتد بوخز يوجعني بأسراره المتفعية, لتستتب الحضور تلو الحضور ,بلهفة سد رمق شوق برفة حدقة على سطوره,مما ينكبني استصغارا أمام نفسي بتكبيل نبضي الذي يسحقني بعجز ٍ يتدفق ليندي وريده ويقحلني في صباح تجديده,صراع انتشيه دون فكرة , لا ألوي منه على شيء , اللهم الا إراقة تبهر القلب وتنفس الحضور , بعمق نومه ببؤرة الحلم في أمنية الولوج من بوابات الزمن الخارقة, نولد المستحيل من بيضة العنقاء, ونهيم على وجه الواقع بالصمت والإيمان, لنهرق كوثرية الحياة على الحياة بقناعة الجمال الذي نرتديه.
هل هي النفس؟ الأمارة بالسؤ؟
أم هو القلب / الذي يهفو لكل جميل ؟
ويحدق بغرضه أعلى وأكثر من مرام ومشتهى؟
وعدا عليه ياسمين/
سأبقى أصغي لنبض القلب وأذوب في تنهداته وسأملأ المحابر حتى الغرق /
ولكن في جنة أخرى لا تسمح بالكنايات حيث لا أعرف أحدا /
لأطيل سجودي في محراب البنفسج بفراده.
ختام
سيبقى البنفسج يعبق في مكان آخر