
06-07-2011, 06:37 AM
|
|
متى يكون التواضع قيمه أخلاقيه ؟
[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تكون ممتلئاً كالسنابل المثقله بالقمح فتنحني ، فانحناؤك هنا لا يضرّ في مقدار ما تحمل من علم ومن قيم ومن ملكات أو إبداعات ، بل سيزيّن صورتك في أذهان الناس ويحببك إليهم ، لأ نّك حينئذ تجمع بين الحسنيين : قوتك وتواضعك .. جمالك وتواضعك .. شبابك وتواضعك .. علمك وتواضعك .. جاهك وتواضعك .. مهنتك وتواضعك .
فالتواضع لا يكون إلاّ مع الإمتلاء ، ولا يسمّى تواضع الإنسان الفارغ أو الخالي الوفاض أو صفر اليدين تواضعاً ، وإنّما هو من باب "رحم الله امرءاًعرف حدّه فوقف عنده" . وعلى أيّة حال فالتواضع من الجميع حسن ومن الممتلئين أحسن . ولا تواضع مع المتكبرين ، فالتكبر على المتكبر ـ كما في الحديث ـ عباده .
ثمة ترابط وثيق بين (التواضع) وبين (الرفعه) كما إن هناك ترابطاً متيناً بين (الغرور) وبين (الضعه) . ففي الحديث : "مَنْ تواضع لله رفعه" أي أنّ الله سبحانه وتعالى يرفع من مقام المتواضع بما لا يجد المغرور المتكبر مثله من إحترام وإجلال وتقدير .
أمثله من التواضع :
ـ كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يحمل حاجاته بيديه ولا يسمح لغيره بحملها عنه ، ويقول : "صاحب الحاجه أحقّ بحملها" .
ـ وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يجالس الفقراء ويأكل معهم ويلاطفهم ويُحسن إليهم ويخفف من وقع هيبته في نفوسهم حتى لا يتصورونه ملكاً فيهابون الدنوّ منه .
ـ وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يسلّم على جميع المسلمين بلا استثناء حتى الصغار منهم .
ـ وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يجلس في المكان المميز ، ويجلس حيث ينتهي به المجلس .
ـ وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ في السفر وفي الحضر ـ يشارك المسلمين أعمالهم وخدماتهم سواء بسواء
وكان عيسى (عليه السلام) يطلب من الحواريين أن يمدّوا أرجلهم ليغسلها لهم ، فيقال له : نحن أحقّ بذلك يا روح الله فأنت سيِّدنا ونبيّنا ، فيقول لهم : (سيِّد القوم خادمهم) .
وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو أمير المؤمنين يرفض أن يلحق الناس بدابّته كما يفعلون مع الأمراء تعظيماً لهم .
وكان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا سافر في طريق خارجيّ أختار السفر مع أناس لا يعرفونه حتى يتولّى خدمتهم بنفسه .
كل الود والإحترام ..
منقول[/align]
|