وزارة الصحة تدافع عن نفسها في الحوار الوطني بنجران
محمد الصالحي
من عكاظ
أعرف أنني أكثرت من نقد القطاع الصحي عبر هذه الزاوية في الأيام الأخيرة، ولكن ما أجبرني على ذلك هو إثارة ملف الأخطاء الطبية في الرياض الأسبوع الماضي إضافة إلى ثلاثة أيام نقد ومكاشفة عاشتها وزارة الصحة في نجران على طاولة الحوار الوطني.
ويبدو أن الأسبوع الماضي أحرج وزارة الصحة كثيراً، ولم تكن تتوقع أن تمر عليها أيام كهذه، ولكم أن تعودوا إلى صحف الأسبوع الماضي واليوم لتعرفوا سخونة النقد الذي تتعرض له الوزارة، ورغم ذلك لا زالت تدافع عن نفسها وتبرر عجزها وتعد بمشاريع كانت تتحدث عنها منذ سنوات ولم نر لها أثراً.
في نجران، استبقت الوزارة حضور المشاركين بتعليق لوحات في القاعات وممرات الفندق فيها كل أنواع التبرير ولكن بطرق دبلوماسية. فكتبت عن الأخطاء الطبية وقارنت أرقامها بأرقام الأخطاء في دول أوروبية ومعها أمريكا، وكأنها تقول: تعالوا لتشاهدوا أننا نخطئ ككل دول العالم، فأعذرونا. وكتبت عن مستشفيات في طريقها للبناء ووعدت بالمساواة بين المناطق (تطييباً للخاطر)، وتحدث مسؤولوها عن نقد «غير موضوعي» يتعرضون له في الصحف اليومية، وكأن مجيئهم إلى قاعة الحوار الوطني مجرد دفاع عن النفس، وليس لقياس آراء الناس حول القطاع الصحي. ولا أحد يفهم هنا لماذا زاد تحسس القطاعات الحكومية مؤخراً تجاه النقد، وأصبح الكل يبحث عن «الحصانة» بطريقة وأخرى؟
لماذا لا تريد الوزارة أن تستوعب الإحباط الذي يحمله الناس تجاهها وتؤجل التبرير إلى وقت آخر؟ فحجم المليارات التي تدفعها الدولة لها لتهتم بصحتهم، لا يجعل هؤلاء يقتنعون بأي تبرير تكتبه وزارة الصحة دفاعاً عن نفسها حين لا يلمسون أثر المليار على أرض الواقع. المواطن لم يعد يبحث عن سجل إنجازات، ولا يهتم للأرقام التي تتحدث عنها الوزارة، ولا تهمه مسميات الخطط الاستراتيجية والوعود المكتوبة في المنشورات، فكل ذلك تعود عليه ومل منه منذ سنوات. المواطن يبحث عن تحرك عاجل تبادر إليه الوزارة من اليوم لاستدراك ما يمكن استدراكه وتعالج الفشل الذي تعانيه في كل المناطق، ولا أعتقد أن ذلك سيكون قريباً طالما أنها ما زالت تتحدث حتى الأمس عن (قلة الموارد).
وزارة الصحة تدافع عن نفسها في الحوار الوطني بنجران
العرض العادي
