كعبة نجران
[frame="7 80"][align=center]
كعبة نجران
قبل ظهور الإسلام بقرون استولى بني الحارث بن كعب على نجران ، وهم ينسبون
الآن إلى يام الهمدانية بالحلف فقط ( ولكنهم محتفظين بأصلهم المذحجي)
وهم ملوك نجران وظهرت في قبيلة بني الحارث أسرة يقال لها آل عبد المدان ولا
يزالون حتى الآن في نجران يقال لهم أل بالحارث أو بلحارث أو بني الحارث
بن كعب وهم خؤولة أبو العباس السفاح ،،،،و أبو جعفر المنصور حكام الدولة
العباسية
قال أحد الشعراء عندما توترت علاقاته ببني أمية في الاندلس :
[frame="2 80"][poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ولو أني بليـت بهاشمـي=خوؤلته بنـو عبدالمـدان
لهان عليّ ماألقـى ولكـن=تعالوا فانظروا بمن ابتلاني[/poem][/frame]
و هم مشهورين بالجمال و الاجسام الجميلة :
قال حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه و سلم
[frame="2 80"][poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وقد كنا نقول اذا راينا لذي جسم يعد وذي بيـان=كأنك ايها المعطي جمالا وجسما من بني عبدالمدان [/poem][/frame]
وكانوا أهل الحل والعقد في بلاد نجران ، وذاع صيتهم وهابتهم العرب .
بقول أحد شعراء العرب
[frame="2 80"][poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تلوث عمامة وتجر رمحاً=كأنك من بني عبد المدان[/poem][/frame]
وفي هذه دلالة على ما تمتعوا به من شجاعة وفروسية ، بل بلغ بهم الإعتداد
بأنفسهم أن شيدوا كعبة أطلقول عليها " كعبة نجران " ، و كان الذي بناها عبد
المدان بن الديان الحارثي ، وتأسيسها كان على شكل مربع متساوي الأضلاع
والأقطار ، مرتفعة عن الأرض فلا يصعد إلى سطحها إلا بدرج ، وكان الغرض منها
منافسة الكعبة الشريفة ، شرفها الله تعالى . وبنيت هذه الكعبة بعد موقعة شيوخ
العرب التي جرت بمقربة من مكة ، حيث كانت هناك قبيلة حاولت أن تطيح بقريش
إلا أن قريش استنجدوا ببعض القبائل ،، ومنهم من أبى ،،، إلا أن بني الحارث وكما
يسمون الآن ال بالحارث بن كعب و همدان بشكل عام ومذحج قاموا مع قريش و
كان القائد يزيد بن عبد المدان من بلحارث وهو ملك نجران ، وقد أطاحت هذه
القبائل بالقبيلة التي ارادات أن تطيح بأسياد العرب و النسب الشريف الذي ينتمي
إليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،،
وسمت قريش قبيلة بني الحارث بشيوخ العرب
وقد قال أحد شعراء قريش يصف المعركة
[frame="2 80"][poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يواغل جرداً كالقنا حارثيـةً=عليها قنان والحماس وزعبل[/poem][/frame]
وقال
[frame="2 80"][poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فلم ينج إلا فارس من رجالهـم=يخفف ركضاً خشية الموت أعزل[/poem][/frame]
والغرض الآخر هو أن آل عبد المدان
كانوا يفتخرون بنسبهم وقالو ا لما لا تكون لنا كعبة كما أن لقريش كعبة
فنحن ذوي نسب شريف ولا يختلف عن قريش . ويأتي من أراد أن يستجد بنا
يطوف بها ويطلب ما هو باغ ، فبعد معركة شيوخ العرب زادهم ذلك إصراراً
ويذكر كل من بن جريس و ياقوت والهمداني أن آل عبد المدان قد بالغوا في
تشييدها فجاءت على هيئة قبة من أدم من ثلاثمائة جلد ، وكانت جدرانها وسقفها
مطعمة بالفسيفساء والذهب ، كما أنهم إختاروا لبنائها موقعا متميزاً على واد يغص
بالأشجار والرياض ، وتذكر بعض المصادر أن المؤرخ بطليموس قال أن مكانها
كان بالقرب من نهر عظيم أسماه ( لار ) وهذا النهر يصب في الخليج العربي (
خليج فارس " سابقاً ") وقد جفت منابعه .وقد كان هذا النهر في حماية بني
الحارث بن كعب و همدان بشكل عام ويذكر المستشرق بطليموس أن نجران كانت
تحوي الكثير من الغابات وأوضح في كتابة أنها جنة الله على أرضه وكانت معظم
قبائل العرب تطمع في ضمها إلا أن إصطدامها بقبائل همدان وخصوصا بني الحارث
كان الحاجز الشائك ، ومن ثم خوف القبائل الأخرى الاصطدام بأبناء عمومة بني
الحارث من همدان .
وكانت بعض قبائل العرب تشد إليها الرحال في الأشهر الحرم ، وقد اصطنع آل عبد
المدان لبنائهم هذا هيبة ومنزلة رفيعة فأطلقوا عليها " كعبة نجران " وكان لا
يأتي إليها الخائف إلا ويعطى الأمان ولا طالب حاجة إلا وتقضى حاجته ، أو مسترفد
إلا ويرُفد ويعطى .
وللشاعر الأعشى صلة بآل عبد المدان فكان يزورهم في السنة مرة أو مرتين فيقيم
عندهم بعض الوقت ويجالسهم ويمدحهم ويثني عليهم .
ومن شعره :
[frame="2 80"][poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وكعبة نجران حتمٌ عليـك=حتـى تُناخـي بأبوابهـا
تزور يزيداً بن عبد المدان=وقيساً هم خير أربابهـا
وشاهِدنا الورد والياسمين=والمسْمعـات بقصَّابهـا
وبُربطنـا دائـم مُعْمِـل=فأي الثلاثـة أزرى بهـا
إذا الحِبرات تَلَـوث بهـم=وجَرُّوا أسافـل هُدّابهـا[/poem][/frame]
ومما يوحي ويدل على كرم آل عبد المدان بن الحارث بن كعب ، وكذلك التزامهم
بتلبية من يلجأ إليهم، وما ذكرته المصادر من أن رجلاً من ثمالة قد جاور عبد
الله بن الصمة ، فهلك عبد الله ، و أقام الرجل في جوار أخيه دريد ، وأغار
أنس بن مدركة الخثعمي على بني جشم فأصاب مال الثمالي وجيران لدريد آخرين ،
فتراخى دريد عن طلب القوم لاشتغاله بحرب من يليه ، ولما ألحّ عليه جاره قال
دريد : أمهلني عامي هذا ، وخرج مرة فسمع دريد الثمالي يقول :
[frame="2 80"][poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
دع الخيل والسُمْرَ الطّـوال لخثعـم=فما أنت والرمح الطويل وما الفرس
وما أنت والغـزو المُتَابـع للعِـدَا=وهمُّك سَوْقُ العوذِ والدَّلو والمُرْسُ [/poem][/frame]
ولم ينته دريد من سماع هذه الأبيات إلا وأصبح قلقاً لا يهدأ له بال حتى يسترد ما
سُلب من جاره ، ثم شاور ذوي الرأي من قومه فقالوا له : إرحل إلى يزيد بن عبد
المدان ، وأطلبه في رد ما سلب أنس بن مدرك الخثعمي .
فقال دريد سأبعث أحد يمدحه ثم أنظر مكانتي من الرجل :
ثم أنشد أبيات وبعثها إلى يزيد الحارثي :
[frame="2 80"][poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بني الديان ردوا مال جاري=وأسرى في كبولهم الثقـال
وردوا السبي إن شئتم بمنٍ=وإن شئتم مفـاداةً بمـال
فأنتم أهل عائـدةٍ وفضـلٍ=وأيدٍ في مواهبكـم طـوال
متى ما تمنعوا شيئاً فليست=حبائل أخذه غير السـؤال
وحربكم بني الديان حـربٌ=يغص المرء منها بالـزلال
وجارتكم بني الديان بسـلٌ=وجاركم يعـد مـع العيـال
حذا عبد المدان لكم حـذاءً=مخصرة الصدور على مثال
بني الديان إن بني زيادٍ هم=أهـل التكـرم والفـعـال
فأولوني بني الديان خيـراً=أقر لكم به أخرى الليالـي[/poem] [/frame]
ولما بلغ الشعر يزيد قال : وجب حق الرجل ، فسار إليه دريد وأكرمه وأعطاه مطلبه .
وقد مدح دريد يزيد بأبيات أخرى ومن هذه الأبيات :
[frame="2 80"][poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مدحت يزيدً بن عبد المدان=فأكرم به من فتى ممتـدح
حًلًلت بـه دون أصحابـه=فأَروى زِنَادي لمّـا قـدَح [/poem][/frame]
و أريد أن أشير بأن دريد كانت علاقاتهم ببني الحارث متوترة ،،، ففي أحد المرات
قبل هذه القصيدة كان دريد يتوعد بنجران ،،،، لكن ما لبث وإلا وأن بني الحارث
على رأسهم يزيد بن عبد المدان هاجموا قبيلته ولحسن حظه لم يجدوه فقتلوا أخاه
خالدا ،،،، وتركوا لهو قصيدة يقولون له فيها
[frame="2 80"][poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نبئـت أن دريـداً ظـل معترضـا=يهدي الوعيد إلى نجران من حضن
كالكلب يعوي إلى بيـداء مقفـرةٍ=من ذا يواعدنا بالحرب لـم يحـن
إن تلق حي بنـي الديـان تلقهـم=شم الأنوف إليهـم عـزة اليمـن
ما كان في الناس للديان من شبـهٍ=إلا رعـيـنٌ وإلا آل ذي يــزن
أغمض جفونك عما لسـت نائلـه=نحن الذين سبقنا النـاس بالدمـن
نحن الذين تركنـا خالـداً عطبـاً=وسط العجاج كأن المرء لـم يكـن
إن تهجنا تهج أنجـاداً شرامحـةً=بيض الوجوه مرافيداً على الزمـن
أورى زيـادٌ لنـا زنـداً ووالدنـا=عبد المـدان وأورى زنـده قطـن [/poem][/frame]
ولكن سرعان ما أدرك دريد بخطورة ما هو مقدم عليه فأرسل قصيدة يقول فيها :
[frame="2 80"][poem=font="simplified arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يابني الحارث أنتم معشـرٌ=زندكم وارٍ في الحرب بهـم
ولكم خيـلٌ عليهـا فتيـةٌ=كأسود الغاب يحمين الأجـم
ليس في الأرض قبيلٌ مثلكم=حين يرفض العدا غير جشم [/poem] [/frame]
وكما أسلفت حسنت علاقة بني الحارث بدريد بعدإستنجاد دريد بيزيد بن عبد المدان
بن الديان و إعادة بن عبد المدان لإبل الثمالي الذي إستجار بدريد وعادت المياه
لمجاريها ،،،،،،،
هذا وصل الله على نبينا محمد خاتم الانبياء والمرسلين[/align][/frame]
|