عرض مشاركة واحدة
   
 
قديم 12-02-2009, 05:04 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف عام

الصورة الرمزية الوااافي

إحصائية العضو







 

الوااافي غير متواجد حالياً

 


المنتدى : المنتدى العام
Thumbs up وتغيب أجسادنا طائعة فداءً للوطن

وتغيب أجسادنا طائعة فداءً للوطن
نستثار دائما لفكرة أننا قد نكون مستهدفين من قبل جهة أو جماعة أو حتى شرذمة من قطاع الطرق تسعى إلى زرع الخوف والدمار في نفوس من يشاركونها في الجوار لا لشيء إلا إرضاء لحمق التفكير وضلالته.
هكذا تتكاثف فينا المشاعر نافية ما قد نصنف لأجله! فليس هناك من قبيلة أو منطقة أو حتى جنس, الكل يسابق حتى يغيب جسده فداء لأرض استقى من رمالها الشهد, وأصلت فيه روح الدفاع عن الحمى, كعادة العربي الأصيل الذي تأبى نفسه أن يدنس شبرا من أرضه.
واليوم نحن كذلك على حدود الوطن لا نقول في الجنوب فحسب بل في كل بقعة على هذا الثرى الطاهر وإن كانت جازان هي من نكئ جرحها فكلنا لها نردد في فيافيها والجبال شعر الحماسة ونقرع طبول الحرب في اثر المعتدي.
جازان ترقد أمانة في القلوب وعلى محياها رسم الأبطال بيارق النصر ليراها القاصي والداني وحتى إخواننا في الوطن الذين يجهل بعضهم أين هي جازان أو نجران أو الوديعة والخرخير؟! هي حزام الوطن من جنوبه الشرقي إلى الغربي تمخر عبابها سلسلة السروات الشماء التي تقف هي الأخرى حصنا يدك العداء.
أحيانا تخنقك العبرة وأخوك أو رفيق دربك في دراسة أو عمل يسألك عن مسقط رأسك في ريبة وكأنك هابط من كوكب مجهول لا اثر له في مجموعتنا الشمسية بينما أنت في جواره ومنطقتك لا تبعد سوى اليسير من الكيلومترات وهناك في بلاد المجهول وعلى خارطة العالم يأتيك بوصف الجزر الفلانية وسكانها ولغتها الأم.
جهلنا بجغرافية الوطن مشكلة خصوصا إذا تعمد البعض ذلك الجهل خوفا من التصاق المعرفة بتلك الفكرة التي عادة ما تصف مناطق الأطراف أو الحدود بالتخلف أو الرجعية أو ربما البدائية في طرق العيش والتعامل مع وسائل الحياة.
هناك فروق تفرضها موقع المدينة وأهميتها في النسق الحكومي وتواجد اغلب الدوائر الحكومية فيها ولكن لا يعني ذلك أن غيرها من المناطق ترقد بين الكثبان وقد نسيها الزمن بل على العكس فيها من ينافس على الصدارة في منابر العلم والأدب وحتى التعامل مع وسائل التقنية الحديثة.
دولتنا الحبيبة قارة لكن اتساعها لا يعني تغافلنا عن معرفة طبيعة هذا الاتساع وأين هي حدوده الفاصلة وان نبسط هذه المعرفة بالرغبة الصادقة أن نشكل الدرع القوي الذي يحيط بالمعصم كالسوار الذي يغلى ثمنه بمقدار الأرواح التي غادرتنا مبتهجة بنيل الشهادة في الخوبة وعلى مشارف جبل دخان وهي تبادلنا التهنئة بعيد سبقتنا للاحتفال به قبل الرحيل.

بقلم فاطمة ال تيسان







التوقيع

رد مع اقتباس