الموضوع: صله الارحام ..
عرض مشاركة واحدة
   
 
قديم 07-26-2010, 12:13 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كاتب مميز

إحصائية العضو







 

نواره غير متواجد حالياً

 


المنتدى : المنتدى الثقافي والتعليمي
افتراضي صله الارحام ..

أمر الاسلام بصله الرحم ورغب فيها في نصوص كثيرة من ذلك:

ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ قَالَ نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ قَالَ: فَهُوَ لَكِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: }فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ{ متفق عليه.

وحذر من قطيعة الرحم، وجعلها من الأمور التي يعجل لصاحبها العقوبة بها في الدنيا.

عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ" أخرجه أحمد وأبوداود والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"اهـ.

وصلة الأرحام من محاسن الدين الإسلام التي يتميز بها المجتمع المسلم عن سائر المجتمعات، حيث يتحقق من خلالها صورة من صور البر، والترابط الأسري، والرحمة والاحترام بين أفراد الأسرة الواحدة.

ومن أهم الأمور التي ينبغي توجيه الناس إلى رعايتها في هذا الصدد:

1 ) الحث على التواصل بين الأقارب والعناية بصلة الأرحام.

فلا ينبغي للمسلم أن يترك صلة رحمه، والمحافظة عليها.

2 ) وقد اعتقد بعض الناس أنه لا بد من حصول الزيارات وتبادلها لتتحقق صلة الأرحام، وهذا الأمر ليس كذلك، فإن صلة الأرحام تحصل بتبادل الزيارات، والسلام، وبالسؤال عنهم، حتى ولو عبر الهاتف، فقد قال الرسول الكريم "بلوا أرحامكم و لو بالسلام" أخرجه (البزار) عن ابن عباس والطبراني في الكبير عن أبي الطفيل والبيهقي عن أنس وسويد بن عمرو وقيل ابن عامر الأنصاري، والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع.‌

وفي فيض القدير للمناوي : "قوله : (بلوا أرحامكم) أي أندوها بما يجب أن تندى به وواصلوها بما ينبغي أن توصل به. (ولو بالسلام) يقال الوصل بلل يوجب الالتصاق، والاتصال والهجر يفضي إلى التفتت والانفصال. ... قال الطيبي : شبه الرحم بالأرض الذي إذا وقع الماء عليها وسقاها حق سقيها أزهرت ورؤيت فيها النضارة فأثمرت المحبة والصفاء وإذا تركت بغير سقي يبست وبطل نفعها فلا تثمر إلا البغض والجفاء، ومنه قولهم: سنة جماد أي لا مطر فيها، وناقة جماد أي لا لبن فيها.

وقال الزين العراقي: بين به أن الصلة والقطيعة درجات فأدنى الصلة ترك الهجر وصلتها بالكلام ولو بالسلام ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة فمنها واجب ومنها مندوب"اهـ.

والمقصود : أن صلة الرحم لها درجات، ومن أدنى درجاتها التي تحصل بها، إبلاغ السلام، وهذا يتحقق ولو عن طريق الهاتف، وهذا أمر يتيسر على كل أحد فعله بإذن الله!

قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رحمه الله : "وَلَا خِلَاف أَنَّ صِلَة الرَّحِم وَاجِبَة فِي الْجُمْلَة , وَقَطِيعَتهَا مَعْصِيَة كَبِيرَة . قَالَ : وَالْأَحَادِيث فِي الْبَاب تَشْهَد لِهَذَا , وَلَكِنَّ الصِّلَة دَرَجَات بَعْضهَا أَرْفَع مِنْ بَعْض , وَأَدْنَاهَا تَرْك الْمُهَاجَرَة , وَصِلَتهَا بِالْكَلَامِ وَلَوْ بِالسَّلَامِ , وَيَخْتَلِف ذَلِكَ بِاخْتِلَافِ الْقُدْرَة وَالْحَاجَة , فَمِنْهَا وَاجِب , وَمِنْهَا مُسْتَحَبّ , وَلَوْ وَصَلَ بَعْض الصِّلَة لَمْ يَصِل غَايَتهَا لَا يُسَمَّى قَاطِعًا , وَلَوْ قَصَّرَ عَمَّا يَقْدِر عَلَيْهِ وَيَنْبَغِي لَهُ لَا يُسَمَّى وَاصِلًا"اهـ.

فما المانع أن يجلس المسلم في ساعة من كل أسبوع أو كل أسبوعين أو كل شهر ويحضر أرقام الهواتف للأقرباء ويتصل بهم، ويسأل عنهم، فإن هذا من الصلة، و لا يلزم أن يكلف نفسه وأهله وأقاربه الزيارة، ويصر عليها بصورة قد تؤدي إلى عكس الأمر المقصود أصلاً بالصلة.

3 ) ومن الأمور التي شاعت في مجتمعنا تخصيص الصلة بالأقارب الذين بيننا وبينهم زيارات، فهؤلاء هم الأرحام، والمبدأ الذي يمشي عليه بعض الناس في مجتمعنا: من يزورنا أو يسأل عنا، زرناه، وسألنا عنه.

وهذا الأمر لا يمثل حقيقة صلة الرحمن المأمور بها شرعاً؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا" أخرجه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي.

ومعنى الحديث : أن الذي يحقق صلة الرحم ويوصف بأنه وصل رحمه، هو الذي يصل قريبه الذي قاطعه، وفي هذا الحديث تنبيه على أن من كافأ من أحسن إليه ليس هو الواصل الكامل في وصف الصلة، وإنما الواصل الكامل في وصف الصلة الذي يقطعه قريبه فيواصل هو.

والحديث فيه بيان أفضل مراتب الصلة، إذ هي مراتب:

منها : أن تصل قريبك الذي يقطعك، فتزوره أو تسأل عنه، فتصله و لا تقطعه، وهي المذكورة في الحديث، وهي أعلاها.

ومنها : أن تصل قريبك الذي لم يقطعك، وبينك وبينه صلة.

4 ) ومن الأمور التي في مجتمعنا وتتعلق بصلة الرحم : الإثقال على الأقارب، بالزيارة، وتحميل ذلك على صلة الرحم، فإذا حصل من القريب نوع ضيق، أو انزعاج اتهم بأنه مقصر في صلة الأرحام!

والواقع أن هذا التصور يجعل الأمر في صلة الرحم يجري على خلاف السبيل المقصود؛ إذ المقصود بصلة الأرحام حصول اللحمة الاجتماعية، وتقارب الأسرة وترابطها فيما بينها، فيعود المجتمع المسلم يداً واحدة، ولا شك أن الإثقال على الأقارب بدعوى صلة الرحم دون مراعاة لحال الأقارب ووضعهم ومشاغلهم يؤدي إلى عكس المقصود وبالله التوفيق.

5 ) ومن الأمور المهمة في هذا الموضوع، أن على الزوجة أن تبر زوجها وتحسن إليه في عشرته ومعاملته، ومن ذلك إحسانها إلى أهله، وتعلم أولاده صلتهم وبرهم والإحسان إليهم. وعلى الزوج في حسن عشرته لزوجته أن يراعي حال أهل زوجته فيحسن إليهم، ويعلم أولادهم البر بهم والإحسان إليهم...
مع دخول قرب وصول الشهر المبارك
ندعوا الجميع الي صله الرحم







رد مع اقتباس