عرض مشاركة واحدة
   
 
قديم 09-04-2010, 12:29 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف منتدى الصحه والغذاء والاطفال

الصورة الرمزية المدااوي%

إحصائية العضو






 

المدااوي% غير متواجد حالياً

 


المنتدى : المنتدى الثقافي والتعليمي
Lightbulb المحافظة على اللغة العربية

الحفاظ على لغتنا العربية تأصيل لمنهج الوسطية

تعتبر اللغة وسيلة الأتصال الأولى واداة التعبير منذ خلق الله الانسان وأستخلفه في هذا الكون وهي مظهر من مظاهر قدرة الله سبحانه وتعالى في خلقه حيث التنوع في اللون والعرق واللغة {ومن أياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم والوانكم إن في ذلك لأيات للعالمين} الروم 22
وفضلاً عن وظيفة الاتصال المهمة التي تؤديها اللغة إلا أن مهمتها لا تنتهي عند هذا الحد بل هي الحاضن الرئيس لحضارة الأمة الناطقة بها والمعبر الحقيقي عن ثقافتها وفكرها وهويتها···
وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد بعث رسوله [ بالرسالة الخاتمة وجعل خطابها باللغة العربية {إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون}يوسف 2 فما ذلك إلا لعلمه سبحانة وتعالى بقدرة هذه اللغة الخالدة على العطاء والاستيعاب والإبداع في كل زمان ومكان وأن باستطاعتها التعامل والتعايش مع اللغات الأخرى كافة بلا عنصرية أو إستعلاء أو تميز فهي اللغة الوسط للأمة الوسط ذات المنهج الوسط··
لقد تنبه سلف هذه الأمة وعلماؤها ومفكروها الى أهمية اللغة العربية فألقوا بها الكتب وقعدوا لها القواعد صوناً لها من عبث العابثين وحفاظاً وفهماً للشريعة والأحكام التي نزلت بها بل وجعلوا تعلمها واجباً على كل مسلم ومسلمة لكن في حدود الإستطاعة ومن هنا نفهم مغزى المحاولاتت التي قام بها بعض المتغربين من أبناء هذه الأمة والمستشرقين حين حاولوا إدخال مدلولات ومصطلحات وترجمات ومعاني لا تمت بصلة إلى لغتنا وتحت ستار التحديث والتبسيط والتجديد والاستيعاب لمستجدات العصر من أجل إِصعاف هذا الدين وصرف اتباعه عن هويتهم وثقافتهم الأصيلة·
واذا كان الله سبحانه وتعالى قد تكفل لهذه اللغة الحفظ والخلود { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} الحجر (9) فإن تكاليف هذا الحفظ نقع على عاتق ابناء هذه الأمة في حماية لغتهم والذود عنها والإبداع فيها وهضم كل ما هو جديد، ومن حقنا هنا أن نتساءل· لماذا تقاعس العرب والمسلمون عن ذلك في حين تنبه غيرهم إلى هذه القضية فها هي فرنسا - على سبيل المثال - تسن القوانين الصارمة وتتخذ العديد من الإجراءات لحماية اللغة الفرنسية من هيمنة الإنكليزية خصوصاً في مجال تكنولوجيا المعلومات والعلوم الأخرى·
إن الجهود الطيبة التي تبذلها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) من أجل نشر اللغة العربية في المجتمعات الإسلامية غير الناطقة بالعربية مترجمة أمات الكتب التراثية إلى لغات هذه الشعوب والجهود المباركة التي تبذلها مجامع اللغة العربية في القاهرة ودمشق وبغداد وغيرها من أجل تعريب بعض المصطلحات العلمية الوافدة وتدارس القضايا المستجدة على الساحة اللغوية والجهود المشكورة لرابطة الادب الاسلامي في نشر الأدب الإسلامي الملتزم وتشجيع المواهب الأدبية الاسلامية الناشئة كلها جهود تستحق التقدير والأحترام والمساندة لكن يبقى السؤال: إلى متى تظل هذه الجهود مبعثرة؟ ولماذا لا تقوم هيئة أو مرجعية أو مؤسسة أدبية لغوية (سَمِّها ما شئت) تجمع المتخصصين في علوم اللغة العربية في شتى أرجاء العالم العربي والإسلامي لتقوم بوضع الخطط والبرامج والمناهج اللغوية والأدبية الكفيلة بابقاء لغتنا نابضة بالحياة تستوعب إنتاج لغات العالم كافة في العلوم والأدب والتكنولوجيا وتضيف اليها وتبدع في إطار منهج إسلامي أدبي وسطي يتقبله الجميع بلا نفور ولا أعتراض
·








التوقيع



رد مع اقتباس