عرض مشاركة واحدة

   
 
  #2  
قديم 08-19-2010, 03:51 AM
بلحارث االيمن بلحارث االيمن غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,492
افتراضي


1189هـ - استعانة الأمير حيدر بن محمد الخيراتي بيام.



الأمير حيدر بن محمد بن أحمد الخيراتي أوصى له أبيه بأن يخلفه في حكم البلد ولكن لم تنفذ وصيت أبيه فأستولي على الحكم أخيه احمد بن محمد بن أحمد الخيراتي ورفع بذلك إلى أمام صنعاء [الأمام المهدي العباس بن الحسين بن القاسم] فوردة الموافقة مصحوبة ببعض التحفظات و التوصية في الاعتماد على قبائل يام.. وعملا بتوصية أمام صنعاء اضطر استدعاء قبائل يام و عندما وافته الأخبار بدنوهم من المخلاف تخوف منهم وانتابه عقدة نفسية و انهيار عصبي حتى استدعى أخاه الأمير حيدر … ثم انسحب إلى بيته .. وانتهى به الأمر إلى الخروج إلى اليمن وفي طريقة إلى اليمن اتفق بعمه الحسن بن احمد بن محمد الخيراتي الذي هو بدورة قد خرج مغضبا لابن أخيه حيدر اتفقا على العمل ضد عدوهما و خصمهما المشترك ووصل الأمير احمد إلى الأمام بصنعاء وبث شكواه فكتب الأمام إلى الأمير حيدر بشكوى أخيه وانه يرى من الخير لهما المصالحة [ولما لم يكن ] للكتاب نتيجة أعطى الحسن بن احمد بن محمد الخيراتي أمر بعزل ابن أخيه و توليته على المخلاف فبعث هذا بالأمر الى ا بن أخيه حيدر فقبل التنازل مكره. في رجب عام 1189 توفي الأمام المهدي فأخذ القلق و الخوف يساور قلب الأمير الحسن خشية أن يعضد الأمام الجديد [المنصور على بن العباس] ابني أخيه حيدر بن محمد و احمد بن محمد بيد أنه تشجع واخذ البيعة و بعث له بأوراق البيعة مع المقرر السنوي من الخيل فوصله التأييد على عمالة المخلاف و هنا أدرك خصما الأمير بأنه أسقط في يدهما وأن من الأفضل لهما الاستعانة بقبائل يام لأدراك قصدهما بالقوة فأن تم ذلك فموافقة الأمام مضمونة على الاعتراف بالواقع. (2) . . وفي شهر ذي القعدة 1189هـ نزل من قبائل يام خمسمائة محارب فأخذ الأمير [الحسن بن أحمد أمير أبي عريش ] في الاستعداد والحذر ظناً منه بأنهم سيعلنونه العداء من الساعة الأولى لنزولهم تأيداً لأبني أخيه الذين استدعوهما ..... وكان لدى الأمير بعض المتجندين من يام فطلب الأمير منهم نصيحة رفقائهم الجدد واقناعهم بالعودة إلى نـجـران فكان جوابهم أننا نقنع بما حصل وقد طلبنا أبنا أخيه ، فرأينا أن لا ننزل إلا إليه فإن قبلنا ... حسب العادة وإلا سرنا إلى من دعانا - وهي إجابة مرنة تحتاج إلى التروي وأعمال الفكر ، بيد أن الأمير لم تسعفه البصيرة بالاستفادة منهم فقد كان شديد الريبة منهم وصمم على عدم استخدامهم وأعطاهم ما يصرفهم راضين من حيث أتوا وهم يفاوضونه



[وهنا نلاحظ اضطراب في هذه القصة إذ ليس من المعتاد و لا من المعقول أن يستدعي و يستعين أحد بصديق أو حليف فيتجه ذلك الصديق أو الحليف إلى عدو من استعان به !!! بل ويقنع من ذلك العدو بأقل القليل !!].



وزحفوا إلى الأمام حتى عسكروا في زبارة أم (الغلف) وقضوا بقية يومهم وأمسوا وفي الصباح عندما يئسوا من بره من أطراف مدينة أبي عريش في شبه استعراض حربي ووجهتهم إلى قرية البيض التي ينتظرهم بها الأمير السابق حيدر بن محمد وبوصولهم إلى البيض استدعوه ، وبعد المفاهمة أرسل إلى عمة [أمير أبي عريش ] يعرض وساطته بينه و بين يام


[ ويستمر الاضطراب في هذه القصة فما الخصام الذي حدث بين الأمير الحسن ابن أحمد وبين يام حتى أن الأمير حيدر تناسى العداوة التي بينه وبين عمه وبادر بالوساطة بين عمه وبين يام!!! ]


و خرج حيدر وضرب خيمته في معسكر يام كما أرسل إلى الأمير احمد بن محمد بن احمد وضربوا الحصار على أبي عريش ومنعوا منها مواد التموين ، وكتب الأمير الحسن إلى الأمام بالواقع مستنجداً وظل منتظراً حتى وافاه جواب الإمام وبرفقته كتاب أو بالأحرى أمر إلى أهل المخلاف السليماني يحضهم على الوقوف بجانبه والقتال في صفه وهب أهل المخلاف لمساعدته ، وأكبر عامل لسرعة إجابتهم تخوفهم من عودة الأمارة إلى حيدر الذي ذاقوا أنواع الظلم في مدته، وأقبلت كتائبهم تترئ إلى أبي عريش للقتال إلي جانبه ، ونشب القتال بين يام المؤيدين للأمير حيدر وأهل أبي عريش ومن معهم من أهل المخلاف المؤيدين للأمير الحسن ففي يوم 13 ذو الحجة 1189هـ تقدمت يام بقيادة الأمير حيدر لمهاجمة المدينة فخرج إليهم المدافعون وهزموهم ، في أول الأمر ثم استعادوا معنوياتهم بتشجيع من الأمير حيدر وأعادوا الكرة على أهل المدينة وأنصارهم حزب الحسن فأزالوهم عن أماكنهم ثم هزموهم شر هزيمة . ( 3 )
وفي ربيع الأول سنة 1190 توفى الأمير حيدر بن محمد فـفـقـدت يام بموته ما كانت تأمل [ فاستولى على أمارة أبي عريش الأمير أحمد بن محمد ] فرفع الأمير أحمد بن محمد لصنعاء بنبأ قبضه على زمام الأمور بالمخلاف السليماني وطلب الموافقة على إقراره فوردت مراسيم التقليد ...على أثر ذلك نشطت يام في المطالبة بأعطيتهم وتجهيزهم للعودة إلى نجران فأخذ الأمير يعتذر لقلة الموارد ويام في الطلب وتحت المطالبة منهم والاعتذار منه [قرروا] نهب المدينة .
وفي يوم الأربعاء ربيع الأخر سنة 1190هـ قرر الياميون نهب السوق والمدينة في ضحوة النهار وقد أكتض السوق بالمسوقين من أرجاء المخلاف لم يشعر الناس إلا بهجوم الياميين في طرف السوق وقيامهم بالسلب والسطو وسرعان ما تأهب أهل الحوانيت في حزم بضاعتهم والقيام للدفاع . شعر الياميون بفشل خطتهم ولم يكن قد حصلوا إلا على بعض المواشي، فكفوا وأعادوها وتقدم رؤساؤهم بالاعتذار من أعيان المدينة ووجهائها بأن ما وقع هو دون اطلاع وعلم منهم وأنه من بعض سفهائهم وأعادوا المنهوب فسكنت النفوس وساد الاطمئنان وفتحت الحوانيت والمتاجر وأخذت حركة السوق في مجراها الطبيعي وأقبل المسوقون من أهل البوادي في قضاء حاجاتهم ومغارة السوق فما راعهم إلا شبوب النار في البيوت القريبة من السوق وهجوم الياميين على المتاجر والحوانيت مصحوباً بإطلاق الرصاص وإشهار السلاح الأبيض والناس على غير أهبة ولا سابق استعداد بعد أن اطمأنوا إلى تعهدات رؤساء القوم واستمر السطو والسلب من بعد العصر إلى نصف الليل وقد شوهد أحمد بن إسماعيل المكرمي بنفسه يباشر أعمال السلب والنهب مع غيره من رؤساء يام [ لقد بحثنا في تلك الفترة الزمنية وما قبلها وما بعدها فما وجدنا أحد بهذا الاسم إلا في عام 1284هـ أي بعد اربعة وتسعين عام من هذه القصة!! ] وقد كانت الصدمة شديدة على أهل المدينة أفقدتهم روح المقاومة وقادت الرأي من الأشراف قابعون في دورهم لم يحرك أحد منهم ساكناً ......واستفاق أهل المدينة من غشية تلك الصدمة الجارفة عند منتصف الليل وتلفتوا نحو قادتهم فلم يروا أحد فقرروا الدفاع عن أنفسهم ومدينتهم وسرعان ما هبوا من استماتتهم، وحملوا على الياميين حملة صادقة أرغمت القسم الأكبر [منهم] على الاعتصام ( بالجامع الكبير) وارتقى قسم من الأهالي إلى بيوت الحجر القريبة من الجامع وأصلوهم نيران البنادق وحصروهم في داخل الجامع والقسم الأخر قصد القلعة الأمامية التي تحصن بها قسم من ( الياميين ) وأرغموهم على الخروج .. من القعلة بعد أن كبدوهم خسائر في الأرواح وطاردوهم حتى الجاؤهم إلى الدخول مع أصحاب الجامع وهنا تدخل أحد الأمراء ( علي بن محمد ) ومعه أبنه يحيى بن علي وأمن الياميين في وجهه وخرج بهم إلى ( شعب الأملح ) (4).



نص الوثيقة :
الحمد لله وحده
من أحمد بن إسماعيل المكرمي إلى الأخ الأجل الأكمل الأكرم المكرم حيدر بن علي حرسه الله . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .صدرت للسلام كتابكم وصل وعرفنا به ونحن ما أمكن لنا الخروج إلا صباح يوم الجمعة نحن ومن سايرنا من الجبل وأما الغير فما لهم أمل لذلك مما كان أملهم إلا سدادة وقد أعذرناهم ونحن أن شاء الله ما نمسي الليلة إلا لديكم فقد أنت تلزم من ذكرت يلقونا إلا هنالك في (مقاب) حسبما عرفته سابق وغدا ونحن أن شاء الله في الساق يكون معلوم والله يجملنا والسلام. والجمال الذي يرافقنا والأولاد يسلمون عليك تاريخ يوم الجمعة 19 شهر القعدة سنة 1284.

الختم (5)


المــراجع

1- تاريخ المملكة العربية السعودية ج 1 ص 106.
2 - المخلاف السليماني ج 1 ص410.
3ـ المخلاف السليماني ج 1 ص411/ 412.
4ـ ( المخلاف السليماني ج1 ص414).
5ـ المخلاف السليماني ج 1 ص520. يــــــــتـــــــبــــــع
رد مع اقتباس